وقفات مع قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: 24] (3)
د. أمين بن عبدالله الشقاوي
وقفات مع قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ﴾ (3)
الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ.
فاستكمالًا للحديث عن قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24].
الأمر الرابع: يدعو الله عباده إلى اغتنام المهلة قبل فواتها والانتفاع بالحياة قبل زوالها، فالعمر منقضٍ والدنيا فانية والموت مصير كلِّ حي؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
وقال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].
تنبيه: ليعلَم كلُّ سامعٍ أن أعظم وأشد ما في هذه الآية الكريمة هو الحيلولة بين العبد والإيمان، إلا أن هذا غير خاص بذلك، بل قد يقع للمسلم، فيُحال بينه وبين العمل الصالح وبينه وبين التوبة من المعاصي دون الكفر، وإذا تأملنا أحوالنا بصدقٍ تبيَّن لنا ذلك في أنفسنا، وكم منَّا مَن إذا ذُكِّر بفعلٍ حسن، أو ترك قبيح، قال: (وُدِّي بس ما أقدر)، والحقيقة أنه قادرٌ، ولكن حيل بينه وبين قلبه؛ لأنه لم يستجب أول ما ذُكِّر، وقد سمع التذكير بذلك مرارًا، وربما قال: (الله يهدينا)، أو (ادعوا لي بالهداية)، ثم يستمر على ما هو عليه.
اللهم أرشِدْنا إلى الاستجابة لما فيه حياة قلوبنا وسعادة نفوسنا يا ذا الجلال والإكرام.
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة:
1- ما المراد بقوله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الأنفال: 24]؟
2- في قوله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، تذكير بيوم الميعاد والاستعداد له، اذكُر ذلك.
3- هل العقوبة خاصة بالإيمان والكفر أم تشمل المعاصي أيضًا؟