عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-06-2025, 12:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,510
الدولة : Egypt
افتراضي تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى

تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى

فواز بن علي بن عباس السليماني

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 175]، وقال الله تعالى مخبرًا عن خليله إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:80ـ82].


وقال تعالى مخبرًا عن نبيه هود عليه السلام: ﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[هود:53 ـ 56].


وقال الله تعالى مخبرًا عن رسوليه موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ: ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه: 45 ـ 46].


وقال مخبرًا عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ [الزمر: 36].


وقال تعالى: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل: 50].


وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه)؛ رواه البخاري برقم (3416).


إشكال وجوابه: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه):

قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (7/167): قوله: (والذئب)، هو بالنصب عطفًا على المستثنى منه ـ الخوف ـ لا المستثنى الله، من قوله: (لا يخاف إلا الله)، كذا جزم به الكرماني.


ولا يمتنع أن يكون عطفًا على المستثنى، والتقدير: ولا يخاف إلا الذئب على غنمه؛ لأن مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض، كما كانوا في الجاهلية، لا للأمن من عدوان الذئب؛ فإن ذلك إنما يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى؛ اهـ.


فصلٌ: في الخوف الطبيعي:
من الخوف الطبيعي: قوله تعالى مخبرًا عن كليمه موسى عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [الشعراء: 12 ـ 14].


وقد نص جمعٌ من أهل العلم: على أن من الخوف الطبيعي: الخوف من السَّبُع والحيَّات، والخوف من الفتن، ومن الظالم وغيرهم، ممن ضررهم متوَقَّع، مع اعتقاد أن كل ذلك كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ [البقرة: 102]، وقد بسطتُ أدلة ذلك في أصل هذا المختصر، والله أعلم.[1]

[1] وراجع: «معجم التوحيد» (2 /131)، و«موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة» (3 /1201).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]