
10-05-2025, 02:17 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,725
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (343)
صـ 415 إلى صـ 424
والرب تعالى على كل شيء قدير، لكن ما من شيء إلا وله ضد ينافيه، وله لازم لا بد منه ; فيمتنع وجود الضدين معا، أو وجود الملزوم بدون اللازم، كل من الضدين مقدور لله، والله قادر على أن يخلقه، لكن بشرط عدم الآخر، فأما وجود الضدين معا فممتنع [1] لذاته، فلا يلزم من كونه قادرا على كل منهما وجود أحدهما مع الآخر.
والعباد قد لا يعلمون التنافي أو التلازم، فلا يكونون عالمين بالامتناع ; فيظنونه ممكن الوجود، مع حصول المحبوب المطلوب [2] للرب، وفرق بين العلم بالإمكان [وعدم العلم بالامتناع، وإنما عندهم عدم العلم بالامتناع، لا العلم بالإمكان] [3] والعدم لا فاعل له، فأتوا من عدم علمهم، وهو الجهل الذي هو أصل الكفر [4] .
وهو سبحانه إذا اقتضت حكمته خلق شيء، فلا بد من خلق لوازمه ونفي أضداده، فإذا قال القائل: لم لم يجعل [5] معه الضد المنافي؟ أو لم وجد اللازم؟ كان لعدم علمه بالحقائق.
وهذا مثل أن يقول القائل: هلا خلق زيدا قبل أبيه؟ .
فيقال له: يمتنع أن يكون ابنه ويخلق قبله، أو يخلق حتى يخلق أبوه، والناس تظهر لهم الحكمة في كثير من تفاصيل الأمور التي يتدبرونها، كما تظهر لهم الحكمة في ملوحة ماء العين، وعذوبة ماء الفم، ومرارة
(1) م، ب: فيمتنع.
(2) ن، م: المطلق.
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، وفي (ب) ، (ح) : وإنما عندهم عدم العلم بامتناع العلم بالإمكان، وهو تحريف.
(4) ر: أصل للكفر
(5) ح، ر، ي: تجعل.
ماء الأذن، وملوحة ماء البحر. وذلك يدلهم على الحكمة فيما لم يعلموا حكمته، فإن من رأى إنسانا بارعا في النحو أو الطب أو الحساب أو الفقه، وعلم أنه أعلم منه بذلك، إذا أشكل عليه بعض كلامه فلم يفهمه، سلم ذلك إليه.
فرب العالمين الذي بهرت العقول حكمته ورحمته، الذي أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، وهو أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين، وأرحم بعباده من الوالدة بولدها، كيف لا يجب على العبد أن يسلم ما جهله [1] من حكمته إلى ما علمه منها؟ ! .
وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع، والمقصود هنا التنبيه على المختلفين في الكتاب، الذين يرد كل منهم قول الآخر، وفي كلام كل منهم حق وباطل، وقد ذكرنا مثالين: مثالا في الأسماء والأحكام والوعد والوعيد، ومثالا في الشرع والقدر.
[الكلام على أن القرآن كلام الله غير مخلوق]
ونذكر مثالا ثالثا في القرآن ; فإن الأئمة والسلف اتفقوا على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، بل هو الذي تكلم به بقدرته ومشيئته، لم يقل أحد منهم إنه مخلوق، ولا إنه قديم.
وصار المختلفون بعدهم على قولين: قوم [2] يقولون: هو مخلوق خلقه [الله] في غيره [3] ، والله لا يقوم به كلام، ويقولون: الكلام صفة فعل لا صفة ذات، ومرادهم بالفعل ما كان منفصلا عن الفاعل غير قائم به، وهذا لا يعقل أصلا، ولا يعرف متكلم لا يقوم به كلامه.
(1) ن، م: ما جهل.
(2) ب: فقوم.
(3) ن، م، و: خلقه في غيره.
وقوم يقولون: بل هو قديم لم يزل قائما بالذات أزلا وأبدا، لا يتكلم لا بقدرته ولا مشيئته، ولم يزل نداؤه لموسى أزليا، وكذلك قوله: يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى.
ثم صار هؤلاء حزبين: حزبا عرفوا أن ما كان قديما لم يزل يمتنع أن يكون حروفا، أو حروفا وأصواتا ; فإن الحروف متعاقبة: الباء قبل السين، والصوت لا يبقى، بل يكون شيئا بعد شيء كالحركة ; فيمتنع أن يكون الصوت الذي سمعه موسى قديما لم يزل ولا يزال ; فقالوا: كلامه معنى واحد قائم بذاته: هو الأمر بكل مأمور، والنهي عن كل منهي عنه، والخبر بكل ما أخبر به، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرانية [1] كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية [2] كان إنجيلا، وأن ذلك المعنى هو أمر بكل ما أمر به، وهو نهي عن كل ما نهى عنه، وهو خبر بكل ما أخبر به. وكونه أمرا، ونهيا، وخبرا صفات له إضافية، مثل قولنا: زيد أب وعم وخال، ليست أنواعا له، ولا ينقسم الكلام إلى هذا وهذا.
قالوا: والله لم يتكلم بالقرآن العربي، ولا بالتوراة العبرانية [3] ، ولا بالإنجيل السريانية، ولا سمع موسى ولا غيره منه بأذنه صوتا، ولكن القرآن العربي خلقه الله في غيره، أو أحدثه جبريل أو محمد، ليعبر به عما يراد إفهامه من ذلك المعنى [4] الواحد.
(1) ن، و، ي: بالعبرية.
(2) م: بالإسرائيلية، و: بالعربية، وكلاهما تحريف.
(3) ن، و، ي: بالعبرية.
(4) المعنى: ساقطة من (ح) ، (ر) ، (ي) .
فقال لهم جمهور الناس: هذا القول مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول، فإنا نعلم بالاضطرار أن معنى آية الكرسي ليس هو معنى آية الدين، ولا معنى: {قل هو الله أحد} ، هو معنى: {تبت يدا أبي لهب} ، وقد عرب الناس التوراة فوجدوا فيها معاني ليست هي المعاني التي في القرآن، ونحن نعلم قطعا أن المعاني التي أخبر الله بها في القرآن في قصة بدر وأحد والخندق ونحو ذلك، لم ينزلها الله على موسى بن عمران، كما لم ينزل على محمد تحريم السبت، ولا الأمر بقتال عباد العجل، فكيف يكون كل كلام الله معنى واحدا [1] ؟ ! .
ونحن نعلم بالاضطرار أن الكلام معانيه وحروفه تنقسم إلى خبر وإنشاء، والإنشاء منه الطلب، والطلب ينقسم إلى أمر ونهي، وحقيقة الطلب غير حقيقة الخبر، فكيف لا تكون هذه أقسام الكلام وأنواعه، بل هو موصوف بها كلها؟ ! .
(* وأيضا فالله تعالى يخبر أنه [لما] [2] أتى موسى الشجرة ناداه، فناداه في ذلك الوقت، لم يناده في الأزل، وكذلك قال: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة *) [3] اسجدوا لآدم} ) . [سورة الأعراف: 11] .
وقال: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} [سورة آل عمران: 59] .
وقال: {وإذ قال ربك للملائكة} [سورة البقرة: 30] إلى مواضع كثيرة من
(1) ن: بمعنى واحد.
(2) لما ساقطة من (ن) .
(3) ما بين النجمتين ساقط من (م)
القرآن تبين أنه تكلم بالكلام المذكور في ذلك الوقت، فكيف يكون أزليا أبديا، ما زال ولا يزال؟ ! وكيف يكون لم يزل ولا يزال؟ ! قائلا: {يانوح اهبط بسلام منا} [سورة هود: 48] ، {ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي} [سورة آل عمران: 55] ، يا موسى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا} [سورة طه: 14] ، {ياأيها المزمل - قم الليل إلا قليلا} [سورة المزمل: آية 1 - 2] .
وقال هؤلاء: هذا القرآن العربي ليس هو كلام الله. وقال هؤلاء: كلام الله لا يتعدد ولا يتبعض.
فقال لهم الناس: موسى لما كلمه الله أفهمه كلامه كله أو بعضه؟ إن قلتم: كله ; فقد صار موسى يعلم علم الله، وإن قلتم: بعضه ; فقد تبعض، وهو عندكم واحد لا يتبعض.
وكذلك هذا القرآن العربي هو عندكم ليس كلام الله، ولكنه عبارة عنه، أفهو عبارة عن كله؟ فهذا ممتنع أم عن بعضه؟ فهذا ممتنع أيضا، إلى كلام آخر يطول ذكره هنا.
وقال الحزب الثاني لما رأوا فساد هذا القول:، بل نقول: إن القرآن قديم، وإنه حروف، أو حروف وأصوات، وإن هذا القرآن العربي كلام الله، كما دل على ذلك القرآن والسنة وإجماع المسلمين.
وفي القرآن مواضع كثيرة تبين أن هذا المنزل هو القرآن، وهو كلام الله، وأنه عربي.
وأخذوا يشنعون على أولئك إنكارهم [1] أن يكون هذا كلام الله ; فإن
(1) ن، م، ب: بإنكارهم.
أولئك أثبتوا قرآنين: قرآنا قديما، وقرآنا مخلوقا. فأخذ هؤلاء يشنعون على أولئك بإثبات قرآنين.
فقال لهم أولئك: فأنتم إذا جعلتم القرآن العربي - وهو قديم - كلام الله، لزم أن يكون مخلوقا، وكنتم موافقين للمعتزلة ; فإن قولكم: إن القرآن العربي قديم. ممتنع في صرائح العقول، ولم يقل ذلك أحد من السلف، ونحن وجميع الطوائف ننكر عليكم هذا القول، ونقول: إنكم ابتدعتموه وخالفتم به المعقول والمنقول، وإلا فكيف تكون السين المعينة المسبوقة بالباء المعينة قديمة أزلية [1] ، وتكون الحروف المتعاقبة قديمة، والصوت [2] الذي كان في هذا الوقت قديما؟ ! .
ولم يقل هذا أحد من الأئمة الأربعة ولا غيرهم، وإن كان بعض المتأخرين من أصحاب مالك والشافعي وأحمد يقولونه، ويقوله ابن سالم وأصحابه [3] ، وطائفة من أهل الكلام والحديث ; فليس في هؤلاء أحد من السلف، وإن كان الشهرستاني ذكر في "نهاية الإقدام" أن هذا قول السلف والحنابلة، فليس هو قول السلف، ولا قول أحمد بن حنبل، ولا أصحابه القدماء، ولا جمهورهم.
فصار كثير من هؤلاء الموافقين للسالمية، وأولئك الموافقين للكلابية، بينهم منازعات ومخاصمات، بل وفتن، وأصل ذلك قولهم جميعا: إن
(1) ن: قديمة وأزلية.
(2) و، ر، ي: أو الصوت.
(3) سبق الكلام عن السالمية 1/156
القرآن قديم. وهي أيضا بدعة لم يقلها أحد من السلف، وإنما السلف كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود [1] ، وكان قولهم أولا: إنه كلام الله كافيا [2] عندهم. فإن ما كان كلاما لمتكلم لا يجوز أن يكون منفصلا عنه، فإن هذا مخالف للمعقول والمنقول في الكلام، وفي جميع الصفات يمتنع أن يوصف الموصوف بصفة لا تكون قط قائمة به، بل لا تكون إلا بائنة عنه.
وما يزعمه الجهمية والمعتزلة من أن كلامه وإرادته، ومحبته وكراهته، ورضاه وغضبه، وغير ذلك - كل ذلك مخلوقات له منفصلة عنه ; هو مما أنكره السلف عليهم وجمهور الخلف، بل قالوا: إن هذا من الكفر الذي يتضمن تكذيب الرسول [3] ، وجحود ما يستحقه الله من صفاته.
وكلام السلف في رد هذا القول، بل [4] وإطلاق الكفر عليه، كثير منتشر. وكذلك لم يقل السلف: [إن] [5] غضبه على فرعون وقومه قديم، ولا أن فرحه بتوبة التائب قديم.
وكذلك سائر ما وصف به نفسه من الجزاء لعباده على الطاعة والمعصية، من رضاه وغضبه، لم يقل أحد منهم: إنه قديم ; فإن الجزاء لا يكون قبل العمل.
(1) في هامش (ر) ، (ي) كتب ما يلي: "قال الإمام أحمد: بدأ منه تنزيلا، ويعود إليه حكما" .
(2) كافيا: كذا في (ب) فقط، وهو الصواب، وفي سائر النسخ: كاف.
(3) و: الرسل.
(4) بل: ساقطة من (ح) ، (ر) ، (ب) .
(5) إن: زيادة في (ب) فقط.
والقرآن صريح بأن أعمالهم كانت سببا لذلك كقوله: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} [سورة الزخرف: 55] ، وقوله: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم} [سورة محمد: 28] ، وقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [سورة آل عمران: 31] ، وأمثال ذلك.
بل قد ثبت في الصحيحين [1] من حديث الشفاعة أن كلا من الرسل يقول: "«إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله»" [2] .
وفي الصحيحين عن زيد بن خالد قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح في إثر سماء كانت من الليل، فلما انفتل من صلاته قال [3] : "أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنه قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فمن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فهو مؤمن بي، كافر بالكوكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فهو كافر بي، مؤمن بالكوكب»" [4] .
(1) ن، م: بل وفي الصحيحين.
(2) سبق الكلام على حديث الشفاعة فيما مضى 2/401 - 402
(3) و: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر سماء كانت من الليل فقال.
(4) الحديث مع اختلاف يسير في الألفاظ - عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه في البخاري 1/165 (كتاب الأذان، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم) مسلم 1/83 - 84 (كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء) سنن أبي داود 4/21 (كتاب الطب، باب في النجوم) ، الموطأ 1/192 (كتاب الاستسقاء باب الاستمطار بالنجوم) .
وفي الصحيح [1] عنه - صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» [2] ."
وفي القرآن والحديث من هذا ما يطول ذكره. وقد بسطنا هذا في كتاب "درء [3] تعارض العقل والنقل" وغيره.
وقد أخبر الله تعالى في القرآن بندائه لعباده في أكثر من عشرة مواضع. والنداء لا يكون إلا صوتا باتفاق أهل اللغة وسائر الناس. والله أخبر: أنه نادى موسى حين جاء الشجرة، فقال: {فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين} [سورة النمل: 8] ، {فلما أتاها نودي ياموسى - إني أنا ربك} [سورة طه: 11 - 12] ، {فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة} [سورة القصص: 30] ، {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين} [سورة الشعراء: 10] ، {وناديناه من جانب الطور الأيمن} [سورة مريم: 52] {هل أتاك حديث موسى - إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى} [سورة النازعات: 15 - 16] ، {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} [سورة القصص: 46] ، {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} [سورة القصص: 62 - 74]
(1) ب (فقط) : وفي الصحيحين.
(2) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في البخاري 8/105 (كتاب الرقاق باب التواضع) ، وأوله فيه: "إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل. . . الحديث" ، وهو عن عائشة رضي الله عنها في: المسند (ط. الحلبي) 6/256
(3) ن، م: وقد بسطناه في درء. .، و: هذا مبسوط في غير هذا الموضع.
[في موضعين] [1] {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين} [سورة القصص: 65] ، {وناداهما ربهما} [سورة الأعراف: 22] .
فمن قال: إنه لم يزل مناديا من الأزل إلى الأبد، فقد خالف القرآن والعقل، ومن قال: إنه بنفسه [2] لم يناد، ولكن خلق نداء في شجرة أو غيرها ; لزم أن تكون الشجرة هي القائلة: إني أنا الله. وليس هذا كقول الناس: نادى الأمير، إذ أمر مناديا ; فإن المنادي عن الأمير يقول: أمر الأمير بكذا، ورسم السلطان بكذا، لا يقول: أنا أمرتكم. ولو قال ذلك لأهانه الناس.
والمنادي قال لموسى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} [سورة طه: 14] ، {إني أنا الله رب العالمين} [سورة القصص: 30] ، وهذا لا يجوز أن يقوله ملك إلا إذا بلغه عن الله، كما نقرأ نحن القرآن، والملك إذا أمره الله بالنداء قال كما [ثبت] في الصحيح [3] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "«إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه»" [4] فجبريل إذا
(1) في موضعين: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) ر، ح، ي، و: نفسه.
(3) ن، م: كما في الصحيح.
(4) الحديث - مع اختلاف في اللفظ - عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 4/111 (كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة) ، وبقية الحديث: ". . فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" . والحديث أيضا في البخاري 8/14 (كتاب الأدب، باب المقة من الله تعالى) 9/142 (كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة) ، مسلم 4/2030 (كتاب البر والصلة والآداب، باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده) ، سنن الترمذي 4/378 (كتاب تفسير القرآن، سورة مريم) ، المسند (ط. المعارف) 14/48، 16/209، 18/81 - 82 (ط. الحلبي) 2/514
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|