عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-07-2025, 09:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي حين يجمع الله ما تفرَّق بالدعاء

حين يجمع الله ما تفرَّق بالدعاء

عبدالله بن إبراهيم الحضريتي



يحملُ المؤمن في قلبه يقينًا لا تزعزعه العواصف، ولا تُطفئه عتمة الانتظار... يقينًا أن الله جامعٌ بينه وبين كل ما أحبَّ، ولو بعد حين.

كم من حلمٍ ظنه تلاشى، فإذا به يعود مشرقًا في وقتٍ لم يكن بالحسبان.
وكم من صحةٍ ناء بها الجسد، ثم ردَّها الله إليه بأسباب لا تُرى.
وكم من قلبٍ اشتاق، فاجتمع بمن يحبُّ بعد طول فراق.

المؤمن لا يحدِّق في ضيق اللحظة، بل يبصر بنور قلبه سعة الرجاء، ويغرس في كل سجدةٍ دعوة، واثقًا أن ما من دعوةٍ ارتفعت من قلبٍ منكسر، إلا وكان معها من الله سمعٌ واستجابة.

فكم من دمعةٍ حرَّى في الليل، كانت سُلَّمًا إلى الفرج. وكم من "يا رب" قيلت في يأس، كانت مفاتيحَ لأبوابٍ ما خطر على القلب فتحها.

قد يتأخَّر الفرج، نعم، لكنه لا يُخطئ الطريق.
إنما يُمهّد الله للدعوة أرضًا أنسب، وزمنًا أكرم، وظرفًا أحكم.

فربَّما استجابتك ليست في سرعة الإجابة، بل في عمق الأثر، وكمال التوقيت، وصفاء النفس ساعة القبول.

فلا تضعف يدك عن الدعاء، ولو خارت قواك.

ولا تسكن لليأس، ولو طال البلاء.

فإن لله نفحات، وللفرج موعدًا، وللدعاء رصيدًا لا يضيع.

وكل ما دعوته يومًا، ونسيتَه، محفوظٌ في خزائن رحمته، يأتيك يومًا كأنَّه لم يغِبْ عنك طرفةَ عين.

فاثبت... واذكر دائمًا: إن الغوث في الطريق، وإن التأخر ليس نسيانًا، وإنما هو اصطفاء.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.40%)]