عظات جديدة
عبد الله بلقاسم الشهري
كان الناس قبلنا يتعظون بالقبور وبالديار والأطلال الخالية وما بقي في ذاكرتهم من صور الراحلين....
أما اليوم فلم تعد القبور ولا الأطلال وحدها من تنادي بالعظات.
بل ما هو أبلغ من ذلك
افتح اليوتيوب وابحث عن مقاطع وأعراس ومناسبات لمعارفك لقبيلتك
قبل أربعين وقبل ثلاثين سنة تجد كثيرا من الوجوه الباسمة والأجساد الممتلئة بالعافية والزحام على الجاه والاختيال في الثياب والمزاحمة على الحضور
إنهم هم بأعيانهم
الرجال الذي كنت تعرفهم
تصافحهم
تراهم
يتحركون ويمرحون
هم الآن عظام بالية وأجداث صامتة وأرواح مرتهنة بأعمالها مشغولة بما آلت إليه عند ربها
لا تسمع لهم ركزا
وبعد مثلها أو أقل أو أكثر من السنين
ستصبح مقاطعك وصورك وفعالياتك التي تشاركها عبرة وعظة لغيرك