عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 01-03-2025, 04:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,845
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قناديل على الدرب

قناديل على الدرب – الإلحاد

(9) خطر الفكر الإلحادي على المسلمين


عادة ما نسمع تساؤلات عدة واستفسارات غريبة في مفهومها، عجيبة في مضمونها، تخرج من أفواه هؤلاء الملاحدة المشركين بالله عز وجل. تلك التساؤلات تظهر تلبيساتهم ومغالطاتهم العقلية ومنها: أنهم إذا ناظرهم المسلم وبين لهم قانون السببية، وأن كل شيء على وجه المعمورة لابد وأن يكون له خالق، وكل حادث لابد له من محدث، فترى الملحد يسأل بغباء واضح قائلاً: إذا سلمنا بأن الله خالق كل شيء، فمن خلق الله؟ ولم لا يطبق قانون السببية عليه؟
سؤال فاسد، فبعد أن يسلم الملحد بأنه خالق، ثم يقول من خلقه؟ فيجعل منه خالقاً ومخلوقاً في نفس الوقت، وهذا تناقض واضح يرفضه أصحاب العقول السليمة، فلا يمكن أن يكون الخالق مخلوقًا، ولا يمكن أن يكون المخلوق خالقًا.
وإليك أخي القارئ سؤال آخر من أسئلة هؤلاء الملاحدة وهو هل يستطيع الله أن يخرج أحدًا من ملكه؟ في علم اللغة تكون الإجابة على سؤال يبدأ بهل إما بنعم أو لا، فإذا قلنا نعم يستطيع الله -عز وجل- أن يفعل أي شيء، فهو القادر المقتدر {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }(يس:82). فيرد الملحد بخبث قائلاً: إذا أنت أثبت أن هناك ملكًا غير ملك الله، فمن الضروري أن يكون له رب آخر. وإذا أجبت على هذا السؤال بلا، يرد الملحد قائلاً: إذاً أنت تنفي القدرة عن الله وبذلك فقد أشركت.
هذا السؤال وأشباهه به مغالطة عقلية كبيرة، الهدف منه إلزام المجيب بإجابة قد حددها المتسائل من قبل إما نعم أو لا، والهدف الظاهر منه تشكيك المؤمن في قدرة الله عز وجل، وبالتالي التشكيك في وجوده سبحانه وتعالى، وعند التأمل في بنية هذه التساؤلات ستجد أنها تقوم على فكرة عبثية لا أكثر ولا أقل، وهذا خير دليل على أن الموقف الإلحادي موقف عبثي.
أسلوب خبيث في المناقشات والمناظرات فكما أسلفنا في مقالات عدة سابقة أن الفكر الإلحادي يقوم على النظريات الفلسفية الكلامية فهم أهل الكلام، يعتمدون أسلوب المغالطة الجدلية والتلبيس على المحاور، وهم في ذلك لا يحترمون المنهج العلمي السليم في المحاورة والمناظرة، فتجدهم مثلاً يطعنون في دين الإسلام، ويحاولون تغطية المنهج الإلحادي من خلال هجمة شرسة وجريئة على الإسلام، فتراهم يتكلمون عن الدين فيخلطون بين الحق والباطل، والصحيح وغير الصحيح.
فالواجب علينا أن ننتبه لمثل هذه الأساليب الشيطانية في الحوار، وألا ننجرف معهم في حوارات لا طائل منها، وأن ننبه شبابنا حتى لا يقعوا فريسة سهلة بيد هؤلاء الملاحدة.
والله الموفق والمستعان.



اعداد: محمد الراشد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.98%)]