وعندما يتنقل الحاج أو المعتمر بخيالاته وأفكاره عبر هذه الأرض المقدسة متذكرا تاريخ بدأ الدعوة إلى الإسلام وأحداثها وما لقاه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام من عذاب وحرمان في سبيل الله وكيف هجروا الأرض والمال والأهل فرارا بدينهم وكيف عادوا فاتحين منتصرين وكيف انتشر الإسلام في كافة أرجاء المعمورة، تزداد في الحاج عاطفة الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولمن عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه0 والذكريات في هذه الأرض لا تنتهي فهي أقدس وأطهر وأحب مكان إلى الله عز وجل، ففي هذه الأرض أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، وهي مهد النبوة ومهبط الوحي ومبعث الإلهامات ومجمع الذكريات فتتوارد علي مخيلة الحاج صور وأطياف كثيرة، طيف إبراهيم الخليل عليه السلام وهو يودع البيت وزوجته وفلذة كبده إسماعيل ويتوجه بقلب الخافق الواجف إلى ربه { ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )} سورة إبراهيم آية 37 وطيف هاجر وهي تستروح الماء لنفسها ولطفلها الرضيع في تلك الحرة المتلهبة حول البيت وهي تهرول بين الصفا والمروة وقد نهكها العطش وهدها الجهد وأضناها الإشفاق على الطفل ثم ترجع في الجولة السابعة وقد حطمها اليأس لتجد النبع يتدفق بين يدي الرضيع وإذا هي زمزم ينبوع الرحمة في صحراء اليأس والجدب، وطيف إبراهيم عليه السلام وهو يري الرؤيا فلا يتردد في التضحية بفلذة كبده ويمضي في طاعته لربه {( قال بابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى )} سورة الصافات آية 102 فتجيبه الطاعة الراضية في إسماعيل عليه السلام {( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )} سورة الصافات آية 102 وإذا رحمة الله تتجلى في الفداء، قال تعالى في سورة الصافات الآيات 104 – 107 ( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين أن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم ) ويلوح طيف عبد المطلب وهو يندر دم ابنه العاشر إن رزقه الله عشرة أبناء وإذا هو عبد الله وإذا عبد المطلب حريصا على الوفاء بالنذر وإذا قومه من حوله يعرضون عليه فكرة الفداء ويقبل منه الفداء فينحر مائة ناقة وينجو عبد الله ينجو ليودع رحم آمنة أطهر نطفة وأكرم خلق الله على الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتتواكب الأطياف والذكريات من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طفولته وصباه، وهو يرفع الحجر الأسود بيديه الكريمتين فيضعه موضعه ليطفئ الفتنة التي كادت تنشب بين القبائل، وهو يصلى وهو يطوف وهو يخطب وهو يعتكف وإن خطواته عليه الصلاة والسلام لتنبض حية في الخاطر وتتمثل شاخصة في الضمير يكاد الحاج يلمحها وهو مستغرق في تلك الذكريات وخطوات الحشد من صحابته الكرام وأطيافهم ترف وتدف فوق هذا الثري حول ذلك البيت تكاد تسمعها الأذن وتكاد تراها الأبصار....(32) وعندما يجد الحاج إخوانا له من قارات الدنيا اختلفت أقاليمهم واختلفت ألوانهم واختلفت لغاتهم إنصهروا جميعا في هذا الفرن العالي الذي تذوب في حرارته النزعات القومية والوطنية والفوارق الاجتماعية والامتيازات الطبقية والعصبيات الجاهلية وتختفي فيه كل الشعارات والجنسيات إلا شعارا واحدا { ( إنما المؤمنون إخوة ) } سورة الحجرات آية 10 وجمعتهم جميعا في أجلى صور المساواة وأتمها بين الناس رابطة الإيمان والإسلام يتذكر المسلم حق أخيه المسلم عليه فتوقظ فيه مشاعر الأخوة لأبناء دينه في كل مكان مهما تباعدت الأوطان وتناءت الديار مما يحقق توثيق الروابط الأخوية والمحبة بين المسلمين في شتى بقاع الأرض ويدعم وحدة الأمة الإسلامية وهذا التجمع يوحي بالقوة مما يطرد عوامل اليأس من نفس المسلم ويبعث الهمة فيها وتوقد في صدره شعلة الحماسة لدينه والغيرة على حرماته....(33) ولبيان أهمية إظهار القوة والإيحاء بها فقد سن الرسول صلى الله عليه وسلم للرجال الاضطباع وهو إن يجعل المحرم طرف الرداء تحت إبطه اليمنى فيظهر الكتف الأيمن ويلقي طرفه الآخر على كتفه الأيسر كما سن لهم أيضا الرمل في الثلاثة أشواط الأولى من كل طواف يعقبه سعي وهو المشي بسرعة مع تقارب الخطى وهز الكتفين....(34) فقد روى ابن عباس رضى الله عنهما قال « قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد وهنتهم حمى يثرب فقال المشركون إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمي ولقوا منها شرا فأطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوه فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا بين الركنين فلما رأوهم رملوا قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمي قد وهنتهم؟ هؤلاء اجلد منا، ولقد بدا لعمر رضي الله عنه أن يدع الرمل بعد ما انتهت الحكمة منه ومكن الله للمسلمين في الأرض إلا أنه رأى إبقاءه على ما كان عليه في العهد النبوي لتبقى هذه الصورة ماثلة للأجيال بعده» «» ....(35) وما أحوجنا الآن لبث الرعب في قول أعدائنا أكثر من ذي قبل لأثره الواضح في تحقيق النصر، ففي صحيح البخاري حدثنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وأعطيت الشفاعة )» ....(36) وإن كان الشعور بالمساواة والأخوة والوحدة والقوة مكاسب معنوية يحققها موسم الحج إلا إنها لو تجسدت بيننا وتحولت إلى كيان مادي ووجود حقيقي وواقع ملموس في حياتنا يبدو على تصرفاتنا وسلوكياتنا لعادت علينا بمكاسب مادية.
وفي السفر للحج والتضحية بالراحة تربية للمسلم على احتمال الشدائد والصبر على المكاره فهو يلتقي مع الصوم في إعداد المسلم للجهاد وحياة الحاج حياة تنقل وارتحال واعتماد على النفس وبعد عن الترف والتكلف وقد تجلت الحكمة الإلهية حين جعل الحج إلى واد غير ذي زرع ولا يصلح لأن يكون مصيفا أو مشتى كما جعله دائرا مع السنة القمرية فأشهر الحج تأتي أحيانا في وقدة الصيف وأحيانا في زمهرير الشتاء ليكون المسلم على استعداد لتحمل كل الأجواء والاصطبار على كل ألوان الصعوبات. وفي الحج يعيش المسلم في حالة سلام مع نفسه ومع من حوله حتى مع أعدائه فهو رحلة سلام إلى أرض سلام في زمن سلام فمعظم أعمال الحج يقع في شهرين ذي القعدة وذي الحجة من الأشهر الحرام التي جعلها الله هدنة إجبارية تغمد فيها السيوف وتحقن فيها الدماء قال تعالى في سورة المائدة آية 97 {( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام )} والمسلم حين يحرم بالحج لا يجوز له أن يقطع نباتا أو يعضد شجره أو أن يذبح حيوانا صاده غيره له أو يرمي هو صيدا في الحرم أو خارجه قال تعالى في سورة المائدة آية 95 {( يا أيها الذين أمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم )} كما قال في آية 96 من نفس السورة {( حرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما )} بل لا يجوز للمحرم أن يحلق شعر نفسه أو يقص ظفره حتى يتحلل من إحرامه فيقص ويحلق أو يقصر، وأرض الحج هى البلد الحرام والبيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا حيث يتوفر الأمن الشامل الذي أنعم الله به علي عباده فقال تعالى {( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) } سورة العنكبوت آية 67 وقال { ( ومن دخله كان آمنا ) } سورة آل عمران آية 97 والذي قال فيه عمر: لو وجدت فيه قاتل أبي ما مسته يدي....(37) وقد أكد القرآن الكريم على أمن قاصدي منطقة الحرم ومنع التعرض لهم بأذى ومراعاة حرمة منطقة الحرم وذلك في قوله تعالى {( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )} سورة المائدة آية 20 وأن مجرد إرادة الظلم في البلد الحرام يستحق فاعله من الله سبحانه وتعالى العقوبة الأليمة فقد قال تعالى { ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )} سورة الحج آية 25 وقال صلى الله عليه وسلم « ( لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح ) » رواه مسلم....(38) ولو دام السلام الذي يعيشه المحرم مع نفسه ومع من حوله وتمثل في سلوكه سلام الرحمة على المؤمنين والذلة لهم والعفو عند المقدرة سلام الشدة على الكافرين والعزة عليهم والقدرة على رد أي اعتداء وقع على أي مسلم في أي بقعة من بقاع العالم لتحولت حياتنا كثيرا عما هي عليه الآن.
كما أن موسم الحج يعتبر فرصه إجبارية لمن أخذته مشاغل الدنيا عن الاهتمام بأمور المسلمين والاطلاع على أحوالهم أن يراها ويشاهدها عن قرب، فهو فرصة لأن يلتقي رجال العلم ورجال الإصلاح ورجال السياسية وإذا كان التقدم الملموس في وسائل المواصلات والاتصالات يسر عليهم الاتصال والالتقاء إلا أن الحج سيظل وإلى الأبد هو الفرض الذي يجتمع له شمل المسلمين من كافة أنحاء العالم ويتفرغ له العباد للعبادة ويجوز لهم الاشتغال بأمور الدنيا فهو الفريضة التي تلتقي فيها الدنيا والآخرة، ولقد نبهنا الرسول الكريم إلى قيمة هذا المؤتمر حين اتخذ منه منبرا لإذاعة أهم القرارات والبلاغات التي تتصل بالسياسية العامة للمسلمين، ففي أول سنة حج فيها المسلمون تحت إمارة أبي بكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم وراءه عليا ليعلن على الناس إلغاء المعاهدات التي كانت بينه وبين المشركين الناكثين وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، وفي السنة التالية التي حج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه أعلن فيها علي الجمهور خطبة البلاغ أو الوداع التي لخص فيها أهم مبادئ الإسلام ودستور الإسلام، وقد عرف علماء الإسلام قيمة هذا المؤتمر فاتخذوا منه فرصة لتبادل الآراء وتعارف الأفكار ورواية الأحاديث والأخبار كما عرف الخلفاء قيمة هذا الموسم العالمي فجعلوا منه ساحة لقاء بينهم وبين أبناء الشعب القادمين من كل فج عميق وبينهم وبين ولاتهم في الأقاليم فمن كانت له مظلمة أو شكاية فليتقدم بها إلى الخليفة ذاته بلا وساطة ولا حجاب وهناك يواجه الشعب الوالي أمام الخليفة بلا تهيب ولا تحفظ فيغاث الملهوف وينصف المظلوم ويرد الحق إلى أهله ولو كان هذا الحق عند الوالي أو الخليفة، وهذا المؤتمر لم يكن فرصة للمسلمين وحدهم للتظلم من ولاتهم وطلب حقوقهم بل وجد فيه غير المسلمين ممن يعيشون في ظل دولة الإسلام هذا المعنى وتلك الفرصة والتاريخ يطلعنا على قصة ابن القبطي الذي سابق ابن والي مصر وفاتحها عمرو بن العاص فسبق القبطي فضربه ابن عمرو فأنهى أبوه مظلمته إلى عمر فاقتصه منه في موسم الحج على مرأى ومسمع من ألوف الحجيج ثم قال كلمته المشهورة أمام شهود المؤتمر الكبير ( يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ )
إن الأرض المقدسة وما لها من ذكريات وشعائر الحج وما لها من أثر في النفس وقوة الجماعة وما لهام من إيحاء في الفكر والسلوك كل هذا يترك أثره واضحا في أعماق المسلم فيعود من رحلته أصفى قلبا وأطهر مسلكا وأقوى عزيمة على الخير وأصلب عودا أمام مغريات الشر وكلما كان حجه مبرورا خالصا لله كان أثره في حياته المستقبلة يقينا لا ريب فيه فإن هذه الشحنة الروحية العاطفية تهز كيانه المعنوي هزا بل تنشئه خلقا آخر وتعيده كأنما هو مولود جديد يستقبل الحياة وكله طهر ونقاء ومن هنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم «( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه )» [رواه البخاري وأحمد والنسائي] .... (39)
أما المنافع المادية التي يحققها الحج فتتعدد أيضا ويمكن حصر بعضها في الأتي: فمن الأحاديث الشريفة ما هو يدل على أن المتابعة بين العمرة والحج من مفاتيح الرزق ولبيان المراد بالمتابعة بين الحج والعمرة يقول الشيخ أبو الحسن السندي: اجعلوا أحدهما تابعا للآخر واقعا على عقبه أي إذا حججتم فاعتمروا وإذا اعتمرتم فحجوا فإنهما متعابعان، وقد روي الأئمة أحمد والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) ففي هذا الحديث الشريف بين الصادق المصدوق الناطق بالوحي أن ثمرة المتابعة بين الحج والعمرة زوال الفقر والذنوب وقد عنون الإمام ابن حبان على هذا الحديث في صحيحه بقوله: ذكر نفي الحج والعمرة الذنوب والفقر عن المسلم بهما، وقال الإمام الطيبي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم «( فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ) » إزالته للفقر كزيادة الصدقة للمال، كما روى الإمام النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديث ) فعلى الراغبين في نفي الفقر والذنوب عنهم المبادرة إلى المتابعة بين الحج والعمرة....(40) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( «هذا البيت دعامة الإسلام فمن خرج يؤم أي يقصد هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا على الله إن قبضه أن يدخله الجنة وإن رده رده بأجر وغنيمة» ) رواه ابن جريح بإسناد حسن....(41)
كما لا بأس للحاج أن يتاجر ويؤاجر ويتكسب وهو يؤدي أعمال الحج والعمرة قال ابن عباس إن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حرم فأنزل الله تعالى {( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )} [سورة البقرة آية 198] فأمروا أن يتجروا إذا أفاضوا من عرفات وعن أبي أمامة التيمي أنه قال لابن عمر: إني رجل أكري أي أؤجر الرواحل للركوب في هذا الوجه وإن ناسا يقولون لي: أنه ليس لك حج فقال ابن عمر: أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار قال: قلت: بلى قال: فإن لك حجا وقال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني فسكت حتى نزلت هذه الآية {( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )} فأرسل إليه وقرأ عليه هذه الآية وقال « ( لك حج )» رواه أبو داود وسعيد بن منصور.... (42) لذا فإن الحج فرصة متاحة لتبادل المنافع التجارية على نطاق واسع بين المسلمين فأصحاب السلع والتجارة يجدون في موسم الحج سوقا رائجة حيث تجبي إلى البلد الحرام ثمرات كل شئ من أطراف الأرض ويقدم للحجيج من كل فج ومن كل قطر ومعهم من خيرات بلادهم ما تفرق في أرجاء الأرض في شتي المواسم يتجمع كله في البلد الحرام في موسم واحد فهو موسم تجارة ومعرض نتاج وسوق عالمية تقام في كل عام .... (43) مما يحمل الحجاج على اقتناء الهدايا ويندر أن يرجع حاج إلى بلدته غير محمل بكثير أو قليل منها ولهذا فهي تعتبر مصدر رزق للمشترى منه والمحمولة إليه، كما تعتبر أشهر الحج وأوقات العمرة موسم انتعاش اقتصادي لشركات الملاحة والطيران والنقل البري والسياحة والجمعيات والنوادي والهيئات المنظمة لرحلات الحج
وكذلك لمكاتب البريد والاتصالات السلكية ولمنتجي مستلزمات الحجاج ولجميع من يؤدون خدمات للحجيج