عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20-05-2025, 02:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة السيرة



من مائدةُ السِّيرةِ: تَحَنُّثُه صلى الله عليه وسلم في الغارِ

عبدالرحمن عبدالله الشريف



لَمَّا أراد اللهُ تعالى أنْ يبعثَ رحمتَه إلى العبادِ، حبَّب إلى نبيِّنا مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الخلاءَ، وكَرَّهَ إليه ما يعملُه قومُه مِن أعمالٍ سيِّئةٍ، وما يرتكبونه مِن آثامٍ.

وكان مكانُه الـمُحبَّبُ لهذه الخلوةِ: (غارَ حِرَاءٍ)، وهو غارٌ يقعُ في أعلى جبلِ النُّورِ، في شرقِ مكَّةَ، على يسارِ الذَّاهبِ إلى عرفاتٍ، وكان هذا الغارُ معروفًا ببُعْدِه عنْ وسطِ مكَّةَ، وانعزالِه عنْ ضجيجِ النَّاسِ وباطلِهم، وبمكانِه الَّذي يبعثُ على التَّأمُّلِ والتَّفكُّرِ؛ فإنَّك إذا نظرتَ منه لم تَرَ إلَّا جبالًا مُتطامِنةً، كأنَّها ساجدةٌ تعظيمًا للهِ تعالى، وفوقَها سماءٌ مُمْتَدَّةٌ، صافيةُ الأَدِيمِ، لا يَحجُبُها شيءٌ إلى منتهى الطَّرْفِ.

فكان صلى الله عليه وسلم يَتحنَّثُ في ذلك الغارِ، كما كان يصنعُ مُتَعَبِّدُو ذلك الزَّمانِ، فيمكثُ فيه اللَّياليَ ذواتِ العددِ، وربما أمضى شهرًا، وكانت خديجةُ رضي اللهُ عنها في هذا نِعْمَ العَوْنُ، فقد كانت تَتفقَّدُه بينَ الفترةِ والأخرى، خصوصًا إذا طالَ مُكْثُه، وتُحضِرُ له الطَّعامَ والشَّرابَ، وتجلسُ عندَه بعضَ الوقتِ، ثُمَّ تتركُه في تَحنُّثِه وتأمُّلِه.

بقي صلى الله عليه وسلم على ذلك حتَّى أنزلَ اللهُ عليه الوحيَ، وأرسله إلى العالمين هاديًا ومُبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى اللهِ بإذنِه وسِراجًا منيرًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.45%)]