عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12-03-2025, 10:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير

القنديل التاسع

الحرص على أداء الزكاة الواجبة




إضاءة قنديل: "والله، لو منعونِي عِقَالًا مما أَخَذَ منهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم لقاتلتهُم عليه، وكان يأخذُ مع البعيرِ عِقَالًا ثم قرأ: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144].

في الحرص على أداء الزكاة الواجبة:
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله الغني الجواد، مَنَّ بالعطاء الواسع وأفسَح، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي جاد لله بنفسه وماله، وأبان الحقَّ وأوضح، صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
أيها المبارك، الأدلةفي وجوب الزكاة وفَرْضِيَّتها كثيرة ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، وأما الأحاديث، فمنها ما رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ»، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَجُّ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، قَالَ: «لَا، صِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْحَجُّ»[1]، فالزكاة أحد أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة في مواضع كثيرة من كتاب الله عز وجل، وقد أجمع المسلمون على فرضيتها إجماعًا قطعيًّا، ومما تجب فيه الزكاة ما يلي:
الأول: الخارج من الأرض من الحبوب والثمار؛ قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ»[2]، ولا تجب الزكاة فيه حتى يبلغ نصابًا، وهو خمسة أوْسق؛ لقول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ فِي حَبٍّ وَلَا تَمْرٍ صَدَقَةٌ، حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ»[3]، والوَسَق ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم الذي تبلغ سَعته؛ أي: الصاع بالملل لتر 3000 آلاف؛ أي: ما يعادل ثلاث لترات[4]، ولا زكاة فيما دونها، ومقدار الزكاة فيها العُشْر كاملًا فيما سُقِيَ بدون كُلْفة، ونصفه فيما سُقِيَ بكلفة، ولا تجب الزكاة في الفواكه والخَضْروات والبِطِّيخ ونحوها؛ لقول عمر: ليس في الخضروات صدقة[5]، وقول علي: ليس في التفاح وما أشبه صدقة[6]، ولأنها ليست بحبٍّ ولا ثمر، لكن إذا باعها بدراهم وحال الحول على ثمنها، ففيه الزكاة.

الثاني: بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم ضأنًا كانت أم معزًا، إذا كانت سائمة وأُعِدَّت للدَّر والنسل، وبلغت نصابًا، وأقل النصاب في الإبل خمس، وفي البقر ثلاثون، وفي الغنم أربعون، وإن أُعِدَّت للتكسب بالبيع والشراء والمناقلة فيها، فهي عروضُ تجارةٍ تُزَكَّى زكاةَ تجارةٍ، سواء كانت سائمة أو معلفة، إذا بلغت نصاب التجارة بنفسها أو بضمِّها إلى تجارته، وللحديث بقية في القنديل العاشر إن شاء الله تعالى.

ربَّنا أعنَّا على أداء حقوقك وحقوق خَلْقك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين..

[1] أخرجه مسلم (16).

[2] أخرجه البخاري (1483).

[3] أخرجه البخاري (1390)، مسلم (979).

[4] هذا ما تبيَّن لي بعد مراجعة بعض القياسات بالسند إلى زيد رضي الله عنه.

[5] أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (549)، وابن عبد الرزاق في مصنفه (4 /118).

[6] أحرجه أبو عبيد في الأموال (1508).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]