الصَّلاةُ
تركي بن إبراهيم الخنيزان
نتحدَّثُ فِي هذَا الدرسِ عنِ الرُّكنِ الثانِي من أرْكانِ الإسْلامِ، ألَا وهو الصلاةُ:
• والصلاةُ هيَ الفارقةُ بينَ المسلِمِ والكافِرِ كمَا قالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» [رواه مسلم]، وهيَ عمودُ الإسْلامِ كمَا قالَ صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ» [رواه الترمذي]، وهيَ أولُ مَا يُحاسَبُ عنه العبدُ، فإنْ صلَحَتْ؛ صلَحَ سائرُ عملِهِ، وإنْ فسَدَتْ؛ فسَدَ سائرُ عملِهِ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ؛ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ؛ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].
• وهيَ قُرَّةُ عينِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من هذه الدُّنْيا، فقد قالَ صلى الله عليه وسلم «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ» [رواه النسائي]. [قُرةُ العينِ: مَا تَقَرُّ به العينُ ويَستَريحُ به القلبُ].
• والصلاةُ صِلةٌ بينَ العبدِ وبينَ ربِّ العالَمينَ، وهيَ تَنْهى عنِ الفحشاءِ والمُنكَرِ؛ لمَن أقامَها بإخْلاصٍ وأدَّاها بخُشوعٍ، قالَ اللهُ عز وجل: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].
• والصلاةُ لا تصِحُّ إلَّا بإقامَتِها علَى وَفقِ هَديِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كمَا قالَ صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» [متفق عليه]، فعلَى المسلمِ أنْ يحرِصَ علَى تعلُّمِ أحكامِ صلاتِه وكيفيَّتِها كمَا وردَتْ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليُتِمَّها علَى أكمَلِ وجهٍ، فيَنالَ بذلكَ الأجرَ العظيمَ.
نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونستكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ تعالَى- عن أحْكامِ الصلاةِ فِي الدروسِ القادِمةِ.