عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-07-2025, 12:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,787
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة السيرة



من مائدةُ السِّيرةِ: الدَّعوةُ السِّرِّيَّةُ

عبدالرحمن عبدالله الشريف

بعدَ الَّذي حصل لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم في غارِ حِراءٍ، ومفاجأةِ جبريلَ له، فَتَرَ عنه الوحيُ، ومكث ما شاء اللهُ أن يمكثَ لا يرى شيئًا، ثُمَّ عاد إليه الوحيُ مرَّةً أخرى، ولكنْ بتكليفِ التَّبليغِ والنِّذارةِ، فنزل قولُ اللهِ تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 1-5]، فأمره اللهُ تعالى في هذه الآياتِ أنْ يُنْذِرَ قومَه مِنَ الشِّركِ، ويدعوَهم إلى التَّوحيدِ.


فشَمَّرَ صلى الله عليه وسلم عن ساعِدِ الدَّعوةِ، وقام في دينِ اللهِ أتمَّ قيامٍ، وبدأ دعوتَه سرًّا، فاستجابَ له مَنْ شرح اللهُ صدرَه للإسلامِ: ففي بيتِه صلى الله عليه وسلم كانت زوجتُه خديجةُ رضي اللهُ عنها أوَّلَ مَنِ استجابَ له، وكذلك أسلمَ رَبِيبُه عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه، وعُمُرُه عشرُ سنواتٍ، وكان في كفالةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أخذه مِن عَمِّه إعانةً له على سَنَةِ مَحْلٍ، وأسلمَ مولاه زيدُ بنُ حارثةَ رضي اللهُ عنه.

ومِن خارجِ بيتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان حائزَ سَبْقِهم أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه، ومِنْ حينِ أسلمَ أعانَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في دينِ اللهِ، وآزَرَهُ في الدَّعوةِ، فاستجابَ لأبي بكرٍ عثمانُ بنُ عفَّانَ، وطلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، والزُّبَيرُ بنُ العوَّامِ، وأبو عُبَيدةَ عامرُ بنُ الجرَّاحِ. كما دخل في الإسلامِ في تلك الفترةِ: عمَّارُ بنُ ياسرٍ، وبلالُ بنُ رباحٍ، وجعفرُ بنُ أبي طالبٍ، والأرقمُ بنُ أبي الأرقمِ الَّذي اتَّخَذَ المسلمون دارَه مقرًّا لاجتماعاتِهم رضوانُ اللهِ عليهم أجمعينَ.

وظلَّتِ الدَّعوةُ سِرِّيَّةً، وعددُ المؤمنين يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ، إلى أنْ أمر اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم بعدَ ثلاثِ سنينَ بالجهرِ بالدِّينِ وإظهارِ الدَّعوةِ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.03%)]