الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الثالث
صـــ 381 الى صــ 390
(184)
محاصرة الأبخاز تفليس وعودهم عنها.
العام الهجري: 429العام الميلادي: 1037تفاصيل الحدث:
حصر ملك الأبخاز مدينة تفليس، وامتنع أهلها عليه، فأقام عليهم محاصرا ومضيقا، فنفدت الأقوات، وانقطعت الميرة، فأنفذ أهلها إلى أذربيجان يستنفرون المسلمين، ويسألونهم إعانتهم، فلما وصل الغز إلى أذربيجان، وسمع الأبخاز بقربهم، وبما فعلوا بالأرمن، رحلوا عن تفليس مجفلين خوفا. ولما رأى وهسوذان صاحب أذربيجان قوة الغز، وأنه لا طاقة له بهم، لاطفهم وصاهرهم واستعان بهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ابتداء ملك السلاجقة.
العام الهجري: 429العام الميلادي: 1037تفاصيل الحدث:
دخل ركن الدين أبو طالب طغرلبك محمد بن ميكائيل بن سلجوق مدينة نيسابور مالكا لها، وكان سبب ذلك أن الغز السلجقية لما ظهروا بخراسان أفسدوا، ونهبوا، وخربوا البلاد، وسبوا، وسمع الملك مسعود بن محمود بن سبكتكين الخبر، فسير إليهم حاجبه سباشي في ثلاثين ألف مقاتل، فسار إليهم من غزنة، فلما بلغ خراسان ثقل على ما سلم من البلد بالإقامات، فخرب السالم من تخريب الغز، فأقام مدة سنة على المدافعة والمطاولة، لكنه كان يتبع أثرهم إذا بعدوا، ويرجع عنهم إذا أقبلوا استعمالا للمحاجزة، وإشفاقا من المحاربة، حتى إذا كان في هذه السنة، وهو بقرية بظاهر سرخس، والغز بظاهر مرو مع طغرلبك، وقد بلغهم خبره، قاتلوه يوم وصلوا، فلما جنهم الليل أخذ سباشي ما خف من مال وهرب في خواصه، وترك خيمه ونيرانه على حالها، قيل فعل ذلك مواطأة للغز على الهزيمة، فلما أسفر الصبح عرف الباقون من عسكره خبره، فانهزموا، واستولى الغز على ما وجدوه في معسكرهم من سوادهم، وقتلوا من الهنود الذين تخلفوا مقتلة عظيمة، وأسر داود أخو طغرلبك، وهو والد السلطان ألب أرسلان، إلى نيسابور، وسمع أبو سهل الحمدوني ومن معه بها، ففارقوها، ووصل داود ومن معه إليها، فدخلوها بغير قتال، ولم يغيروا شيئا من أمورها، ووصل بعدهم طغرلبك ثم وصلت إليهم رسل الخليفة في ذلك الوقت، وكان قد أرسل إليهم وإلى الذين بالري وهمذان وبلد الجبل ينهاهم عن النهب والقتل والإخراب، فكفوا عن ذلك، ثم استولوا على سائر بلاد خراسان سوى بلغ، وكانوا يخطبون للملك مسعود على سبيل المغالطة. وكانوا ثلاثة أخوة: طغرلبك، وداود، وبيغو، وكان ينال، واسمه إبراهيم، أخا طغرلبك وداود لأمهما.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تلقيب جلال الدين نفسه بـ (شاهنشاه) وإنكار العلماء عليه ومنهم الماوردي.
العام الهجري: 429العام الميلادي: 1037تفاصيل الحدث:
سأل جلال الدولة الخليفة القائم بأمر الله ليخاطب بشاهنشاه أي ملك الملوك، فامتنع، ثم أجاب إليه إذ أفتى الفقهاء بجوازه، فكتب فتوى إلى الفقهاء في ذلك، فأفتى القاضي أبو الطيب الطبري، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، والقاضي ابن البيضاوي، وأبو القاسم الكرخي بجوازه، وامتنع منه قاضي القضاة أبو الحسن الماوردي، وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات، وخطب لجلال الدولة بملك الملوك، وكان الماوردي من أخص الناس بجلال الدولة، وكان يتردد إلى دار المملكة كل يوم، فلما أفتى بهذه الفتيا انقطع ولزم بيته خائفا، وأقام منقطعا من شهر رمضان إلى يوم عيد النحر، فاستدعاه جلال الدولة، فحضر خائفا، فأدخله وحده وقال له: قد علم كل أحد أنك من أكثر الفقهاء مالا، وجاها، وقربا منا، وقد خالفتهم فيما خالف هواي، ولم تفعل ذلك إلا لعدم المحاباة منك، واتباع الحق، وقد بان لي موضعك من الدين، ومكانك من العلم، وجعلت جزاء ذلك إكرامك بأن أدخلتك إلي، وجعلت أذن الحاضرين إليك، ليتحققوا عودي إلى ما تحب، فشكره ودعا له.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
حرب شبل الدولة من قبل العبيديين (الفاطميين) .
العام الهجري: 429العام الميلادي: 1037تفاصيل الحدث:
عهد المستنصر الفاطمي إلى القائد أنوشتكين الدزبري أمير دمشق بالاستيلاء على حلب وأخذها من شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس، فاستأذن الروم لحربه لأن شبل الدولة كان حليفا للروم على دفع أتاوة سنوية لهم، فتعهد أنوشتكين بدفع نفس الأتاوة للروم إن هم أذنوا له بحربه فأذنوا له فقام بالسير إلى شبل الدولة وهزمه واستولى على حلب وقتل شبل الدولة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
قيام دولة الصليحيين باليمن.
العام الهجري: 429العام الميلادي: 1037تفاصيل الحدث:
قامت الدعوة الصليحية باليمن والتي أصلها إسماعيلي عن طريق علي بن محمد الصليحي بعد أن تحصن بجبل مسار بناحية حراز وكانت قد انقطعت بعد اختلاف علي بن الفضل وابن حوشب إذ سيطر الأول على المنطقة وأعلن كفره الصريح حتى مات مسموما عام 303هـ على حين اعتزل ابن حوشب في مغارب اليمن وتبعه ابنه جعفر ثم ابن أبي الفضل حتى كان سليمان بن عبدالله الزواحي الذي أوصى تلميذه عليا الصليحي أن يكون خليفته، أظهر الصليحي التدين فأطاعته القبائل المحيطة بحراز وشكل قوة وانتصر على عدد من الزعماء ودخل صنعاء وأخرج منها بني يعفر كما احتمل زبيد بعد أن سقى الأمير نجاحا سما ووصل إلى عدن ودانت له سائر بلاد اليمن.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الخطبة العباسية بحران والرقة.
العام الهجري: 430العام الميلادي: 1038تفاصيل الحدث:
خطب شبيب بن وثاب النميري، صاحب حران والرقة، للإمام القائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر بالله العلوي، وكان سببها أن نصر الدولة بن مروان كان قد بلغه عن الدزبري نائب العلويين بالشام أنه يتهدده، ويريد قصد بلاده، فراسل قرواشا، صاحب الموصل، وطلب منه عسكرا، وراسل شبيبا النميري يدعوه إلى الموافقة، ويحذره من المغاربة، فأجابه إلى ذلك، وقطع الخطبة العلوية، وأقام الخطبة العباسية، فأرسل إليه الدزبري يتهدده، ثم أعاد الخطبة العلوية بحران في ذي الحجة من السنة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الحافظ أبي نعيم الأصبهاني.
العام الهجري: 430الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1038تفاصيل الحدث:
أحمد بن عبدالله بن إسحاق بن موسى أبو نعيم الأصبهاني الحافظ المشهور، من أعلام المحدثين وأكابر الثقات الحفاظ، رحل إلى العراق والحجاز وأصفهان، أشهر مصنفاته حلية الأولياء وله معجم الصحابة وغيرها من الكتب، توفي في أصبهان عن 96 عاما.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تملك بني سلجوق بلاد خراسان.
العام الهجري: 430الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1039تفاصيل الحدث:
بنو سلجوق أتراك ينتسبون إلى جدهم سلجوق، وينتمون إلى قبيلة تركية كبيرة تسمى الغز. وقد نزلوا على نهر سيحون، واتصلوا بخدمة التركمان في بلاد ما وراء النهر، وراح جدهم سلجوق يتقدم في خدمة ملك الترك حتى وصل إلى قيادة الجيش، وكان بارع الحديث، كريما، فاستمال الناس إليه، وجمعهم من حوله، فانقادوا له وأطاعوه. وخافت زوجة ملك الترك على زوجها منه، فأغرته بقتله، وعرف سلجوق ما يدبر له في الخفاء، فجمع من حوله، وسار بهم حتى مدينة جند، وأقام هناك في جوار المسلمين ببلاد تركستان. ولما جاور سلجوق المسلمين، وتعرف على أخلاق الإسلام أعلن إسلامه على مذهب أهل السنة، واعتنق الغز الإسلام معه. وعندئذ بدأ في غزو كفار الترك، وكان ملكهم يأخد إتاوة من المسلمين في تلك الديار، فقطعها سلجوق وطرد نوابه. كان لسلجوق من الأولاد أربعة هم: أرسلان، وميكائيل، وموسى، ويونس. ولقد أعد سلجوق أبناءه وأحفاده للغزو والفتح، فلقد استطاع أحد أحفاده وهو طغرل أن يستولى على إقليم مرو خراسان سنة 429هـ في الشمال الشرقى من فارس، ثم استولى على نيسابور 432هـ، وعلى حران وطبرستان عام 433هـ، وعلى خوارزم عام 434هـ، وأصبهان عام 438هـ /1047 م.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الملك مسعود الغزنوي يهزم الملك طغرلبك السلجوقي.
العام الهجري: 430الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1039تفاصيل الحدث:
في صفر من هذه السنة وصل الملك مسعود إلى بلخ من غزنة، فجمع أصحابه، ولقي شاه ملك وقاتله، ودامت الحرب بينهما مدة شهر، وانهزم إسماعيل، والتجأ إلى طغرلبك وأخيه داود السلجقية، وملك شاه ملك خوارزم، ثم سار مسعود بن سبكتكين من بلخ بنفسه، وقصد سرخس، فتجنب الغز لقاءه، وعدلوا إلى المراوغة والمخاتلة، وأظهروا العزم على دخول المفازة التي بين مرو وخوارزم، فبينما عساكر مسعود تتبعهم وتطلبهم إذ لقوا طائفة منهم، فقاتلوهم وظفروا بهم وقتلوا منهم، ثم إنه واقعهم بنفسه، في شعبان من هذه السنة، وقعة استظهر فيها عليهم، فأبعدوا عنه، ثم عاودوا القرب منه بنواحي مرو، فواقعوهم وقعة أخرى قتل منهم فيها نحو ألف وخمسمائة قتيل، وهرب الباقون فدخلوا البرية التي يحتمون بها، وثار أهل نيسابور بمن عندهم منهم، فقتلوا بعضا، وانهزم الباقون إلى أصحابهم بالبرية وعدل مسعود إلى هراة ليتأهب في العساكر للمسير خلفهم وطلبهم أين كانوا، فعاد طغرلبك إلى الأطراف النائية عن مسعود، فنهبها وأثخن فيها، فحينئذ سار مسعود يطلبه، فلما قاربه انزاح طغرلبك من بين يديه إلى أستوا وأقام بها، وكان الزمان شتاء، ظنا منه أن الثلج والبرد يمنع عنه، فطلبه مسعود إليها، ففارقه طغرلبك وسلك الطريق على طوس، واحتمى بجبال منيعة، ومضايق صعبة المسلك، فسير مسعود في طلبه وزيره أحمد بن محمد بن عبد الصمد في عساكر كثيرة، فطوى المراحل إليه جريدة، فواقعوهم فانتصروا عليه، واستأمن من أصحابه جماعة كثيرة، ورأى الطلب له من كل جانب، فعاود دخول المفازة إلى خوارزم وأوغل فيها، وسار مسعود إلى نيسابور في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ليريح ويستريح، وينتظر الربيع ليسير خلف الغز، ويطلبهم في المفاوز التي احتموا بها. وكانت هذه الوقعة، وإجلاء الغز عن خراسان
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ما جرى بعمان بعد موت أبي القاسم بن مكرم.
العام الهجري: 431العام الميلادي: 1039تفاصيل الحدث:
لما توفي أبو القاسم بن مكرم خلف أربعة بنين وهم أبو الجيش، والمهذب، وأبو محمد، وآخر صغير، فولي بعده ابنه أبو الجيش، وأقر علي بن هطال المنوجاني، صاحب جيش أبيه، وكان المهذب، يطعن على ابن هطال، وبلغه ذلك، فأضمر له سوءا، فجهز له مكيدة وجعله يكتب بخطه ما أظهره ابن هطال عند أبي الجيش، وقال له: إن أخاك كان قد أفسد كثيرا من أصحابك عليك، وتحدث معي، واستمالني فلم أوافقه، فلهذا كان يذمني، ويقع في، وهذا خطه بما استقر يعني من أنه سيمنحه الوزارة وغيرها إن مكنه من الأمر فلما رأى خط أخيه أمره بالقبض عليه، ففعل ذلك واعتقله، ثم وضع عليه من خنقه وألقى جثته إلى منخفض من الأرض، وأظهر أنه سقط فمات ثم توفي أبو الجيش بعد ذلك بيسير، وأراد ابن هطال أن يأخذ أخاه أبا محمد فيوليه عمان ثم يقتله، فلم تخرجه إليه والدته، وقالت له: أنت تتولى الأمور، وهذا صغير لا يصلح لها. ففعل ذلك، وأساء السيرة، وصادر التجار، وأخذ الأموال، وبلغ ما كان منه مع بني مكرم إلى الملك أبي كاليجار، والعادل أبي منصور ابن مافنة، فأعظما الأمر واستكبراه، وشد العادل في الأمر، وكاتب نائبا كان لأبي القاسم بن مكرم بجبال عمان يقال له المرتضى، وأمره بقصد ابن هطال، وجهز العساكر من البصرة لتسير إلى مساعدة المرتضى، فجمع المرتضى الخلق، وتسارعوا إليه وخرجوا عن طاعة ابن هطال، وضعف أمره، واستولى المرتضى على أكثر البلاد، ثم وضعوا خادما كان لابن مكرم، وقد التحق بابن هطال، على قتله، وساعده على ذلك فراش كان له، فما سمع العادل بقتله سير إلى عمان من أخرج أبا محمد بن مكرم، ورتبه في الإمارة، وكان قد استقر أن الأمر لأبي محمد في هذه السنة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا