الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الثالث
صـــ 421 الى صــ 430
(188)
وفاة الشيخ أبي محمد (الجويني) .
العام الهجري: 438الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1047تفاصيل الحدث:
عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، وهو والد إمام الحرمين، وأصله من قبيلة يقال لها سنبس، وجوين من نواحي نيسابور، سمع الحديث من بلاد شتى على جماعة، وقرأ الأدب على أبيه، وتفقه بأبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، ثم خرج إلى مرو إلى أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال، ثم عاد إلى نيسابور وعقد مجلس المناظرة، وصنف التصانيف الكثيرة في أنواع من العلوم وكان زاهدا شديد الاحتياط لدينه حتى ربما أخرج الزكاة مرتين، صنف التفسير الكبير المشتمل على أنواع العلوم، وله في الفقه التبصرة والتذكرة، وصنف مختصر المختصر والفرق والجمع، والسلسلة وغير ذلك، وكان إماما في الفقه والأصول والأدب والعربية، توفي في هذه السنة، وقيل سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
مسير إبراهيم ينال السلجوقي إلى قلعة كنكور.
العام الهجري: 439العام الميلادي: 1047تفاصيل الحدث:
سار إبراهيم ينال إلى قلعة كنكور، وبها عكبر بن فارس، صاحب كرشاسف، بن علاء الدولة يحفظها له، فامتنع عكبر بها إلى أن فنيت ذخائره، وكانت قليلة، فلما نفدت الذخائر عمل حيلة وطلب الأمان على تسليم القلعة ثم لما تسلمها إبراهيم، فلما صعد إلى القلعة انكشفت الحيلة، وسار عكبر بمن معه إلى قلعة سرماج، وصعد إليها، ولما ملك ينال كنكور عاد إلى همذان، فسير جيشا لأخذ قلاع سرخاب، واستعمل عليهم نسيبا له اسمه أحمد، وسلم إليه سرخابا ليفتح به قلاعه، فسار به إلى قلعة كلكان، فامتنعت عليه، فساروا إلى قلعة دزديلويه فحصروها، وسارت طائفة منهم إلى أبي الفتح بن ورام، الذي قاتلهم، فظفر بهم، وقتل وأسر جماعة منهم، وغنم ما معهم، ورجع الباقون، وأرسل إلى بغداد يطلب نجدة خوفا من عودهم، فلم ينجدوه لعدم الهيبة وقلة إمساك الأمر، فعبر بنو ورام دجلة إلى الجانب الغربي، ثم إن الغز أسروا إلى سعدي بن أبي الشوك في رجب، وهو نازل على فرسخين من باحسري، وكبسوه، فانهزم وقتل منهم خلق كثير، وغنم الغز أموالهم، ونجا سعدي من الوقعة بجريعة الذقن، ونهب الغز الدسكرة، وباجسري، والهارونية، وقصر سابور وجميع تلك الأعمال، ووصل الخبر إلى بغداد بأن إبراهيم ينال عازم على قصد بغداد، فارتاع الناس، واجتمع الأمراء والقواد إلى الأمير أبي منصور ابن الملك أبي كاليجار ليجتمعوا ويسيروا إليه ويمنعوه، واتفقوا على ذلك، فلم يخرج غير خيم الأمير أبي منصور والوزير ونفر يسير، وتخلف الباقون، وهلك من أهل تلك النواحي المنهوبة خلق كثير، ثم إن إبراهيم ينال سار إلى السيروان، فحصر القلعة، وضيق على من بها، وأرسل سرية نهبت البلاد، وانتهت إلى مكان بينه وبين تكريت عشرة فراسخ، ودخل بغداد من أهل طريق خراسان خلق كثير، وذكروا من حالهم ما أبكى العيون، ثم سلمها إليه مستحفظا، بعد أن أمنه على نفسه وماله، وأخذ منها ينال من بقايا ما خلفه سعدي شيئا كثيرا، ولما فتحها استخلف فيها مقدما كبيرا من أصحابه يقال له سخت كمان، وانصرف إلى حلوان، وعاد منها إلى همذان ومعه بدر ومالك ابنا مهلهل فأكرمهما.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ظهور الأصفر التغلبي.
العام الهجري: 439العام الميلادي: 1047تفاصيل الحدث:
ظهر الأصفر التغلبي برأس عين، وادعى أنه من المذكورين في الكتب، واستغوى قوما بمخاريق وضعها، وجمع جمعا وغزا نواحي الروم، فظفر وغنم وعاد، وظهر حديثه، وقوي ناموسه، وعاودوا الغزو في عدد أكثر من العدد الأول، ودخل نواحي الروم وأوغل، وغنم أضعاف ما غنمه أولا، وتسامع الناس به فقصدوه، وكثر جمعه، واشتدت شوكته، وثقلت على الروم وطأته فأرسل ملك الروم إلى نصر الدولة بن مروان يقول له: إنك عالم بما بيننا من الموادعة، وقد فعل هذا الرجل هذه الأفاعيل، فإن كنت قد رجعت عن المهادنة فعرفنا لندبر أمرنا بحبسه، واتفق في ذلك الوقت أن وصل رسول من الأصفر إلى نصر الدولة أيضا، ينكر عليه ترك الغزو والميل إلى الدعة، فساءه ذلك أيضا، واستدعى قوما من بني نمير وقال لهم: إن هذا الرجل قد أثار الروم علينا، ولا قدرة لنا عليهم، وبذل لهم مالا على الفتك به، فساروا إليه، فقربهم، ولازموه، فركب يوما غير متحرز، فأبعد وهم معه، فعطفوا عليه وأخذوه وحملوه إلى نصر الدولة بن مروان، فاعتقله، وتلافى أمر الروم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الوباء والغلاء بالعراق.
العام الهجري: 439العام الميلادي: 1047تفاصيل الحدث:
كان ببغداد والموصل، وسائر البلاد العراقية والجزيرة، غلاء عظيم، حتى أكل الناس الميتة، وتبعه وباء شديد مات فيه كثير من الناس، حتى خلت الأسواق، وزادت أثمان ما يحتاج إليه المرضى، كما حدث وباء شديد بالعراق والجزيرة، بسبب جيف الدواب التي ماتت، فمات فيها خلق كثير، حتى خلت الأسواق وقلت الأشياء التي يحتاج إليها المرضى.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الصلح بين طغرلبك وأبي كاليجار (سلطان الدولة) .
العام الهجري: 439الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1047تفاصيل الحدث:
أرسل الملك أبو كاليجار إلى السلطان ركن الدين طغرلبك في الصلح، فأجابه إليه، واصطلحا، وكتب طغرلبك إلى أخيه ينال يأمره بالكف عما وراء ما بيده، واستقر الحال بينهما أن يتزوج طغرلبك بابنة أبي كاليجار، ويتزوج الأمير أبو منصور بن أبي كاليجار بابنة الملك داود أخي طغرلبك، وتم العقد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
دولة بني مزين في الأندلس.
العام الهجري: 440العام الميلادي: 1048تفاصيل الحدث:
لم يبق من إمارات الغرب بعد سقوط لبلة وشلطيش وشنتمرية في يد المعتضد بن عباد سوى إمارة شلب وكانت هذه الإمارة من أهم إمارات الغرب بعد إشبيلية وكانت تشمل كورة شلب وكورة باجة وكان الحاجب عيسى بن محمد قد تغلب في أعقاب الفتنة على هذه المنطقة النائية وأقام بها دولة واستمر مسيطرا عليها حتى توفي سنة 432 هـ فخلفه في حكمها ولده محمد بن عيسي الملقب عميد الدولة واضطر عميد الدولة في اتقاء لعدوان ابن عباد أن ينزل له عن مدينة باجة وأن يكتفي بحكم شلب وكان ابن عباد قد استولى قبل ذلك على ميرتلة قاعدتها الجنوبية من يد صاحبها ابن طيفور في سنة 436 هـ وأصبحت باجة تحت رحمته واستمر عميد الدولة في حكم شلب حتى توفي في سنة 440 هـ وعندئذ ثار بها القاضي عيسى بن أبي بكر بن مزين فبايعه أهلها وبسط حكمه عليها وتلقب بالمظفر واستمر حكمه خمس سنوات وابن عباد دائب على مهاجمته وشن الغارات عليه وهو يرده ما استطاع حتى قتل في أواخر سنة 445 هـ مدافعا عن مدينته فخلفه ولده محمد بن عيسى وتلقب بالناصر وحكم حتى توفي في سنة 450 هـ فخلفه ولده عيسى وتلقب بالمظفر وبدأ المعتضد في تكرار حملاته عل شلب ثم ضرب الحصار حولها وقطع عنها سائر الإمداد حتى اشتد الأمر على أهلها وانتهى بأن اقتحمها بعد أن هدم أسوارها ودخل القصر وقتل عيسى المظفر وذلك في شوال من سنة 455 هـ وهكذا استطاع المعتضد بن عباد القضاء على دولة بني مزين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
غزو إبراهيم ينال الروم.
العام الهجري: 440العام الميلادي: 1048تفاصيل الحدث:
غزا إبراهيم ينال الروم، فظفر بهم وغنم، وكان سبب ذلك أن خلقا كثيرا من الغز بما وراء النهر قدموا عليه، فقال لهم: بلادي تضيق عن مقامكم والقيام بما تحتاجون إليه، والرأي أن تمضوا إلى غزو الروم، وتجاهدوا في سبيل الله، وتغنموا، وأنا سائر على أثركم، ومساعد لكم على أمركم. ففعلوا، وساروا بين يديه، وتبعهم، فوصلوا إلى ملازكرد، وأرزن الروم، وقاليقلا، وبلغوا طرابزون وتلك النواحي كلها، ولقيهم عسكر عظيم الروم والأبخاز يبلغون خمسين ألفا، فاقتتلوا، واشتد القتال بينهم، وكانت بينهم عدة وقائع تارة يظفر هؤلاء وتارة هؤلاء وكان آخر الأمر الظفر للمسلمين، فأكثروا القتل في الروم وهزموهم، وأسروا جماعة كثيرة من بطارقتهم، وممن أسر قاريط ملك الأبخاز، فبذل في نفسه ثلاثمائة ألف دينار، وهدايا بمائة ألف، فلم يجبه إلى ذلك، ولم يجس تلك البلاد وينهبها إلى أن انهزموا وبقي بينه وبين القسطنطينية خمسة عشر يوما، واستولى المسلمون على تلك النواحي فنهبوها، وغنموا ما فيها، وسبوا أكثر من مائة ألف رأس، وأخذوا من الدواب والبغال والغنائم والأموال ما لا يقع عليه الإحصاء، وقيل إن الغنائم حملت على عشرة آلاف عجلة، وإن في جملة الغنيمة تسعة عشر ألف درع، وكان قد دخل بلد الروم جمع من الغز يقدمهم إنسان نسيب طغرلبك، فلم يؤثر كبير أثر، وقتل من أصحابه جماعة، وعاد، ودخل بعده إبراهيم ينال، ففعل هذا الذي ذكرناه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الملك أبي كاليجار وولي بعده ابنه أبو نصر وسموه (الملك الرحيم) .
العام الهجري: 440الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1048تفاصيل الحدث:
توفي الملك أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه، رابع جمادى الأولى، بمدينة جناب من كرمان ولما توفي نهب الأتراك من العسكر الخزائن والسلاح والدواب وكانت ولايته على العراق أربع سنين وشهرين وأياما، ومدة ولايته على فارس والأهواز خمسا وعشرين سنة، وانتقل ولده أبو منصور فلاستون إلى مخيم الوزير أبي منصور، وكانت منفردة عن العسكر، فأقام عنده، وأراد الأتراك نهب الوزير والأمير، فمنعهم الديلم، وعادوا إلى شيراز، فملكها الأمير أبو منصور، واستشعر الوزير، فصعد إلى قلعة خرمة فامتنع بها، فلما وصل خبر وفاته إلى بغداد، وبها ولده الملك الرحيم أبو نصر خرة فيروز، أحضر الجند واستحلفهم، وراسل الخليفة القائم بأمر الله في معنى الخطبة له، وتلقيبه بالملك الرحيم، وترددت الرسل بينهم في ذلك إلى أن أجيب إلى ملتمسه سوى الملك الرحيم فإن الخليفة امتنع من إجابته وقال: لا يجوز أن يلقب بأخص صفات الله تعالى، واستقر ملكه بالعراق، وخوزستان، والبصرة، وكان بالبصرة أخوه أبو علي بن أبي كاليجار. وخلف أبو كاليجار من الأولاد: الملك الرحيم، والأمير أبا منصور فلاستون، وأبا طالب كامرو، وأبا المظفر بهرام، وأبا علي كيخسرو، وأبا سعد خسروشاه، وثلاثة بنين أصاغر، فاستولى ابنه أبو منصور على شيراز، فسير إليه الملك الرحيم أخاه أبا سعد في عسكر، فملكوا شيراز، وخطبوا للملك الرحيم، وقبضوا على الأمير أبي منصور ووالدته، وكان ذلك في شوال.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
محاصرة العساكر المصرية مدينة حلب.
العام الهجري: 440الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1048تفاصيل الحدث:
وصلت عساكر مصر إلى حلب في جمع كثير فحصروها، وبها معز الدولة أبو علوان ثمال بن صالح الكلابي، فجمع جمعا كثيرا بلغوا خمسة آلاف فارس وراجل، فلما نزلوا على حلب خرج إليهم ثمال وقاتلهم قتالا شديدا صبر فيه لهم إلى الليل، ثم دخل البلد، فلما كان الغد اقتتلوا إلى آخر النهار، وصبر أيضا ثمال، وكذلك أيضا اليوم الثالث. فلما رأى المصريون صبر ثمال، وكانوا يظنون أن أحدا لا يقوم بين أيديهم، رحلوا عن البلد، فاتفق أن جاء مطر عظيم تلك الليلة لم ير الناس مثله، وجاءت المدود إلى منزل، فبلغ الماء ما يقارب قامتين، ولو بقوا لغرقوا، لكنهم رحلوا إلى الشام الأعلى.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة المؤرخ الموسوعي البيروني.
العام الهجري: 440الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1049تفاصيل الحدث:
محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي. مؤرخ محقق وجغرافي مدقق، وفلكي نابه، ورياضي أصيل، وفيزيائي راسخ، ومترجم متمكن، ولد في بيرون إحدى ضواحي خوارزم، كتب في كل ما كان معروفا من علوم عصره، وهو بذلك يعد أحد الموسوعيين. اطلع ياقوت الحموي على فهرس كتبه في مرو، حيث كان في 60 ورقة بخط دقيق. وعلى الرغم من أن البيروني لم يكن عربيا، إلا أنه كان مقتنعا بأن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة الجديرة بأن تكون لغة العلم، وقد نسب إليه أنه قال: الهجو بالعربية أحب إلي من المدح بالفارسية. ومن أشهر كتب البيروني: الآثار الباقية عن القرون الخالية، وهو من أبرز كتب التقاويم، القانون المسعودي في علم الفلك والجغرافيا والهندسة، الاستيعاب في صنعة الأسطرلاب، تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن، تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، التفهيم لصناعة التنجيم. وغيرها كثير، وللبيروني لمحات علمية سبق بها عصره منها قوله بأن وادي السند كان يوما قاع بحر ثم غطته الرواسب الفيضية بالتدريج، والقول بدوران الأرض حول محورها، توفي في غزنة (كابول الآن) في 3 رجب.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا