الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الثانى
صـــ 451 الى صــ 460
(141)
بناء مدينة المهدية عاصمة للعبيديين (الفاطميين) بشمال أفريقيا.
العام الهجري: 303العام الميلادي: 915تفاصيل الحدث:
خرج المهدي بنفسه إلى تونس وقرطاجنة وغيرهما يرتاد موضعا على ساحل البحر يتخذ فيه مدينة، وكان يجد في الكتب خروج أبي يزيد على دولته، ومن أجله بنى المهدية، فلم يجد موضعا أحسن ولا أحصن من موضع المهدية، وهي جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزند، فبناها وجعلها دار ملكه، وجعل لها سورا محكما وأبوابا عظيمة وزن كل مصراع مائة قنطار، وكان ابتداء بنائها يوم السبت لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثمائة، فلما ارتفع السور أمر راميا أن يرمي بالقوس سهما إلى ناحية المغرب، فرمى سهمه فانتهى إلى موضع المصلى، فقال: إلى موضع هذا يصل صاحب الحمار، يعني أبا يزيد الخارجي، لأنه كان يركب حمارا، وكان يأمر الصناع بما يعملون، ثم أمر أن ينقر دار صناعة في الجبل تسع مائة شيني، وعليها باب مغلق؛ ونقر في أرضها أهراء للطعام، ومصانع للماء، وبنى فيها القصور والدور، فلما فرغ منها قال: اليوم أمنت على الفاطميات، يعني بناته، وارتحل عنها، ولما رأى إعجاب الناس بها، وبحصانتها، كما يقول: هذا لساعة من نهار، وكان كذلك لأن أبا يزيد وصل إلى موضع السهم، ووقف فيه ساعة، وعاد ولم يظفر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة.
العام الهجري: 303العام الميلادي: 915تفاصيل الحدث:
هو محمد بن عبد الوهاب أبو علي الجبائي شيخ طائفة الاعتزال في زمانه ورئيس علم الكلام، وإليه تنسب الطائفة الجبائية، وعليه اشتغل أبو الحسن الأشعري ثم رجع عنه، وللجبائي تفسير حافل مطول، له فيه اختيارات غريبة في التفسير، وقد رد عليه الأشعري فيه، وله كتب رد فيها على الراوندي والنظام، توفي في البصرة عن 68 عاما.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة النسائي صاحب السنن.
العام الهجري: 303الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 916تفاصيل الحدث:
هو أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن، الإمام في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق، واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق، ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة، وقد أبان في تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان وعلم وعرفان، قال الدارقطني: أبو عبد الرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره، وكان يسمي كتابه الصحيح، وقال أبو علي الحافظ هو الإمام في الحديث بلا مدافعة، وقال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد، وقال غيره: كان يصوم يوما ويفطر يوما، وقال ابن يونس: كان النسائي إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا، وقال ابن عدي: سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين، وكذلك أثنى عليه غير واحد من الأئمة وشهدوا له بالفضل والتقدم في هذا الشأن، وقد قيل عنه: إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع، لكن نقل المزي في تهذيب الكمال (1/ 158) ما يبرئه من ذلك، فقال: روى الحافظ أبو القاسم بإسناده عن أبي الحسين علي بن محمد القابسي قال سمعت أبا علي الحسن بن أبي هلال يقول سئل أبو عبدالرحمن النسائي عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما الإسلام كدار لها باب فباب الإسلام الصحابة فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار قال فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
غزو مؤنس المظفر بلاد الروم وغزو ابن بسطام طرسوس.
العام الهجري: 304العام الميلادي: 916تفاصيل الحدث:
سار مؤنس المظفر إلى بلاد الروم لغزاة الصائفة، فلما صار بالموصل قلد سبك المفلحي بازبدى وقردى، وقلد عثمان العنزي مدينة بلد، وباعيناثا، وسنجار، وقلد وصيفا البكتمري باقي بلاد ربيعة، وسار مؤنس إلى ملطية وغزا فيها، وكتب إلى أبي القاسم علي بن أحمد ابن بسطام أن يغزو من طرسوس في أهلها، ففعل، وفتح مؤنس حصونا كثيرة من الروم، وأثر آثارا جميلة، وعتب عليه أهل الثغور وقالوا: لو شاء لفعل أكثر من هذا؛ وعاد إلى بغداد، فأكرمه الخليفة وخلع عليه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تغلب كثير بن أحمد على سجستان ومحاربته.
العام الهجري: 304العام الميلادي: 916تفاصيل الحدث:
كان كثير بن أحمد بن شهفور قد تغلب على أعمال سجستان، فكتب الخليفة إلى بدر بن عبدالله الحمامي، وهو متقلد أعمال فارس، يأمره أن يرسل جيشا يحاربون كثيرا، ويؤمر عليهم دردا، ويستعمل على الخراج بها زيد ابن إبراهيم، فجهز بدر جيشا كثيفا وسيرهم، فلما وصلوا قاتلهم كثير، فلم يكن له بهم قوة، وضعف أمره وكادوا يملكون البلد، فبلغ أهل البلد أن زيدا معه قيودا وأغلالا لأعيانهم، فاجتمعوا مع كثير، وشدوا منه، وقاتلوا معه، فهزموا عسكر الخليفة، وأسروا زيدا، فوجدوا معه القيود والأغلال فجعلوها في رجليه وعنقه، وكتب كثير إلى الخليفة يتبرأ من ذلك، ويجعل الذنب فيه لأهل البلد، فأرسل الخليفة إلى بدر الحمامي يأمره أن يسير بنفسه إلى قتال كثير، فتجهز بدر، فلما سمع كثير ذلك خاف، فأرسل يطلب المقاطعة على مال يحمله كل سنة، فأجيب إلى ذلك، وقوطع على خمسمائة ألف درهم، وقررت البلاد عليه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الحسن الأطروش العلوي.
العام الهجري: 304الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 917تفاصيل الحدث:
هو الحسن بن علي بن الحسين بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين العلوي الهاشمي، حاز بلاد الديلم ثم طبرستان وآمل، لقب بالناصر، كان شاعرا فقيها لغويا عادلا، نشر المذهب الزيدي في طبرستان، له مؤلفات كثيرة، توفي في طبرستان عن 79 عاما، وبه انتهت سيادة العلويين على طبرستان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
بداية الصراع بين المسلمين والفرنجة في الأندلس.
العام الهجري: 305العام الميلادي: 917تفاصيل الحدث:
حشد أرذون بن إذفنش، وشائجه بن غرسية صاحب النصرانية، بجليقية وبنبلونة، وخرجها في جموعهم واحتفال من كفرتهم إلى مدينة ناجرة بالثغر الأقصى؛ فنزلا عليها في عقب ذي الحجة، وأقاما عليها ثلاثة أيام. وعانت النصرانية في ذلك الثغر. وأفسدت الزروع؛ ثم تنقلت إلى تطيلة. وبلغ العدو إلى نهر مالس، وجزائر مسقبرة، ووادي طرسونة. وخلف شانجة نهر إبرة، وقاتل حصن بلتبرة، وقهره على أهل الربض، وأحرق المسجد الجامع؛ فكان ذلك مما أحفظ الناصر وحركة لمجاهدتهم والأنصار منهم
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة عمر بن حفصون في الأندلس.
العام الهجري: 305العام الميلادي: 917تفاصيل الحدث:
هو ثائر من أهل الأندلس، فتح باب الشقاق والخلاف في الأندلس، نعت باللعين والخبيث ورأس النفاق، أول ما ثار على الأمير محمد بن عبدالرحمن عام 270 هـ واستفحل أمره ثم أظهر النصرانية سنة 286 هـ فاتصلت عليه المغازي، أظهر الطاعات مرات وقوبل بالعفو ولكنه لم يلبث أن بقي متمردا، وكان عبيدالله الفاطمي العبيدي اعترف به وبزعامته وأمده بالذخائر والأسلحة ودعا له في المساجد، كل ذلك أملا منه أن ينضم للفاطميين، ولما توفي خلفه ابنه سليمان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
قدوم رسول الروم للهدنة.
العام الهجري: 305الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 917تفاصيل الحدث:
وصل رسولان من ملك الروم إلى المقتدر يطلبان المهادنة والفداء، فأكرما إكراما كثيرا، وأدخلا على الوزير وهو في أكمل أبهة، وقد صف الأجناد بالسلاح والزينة التامة، وأديا الرسالة إليه؛ ثم إنهما دخلا على المقتدر، وقد جلس لهما، واصطف الأجناد بالسلاح والزينة التامة، وأديا الرسالة، فأجابهما المقتدر إلى ما طلب ملك الروم من الفداء، وسير مؤنسا الخادم ليحضر الفداء، وجعله أميرا على كل بلد يدخله يتصرف فيه على ما يريد إلى أن يخرج عنه، وسير معه جمعا من الجنود، وأطلق لهم أرزاقا واسعة، وأنفذ معه مائة ألف وعشرين ألف دينار لفداء أسرى المسلمين، وسار مؤنس والرسل، وكان الفداء على يد مؤنس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة النحوي الكوفي المعروف بالحامض.
العام الهجري: 305الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 918تفاصيل الحدث:
توفي سليمان بن محمد بن أحمد أبو موسى النحوي الكوفي المعروف بالحامض، وقد صحب ثعلبا أربعين سنة وخلفه في حلقته وصنف "غريب الحديث" و "خلق الإنسان" و "الوحوش" و "النبات" وكان دينا صالحا روى عنه أبو عمر الزاهد، وتوفي ببغداد في ذي الحجة، ودفن بباب التبن.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا