عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-05-2025, 11:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,134
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصَّة موسى في القرآن الكريم

15-قصَّة موسى في القرآن الكريم


بقلم : مجـْـد مكَّي


طمْأن الله موسى عليه السلام بأنهم لن يقتلوه، وأجاب دعاءه في أخيه هارون، وجعلَه رسولاً معه، وأمرهما أن يذهبا مَصْحُوبَيْن بالمعجزات الدالَّة على صِدْقهما، وهو سبحانه معهما بالعلم والحفظ والنُّصرة، وأن يبلغاه هذه الحقائق ، ويطلبا منه هذه المطالب:

[فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ(16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ] {الشعراء:16-17}.
أي: فأْتِيَا فرعون، فقولا له: إنا رسولان، ولكننا بمثابة رسول واحد؛ لأننا متعاضدان، فما يقوله أحدنا يُعبّر عن قولنا مُجتمعَيْن، وإنَّ ربَّك هو ربُّ كلِّ موجود سواه تبارك وتعالى، فهو الذي خلق كلَّ الموجودات الكونيَّة، وأمدَّها بعطاءات ربوبيَّته؛ أنْ اترك بني إسرائيل، وأْذن لهم بالخروج معنا من مصر إلى أرض فلسطين، ولا تستعبدهم.

وقال تعالى:[قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى(45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى(46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى(47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى(48)]. {طه:42-48}.

[قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى(45)]
قال موسى وهارون: ربَّنا إنَّنا نتوقع ونخشى أن يَعْجَلَ علينا بطردنا وعقوبتنا، ولا يصبر إلى إتمام الدعوة وإظهار المعجزة، أو أن يُجاوز الحدَّ في الإساءة والظلم حتى القتل.

[قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى(46)]
قال الله تعالى لموسى وهارون مُطمئناً لهما: لا تخشيا ما توهمتما من عقوبته وطغيانه وكُونا مطمئنَّين؛ إنَّني مَعَكما بعوني أسمعُ دعاءَكُما، وأرى ما يُراد بكما، لست بغافلٍ عنكما، وسأحميكما وأحفظكما إنْ أراد فرعون بكما سوءاً.

[ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى(47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى(48)]{ طه }.
فاذهبا إلى فرعون وصيرا إليه واحضرا مجلسه، وقولا له ستَّ مقولات:
المقولة الأولى: إنَّا أرسلنا إليك ربُّك بالدعوة إلى توحيده والعمل بشريعته، وأنت مربوبٌ مملوك له.
المقولة الثانية: فأرسل معنا بني إسرائيل وأطلق سراحهم من التحكُّم والقهر، ودعهم يذهبون ولا تمنعهم من الخروج إلى بيت المقدس.

المقولة الثالثة: وخلِّ عنهم وأطلقهم من أعمالك الشَّاقَّة، وارفع عنهم عذابَ التَّسخير والإذلال والاستعباد.
المقولة الرابعة: قد أتيناك بمعجزةٍ وبُرهانٍ من ربِّك يدلُّ على صدقنا في دعوتنا.
المقولة الخامسة: والأمنُ والسَّلامةُ من عذاب الله تعالى لِمَنْ أسلم واتَّبع هُداه؛ إذ يُسلِّمه الله في الدنيا من عذابه، ويُسلِّمه في الآخرة بدخوله جنته دار السلام.
المقولة السادسة: إنا قد أعلمنا الله وأمرنا بالتبليغ أنَّ التعذيب عقوبة ونكالاً في الدنيا والآخرة مُنْصَبٌّ على مَنْ أنكر وجحد ما جئنا به، وأدار ظهره، ولم يتَّبع هدى الله.

أما مضمون الرسالة إلى فرعون فهي: 1 ـ الإيمان بالله تعالى. 2 ـ والإيمان بأن موسى وهارون نبيان مرسلان من الله تعالى. 3 ـ إرسال بني إسرائيل معهما ورفع العذاب عنهم.
فكَّر فرعون في مضمون الرسالة وتدبَّره ملياً، وكأني به يقول: إذا كان هذا هو مضمون الرسالة فهي جد خطيرة؛ لأنها تعني التبعية لموسى عليه السلام لكونه رسولاً أرسل من الله، وهي تعني ذهاب إلهيتي، وضياع حكمي وسلطاني الذي بذلت في سبيله الجهد الجهيد... وهي تعني تجريدي من مصدر الخدمة الرخيص للدولة وهم بنو إسرائيل مع موسى...
وتثور ثائرته على هذه الدعوة، ويبدأ الهجوم على موسى هجوماً يدل على خبث الطغاة، ومعرفتهم لأبعاد الدعوة... ولكن الكبرياء والهوى هو الذي صرفهم عن الاتباع...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]