الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الثالث
صـــ 131 الى صــ 140
(159)
خروج الروم إلى بلاد الإسلام.
العام الهجري: 355الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 966تفاصيل الحدث:
خرجت الروم قاصدة مدينة آمد، فنزلوا عليها، وحصروها، وقاتلوا أهلها، فقتل منهم ثلاثمائة رجل، وأسر نحو أربعمائة أسير، ولم يمكنهم فتحها، فانصرفوا إلى دارا، وقربوا من نصيبين، ولقيهم قافلة واردة من ميافارقين، فأخذوها، وهرب الناس من نصيبين خوفا منهم، حتى بلغت أجرة الدابة مائة درهم، وراسل سيف الدولة الأعراب ليهرب معهم، وكان في نصيبين، فاتفق أن الروم عادوا قبل هربه، فأقام بمكانه، وساروا من ديار الجزيرة إلى الشام، فنازلوا إنطاكية، فأقاموا عليها مدة طويلة يقاتلون أهلها، فلم يمكنهم فتحها، فخربوا بلدها ونهبوه وعادوا إلى طرسوس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة معز الدولة بن بويه.
العام الهجري: 356الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 967تفاصيل الحدث:
لما كان ثالث عشر ربيع الأول توفي معز الدولة أبو الحسن بن بويه الديلمي بعلة الذرب، الذي أظهر الرفض فصار لا يثبت في معدته شئ بالكلية، فلما أحس بالموت أظهر التوبة وأناب إلى الله عز وجل، ورد كثيرا من المظالم، وتصدق بكثير من ماله، وأعتق طائفة كثيرة من مماليكه، وعهد بالأمر إلى ولده بختيار عز الدولة، وقد اجتمع ببعض العلماء فكلمه في السنة وأخبره أن عليا زوج ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب، فقال: والله ما سمعت بهذا قط، فقيل أنه رجع إلى السنة ومتابعتها، هو أول من أجرى السعاة بين يديه ليبعث بأخباره إلى أخيه ركن الدولة سريعا إلى شيراز، وحظي عنده أهل هذه الصناعة وكان عنده في بغداد ساعيان ماهران، وهما فضل، وبرغوش، يتعصب لهذا عوام أهل السنة، ولهذا عوام أهل الشيعة، وجرت لهما مناصف ومواقف، ولما مات معز الدولة دفن بباب التبن في مقابر قريش، وبعث ابنه عز الدولة إلى رؤوس الأمراء في هذه الأيام بمال جزيل لئلا تجتمع الدولة على مخالفته قبل استحكام مبايعته، وهذا من دهائه، وكانت مدة ولاية معز الدولة إحدى وعشرين سنة وإحدى عشر شهرا ويومين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة أبي الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني.
العام الهجري: 356الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 967تفاصيل الحدث:
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي، صاحب كتاب الأغاني وكتاب أيام العرب، ذكر فيه ألفا وسبعمائة يوم من أيامهم، وكان شاعرا أديبا كاتبا، عالما بأخبار الناس وأيامهم، وكان فيه تشيع، قال ابن الجوزي: ومثله لا يوثق به، فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر، توفي في ذي الحجة من هذه السنة، وكان مولده في سنة أربع وثمانين ومائتين، التي توفي فيها البحتري الشاعر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ظهور رجل ببغداد ادعى أنه المهدي.
العام الهجري: 357العام الميلادي: 967تفاصيل الحدث:
شاع الخبر ببغداد وغيرها من البلاد أن رجلا ظهر يقال له محمد بن عبد الله وتلقب بالمهدي وزعم أنه الموعود به، وأنه يدعو إلى الخير وينهى عن الشر، ودعا إليه ناس من الشيعة، وقالوا: هذا علوي من شيعتنا، وكان هذا الرجل إذ ذاك مقيما بمصر عند كافور الإخشيدي قبل أن يموت وكان يكرمه، وكان من جملة المستحسنين له سبكتكين الحاجب، وكان شيعيا فظنه علويا، وكتب إليه أن يقدم إلى بغداد ليأخذ له البلاد، فترحل عن مصر قاصدا العراق فتلقاه سبكتكين الحاجب إلى قريب الأنبار، فلما رآه عرفه وإذا هو محمد بن المستكفي بالله العباسي، فلما تحقق أنه عباسي وليس بعلوي انثنى رأيه فيه، فتفرق شمله وتمزق أمره، وذهب أصحابه كل مذهب، وحمل إلى معز الدولة فأمنه وسلمه إلى المطيع لله فجدع أنفه واختفى أمره، فلم يظهر له خبر بالكلية بعد ذلك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة أبي فراس الحمداني الأمير والشاعر.
العام الهجري: 357الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 968تفاصيل الحدث:
الحارث بن سعيد بن حمدان، أبو فراس عامل منبج لسيف الدولة الحمداني، كان شاعرا وأميرا، له وقائع كثيرة، وكان قد أسر من قبل الروم وبقي أربع سنين في أسرهم، تناول في شعره تشيعه لآل البيت، في ربيع الآخر، أما سبب قتله فكان أنه كان مقيما بحمص، فجرى بينه وبين أبي المعالي بن سيف الدولة بن حمدان وحشة، فطلبه أبو المعالي، فانحاز أبو فراس إلى صدد، وهي قرية في طرف البرية عند حمص، فجمع أبو المعالي الأعراب من بني كلاب وغيرهم، وسيرهم في طلبه مع قرعويه، فأدركه بصدد، فكبسوه، فاستأمن أصحابه، واختلط هو بمن استأمن منهم، فقال قرعويه لغلام له: اقتله، فقتله وأخذ رأسه وتركت جثته في البرية، حتى دفنها بعض الأعراب.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة كافور الإخشيدي بمصر.
العام الهجري: 357الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 968تفاصيل الحدث:
كافور بن عبدالله كان يلقب بالأستاذ، كان عبدا نوبيا اشتراه السلطان أبو بكر محمد بن طغج الإخشيد وأعتقه ورقى به حتى صار من كبار قواده، وكان قد تملك أمر مصر في ولاية أبي القاسم الإخشيدي فكانت زمام الأمور بيده هو لا بيد أمير مصر الإخشيدي، ثم لما مات أبو القاسم وخلفه أخوه علي أيضا بقي الحال لكافور كما هو ثم لما مات علي تولى كافور إمرة مصر لمدة سنتين، إلى أن توفي في القاهرة عن 65 عاما وقيل أنه حمل إلى القدس ودفن فيها، وقد كان شهما كريما حسن السياسة، ثم بعد وفاته تولى أحمد بن علي الإخشيد الأمر، وكانت مدة تحكم كافور اثنين وعشرين سنة منها سنتين وثلاثة أشهر استقلالا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
أفعال الروم بالشام والجزيرة.
العام الهجري: 358العام الميلادي: 968تفاصيل الحدث:
دخل ملك الروم الشام، ولم يمنعه أحد، ولا قاتله، فسار في البلاد إلى طرابلس، وأحرق بلدها، وحصر قلعة عرقة، فملكها ونهبها وسبى من فيها، وكان صاحب طرابلس قد أخرجه أهلها لشدة ظلمه، فقصد عرقة، فأخذه الروم وجميع ماله، وكان كثيرا، وقصد ملك الروم حمص، وكان أهلها قد انتقلوا عنها وأخلوها، فأحرقها ملك الروم ورجع إلى بلدان الساحل فأتى عليها نهبا وتخريبا، وملك ثمانية عشر منبرا، فأما القرى فكثير لا يحصى، وأقام في الشام شهرين يقصد أي موضع شاء، ويخرب ما شاء، ولا يمنعه أحد إلا أن بعض العرب كانوا يغيرون على أطرافهم، فأتاه جماعة منهم وتنصروا وكادوا المسلمين من العرب وغيرهم، فامتنعت العرب من قصدهم، وصار للروم الهيبة العظيمة في قلوب المسلمين، فأراد أن يحضر إنطاكية وحلب، فبلغه أن أهلها قد أعدوا الذخائر والسلاح وما يحتاجون إليه، فامتنع من ذلك وعاد ومعه من السبي نحو مائة ألف رأس، ولم يأخذ إلا الصبيان، والصبايا، والشبان، فأما الكهول، والشيوخ، والعجائز، فمنهم من قتله، ومنهم من أطلقه، وكان بحلب قرعويه، غلام سيف الدولة بن حمدان، فصانع الروم عليها، فعادوا إلى بلادهم، فقيل كان سبب عودهم كثرة الأمراض والموت، وقيل ضجروا من طول السفر والغيبة عن بلادهم، فعادوا على عزم العود، وسير ملك الروم سرية كثيرة إلى الجزيرة، فبلغوا كفر توثا، ونهبوا وسبوا وأحرقوا وعادوا، ولم يكن من أبي تغلب بن حمدان في ذلك نكير ولا أثر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
نهاية الدولة الإخشيدية بمصر.
العام الهجري: 358العام الميلادي: 968تفاصيل الحدث:
كانت نهاية الدولة الإخشيدية بعد أن توفي كافور الإخشيدي ملك بعده أحمد بن علي الإخشيدي عدة أشهر وأمور مصر كانت سيئة جدا، فالغلاء من جهة والقحط من جهة أخرى وكثرة المغاربة من طرف الفاطميين من جهة أيضا، فصارت أمور الدولة لا زمام لها، مما أغرى المعز الفاطمي بالهجوم عليها فأرسل القائد جوهر فدخلها فكانت هذه نهاية الدولة الإخشيدية وبداية الدولة الفاطمية في مصر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العبيديون (الفاطميون) يدخلون مصر بقيادة جوهر الصقلي.
العام الهجري: 358الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 969تفاصيل الحدث:
سير المعز الفاطمي القائد أبا الحسن جوهر الصقلي، غلام والده المنصور، وهو رومي، في جيش كثيف إلى الديار المصرية، فاستولى عليها، وكان سبب ذلك أنه لما مات كافور الإخشيدي، صاحب مصر، اختلفت القلوب فيها، ووقع بها غلاء شديد، فلما بلغ الخبر بهذه الأحوال إلى المعز، وهو بإفريقية، سير جوهرا إليها، فلما اتصل خبر مسيره إلى العساكر الإخشيدية بمصر هربوا عنها جميعهم قبل وصوله، ثم إنه قدمها سابع عشر شعبان، وأقيمت الدعوة للمعز بمصر في الجامع العتيق في شوال، وفي جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين سار جوهر إلى جامع ابن طولون، وأمر المؤذن فأذن بحي على خير العمل، وهو أول ما أذن بمصر، ثم أذن بعده في الجامع العتيق، وجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم، ولما استقر جوهر بمصر شرع في بناء القاهرة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العبيديون (الفاطميون) يسيطرون على الحجاز.
العام الهجري: 358الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 969تفاصيل الحدث:
لما استقر جوهر بمصر، وثبت قدمه، سير جعفر بن فلاح الكتامي إلى الشام في جمع كبير، فبلغ الرملة، وبها أبو محمد الحسن بن عبدالله بن طغج، فقاتله في ذي الحجة من هذه السنة، وجرت بينهما حروب كان الظفر فيها لجعفر ابن فلاح، وأسر ابن طغج وغيره من القواد فسيرهم إلى جوهر، وسيرهم جوهر إلى المعز بإفريقية، ودخل ابن فلاح البلد عنوة، فقتل كثيرا من أهله، ثم أمن من بقي، وجبى الخراج وسار إلى طبرية، فرأى ابن ملهم قد أقام الدعوة للمعز لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلها، فظفر بهم وملك البلد، ونهب بعضه وكف عن الباقي، وأقام الخطبة للمعز يوم الجمعة لأيام خلت من المحرم سنة تسع وخمسين وقطعت الخطبة العباسية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا