الموضوع: الفرح بالحياة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2025, 11:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,834
الدولة : Egypt
افتراضي الفرح بالحياة

الفرح بالحياة

منصور بن محمد المقرن



كان رسول الله ﷺ إذا استيقظ من نومه يُعبِّر عن فرحه بنعمة الحياة، فيقول: «(الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور)» [رواه مسلم] ، وكان عند استيقاظه يربط نعمة الله عليه بالحياة بنعمة عافية البدن، وبنعمة التوفيق للطاعات، فيقول: « (الحمد الله الذي عافاني في جسدي، وردّ عليّ روحي، وأذِن لي بذكره) » [رواه الترمذي] . وقد تمثّل التابعيالربيع بن خثيم معنى هذا الحديث، فكان يقول إذا استيقظ من نومه: "السلام عليكم يا ملائكة الله! اكتبوا: بسم الله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
وقد دعا ﷺ إلى استشعار نعمة الحياة واستثمارها، فقال: «(خيرُ الناسِ من طال عمرُه وحسُن عملُه) » [رواه الترمذي] ، وقال: « (اغتنم حياتك قبل موتك)» [صحيح الجامع] .
تأمل هذه الحادثة لترى بوضوح أثر امتداد العمر على حال المسلم يوم الجزاء: ثبت في الحديث عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أن رجلين أسلما جميعاً، وكان أحدهما أشدّ اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي. يقول طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يُحدِّث به الناسَ، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله ﷺ وحدّثوه الحديث، فقال: «من أيّ ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله ﷺ: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله ﷺ: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض.» [رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني] .
ختاماً .. إذا تنفست نسائم يوم جديد، فاملأ قلبك بمحبة إلهك ومولاك الذي أمدّ في عمرك، واشكره سبحانه على هذه النعمة بالعمل الصالح والقول الطيّب.
كتبه / منصور بن محمد المقرن









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.16%)]