عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2025, 08:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,200
الدولة : Egypt
افتراضي من أسباب الثراء الخفية

من أسباب الثراء الخفية

د. عبدالله بن يوسف الأحمد

الحمد لله، وبعد:
فعن صخر بن وادعة الغامدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لأُمَّتي في بكورها»، وكان إذا بعث سريةً أو جيشًا بعثهم في أوَّل النهار، وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان يبعث تجارته في أول النهار فأثرى وكثر مالُه.

قال ابن حجر في الفتح (6/ 114): حديث: «‌بورك ‌لأُمَّتي في بكورها» أخرجه أصحاب السنن، وصححه ابن حبان من حديث صخر الغامدي، وقد اعتنى بعض الحُفَّاظ بجمع طرقه؛ فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفسًا؛ ا هـ، وسمى الترمذي الصحابة الذين رووه في جامعه، وبوَّب على الحديث (‌‌باب ما جاء في التبكير بالتجارة)، وقال: ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث؛ ا هـ، وزاد ابن ماجه: ‌«بورك ‌لأُمَّتي في بكورها يوم الخميس»، وهي زيادة شاذة ضعيفة، وكونه صلى الله عليه وسلم كان يحب الخروج يوم الخميس لا يستلزم المواظبة عليه لقيام مانع منه، وثبت في الصحيح أنه خرج في بعض أسفاره يوم السبت.

وقد حدثت عمن يقصد الصبح فيما يتعلم ويحفظ، وفيما يشتري ويتزود به، ويرى أنه أبرك وأبقى مما يبتاعه في المساء، وهذا مشاهد؛ ولذلك ذمَّ السلف النوم بعد الفجر؛ لأن هذا وقت تُقَسَّم فيه الأرزاق، وتحل فيه البركة، وتتنزَّل فيه ملائكة الرحمن، فيكون من حرمان الخير النوم فيه، إلا المحتاج.

قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي في مقدمة شرحه الصوتي على الزاد: فإذا كان عندك بحث، أو رسالة أو طلب علم، وبكَّرت وابتكرت وجدت خيرًا كثيرًا، وهكذا لو كانت عندك أعمال من الدنيا. وما محقت البركة في كثير من أعمال الناس وأوقاتهم إلا بسبب إضاعة البكور، لكن إذا كان قوامًا لليل، ويريد أن ينام بعد صلاة الفجر حتى يكسب أعماله في النهار فلا حرج والأمر واسع؛ ا هـ. ومن اللطائف في بعض بلدان المسلمين: إقامتهم ولائم النكاح في الصبح بعد الفجر؛ كولائم العيد، وحسبك به سببًا لبركة الزواج والتوفيق.

والله تعالى أعلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.23%)]