عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-07-2025, 07:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله

شرح حديث (فقال النبي لا (تحسِبن) ولم يقل لا (تحسَبن) )

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: كنت وافد بني المنتفق أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فذكر الحديث فقال -يعني: النبي صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لا تحسِبن) ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ [آل عمران:169]) ]. حديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه أن النبي قال في القراءة: (لا تحسِبن) بكسر السين، والقراءة الثانية: لا تَحْسَبَنَّ يعني: أنه سمعه يقول تحسِبن ولم يقل تحسبَن، ولكن القراءة المشهورة والمعروفة لا تَحْسَبَنَّ [آل عمران:169] بفتح السين، فهذه قراءة وهذه قراءة. قوله: [ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يحيى بن سليم ]. يحيى بن سليم صدوق سيئ الحفظ أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن إسماعيل بن كثير ]. إسماعيل بن كثير أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن. [ عن عاصم بن لقيط بن صبرة ]. عن عاصم بن لقيط ثقة أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن. [ عن أبيه لقيط بن صبرة ]. وهو صحابي أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
شرح سبب نزول قوله تعالى: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لحق المسلمون رجلاً في غُنَيمة له فقال: السلام عليكم, فقتلوه وأخذوا تلك الغُنَيمة, فنزلت: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [النساء:94] تلك الغنيمة) ]. أورد أبو داود حديث ابن عباس : أن جماعة من المسلمين كانوا يقاتلون الكفار فلحقوا بصاحب غُنيمة -تصغير غنم- وهي مجموعة من الغنم، فلما جاءوا إليه قال: السلام عليكم، فظنوا أنه قال ذلك من أجل أن يسلم على نفسه وعلى غنيمته، فقالوا: إنما قال ذلك من أجل السلامة، وظنوا أنه ما حصل ذلك منه يعني ظاهراً وباطناً فنزلت الآية: (( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) أي: تلك الغنيمة، ولهذا قال: كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ [النساء:94] يعني: كنتم على الحالة التي كان عليها هو الآن من قبل. والقراءات هي: السلام والسلم، والسلم: هو الاستسلام.
تراجم رجال إسناد سبب نزول قوله تعالى: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)


قوله: [ حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سفيان ]. محمد بن عيسى مر ذكره, وسفيان هو ابن عيينة ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا عمرو بن دينار ]. عمرو بن دينار ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن عطاء ]. هو ابن أبي رباح أخرج له أصحاب الكتب الستة ثقة. و ابن عباس مر ذكره.
شرح حديث (أن النبي كان يقرأ: (غير أولي الضرر) وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا سعيد بن منصور حدثنا ابن أبي الزناد، وحدثنا محمد بن سليمان الأنباري حدثنا حجاج بن محمد عن ابن أبي الزناد وهو أشبع، عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ: غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ [النساء:95] ولم يقل سعيد : كان يقرأ ]. أورد أبو داود حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ [النساء:95]، والقراءة الثانية: (غيرِ أولي الضرر), فهذا فيه هذه القراءة، ومعلوم أن فيها قراءات وهي: (غيرَ وغيرُ وغيرِ). قوله: [ حدثنا سعيد بن منصور ]. سعيد بن منصور ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا ابن أبي الزناد ]. هو عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو صدوق أخرج له البخاري في الأدب المفرد تعليقاً، و مسلم في المقدمة وأصحاب السنن, و عبد الرحمن هذا هو أكبر أولاد أبيه أبو الزناد، فأبوه يكنى بأبي عبد الرحمن وأبو الزناد ليست كنيته، واسمه عبد الله بن ذكوان, و أبو الزناد لقبه، وهو على صيغة الكنية، وكنيته أبو عبد الرحمن، وهذا هو ابنه الذي يكنى به، وهو يروي عن أبيه، وأما الذي اشتهر به أبوه وهو على صيغة الكنية أبو الزناد فهذا لقب وليس بكنية, ومثل أبي هريرة فهذا لقب له وليس كنية، فليس له ولد اسمه هريرة وإنما هو لقب على صيغة الكنية. [ ح وحدثنا محمد بن سليم ]. (ح) للتحول من إسناد إلى إسناد, محمد بن سليمان الأنباري صدوق أخرج له أبو داود . [ حدثنا حجاج بن محمد ]. حجاج بن محمد المصيصي الأعور ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن ابن أبي الزناد وهو أشبع ] يعني: أن الطريق الثانية أتم وأكمل من الطريق الأولى، فقد ذكره من طريقين وكل منهما ينتهي إلى أبي الزناد ، لكن الطريق الثانية التي هي عن شيخ أبي داود محمد بن سليمان الأنباري عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن أبي الزناد أتم وأكمل من الطريق الأولى. [ عن أبيه ]. هو أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن خارجة بن زيد بن ثابت ]. خارجة بن زيد بن ثابت ثقة فقيه أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [ عن أبيه ]. هو زيد بن ثابت رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [ ولم يقل سعيد : كان يقرأ ]. سعيد هو الشيخ الأول وجملة: (كان يقرأ) ليست عنده.
شرح حديث (قرأ رسول الله (والعينُ بالعين) )

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة و محمد بن العلاء قالا: حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا يونس بن يزيد عن أبي علي بن يزيد عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والعينُ بالعين)) ]. أورد أبو داود حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ آية: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ [المائدة:45] قرأها: (والعينُ بالعين)، وكذلك ما بعدها قرأها بالضم: (العينُ بالعين والأنفُ بالأنف والأذنُ بالأذن والسنُ بالسن والجروحُ قصاص)، والقراءة الأخرى بالنصب: الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ [المائدة:45]، وهناك قراءة ثالثة: كلها بالنصب إلا: الْجُرُوحَ قِصَاصٌ [المائدة:45] فإنها بالضم. إذاً: فهي ثلاث قراءات: قراءة بالنصب فيها جميعاً: النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ [المائدة:45] إلى آخرها، وقراءة ثانية: المنصوب هو: (النفسَ بالنفس والعينَ بالعينَ) فما بعدها مرفوع، والقراءة الثالثة: كله منصوب إلا: (والجروحُ قصاص) فإنها مرفوعة، وهذه القراءات كلها ثابتة وصحيحة، ولكن هذا الإسناد فيه مجهول، وأما عن القراءة فهي ثابتة.
تراجم رجال إسناد حديث (قرأ رسول الله (والعينُ بالعين) )


قوله: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ]. عثمان بن أبي شيبة ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي ، وإلا النسائي فقد أخرج له في عمل اليوم والليلة. [ و محمد بن العلاء ]. محمد بن العلاء بن كريب أبو كريب ثقة أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا عبد الله بن المبارك ]. عبد الله بن المبارك المروزي ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا يونس بن يزيد ]. يونس بن يزيد الأيلي ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ أبي علي بن يزيد ]. أبو علي بن يزيد هو أخو يونس بن يزيد وهو مجهول، أخرج حديثه أبو داود و الترمذي . [ عن الزهري ]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أنس بن مالك ]. أنس بن مالك رضي الله عنه مر ذكره.
شرح حديث (قرأ رسول الله (والعينُ بالعين) ) من طريق ثانية، وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا نصر بن علي حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا يونس بن يزيد عن أبي علي بن يزيد عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (وكتبنا عليهم فيها أن النفسَ بالنفس والعينُ بالعين) ]. وهذا مثل الذي قبله. قوله: [ حدثنا نصر بن علي ]. نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا أبي ]. أبوه ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا يونس بن يزيد ]. عبد الله بن المبارك فمن بعده هم رجال الإسناد الأول.
شرح حديث (... (الله الذي خلقكم من ضُعف)...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا النفيلي حدثنا زهير حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية بن سعد العوفي قال: (قرأت على عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ [الروم:54]فقال: (من ضُعف), قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قرأتها علي فأخذ علي كما أخذت عليك) ]. حدثنا محمد بن يحيى القطعي حدثنا عبيد -يعني: ابن عقيل- عن هارون عن عبد الله بن جابر عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضُعف) ]. أورد أبو داود حديث عبد الله بن عمر وحديث أبي سعيد وكلاهما يتعلق بـ: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ [الروم:54]وفي قراءة: (ضُعف)، فأورد أولاً حديث ابن عمر أن عطية بن العوفي قال: قرأت على عبد الله بن عمر : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ [الروم:54] فقال: (من ضُعف)، يعني: أنها بضم الضاد بدل فتحها، وقال: إني قرأتها على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنني قلت كما قلت، وأنه أخذ علي كما أخذت عليك، يعني: أنه قال لي: (ضُعف) بدل (ضَعف)، وهما قراءتان، وكذلك الطريقة الثانية. ومن حيث ثبوت القراءة فإنها ثابتة، وعطية فيه كلام وهو مدلس، لكن قوله هنا: قرأتها في الأول يفيد الاتصال، وهو صدوق يخطئ كثيراً والقراءة ثابتة. والألباني صحح الحديث.
تراجم رجال إسناد حديث (...(الله الذي خلقكم من ضُعف) ...)


قوله: [ حدثنا النفيلي حدثنا زهير ]. زهير بن معاوية ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا فضيل بن مرزوق ]. فضيل بن مرزوق صدوق يهم، أخرج له البخاري في رفع اليدين و مسلم وأصحاب السنن. [ عن عطية بن سعد العوفي ]. عطية بن سعد العوفي صدوق يخطئ كثيراً ويدلس، أخرج له حديثاً البخاري في الأدب المفرد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة . [ عن عبد الله بن عمر ]. عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما أحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: [ حدثنا محمد بن يحيى القطعي ]. محمد بن يحيى القطعي صدوق أخرج له مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي. [ حدثنا عبيد -يعني: ابن عقيل- ]. عبيد بن عقيل صدوق أخرج له أبو داود و النسائي ، وفي بعض النسخ المطبوعة في التقريب أبو داود دون النسائي والصواب أبو داود و النسائي، ففي تهذيب الكمال ذكر في آخر ترجمته أنه أخرج له أبو داود و النسائي، وأيضاً قد جاء في أحاديث عند النسائي فيه عبيد بن عقيل هذا. [ هارون ]. هارون بن موسى ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجة . [ عن عبد الله بن جابر ]. عبد الله بن جابر مقبول أخرج له أبو داود و الترمذي . [ عن عطية عن أبي سعيد ]. أبو سعيد هو سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه الصحابي الجليل، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح قراءة أبي: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا)، وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى قال أبي بن كعب رضي الله عنهما: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا). قال أبو داود : بالتاء ]. أورد أبو داود حديث أبي بن كعب رضي الله عنه في قراءة: (بفضل الله فلتفرحوا) والقراءة المشهورة: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58]، فهذا فيه الإشارة إلى هذه القراءة (فلتفرحوا)، وكما قلت: فهذه من القراءات التي يكون فيها الفرق بالنقط؛ لأن هنا قراءة (يفرحوا) وقراءة (تفرحوا) وكلها قراءات صحيحة. قوله: [ حدثنا محمد بن كثير ]. هو العبدي ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ أخبرنا سفيان ]. سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ثقة فقيه أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أسلم المنقري ]. أسلم المنقري ثقة أخرج له أبو داود . [ عن عبد الله ]. عبد الله مقبول أخرج له البخاري تعليقاً و أبو داود و النسائي . [ عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى ]. عبد الرحمن بن أبزى صحابي صغير أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أبي بن كعب ]. أبي بن كعب رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح قراءة أبي: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا) من طريق ثانية، وتراجم رجال إسنادها

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا المغيرة بن سلمة حدثنا ابن المبارك عن الأجلح حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون) ]. أورد أبو داود طريقاً أخرى، وفيها الإشارة إلى القراءة في (يفرحوا) و(يجمعون) وهي: (تفرحوا وتجمعون)، والقراءة المشهورة (يفرحوا) و(يجمعون), وكلها قراءات ثابتة. وفي الأول نسب القراءة إلى أبي, وهنا: عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ، وكلاهما قراءة ثابتة. قوله: [ حدثنا محمد بن عبد الله ]. هو ابن المبارك المخرمي وهو ثقة أخرج له البخاري و أبو داود و النسائي . [ حدثنا المغيرة بن سلمة ]. المغيرة بن سلمة ثقة أخرج له البخاري تعليقاً و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة . [ حدثنا ابن المبارك عن الأجلح ]. الأجلح صدوق أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن. [ حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي ]. وقد مر ذكرهم.
شرح حديث (أن النبي قرأ: (إنه عَمِل غير صالح) ) وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ: (إنه عَمِلَ غير صالح) ]. أورد أبو داود حديث أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: (إنه عَمِلَ غير صالح) يعني: بالفعل الماضي، و(غير) منصوبة على أنها معمول للفعل الماضي، أي: إنه عمل عملاً غير صالح، والقراءة المشهورة: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرَ صَالِحٍ [هود:46], وكل منهما قراءة صحيحة ثابتة. قوله: [ حدثنا موسى بن اسماعيل عن حماد عن ثابت ]. ثابت بن أسلم البناني ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن شهر بن حوشب ]. شهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام، أخرج له البخاري في الأدب المفرد و مسلم وأصحاب السنن. [ عن أسماء بنت يزيد ]. أسماء بنت يزيد رضي الله عنها صحابية، أخرج لها البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
شرح حديث (أن النبي قرأ (إنه عَمِل غير صالح) ) من طريق أخرى، وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أبو كامل حدثنا عبد العزيز -يعني: ابن المختار - حدثنا ثابت عن شهر بن حوشب قال: سألت أم سلمة رضي الله عنها: (كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ هذه الآية: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [هود:46] فقالت: قرأها: (إنه عمِلَ غير صالح)) ]. وهذا مثل الذي قبله. قوله: [ حدثنا أبو كامل ]. هو فضيل بن حسين الجحدري ثقة أخرج له البخاري تعليقاً و مسلم و أبو داود و النسائي . [ حدثنا عبد العزيز -يعني: ابن المختار - ]. عبد العزيز بن المختار ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا ثابت عن شهر بن حوشب عن أم سلمة ]. يعني: أن الحديث هنا عن أم سلمة وهناك عن أسماء، وأم سلمة هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية رضي الله عنها أخرج لها أصحاب الكتب الستة. وقد يرد هنا احتمال وهو: أن كنية أسماء هي أم سلمة، ذكر هذا الحافظ في النكت الظراف، لكن يشكل على هذا أن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث في مسنده عن أم سلمة هند بنت أبي أمية . [ قال أبو داود : رواه هارون النحوي و موسى بن خلف عن ثابت كما قال عبد العزيز ]. هارون النحوي هو هارون بن موسى الذي مر. [ و موسى بن خلف ]. موسى بن خلف صدوق له أوهام أخرج حديثه البخاري تعليقاً و أبو داود و النسائي . [ عن ثابت كما قال عبد العزيز ]. يعني: مثل رواية عبد العزيز . و موسى بن خلف ذكروا في ترجمته أنه يعد من الأبدال، والأبدال ما نعلم فيهم حديثاً إلا حديث: (إن الله يبعث لكل أمة من يجدد لها دينها على رأس كل مائة سنة), فإن هذا هو الثابت، والمقصود بالأبدال الذين يأتي بهم الله عز وجل بعدما يذهب أناس نفع الله بهم، وهم مرجع للناس، ويبينوا للناس أمور دينهم، فيأتي بأناس يحلون محلهم ويقومون مقامهم، والشخص إذا كان معروفاً مشهوراً متميزاً يقولون فيه مثل هذه الكلمة مثل عبد الرحمن بن أبي الحاتم يقال عنه مثل هذه الكلمة: كان يعد من الأبدال.
الأسئلة



أفضلية الجمع بين تعلم القراءات والفقه في الدين

السؤال: هل يستحب تعلم القراءات والاشتغال بذلك عن الفقه في الدين؟ الجواب: كون الإنسان يشتغل بها عن الفقه في الدين ليس جيداً، بل يتفقه في الدين ويتعلم القراءات لكي يجمع بين الحسنيين.

حكم الصلاة بقراءة غير معروفة لدى المصلين


السؤال: هل يستحب القراءة بإحدى هذه القراءات في بلاد الحجاز؟ الجواب: البلاد التي نشأت على قراءة معينة لا يصلح أن يقرأ فيها بغير هذه القراءة؛ لأن هذا يشوش على الناس, لكن كون الإنسان يتعلم ويقرأ بالقراءات من أجل التعلم فهذا طيب، وأما كونه يأتي إلى بلاد لا يعرفون إلا قراءة واحدة ثم يصلي بهم ويقرأ قراءة تشوش عليهم فهذا لا يصلح.

حكم التجويد

السؤال: ما حكم تعلم التجويد؟ الجواب: تعلم التجويد من الأمور المستحبة, فكون الإنسان يقرأ قراءة مجودة فهذا من الأمور المستحبة، وسبق أن ذكرت في مناسبات متعددة كلام الحافظ بن حجر الذي ذكره عند شرح حديث ابن مسعود : (هذاً كهذ الشعر) في صحيح البخاري, قال: لا خلاف بين أهل العلم -أو عبارة نحوها- أن القراءة بالتجويد أحسن وأفضل، وأنه يجوز القراءة بدونه.

تقديم الأكثر حفظاً للإمامة


السؤال: رجل حافظ غير مجود ورجل مجود غير حافظ أيهما يقدم للصلاة؟ الجواب: الإنسان الأكثر حفظاً إذا كانت قراءته سليمة هو الأولى.

أصل علم القراءات


السؤال: ما هو السبب في الاختلاف في القراءات، وما منشأ ذلك رغم أن القراء أخذوا من أئمة محدودين، وما أثر هذا الخلاف في الأحكام؟ الجواب: الخلاف أصله مأخوذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فالقراءات إنما هي مأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أين تأتي القراءات إلا من الرسول عليه الصلاة والسلام؟! لكنها اشتهرت بأسماء أناس معينين وإلا فإن أصلها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

حكم لبس الأحمر الخالص


السؤال: هل لبس الجاكيت الأحمر الخالص فوق الثوب الأبيض أو غيره من الألوان يدخل في النهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس الأحمر؟ الجواب: هناك حديث يدل على لبسه، وحديث يدل على عدم لبسه، فقيل: إن المقصود بذلك إذا كان خالصاً، يعني: أن النهي يحمل على ما إذا كان خالصاً، وأما إذا كان معه لون غيره فلا إشكال فيه. والذي يبدو أن اللبس هو لكل قطعة, ولا يكون معناه: أنه لو كان عليه ثوب آخر غير أحمر يزول المحذور، لا.

حكم كتابة المصحف بالرسم الإملائي للحاجة

السؤال: في اختبار القرآن نحن نكتب آيات القرآن بالكتابة الإملائية، فهل هذا يدخل في باب الرخصة أو لا يجوز لنا؟ الجواب: الإنسان الذي يعرف القراءة يكتبها على رسمها، ومادام أن الإنسان يكتب كتابة خاصة لنفسه وهو لا يعرف القراءات فله أن يكتب؛ لأن كتابته هذه لا تعتبر مرجعاً للقرآن.

الاختلاف في مكان مقام إبراهيم

السؤال: هل صحيح أن المقام كان ملاصقاً للكعبة، ثم حول من مكانه في زمن عمر ؟ الجواب: فيه قولان مشهوران ذكرهما ابن كثير، وأنا ذكرت في الفوائد المنتقاة القولين، والأدلة على كونه في مكانه الذي هو فيه الآن، أو أنه كان تحت الكعبة ثم أخر.

حكم تحريك المقام من مكانه والصلاة عنده


السؤال: هل يجوز تحريك المقام من مكانه في زمننا للمصلحة؟ الجواب: فيه خلاف: هل يؤخر أو لا يؤخر؟ ولكن الأولى أن يبقى في مكانه، وقبل ذلك كان يحجز مكاناً؛ لأنه كان فيما مضى على شكل غرفة إلى عهد قريب، وفي زمن الملك فيصل رحمه الله جعل على هذا الوضع الذي هو عليه كأنه عمود لا يؤثر، وأيضاً صار على وجه مدور وليس له زوايا بحيث أنها تؤثر, ومن قبل كان على شكل حجرة مرتفعة وعليه شبك من جميع الجهات، والآن جعل في هذه الزجاجة التي هي على شكل عمود، فالعلماء اختلفوا في زمن فيصل رحمه الله، ولكن رأوا أنه يبقى في مكانه وألا يغير، والمحذور الذي كان موجوداً قد زال بوجوده على وجه لا يؤثر. لكن على القول بأنه كان عند الحجر ثم أخر وعلى القول بأن هذا هو مكانه وأن هذا هو موضعه ففيه إشكال، ولكن كونه الآن على هذا الوضع الذي هو عليه فإنه على وجه لا يؤثر؛ لكونه مثل العمود وهو مدور، ولا يحصل به ضرر فبقاؤه هو المناسب، وإذا طاف الناس من ورائه فلا يجوز لأحد أن يصلي في المكان؛ لأن الطائفين في المكان أولى من المصلين, فالمصلين يصلون في مكان بعيد من المسجد، ولكن الطائفين يطوفون حول الكعبة، فالذي يأتي ويصلي عند المقام مع كثرة الازدحام هذا خطأ؛ لأن هذا إيذاء للناس وإضرار بهم؛ لأنه يترتب عليه ازدحام، وكون الناس يسقط بعضهم على بعض بسبب وجود واحد يصلي، ثم يستدير الناس حوله ويمنعون الناس من أن يطئوه، فهذا إضرار بالناس لا يجوز.

حدّ الغيبة

السؤال: إذا ذكرت شخصاً في نفسي بما يكره هل يعد هذا غيبة؟ الجواب: لا, الغيبة هي الذكر والكلام، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل)، ولكن الإنسان لا يبقي الشيء الذي في ذهنه ويثبته وينميه، وإنما يصرف نفسه عنه.

حفظ القرآن بجمع عثمان له

السؤال: إذا كانت الحروف التي نسخها عثمان رضي الله عنه تعتبر قرآناً فإن ذلك ينافي قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]؟ الجواب: معلوم أن حفظه على وضعه هذا هو حفظه، وأما تلك فقد كانت نزلت من أجل التخفيف، والسبب الذي نزلت من أجله قد زال، وقبل ذلك طلب الزيادة ثم طلب الزيادة حتى وصل إلى سبعة أحرف، ولهذا الصحابة رضي الله عنهم اتفقوا على هذا، وأقروا عثمان على هذا العمل، فلو كان ذلك أمراً لازماً متحتماً ما تركوه، إذاً فالقرآن محفوظ، وأما الشيء الذي نزل من أجله التخفيف فقد زال وانتهى, ولا يقال: إنه ترك شيئاً تكفل الله بحفظه؛ لأن هذا الموجود هو الذي تكفل الله بحظفه، والقرآن الذي هو على حرف واحد مشتمل على القراءات.

الاستدلال بحديث (لو أن فيكم محدثين...) على فضل عمر على سائر الصحابة


السؤال: هل حديث: (لو أن فيكم محدثين لكان عمر) دليل على أن عمر رضي الله عنه أفضل الصحابة؟ الجواب: لا, بل يدل على فضله لا على أفضليته، ومعلوم أن أبا بكر أفضل منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً يدل على أنه لا يمكن أن يساويه أحد، والحديث ليس معناه أن هذا الذي حصل لعمر مقصور عليه، وهناك أمور مقصورة على أبي بكر كالحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس يقول: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً), فأخبر عن أمر لا يكون أن لو كان كيف يكون، وأمر ما وقع ولا يقع، لكن لو وقع فإن الأولى به أبو بكر رضي الله عنه, فهذا يدل على أفضليته على غيره؛ لأنه أخبر عن شيء لا يكون وهو أن يتخذ الرسول خليلاً، لكنه لو كان متخذاً خليلاً لكان الخليل المتخذ هو أبا بكر رضي الله عنه."




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]