الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الرابع
صـــ 121 الى صــ 130
(208)
استفحال أمر بركيارق بن ملكشاه.
العام الهجري: 488العام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
لما ملك بركيارق بعد أبيه وكان ما كان من قتاله مع عمه تتش، ومحاولة بعض العسكر بالتحريض أن يكحلوه ويسملوا عينيه فنجاه الله من ذلك ثم إنه مرض بالجدري وعاد عمه لقتاله ثم شفي وقتل عمه فأصبح يعلو كعبه ويقوى شأنه ويستفحل أمره.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
دخول الأتراك أفريقيا.
العام الهجري: 488العام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
غدر شاهملك التركي بيحيى بن تميم بن المعز بن باديس، وقبض عليه، وكان شاهملك هذا من أولاد بعض الأمراء الأتراك ببلاد الشرق، فناله في بلده أمر اقتضى خروجه منه، فسار إلى مصر في مائة فارس، فأكرمه الأفضل أمير الجيوش، وأعطاه إقطاعاً ومالاً، ثم بلغه عنه أسباب أوجبت إخراجه من مصر، فخرج هو وأصحابه هاربين، فاحتالوا حتى أخذوا سلاحاً وخيلاً وتوجهوا إلى المغرب، فوصلوا إلى طرابلس الغرب، وأهل البلد كارهون لواليها، فأدخلوهم البلد، وأخرجوا الوالي، وصار شاهملك أمير البلد، فسمع تميم الخبر، فأرسل العساكر إليها، فحصروها، وضيقوا على الترك ففتحوها، ووصل شاهملك معهم إلى المهدية، فسر به تميم وبمن معه، فخرج يحيى بن تميم إلى الصيد في جماعة من أعيان أصحابه نحو مائة فارس، ومعه شاهملك، فغدر به شاهملك فقبض عليه، وسار به وبمن أخذ معه من أصحابه إلى مدينة سفاقس، وبلغ الخبر تميماً، فركب، وسير العساكر في أثرهم، فلم يدركوهم، ووصل شاهملك بيحيى بن تميم إلى سفاقس، ثم إن صاحب سفاقس خاف يحيى على نفسه أن يثور معه الجند وأهل البلد ويملكوه عليهم، فأرسل إلى تميم كتاباً يسأله في إنفاذ الأتراك وأولادهم إليه ليرسل ابنه يحيى، ففعل ذلك بعد امتناع، وقدم يحيى، فحجبه أبوه عنه مدة، ثم أعاده إلى حاله، ورضي عنه، ثم جهز تميم عسكراً إلى سفاقس، ويحيى معهم، فساروا إليها وحصروها براً وبحراً، وضيقوا على الأتراك بها، وأقاموا عليها شهرين، واستولوا عليها، وفارقها الأتراك إلى قابس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
البابا (أوربان الثاني) يعلن الحرب الصليبية الأولى على العالم الإسلامي (الأتراك) .
العام الهجري: 488العام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
تلقى البابا أوربان الثاني نداء من الإمبراطور البيزنطي إلكسيس كومنين يطلب منه العون ضد السلاجقة الأتراك، فيعقد البابا مجمعا كنسيا في مدينة كليرمون فران في فرنسا ويعلن الحرب الصليبية الأولى على الأتراك ويدعو إلى وقف الحرب بين الملوك والأمراء المسيحيين في أوربا وتوجههم بأسلحتهم لحرب الكفرة على حد تعبيرهم، ويعلن أن كل من يشترك في هذه الحرب تغفر له ذنوبه وتتولى الكنيسة حماية مملكته وكان ريمون الرابع أمير تولوز أول من لبى النداء وتولى قيادة الحملة الصليبية الأولى، كما طلب البابا من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الدعوة للحرب الصليبية بين العامة وكان أبرز من تولى الدعوة الأسقف بطرس الناسك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
وفاة المحدث الحميدي.
العام الهجري: 488العام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
محمد بن فتوح بن عبدالله الحميدي الأزدي، مؤرخ ومحدث أندلسي من أهل الجزيرة، رحل إلى مكة ومصر والشام والعراق واستوطن بغداد وفيها توفي عن 68 عاما، له تصانيف أشهرها الجمع بين الصحيحين، وتاريخ الأندلس المسمى جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس والذهب المسبوك في وعظ الملوك وغيرها من المصنفات، وقد اختلف في تاريخ وفاته فقيل في هذه السنة وقيل 491هـ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
وفاة تُتُش بن ألب أرسلان صاحب دمشق.
العام الهجري: 488الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
لما هزم السلطان بركيارق، سار من موضع الوقعة إلى همذان، وقد تحصن بها أمير آخر، فرحل تتش عنها، فتبعه أمير آخر لأجل أثقاله، فعاد عليه تتش فكسره، فعاد إلى همذان، واستأمن إليه، وصار معه، وبلغ تتش مرض بركيارق، فسار إلى أصبهان، فاستأذنه أمير آخر في قصد جرباذقان لإقامة الضيافة وما يحتاج إليه، فأذن له، فسار إليها، ومنها إلى أصبهان، وعرفهم خبر تتش، وعلم تتش خبره، فنهب جرباذقان، وسار إلى الري، وراسل الأمراء الذين بأصبهان يدعوهم إلى طاعته، ويبذل لهم البذول الكثيرة، وكان بركيارق مريضاً بالجدري، فأجابوه يعدونه بالانحياز إليه، وهم ينتظرون ما يكون من بركيارق. فلما عوفي أرسلوا إلى تتش: ليس بيننا غير السيف، وساروا مع بركيارق من أصبهان، وهم في نفر يسير، فلما بلغوا جرباذقان أقبلت إليهم العساكر من كل مكان، حتى صاروا في ثلاثين ألفاً، فالتقوا بموضع قريب من الري، فانهزم عسكر تتش وثبت هو، فقتل، قيل: قتله بعض أصحاب أتسز صاحب حلب، أخذاً بثأر صاحبه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
وفاة المعتمد بن عباد.
العام الهجري: 488الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
توفي المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن الملك المعتضد بالله أبي عمرو, قاضي إشبيلية، ثم ملكها, حكم المعتمد على المدينتين قرطبة وإشبيلية، وقد نشأ المعتمد بن عباد كغيره من أبناء الملوك على الميول والدعة والترف، وكانت نشأته في الأندلس، ولما أراد أن يستنجد بالمرابطين وقد حذره البعض من حاشيته أبى إلا الاستنجاد بهم. كان موصوفا بالكرم والأدب والحلم، حسن السيرة والعشرة والإحسان إلى الرعية، والرفق بهم، وقد حزن الناس عليه، وقال في مصابه الشعراء فأكثروا, ويعتبر من أشهر ملوك دولة الطوائف التي قامت في الأندلس في القرن الخامس الهجري، بعد انهيار دولة الخلافة الأموية. اشترك مع يوسف بن تاشفين في تحقيق النصر على القشتاليين في معركة الزَّلاَّقة، ثم زالت دولته على يد شريكه في النصر بعد أن دخل قرطبة، ومات المعتمد بن عباد غريبًا في منفاه بـ "أغمات" بالمغرب.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
قيام الحملة الصليبية الأولى.
العام الهجري: 489العام الميلادي: 1095تفاصيل الحدث:
كان البابا الثاني قد دعا إلى الحرب الصليبية ضد المسلمين واستجاب أمراء أوربا لهذا النداء فأوقفوا الحروب بينهم وأعدوا حملة صليبية منظمة اشترك فيها فروا ده بويون أمير مقاطعة اللورين السفلى وأخوه بودوان وريمون أمير تولوز وبروفانس وبوهمند النورماندي أمير تارانت وابن أخته تانكرد وروبير أمير نورماندي وهو ابن وليم الفاتح وصهره اتيان أمير مقاطعة بلوا وشارتر، وبدؤوا بالمسير من مدينة كولونيا إلى بلاد البلقان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
وفاة منصور بن نظام الدين بن نصر الدولة بن مروان.
العام الهجري: 489الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
توفي منصور بن نظام الدين بن نصر الدولة بن مروان، صاحب ديار بكر، وهو الذي انقرض أمر بني مروان على يده، حين حاربه فخر الدولة بن جهير، وكان جكرمش قد قبض عليه بالجزيرة، وتركه عند رجل يهودي، فمات في داره، وحملته زوجته إلى تربة آبائه، فدفنته ثم حجت، وعادت إلى بلد البشنوية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
وفاة منصور بن محمد السمعاني.
العام الهجري: 489الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد، أبو المظفر السمعاني، الحافظ، من أهل مرو، تفقه أولا على أبيه في مذهب أبي حنيفة، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي فأخذ عن أبي إسحاق وابن الصباغ، وكانت له يد طولى في فنون كثيرة، وصنف التفسير وكتاب الانتصار في الحديث، والبرهان والقواطع في أصول الفقه، والاصطلام وغير ذلك، ووعظ في مدينة نيسابور، وكان يقول: ما حفظت شيئا فنسيته، وسئل عن أخبار الصفات فقال: عليكم بدين العجائز وصبيان الكتاتيب، وسئل عن الاستواء فقال: (جئتماني لتعلما سر سعدى ... تجداني بسر سعدى شحيحا) (إن سعدى لمنية المتمني ... جمعت عفة ووجها صبيحا) دفن في مقبرة مرو.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
نهاية الدولة العقيلية بالموصل.
العام الهجري: 489الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
ملك قوام الدولة أبو سعيد كربوقا مدينة الموصل، وإن تاج الدولة تتش أسره لما قتل آقسنقر وبوزان، فلما أسره أبقى عليه، ولم يكن له بلد يملكه إذا قتله، كما فعل الأمير بوزان، فإنه قتله واستولى على بلاده الرها وحران. ولم يزل قوام الدولة محبوساً بحلب إلى أن قتل تتش، وملك ابنه الملك رضوان حلب فأرسل السلطان بركيارق رسولاً يأمره بإطلاقه وإطلاق أخيه التونتاش، فلما أطلقا سارا واجتمع عليهما كثير من العساكر البطالين، فأتيا حران فتسلماها، وكاتبهما محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش، وهو بنصيبين، ومعه ثروان بن وهيب، وأبو الهيجاء الكردي، يستنصرون بهما على الأمير علي بن شرف الدولة، وكان بالموصل قد جعله بها تاج الدولة تتش بعد وقعة المضيع. فسار كربوقا إليهم، فلقيه محمد بن شرف الدولة على مرحلتين من نصيبين، واستحلفهما لنفسه، فقبض عليه كربوقا بعد اليمين، وحمله معه، وأتى نصيبين، فامتنعت عليه، فحصرها أربعين يوماً، وتسلمها، وسار إلى الموصل فحصرها، فلم يظفر منها بشيء، فسار عنها إلى بلد، وقتل بها محمد بن شرف الدولة، وغرقه، وعاد إلى حصار الموصل، ونزل على فرسخ منها بقرية باحلافا، وترك التونتاش شرقي الموصل، فاستنجد علي بن مسلم صاحبها بالأمير جكرمش، صاحب جزيرة ابن عمر، فسار إليه نجدة له، فلما علم التونتاش بذلك سار إلى طريقه، فقاتله، فانهزم جكرمش، وعاد إلى الجزيرة منهزماً، وصار في طاعة كربوقا، وأعانه على حصر الموصل، وعدمت الأقوات بها وكل شيء، حتى ما يوقدونه، فأوقدوا القير، وحب القطن. فلما ضاق بصاحبها علي الأمر وفارقها وسار إلى الأمير صدقة بن مزيد بالحلة، وتسلم كربوقا البلد بعد أن حصره تسعة أشهر، وخافه أهله لأنه بلغهم أن التونتاش يريد نهبهم، وأن كربوقا يمنعه من ذلك، فاشتغل التونتاش بالقبض على أعيان البلد، ومطالبتهم بودائع البلد، واستطال على كربوقا، فأمر بقتله، فقتل في اليوم الثالث، وأمن الناس شره، وأحسن كربوقا السيرة فيهم، وسار نحو الرحبة، فمنع عنها، فملكها ونهبها واستناب بها وعاد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً