أفكار دعوية للمعلمات(2) الأنــشــطــــة الإعــــلاميـــــة والمســابـقــات
الحمد لله القائل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد.. أختي المعلمة.. إن العمل لهذا الدين من أشرف الواجبات فكيف إذا امتزجت بمهمة التعليم، من هذا المنطلق أردت مستعينة بالله أن أقدم لك بعض الأفكار والمقترحات لمن أرادت العمل الجاد والعزيمة الصادقة، فلا تجعليها للقراءة فقط، واهرعي إلى العمل؛ لأن الوقت يمضي دون توقف. والمسؤولية الملقاة على عاتقك عظيمة، فهاتي يدك وهلمي إلى العمل والله يحفظك ويرعاك.
الإذاعة المدرسية
الإذاعة المدرسية بمثابة جهاز الإعلام الأول للمدرسة، فكما تؤثر وسائل الإعلام في الأفكار والعقول في أي مكان كذلك تؤثر الإذاعة المدرسية في أفكار الطالبات وعقولهن.
ولعل من أهم مميزات الإذاعة المدرسية أن الكل مجبر على الهدوء والإنصات، بل وعلى الحضور وإن كانوا كارهين، فرب كلمة تبدل هذا الكره إلى محبة وشوق للإذاعة.
وإن مما يندى له الجبين تساهل الكثير من المعلمات من حضور شأن الإذاعة المدرسية، والاستماع لها، بل وأعرف من المعلمات من تعد الإذاعة المدرسية أمراً تافهاً أقل سلبياته إضاعة وقت الطالبة والمعلمة، وقليل هن اللاتي يعرفن قيمة هذا النشاط المدرسي.
وإن مما تفقده الإذاعة المدرسية غالباً التوجيه الديني والتربوي؛ حيث تترك للطالبات وأهوائهن فقط دون تدخل من المعلمة. فما رأيك في إذاعة أعددت فقراتها طالبات في الصف الثاني متوسط ولا تعلم المعلمة منهن شيئاً، وفوجئ الجميع بأن نهاية الإذاعة الصباحية أغنية فاضحة لأحد المغنين بدلاً من (أصبحنا وأصبح الملك لله).
أيتها المعلمة الداعية، إن الإذاعة المدرسية حقل خصب ومكان رحب فسيح للدعوة إلى الله -تعالى- على كل المستويات سواء إداريات أم معلمات أم طالبات أم حتى عاملات إن مَنْ هي في مثل فطنتك وحرصك على الدعوة إلى الله -تعالى- ونشر العلم لا تدع مثل هذه الفرصة العظيمة تذهب أدراج الرياح غفلة منك أو استجابة لكلام مخذلة متخاذلة، ثم اعلمي -يا رعاك الله- أن الطالبات في هذه السن في سن مراهقة بحاجة إلى التوجيه والإرشاد، فماذا عليك لو فرغت ولو نصف ساعة تطلعين فيها على فقرات الإذاعة قبل تقديمها حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه؟ أو تكون مدعاة إلى الضحك والسخرية.
وحتى تخرج الإذاعة المدرسية من روتينها المعتاد حاولت في الصفحات الآتية تقديم بعض الأفكار والمقترحات قد تساعدك في عملية التجديد حتى تكون الإذاعة المدرسية أكثر نفعاً وتشويقاً.
أفكار ومقترحات للإذاعة المدرسية
أولاً: المجلة الصوتية:
ما رأيك أيتها المعلمة أن تجعلي إذاعتك المدرسية أو إذاعة فصلك عبارة عن مجلة صوتية دورية، وتجعلي لها اسماً ثابتاً وبعض الصفحات الثابتة، «ومن تلك الأسماء مثلاً: الغرباء، القافلة، سهام الليل، فجر الصحوة، المشكاة، روح وريحان، شموخ، الإيثار...» إلى غير ذلك من الأسماء ذات المعاني السامية، ولا تنسي في كل مرة أن تذكري العدد الصادر، إن هذه الفكرة ستجعل الإذاعة أكثر متعة وتشويقاً، ولا تنسي أن تراعي وقت الإذاعة حتى لا تتجاوزي الحد وخير الكلام ما قل ودل. أما من الصفحات الثابتة فمثلاً، مشكاة آية، قبس من السنة، كلمة العدد.. مسابقة العدد... الخ.
مسابقة العدد: من الأفضل أن تطرحي سؤالاً تكون إجابته في العدد القادم؛ بحيث يكون السؤال بحاجة إلى بحث وسؤال، واحذري أن يكون السؤال موضع خلاف.
أخرجي مجلتك ببعض الطرائف شريطة ألا تكون كذباً ولعل مجلة (مساء) تكون عوناً لك بعد الله على ذلك؛ لأن فيها من الحكايات التي يرونها أصحابها بديلاً عن الكذب والحمد لله رب العالمين.
يمكنك أيضاً أن تخصصي بعض الأعداد لإجراء لقاء مع مديرة أو إحدى الإداريات أو المعلمات أو حتى الطالبات.
كذلك لا تنسي تزويد الطالبات ببعض الفوائد العلمية للجمال أو الصحة أو تربية الأطفال أو نظافة المنزل، ولابد أن تتخلل المجلة بعض فتاوى شيوخنا الأفاضل.
هذه بعض مقترحات للمجلة الصوتية وباستطاعتك تطويرها أو ابتكار أفضل منها؛ فأنت ولا شك معلمة.
أختي، قد يتبادر إلى ذهنك أن الوقت ضيق جداً على كل هذا فأقول لك: لا تجعلي كل هذه الأفكار معاً في مجلة واحدة. بل وزعيها على أعداد المجلة بطريقتك الجميلة وأسلوبك الحسن. فأنت ولا شك ذات ذوق جميل ولا أظن أن ذلك سيكون صعباً عليك.
حاولي إضافة بعض الأناشيد الجميلة ذات الكلمات الهادفة والألحان الهادئة من إحدى الطالبات ممن منحهن الله عذوبة الصوت. جربي وسترين النتيجة!!
ثانيًا: النشرات والمطويات:
هناك كثير من المطويات والنشرات ذات الفائدة القيمة وذات الشكل الجميل.. خذي إذناً من إدارة المدرسة بنشر إحدى هذه النشرات والمطويات.. وحاولي أن تكون داخلة في الموضوع الذي تتناوله الإذاعة في ذلك اليوم. ولا بأس إن قمت أنت بإعدادها أو بمساعدة الطالبات على أن تكون ذات خط جميل وتنسيق أجمل، قومي بطي هذه النشرات أو المطويات على شكل أسطواني، ثم اربطيها بشريط ملون يضفي عليها شكلاً جذاباً، ثم ضعيها في سلة جميلة وقبيل نهاية الإذاعة تقوم إحدى الطالبات بتوزيعها على المعلمات وعلى بعض الطالبات. على أن تتناول كل الصفوف الدراسية؛ لأنه سيصعب توزيعها على كل الطالبات، وإن أمكن توزيعها عليهن جميعاً فذلك خير وبركة ولكن منعاً لإضاعة الوقت لأن ذلك سيبعث على الملل لدى الطالبات والمعلمات.
ثالثًا: أسئلة وجوائز:
عبارة عن مجموعة من الأسئلة تختلف ما بين أسئلة ثقافية دينية وأسئلة علمية منهجية وأسئلة في سرعة البديهة. وتعد لها مجموعة من الجوائز ولتكن كتيباً أو شريطاً مغلفاً في شكل جميل، وتلقى الأسئلة واحداً وراء الآخر.. ومن تجيب الإجابة الصحيحة تقدم لها الجائزة التي ستكون حافزاً للبقية للاشتراك والتفكير ثم يخصص سؤال مميز يوجه إلى المعلمات وبالطبع تحدد له جائزة قيمة ككتاب قيم أو مصحف أو شريط أو علبة أقلام ملونة إلى غير ذلك من الجوائز والهدايا الجميلة وتكتب عليها عبارة مختارة.
رابعاً: الإعلانات:
ما رأيك أيتها المعلمة أن تجعلي فقرة ضمن الإذاعة الصباحية لعرض الجديد مما يطرح في الساحة العلمية من كتيبات نافعة وأشرطة مفيدة مع ذكر مؤلف الكتاب ومقطوعات منه وذكر اسم صاحب الشريط ومقطوعات من الشريط أو الموضوع الذي يدور حوله الشريط، وكذلك ذكر الجديد من الأعداد الخاصة بالمجلات النافعة ذات المنهج الإسلامي وغيرها من المجلات؟ ولا تنسي ذكر بعض عناوين هذا العدد. أظن أن هذه الفكرة ذات أثر كبير في نشر الخير وزيادة إلمام الطالبات لكل نافع وجديد مما يغنيهن عن غيرهن من المجلات أو الكتب أو الأشرطة الهابطة والله الموفق لكل خير.
خامساً: الإعلان المسبق:
فكرة جيدة بوصفها نوعاً من التجديد الذي يبعث على التسويق للإذاعة وما فيها؛ وذلك أن تأخذي ورقة أو ورقتين من الأوراق الكبيرة وتكتبي عليها عبارة مبهمة كالإعلان عن حوار أو مشهد أو كلمة ستلقى في الإذاعة في اليوم التالي ليوم تعليق الإعلان ولا بد من مراعاة أن يكون الإعلان مبهماً؛ بحيث يثير كوامن حب الاستطلاع لدى الطالبات.
فعلى سبيل المثال: إعلان عن حوار الحجاب السابق الذكر نصه «تمر الليالي والأيام ولا تزيدها إلا بهجة وجمالاً.. صامدة كالجبال الشامخة ولا يزيدها سب وشتائم أعدائها إلا صموداً.. ترقبوا.. غداً.. كيف ستقابل قذيفة أخرى قد صوبت نحوها مباشرة» ولا تنسي -أختي المعلمة-- أن تضعي الإعلان في وقت مبكر، وأن تضعيه في مكان بارز ترتاده كل الطالبات تقريباً كالبوابة الرئيسة أو أمام المقصف أو في الساحة، ولا تنسي أن الخط الجميل لــه أثر في شد انتباه الطالبات لقراءة الإعلان وكذلك الألوان وحجم الورقة المناسب لاشك -أختي- أن هذه الفكرة ستزيد من لهفة الطالبات على الإذاعة كلما كان هذا الإعلان أكثر غموضاً وتشويقاً، فلا تستصغري مثل هذا العمل، واعملي أن كل شيء عند الله لا يضيع ولا ينسى.
سادساً: سلسلة العائدات إلى الله:
عبارة عن مجموعة من قصص العائدات توزع على الإذاعة المدرسية كل إذاعة قصة، وحاولي اختيار طالبة واحدة فقط تقوم بإلقائها كل مرة؛ بحيث تكون ذات صوت رخيم ونبرة هادئة ترتل الآيات، وتقرأ القصة بأناة وروية، وتتوقف في الأماكن الصحيحة بمعنى أن تجعل الطالبات يعشن معها أحداث هذه القصة وتفاصيلها بل وتجعلها وكأنها هي بطلة هذه القصة.
الإذاعة ليست منبر الجمعة: أيتها المعلمة، الإذاعة المدرسية ليست منبراً من منابر الجمعة بل هي كما أسلفت وسيلة الإعلام الأولى للمدرسة وهي أيضاً بحاجة ماسة إلى التجديد والتنويع فيها وإخراجها من الروتين المعتاد لها. إن الأفكار السالفة وغيرها مما في عقلك أو عقول طالباتك سوف تكون لك بعد الله -عز وجل- عوناً على غرس القيم الفاضلة والمبادئ السامية في كل مدرسة بشرط الإتقان وحسن الأداء والتنويع؛ وذلك لأن سوء الترتيب وضعف الإتقان قد يغير مجرى الإذاعة لتكون محطة سخرية واستهزاء وضحك أنت وطالباتك في غنى عنه، وقد يؤدي ذلك إلى الصدود والإعراض عن مثل هذه الأفكار ليس من المستمعات فحسب بل حتى من المشاركات أنفسهن؛ مما سيعرضك ويعرضهن للإحباط وخيبة الأمل. فابدئي بهمة ونشاط وأري الله منك خيراً ولن يضيع الله مثقال ذرة من عملك والحسنة بعشر أمثالها.
اعداد: أمة السلام