عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم يوم أمس, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي هل أنت من أهل القرآن وخاصته؟

هل أنت من أهل القرآن وخاصته؟





إن لأهل القرآن هيبة ومنظراً وأخلاقاً يعرفون بها ويتميزون بها، لذلك يعرفهم الناس، ولذلك حتى تعرف أنك منهم يجب أن تتوافر فيك إحدى هذه الصفات، ولو توافرت بعضها فقد وصلت إلى مرحلة التدبر، وإن لم تتوافر فيك فعلى الدنيا السلام.
- أولآ: أهل القرآن تفيض أعينهم عندما يسمعون كلام الله لقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(المائدة: 83)، قال: تفيض ولم يقل: تدمع؛ لأن عندما تفيض تمتلئ بدمع فتصب بغير إرادتهم.

- ثانيا: لهم قلوب توجل عند سماع الذكر، أي لهم قلوب تخشع عند سماع كلام رب السموات والأرض؛ لقوله تعالى:
{الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ}(الحج: 35)، أي: أن المؤمن الحق هو الذي يجل قلبه لذكر الله، قال: وجلت، أي: استشعرت الخوف وفزعت ورقت استعظاماً وهيبة لكلام الله وكذلك تفيض عينه من الدمع.

- ثالثا: يزيد القران كلام الله الإيمان في قلوبهم لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}(الأنفال: 2)، أي: مع فيضان العين ووجل القلوب كذلك تزيدهم إيمانا على إيمانهم.
- رابعا: مع زيادة الإيمان يفرحون إذا زادتهم آيات الله إيماناً على إيمانهم لقوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}(التوبة: 124)، يستبشرون أي: يفرحون بذلك بزيادة الإيمان؛ فحقا نعم القوم هم.
- خامسا: تخر الأذقان لكلام رب الأنام وتزداد في الخشوع لرب السموات لقوله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}(الإسراء: 109)، قال: يخرون ولم يقل: يسقطون؛ لأن السقوط قد يتمالك نفسه الشخص فينهض، أما كلمة يخرون فهي ليست بإرادة الشخص ولكن بسبب تأثره وزيادة خشوعه لملك الملوك.
- سادسا: تقشعر جلودهم عند سماع كلام الأرباب ثم تلين من قسوتهم؛ لقوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }(الزمر: 23)، أي: قلوب أهل القرآن تضطرب وترتعد من قوارعه لذكر رب الأرباب ثم تلين وتطمئن فيا سبحان الله!
هل نحن من أهل القرآن؟

هل توافرت فينا صفات أهل القرآن وخاصته الذين وصفهم الله بها أم لا؟
فإن كان: لا، فإن هنالك إشارة تنبيه بأن قلبك مريض وقد غلب عليه الران فسارع وبادر؛ فالبدار البدار إلى التمسك بالقرآن، فالعمر يجري والموت حان ، وإن كانت فيك بعض هذه الصفات فإنك وصلت إلى مرحلة تدبر القرآن، وإن كانت جميع الصفات فيك فهنيئا لك فما يسعني إلا أن أقول أبشر بالجنان.
وأخيرا:

أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته، وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وقائدنا إلى جنات النعيم، وفي نهاية المطاف اسألوا الله دائما ودوما أن يرزقكم الأنس بقربه.
معتز عبد الحميد



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]