الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الرابع
صـــ 131 الى صــ 140
(209)
الفتنة بنيسابور بسبب الاعتقاد.
العام الهجري: 489الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
جمع أمير كبير من أمراء خراسان جمعاً كثيراً، وسار بهم إلى نيسابور، فحصرها، فاجتمع أهلها وقاتلوه أشد قتال، ولازم حصارهم نحو أربعين يوماً، فلما لم يجد له مطمعاً فيها سار عنها في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة، فلما فارقها وقعت الفتنة بها بين الكرامية وسائر الطوائف من أهلها، فقتل بينهم قتلى كثيرة، وكان مقدم الشافعية أبا القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، ومقدم الحنفية القاضي محمد بن أحمد بن صاعد، وهما متفقان على الكرامية، ومقدم الكرامية محمشاد، فكان الظفر للشافعية والحنفية على الكرامية، فخربت مدارسهم، وقتل كثير منهم ومن غيرهم، وكانت فتنة عظيمة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
عصيان يارقطاش وقدون على السلطان بركيارق.
العام الهجري: 490العام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
كان الأمير قودن قد صار في جملة الأمير قماج، فتوفي، والسلطان بمرو، فاستوحش قودن، وأظهر المرض، وتأخر بمرو بعد مسير السلطان إلى العراق، وكان من جملة أمراء السلطان أمير اسمه اكنجي، وقد ولاه السلطان خوارزم، ولقبه خوارزمشاه، فجمع عساكره وسار في عشرة آلاف فارس ليلحق السلطان، فسبق العسكر إلى مرو في ثلاثمائة فارس، وتشاغل بالشرب، فاتفق قودن وأمير آخر اسمه يارقطاش على قتله، فجمعا خمسمائة فارس وكبسوه وقتلوه، وساروا إلى خوارزم، وأظهروا أن السلطان قد استعملهما عليها فتسلماها، وبلغ الخبر إلى السلطان، فأعاد أمير داذ حبشي بن التونتاق في جيش إلى خراسان لقتالهما، فسار إلى هراة، وأقام ينتظر اجتماع العساكر معه، فعاجلاه في خمسة عشر ألفاً، فعلم أمير داذ أنه لا طاقة له بهما، فعبر جيحون، فسارا إليه، وتقدم يارقطاش ليلحقه قودن، فعاجله يارقطاش وحده وقاتله، فانهزم يارقطاش وأخذ أسيراً، وبلغ الخبر إلى قودن، فثار به عسكره، ونهبوا خزائنه وما معه، فبقي في سبعة نفر، فهرب إلى بخارى، فقبض عليه صاحبها، ثم أحسن إليه، وبقي عنده، وسار من هناك إلى الملك سنجر ببلخ، فقبله أحسن قبول، وبذل له قودن أن يكفيه أموره، ويقوم بجمع العساكر على طاعته، فقدر أنه مات عن قريب، وأما يارقطاش فبقي أسيراً إلى أن قتل أمير داذ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
ابتداء ملك الخوارزمية.
العام الهجري: 490العام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
أمر بركيارق الأمير حبشي بن التونتاق على خراسان، فلما صفت له، وقتل قودن، ولي خوارزم الأمير محمد بن أنوشتكين، وكان أبوه أنوشتكين مملوك أمير من السلجوقية، فلما ولي أمير داذ حبشي خراسان كان خوارزمشاه اكنجي قد قتل، ونظر الأمير حبشي فيمن يوليه خوارزم، فوقع اختياره على محمد بن أنوشتكين، فولاه خوارزم، ولقبه خوارزمشاه، فقصر أوقاته على مصلحة ينشرها، ومكرمة يفعلها، وقرب أهل العلم والدين، فازداد ذكره حسناً، ومحله علواً، ولما ملك السلطان سنجر خراسان أقر محمداً خوارزمشاه على خوارزم وأعمالها، فظهرت كفايته وشهامته، فعظم سنجر محله وقدره، ثم إن بعض ملوك الأتراك جمع جموعاً، وقصد خوارزم، ومحمد غائب عنها، وكان طغرلتكين بن اكنجي، الذي كان أبوه خوارزمشاه، قبل، عند السلطان سنجر، فهرب منه، والتحق بالأتراك على خوارزم، فلما سمع خوارزمشاه محمد الخبر بادر إلى خوارزم، وأرسل إلى سنجر يستمده، وكان بنيسابور، فسار في العساكر إليه، فلم ينتظره محمد، فلما قارب خوارزم هرب الأتراك إلى منقشلاغ، وطغرلتكين أيضاً رحل إلى حندخان، وكفي خوارزمشاه شرهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
قيام إمبراطورية كانم الإسلامية الأفريقية.
العام الهجري: 490العام الميلادي: 1096تفاصيل الحدث:
هاجر آل سيف في القرن التاسع الميلادي، من الشمال إلى الجنوب، وبالتحديد إلى منطقة كانم، التي تقع في الشمال الشرقي من بحيرة تشاد، وأسسوا مملكة، عُرفت بمملكة كانم، والتي تعتبر من أقدم الممالك التي تأسست في تلك المناطق، وقد بدأ الإسلام يظهر فيها مبكرا، لينتشر في القرن الحادي عشر وخاصة بعد أن اعتنق أغلب ملوكها الإسلام. وفي عهد ملكها دوناما داباليمي (1221م- 1259م) ، اتسعت المملكة حتى شملت أغلب أراضي تشاد وفزان. كما توسعت حتى وصلت حدودها، في فترة من الفترات، من النيجر غربا إلى واداي شرقا. ثم ضعفت مع حلول القرن الرابع عشر، بسبب النزاعات الداخلية والأطماع الخارجية. وقد أرهقتها بالذات الحروب الطاحنة ضد قبائل البولالا، وهم أخلاط من عرب وتشاديين، كانوا يقطنون بجوار بحيرة تعرف ببحيرة فتري، وقد صمموا على طرد آل سيف من المنطقة، فقامت بينهم حروب طويلة، قُتل خلالها أربعة من ملوك كانم، استطاعت قبائل البولالا بعد ذلك، وفي عام 1396م تقريبا، أن تطرد آل سيف وتستولي على مدينة جنة عاصمة كانم ثم هرب آل سيف إثر هزيمتهم أمام البولالا، واستقروا في منطقة البورنو، التي تقع غرب بحيرة تشاد (شمالي شرقي دولة نيجيريا اليوم) ، وطردوا منها قبائل الصاو، وأسسوا فيها مملكة عُرفت بمملكة البورنو. وبعد تأسيس مملكة البورنو، قرر آل سيف استرداد كانم، فأعلنوا الحرب على قبائل البولالا مرة أخرى، وتم لهم النصر، في عهد علي دوناما (1472 - 1504م) ، واستردوا كانم، وضموها إلى مملكة البورنو، وأسسوا مملكة جديدة، عُرفت بمملكة كانم- البورنو، وقد تم ذلك في أوائل القرن السادس عشر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
قتل أرسلان أرغون ملك خراسان.
العام الهجري: 490الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1097تفاصيل الحدث:
قتل أرسلان أرغون بن ألب أرسلان، أخو السلطان ملكشاه بمرو، وكان قد ملك خراسان، وسبب قتله أنه كان شديداً على غلمانه، كثير الإهانة لهم والعقوبة، وكانوا يخافونه خوفاً عظيماً، فاتفق أنه الآن طلب غلاماً له، فدخل عليه وليس معه أحد، فأنكر عليه تأخره عن الخدمة، فاعتذر، فلم يقبل عذره، وضربه، فأخرج الغلام سكيناً معه وقتله، وأخذ الغلام، فقيل له: لم فعلت هذا؟ فقال: لأريح الناس من ظلمه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
استيلاء عسكر مصر على مدينة صور.
العام الهجري: 490الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1097تفاصيل الحدث:
وصل عسكر كثير من مصر إلى ثغر صور، بساحل الشام، فحصرها وملكها وسبب ذلك أن الوالي بها، ويعرف بكتيلة، أظهر العصيان على المستعلي، صاحب مصر، والخروج عن طاعته، فسير إليه جيشاً، فحصروه بها، وضيقوا عليه وعلى من معه من جندي وعامي، ثم افتتحها عنوة بالسيف، وقتل بها خلق كثير، ونهب منها المال الجزيل، وأخذ الوالي أسيراً بغير أمان، وحمل إلى مصر فقتل بها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
سقوط مدينة نيقيّة عاصمة دولة السلاجقة في أيدي الصليبيين.
العام الهجري: 490الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1097تفاصيل الحدث:
سقطت مدينة نيقية عاصمة دولة السلاجقة في أيدي الصليبيين في حملتهم الصليبية الأولى، وهي الحملة التي أسفرت عن قيام 4 إمارات صليبية هي: إمارة الرها، وأنطاكية، وطرابلس، ومملكة بيت المقدس. حيث عبرت مضيق البسفور متجهة نحو دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، فسقطت عاصمتهم «نيقيَّة» في أيديهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
قيام موقعة "حارم" بين الصليبيين والقوات الإسلامية.
العام الهجري: 491الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1098تفاصيل الحدث:
حدثت موقعة "حارم" بين الصليبيين والقوات الإسلامية عند حصن حارم بالقرب من حلب، وكان ذلك في أثناء الحملة الصليبية الأولى، وانتهت المعركة بانتصار القوات الصليبية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
ملك الإفرنج مدينة إنطاكية.
العام الهجري: 491الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1098تفاصيل الحدث:
بدأ مسير الحملة الصليبية الأولى ووصلوا إلى بلاد الشام، وكانوا قد خططوا أن أول شيء عليهم فعله هو الاستحواذ على القدس، وقيل: إن أصحاب مصر من الفاطميين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية، وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة، ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم ودخول أقسيس إلى مصر وحصرها، خافوا، وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه، ويكونوا بينهم وبين المسلمين، وربما كان هذا سبب عدم اشتراكهم في القتال ضدهم مع بقية الجيوش الإسلامية والله أعلم، وكانوا قد عبروا الخليج عند القسطنطينية سنة تسعين وأربعمائة وحلفوا لصاحبها أن يملكوه أنطاكية، ووصلوا إلى بلاد قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش، وهو قونية وغيرها، فلما وصلوا إليها لقيهم قلج أرسلان في جموعه، ومنعهم، فقاتلوه فهزموه في رجب سنة تسعين وأربعمائة، واجتازوا في بلاده إلى بلاد ابن الأرمني، فسلكوها، وخرجوا إلى أنطاكية فحصروها ولما سمع صاحبها باغي سيان بتوجههم إليها، خاف من النصارى الذين بها، فأخرجهم وأقاموا في عسكر الفرنج، فحصروها تسعة أشهر، وظهر من شجاعة باغي سيان، وجودة رأيه، وحزمه، واحتياطه ما لم يشاهد من غيره، فهلك أكثر الفرنج موتاً، ولو بقوا على كثرتهم التي خرجوا فيها لطبقوا بلاد الإسلام، فلما طال مقام الفرنج على أنطاكية راسلوا أحد المستحفظين للأبراج، وبذلوا له مالاً وأقطاعاً، وكان يتولى حفظ برج يلي الوادي، وهو مبني على شباك في الوادي، فلما تقرر الأمر بينهم وبين هذا الملعون الزراد، جاؤوا إلى الشباك ففتحوه ودخلوا منه، وصعد جماعة كثيرة بالحبال، فلما زادت عدتهم على خمسمائة ضربوا البوق، وذلك عند السحر، وقد تعب الناس من كثرة السهر والحراسة، فاستيقظ باغي سيان، فسأل عن الحال، فقيل: إن هذا البوق من القلعة، ولا شك أنها قد ملكت، ولم يكن من القلعة، وإنما كان من ذلك البرج، فدخله الرعب، وفتح باب البلد، وخرج هارباً في ثلاثين غلاماً على وجهه، فجاء نائبه في حفظ البلد، فسأل عنه، فقيل: إنه هرب، فخرج من باب آخر هارباً، وكان ذلك معونة للفرنج، ولو ثبت ساعة لهلكوا، ثم إن الفرنج دخلوا البلد من الباب، ونهبوه، وقتلوا من فيه من المسلمين، وذلك في جمادى الأولى، وأما باغي سيان فقتله حطاب أرمني وحمل رأسه على أنطاكية، وكان الفرنج قد كاتبوا صاحب حلب، ودمشق، بأننا لا نقصد غير البلاد التي كانت بيد الروم، لا نطلب سواها، مكراً منهم وخديعة، حتى لا يساعدوا صاحب أنطاكية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً
العبيديون (الفاطميون) يستولون على القدس من السلاجقة.
العام الهجري: 491الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1098تفاصيل الحدث:
خرج الأفضل في عساكر جمة، ورحل من القاهرة في شعبان، وسار يريد أخذ بيت المقدس من الأمير سكمان وإيلغازي، ابني أرتق، وكانا به في كثير من أصحابهما؛ فبعث إليهما يلتمس منهما أن يسلما البلد ولا يحوجاه إلى الحرب، فأبيا عليه، فنزل على البلد ونصب عليها من المجانيق نيفا وأربعين منجنيقا، وأقام عليها يحاصرها نيفا وأربعين يوما حتى هدم جانباً من السور، ولم يبق إلا أخذها، فسير إليه من بها ومكناه من البلد. فخلع على ولدي أرتق وأكرمهما، وأخلى عنهما، فمضيا بمن معهما. وملك البلد في شهر رمضان لخمس بقين منه، وولى فيه من قبله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً