عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم يوم أمس, 10:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصَّة موسى في القرآن الكريم

9-قصَّة موسى في القرآن الكريم


بقلم : مجـْـد مكَّي




المناداة:
وصل موسى عليه السلام إلى جهة النار، وكله أمل بأن يجد الهادي عندها، أو يعود منها بقبس يُعينه على قضاء ليلته، ولم يخيِّب الله رجاءه، فلقد وجد الهادي، وعاد بالضياء، وعاد بنور النبوَّة والرسالة.
قال الله تعالى:[فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ] {القصص:30}.

أي: فلمَّا أتى موسى عليه السلام النار التي أبصرها، ناداه الله تعالى من جانب الوادي الذي عن يمين موسى في القطعة من الأرض المتميِّزة ممَّا حولها، التي جعل اللَّهُ عزَّ وجلّ فيها الزيادة من الخير والنَّماء، من ناحية الشجرة: أنْ يا موسى، أُؤكِّد لك ما أقول لك: أنا الله الذي تُؤمن به، أنت وآباؤك المؤمنون الموحِّدون، وأنا خالق الكائنات كلها، والمُتَصرِّف فيها بحكمته دواماً، وبسلطان ربوبيَّته الشاملة لكلِّ ما في الكون من حوادث وتصاريف.

وقال سبحانه: [فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى(11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى(12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى(13) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى(15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى(16)]. {طه: 11-16}.
أي: حين أتى موسى إلى قُرب موقع النَّار، ناداهُ اللَّهُ تعالى: يا موسى، إنّي أنا الذي أُكلِّمك من وراء حجاب خالقُك ومُمِدُّك بعطاءات ربوبيَّتي دائماً.

ثم بيَّن له ما ينبغي أن يفعله تأدباً مع الله تعالى:[فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ]أي: فاخْلَع ما تلْبَسُ بقَدَمَيْك، وألْصق قدميك حافيتَيْن بترابه ورماله، وقفْ موقفَ الخضوع والتواضع والأدب الجمّ، فَخَلَع موسى نعليه، وألقاهما من وراء الوادي استعداداً لمناجاة ربِّه. .

ثم عرَّفه في أيِّ مكان هو: [إِنَّكَ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى]أي: إنَّك بالوادي المُطَهَّر من الأرجاس الماديَّة والمعنويَّة؛ «طوى» المتَّصل بحبل «الطُّور» .

ويأتيه النداء: [وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى] {طه:13}.
أي: وأنا اصْطَفَيتُكَ ـ يا موسى ـ برسالاتي وبكلامي، لقد جاءك أمرٌ عظيم، فتأهَّب له، واسمع بإصغاءٍ كامل، ووعيٍ تامٍّ لما يُوحى إليك منِّي.
فهي الرسالة والنبوة، إنها منَّة كبرى، وسعادة وتشريف، ودلَّت الآية على أن النبوة لا تكون اكتساباً، بل هبة من الله عزَّ وجل .

نداءات الله تعالى لموسى في البقعة المباركة:
حين وطئ موسى عليه السلام البقعةَ المباركة نُودي بهذه النداءات حيث عرَّفه ربُّه تعالى من هو المنادي له: [إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ] {القصص:30} .

أي: أُؤكِّد لك ما أقول لك: أنا الله الذي تُؤمن به، أنت وآباؤك المؤمنون الموحِّدون، وأنا خالق الكائنات كلها، والمُتَصرِّف فيها بحكمته دواماً، وبسلطان ربوبيَّته الشاملة لكلِّ ما في الكون من حوادث وتصاريف..

[فلمَّا جاءها نُوديَ أن بُورك من في النار ومن حولها وسبحانَ الله ربِّ العالمين يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {النمل:8-9}أي: فلما جاء موسى المكان الذي رأى النار تشتعل فيه، ناداه الله تعالى بأنه ثَبَتَ واستقرَّ وكَثُرَ خَيْرُ مَنْ في مكان النار من الملائكة، وموسى والملائكة الذين حَوْل النار.

وحتى لا يشتبه على أحدٍ من الخلق أن الله تعالى يحدّه زمان أو مكان أو جهة قال تعالى: [وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ] {النمل:8}أي: وتنزَّه اللَّهُ خالق العالمين ورازقهم ومالكهم ومُربِّيهم عن كلِّ سوء ونقص ومُمَاثلةٍ للحوادث.

[ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {النمل:9}أي: إنَّ الشأن العظيم الجليل الذي أُطالبك بأن تدركه، أنْ تؤمن بأني أنا الله القويُّ الغالبُ، ذو الإرادة الحكيمة النافذة، فلا تُفارق مشيئتي المُطلقة حكمتي في تصاريفي. يا موسى إنَّ الشأن العظيم الجليل الذي أُطالبك بأن تدركه، أنْ تؤمن بأني أنا الله القويُّ الغالبُ، ذو الإرادة الحكيمة النافذة، فلا تُفارق مشيئتي المُطلقة حكمتي في تصاريفي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]