الموضوع: المحبة والوفاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-06-2025, 03:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,113
الدولة : Egypt
افتراضي المحبة والوفاء

المحبة والوفاء

خالد بن منصور الدريس


إنّ الناسَ كثيرًا ما يستخفّون بأعباءِ المحبّة، ويظنّونها من نَوافل الحياة، وهي – والله – من عظيمِ مقاصدها، ولا يقوى عليها إلا ذو قلبٍ صبور، ونَفَسٍ طويل.
فالرغبة في الحبّ أمرٌ يشترك فيه الخلقُ كلُّهم، لكنّ الثباتَ عليه، والوفاءَ بعهده، لا يكونان إلا لمَن رُزقَ صدقَ النيّة، وسلامةَ الطويّة، وقُدرةً على بذلِ ما تَأنف منه النفسُ في سَاعاتِ الكدر.
إنّ المحبّة ليست زخرفَ قولٍ، ولا طِيبَ حديث، بل هي مِرانُ النفسِ على احتمالِ الضيقِ في سبيلِ القُرب، وإنهاكُ الروحِ في دربِ الوفاء.
فكيف بمن لا يُطيق الإنصاتَ وهو مُتعَب، ولا يُلينُ جانبَه وهو مغتاظ، ثم يَزعُم أنّه محبّ؟!

وإنّ البلاءَ كلَّ البلاءِ، أن يُريد المرءُ أن يُحَبّ، دون أن يُعطي.
أن يطلبَ القَبولَ حاضرًا، ويؤثرَ الغيابَ إذا ثَقُلتِ التبعة.
فليعلمْ كلُّ امرئٍ أنّ المحبةَ ليست بما تجيشُ به النفس، ولكن بما تَبذُلهُ اليد، وتَحتملهُ الجَوارح.
فإن لم تَسَعْ صاحبَك في ضيقِه، ولم تحتملْ شِدته، ولم تكن له حِرزًا من نفسه، فأنتَ عن الحبِّ بمعزل.

وإنّ أشدَّ الناسِ بأسًا، وأقواهم على البَلوى، أولئك الذين يُعطون، ويثبتون، ولا يُبدّلون.
لكنّ الحبَّ – يا صاحبي – لا يُقابَل بالرغبة وحدها، ولا يُرضى فيه بالقعود عن مجاهدته.
فمن أبى أن يَنهضَ لنصف الطريق، وتركَ أخاه يَمشيه وحده، فقد آثر نفسه على المحبة، وظلمَ قلبًا كان له مأوى… فخاب، وخسر .










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.32%)]