عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2025, 12:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,563
الدولة : Egypt
افتراضي البرنامج اليومي لشهر رمضان

القنديل الأول

في استقبال الشهر الكريم

د. صغير بن محمد الصغير


إضاءة قنديل: "إذا دعوتَ الله أن يبلِّغك رمضان فلا تنسَ أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه، وإنما الشأن في ماذا ستعمل فيه"[1].

في استقبال الشهر الكريم:
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما يليق بجلاله وعظيم سُلطانه، وأصلِّي وأسلِّم على النبي المصطفى، والرسول المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين انتشَر فضلُهم في الورى، وسلم تسليمًا.

أيها الإخوة، ها هي قناديل رمضان أضاءت الكون، وها هي الصدور المؤمنة تنشرِح لاستقباله قائلةً: لقد أظلَّنا شهر الخير والبركات والمغفرة والرحمات، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وعَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «‌إِذَا ‌جَاءَ ‌رَمَضَانُ ‌فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»[2].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلَا يَخْلُصُوا فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»[3]، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "‌وإنما ‌تُفْتَّحُ ‌أبوابُ ‌الجنة ‌في ‌هذا ‌الشهرِ ‌لِكَثْرَةِ ‌الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيبًا للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه"؛ اهـ[4].

فهنيئًا لك أيها الأخ المبارك بلوغُ هذا الشهر المبارك، فقدِّر هذه النعمة حقَّ قدرِها من الشكر والمسارعة في الخيرات، وحِفظ الجوارح عن المحرمات.

اللهم كما بلَّغتنا أول رمضان، فبلِّغنا نهايته وبارِك لنا فيه، واجعلنا من عبادك المتقين، واغفِر لنا ولوالدينا وللمسلمين، وأعنَّا على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتك، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] تُنسَب للشيخ ابن سعدي رحمه الله، ولم أقِف عليها في كتبه، ولعل بعض طلبته نقلوها عنه.

[2] أخرجه البخاري (3103)، ومسلم (1079).

[3] أخرجه أحمد في المسند (2/292)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (586)، وقال: "ضعيف جدًّا".

[4] مجالس شهر رمضان (ص8).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]