عرض مشاركة واحدة
  #571  
قديم 09-07-2025, 11:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,450
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى



تَّفْسِيرِ
(الْجَامِعِ لِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، وَالْمُبَيِّنِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَآيِ الْفُرْقَانِ )
الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْطُبِيُّ
المجلد (14)
سُورَةُ الاحزاب
من صــ 156 الى صــ 165
الحلقة (571)






"صفحة رقم 157"
تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله قاله قتادة وقول ثان رواه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عام ذكرت الأحزاب فقال : ) أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها يعني على قصور الحيرة ومدائن كسرى فأبشروا بالنصر ) فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صادق إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون : هذا ما وعدنا الله ورسوله ذكره الماوردي وما وعدنا إن جعلت ما بمعنى الذي فالهاء محذوفة وإن جعلتها مصدرا لم تحتج إلى عائد ) وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ( قال الفراء : وما زادهم النظر إلى الأحزاب وقال علي بن سليمان : رأى يدل على الرؤية وتأنيث الرؤية غير حقيقي والمعنى : ما زادهم الرؤية إلا إيمانا بالرب وتسليما للقضاء قاله الحسن ولو قال : ما زادوهم لجاز ولما اشتد الأمر على المسلمين وطال المقام في الخندق قام عليه السلام على التل الذي عليه مسجد الفتح في بعض الليالي وتوقع ما وعده الله من النصر وقال : ) من يذهب ليأتينا بخبرهم وله الجنة ) فلم يجبه أحد وقال ثانيا وثالثا فلم يجبه أحد فنظر إلى جانبه وقال : ) من هذا ) فقال حذيفة فقال : ) ألم تسمع كلامي منذ الليلة ) قال حذيفة : فقلت يا رسول الله منعني أن أجيبك الضر والقر قال : ) انطلق حتى تدخل في القوم فتسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى ترده إلي انطلق ولا تحدث شيئا حتى تأتيني ) فانطلق حذيفة بسلاحه ورفع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يده يقول : ) يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي ) فنزل جبريل وقال : ) إن الله قد سمع دعوتك وكفاك هول عدوك ) فخر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ركبتيه وبسط يديه وأرخى عينيه وهو يقول : ) شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي ) وأخبره جبريل أن الله تعالى مرسل عليهم ريحا فبشر أصحابه بذلك
"صفحة رقم 158"
قال حذيفة : فانتهيت إليهم وإذا نيرانهم تتقد فأقبلت ريح شديدة فيها حصباء فما تركت لهم نارا إلا أطفأتها ولا بناء إلا طرحته وجعلوا يتترسون من الحصباء وقام أبو سفيان إلى راحلته وصاح في قريش : النجاء النجاء وفعل كذلك عيينة بن حصن والحارث بن عوف والأقرع بن حابس وتفرقت الأحزاب وأصبح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فعاد إلى المدينة وبه من الشعث ما شاء الله فجاءته فاطمة بغسول فكانت تغسل رأسه فأتاه جبريل فقال : ) وضعت السلاح ولم تضعه أهل السماء مازلت أتبعهم حتى جاوزت بهم الروحاء ثم قال انهض إلى بني قريظة ) وقال أبو سفيان : مازلت أسمع قعقعة السلاح حتى جاوزت الروحاء
الأحزاب : ) 23 ( من المؤمنين رجال . . . . .
)
الاحزاب 23 : 24 (

قوله تعالى : ) من المؤمنين رجال ( رفع بالإبتداء وصلح الإبتداء بالنكرة لأن صدقوا في موضع النعت ) فمنهم من قضى نحبه ( من في موضع رفع بالإبتداء وكذا ومنهم من ينتظر والخبر في المجرور والنحب : النذر والعهد تقول منه : نحبت أنحب بالضم قال الشاعر : وإذا نحبت كلب على الناس إنهم أحق بتاج الماجد المتكرم وقال آخر : قد نحب المجد علينا نحبا وقال آخر : أنحب فيقضى أم ضلال وباطل
"صفحة رقم 159"
وروى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس قال : قال عمي أنس بن النضر سميت به ولم يشهد بدرا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فكبر عليه فقال : أول مشهد شهده رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيما بعد ليرين الله ما أصنع قال : فهاب أن يقول غيرها فشهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم أحد من العام القابل فاستقبله سعد بن مالك فقال : يا أبا عمرو أين قال : واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية فقالت عمتي الربيع بنت النضر : فما عرفت أخي إلا ببنانه ونزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا لفظ الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح وقالت عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية : منهم طلحة بن عبيد الله ثبت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى أصيبت يده فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ) أوجب طلحة الجنة ) وفي الترمذي عنه : أن أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قالوا لأعرابي جاهل : سله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترئون على مسألته يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلما رآني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) أين السائل عمن قضى نحبه ) قال الأعرابي : أنا يا رسول الله قال : ) هذا ممن قضى نحبه ) قال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير وروى البيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه فوقف عليه ودعا له ثم تلا هذه الآية : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه إلى تبديلا ثم قال رسول الله صلى الله عليه
"صفحة رقم 160"
وسلم : ) أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم وزوروهم والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه ) وقيل : النحب الموت أي مات على ما عاهد عليه عن بن عباس والنحب أيضا الوقت والمدة يقال : قضى فلان نحبه إذا مات وقال ذو الرمة عشية فر الحارثيون بعد ما قضى نحبه في ملتقى الخيل هوبر والنحب أيضا الحاجة والهمة يقول قائلهم : مالي عندهم نحب وليس المراد بالآية والمعنى في هذا الموضع بالنحب النذر كما قدمنا أولا أي منهم من بذل جهده على الوفاء بعهده حتى قتل مثل حمزة وسعد بن معاذ وأنس بن النضر وغيرهم ومنهم من ينتظر الشهادة وما بدلوا عهدهم ونذرهم وقد روي عن بن عباس أنه قرأ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من بدل تبديلا قال أبو بكر الأنباري : وهذا الحديث عند أهل العلم مردود لخلافه الإجماع ولأن فيه طعنا على المؤمنين والرجال الذين مدحهم الله وشرفهم بالصدق والوفاء فما يعرف فيهم مغير وما وجد من جماعتهم مبدل وضي الله عنهم ) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ( أي أمر الله بالجهاد ليجزي الصادقين في الآخرة بصدقهم ) ويعذب المنافقين ( في الآخرة ) إن شاء ( أي إن شاء أن يعذبهم لم يوفقهم للتوبة وإن لم يشأ أن يعذبهم تاب عليهم قبل الموت ) إن الله كان غفورا رحيما (
الأحزاب : ) 25 ( ورد الله الذين . . . . .
)
الاحزاب 25 (

قوله تعالى : ) ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ( قال محمد بن عمرو يرفعه إلى عائشة : قالت الذين كفروا ها هنا أبو سفيان وعيينة بن بدر رجع أبو سفيان إلى تهامة ورجع عيينة إلى نجد ) وكفى الله المؤمنين القتال ( بأن أرسل عليهم ريحا وجنودا حتى رجعوا ورجعت بنو قريظة إلى صياصيهم فكفى أمر قريظة بالرعب ) وكان الله قويا ( أمره ) عزيزا ( لايغلب
"صفحة رقم 161"
الأحزاب : ) 26 ( وأنزل الذين ظاهروهم . . . . .
)
الاحزاب 26 : 27 (

قوله تعالى : ) وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم ( يعني الذين عاونوا الأحزاب : قريشا وغطفان وهم بنو قريظة وقد مضى خبرهم ) من صياصيهم ( أي حصونهم واحدها صيصة قال الشاعر : فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت نساء تميم يبتدرن الصياصيا ومنه قيل لشوكة الحائك التي بها يسوي السداة واللحمة : صيصة قال دريد بن الصمة : فجئت إليه والرماح تنوشه كوقع الصياصي في النسيج الممدد ومنه : صيصة الديك التي في رجله وصياصي البقر قرونها لأنها تمتنع بها وربما كانت تركب في الرماح مكان الأسنة ويقال : جذ الله صئصئه أي أصله ) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون ( وهم الرجال ) وتأسرون فريقا ( وهم النساء والذرية على ماتقدم ) وأورئكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها ( بعد قال يزيد بن رومان وبن زيد ومقاتل : يعني حنين ولم يكونوا نالوها فوعدهم الله إياها وقال قتادة : كنا نتحدث أنها مكة وقال الحسن : هي فارس والروم وقال عكرمة : كل أرض تفتح إلى يوم القيامة ) وكان الله على كل شيء قديرا ( فيه وجهان : أحدهما على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير قاله محمد بن إسحاق الثاني على ما أراد أن يفتحه
"صفحة رقم 162"
من الحصون والقرى قدير قاله النقاش وقيل : وكان الله على كل شيء مما وعدكموه قديرا لاترد قدرته ولا يجوز عليه العجز تعالى ويقال : تأسرون وتأسرون ) بكسر السين وضمها ( حكاه الفراء
الأحزاب : ) 28 ( يا أيها النبي . . . . .
)
الاحزاب 28 : 29 (

فيه ثمان مسائل : الأولى قوله تعالى : ) يا أيها النبي قل لأزواجك ( قال علماؤنا : هذه الآية متصلة بمعنى ما تقدم من المنع من إيذاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وكان قد تأذى ببعض الزوجات قيل : سألنه شيئا من عرض الدنيا وقيل : زيادة في النفقة وقيل : اذينه بغيرة بعضهن على بعض وقيل : أمر ( صلى الله عليه وسلم ) بتلاوة هذه الآية عليهن وتخييرهن بين الدنيا والآخرة وقال الشافعي رحمه الله تعالى : إن من ملك زوجة فليس عليه تخييرها أمر ( صلى الله عليه وسلم ) أن يخير نساءه فاخترنه وجملة ذلك أن الله سبحانه خير النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بين أن يكون نبيا ملكا وعرض عليه مفاتيح خزائن الدنيا وبين أن يكون نبيا مسكينا فشاور جبريل فأشار عليه بالمسكنة فاختارها فلما اختارها وهي أعلى المنزلتين أمره الله عز وجل أن يخير زوجاته فربما كان فيهن من يكره المقام معه على الشدة تنزيها له وقيل : إن السبب الذي أوجب التخيير لأجله أن امرأة من أزواجه سألته أن يصوغ لها حلقة من ذهب فصاغ لها حلقة من فضة وطلاها بالذهب وقيل بالزعفران فأبت إلا أن تكون من ذهب فنزلت آية التخيير فخيرهن فقلن اخترنا الله ورسوله وقيل : إن واحدة منهن اختارت الفراق فالله أعلم روى البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عن جابر بن عبد الله قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
"صفحة رقم 163"
فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال : فأذن لأبي بكر فدخل ثم جاء عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال : فقال والله لأقولن شيئا أضحك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجات عنقها فضحك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : ) هن حولي كما ترى يسألنني النفقة ) فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول : تسألن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما ليس عنده فقلن : والله لا نسال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية : يا أيها النبي قل لأزواجك حتى بلغ للمحسنات منكن أجرا عظيما قال : فبدأ بعائشة فقال : ) يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ) قالت : وما هو يا رسول الله فتلا عليها الآية قالت : أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال : ) لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ) وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : ) يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري أبويك ) قالت : وقد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت ثم قال : ) إن الله يقول : يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا حتى بلغ للمحسنات منكن أجرا عظيما ) فقلت : أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفعل أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مثل ما فعلت قال : هذا حديث حسن صحيح قال العلماء : وأما أمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عائشة أن تشاور أبويها لأنه كان يحبها وكان يخاف أن يحملها فرط الشباب على أن تختار فراقه ويعلم من أبويها أنهما لا يشيران عليها بفراقه
"صفحة رقم 164"
الثانية قوله تعالى : ) قل لأزواجك ( كان للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) أزواج منهن من دخل بها ومنهن من عقد عليها ولم يدخل بها ومنهن من خطبها فلم يتم نكاحه معها فأولهن : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب وكانت قبله عند أبي هالة واسمه زرارة بن النباش الأسدي وكانت قبله عند عتيق بن عائذ ولدت منه غلاما اسمه عبد مناف وولدت من أبي هالة هند بن أبي هالة وعاش إلى زمن الطاعون فمات فيه ويقال : إن الذي عاش إلى زمن الطاعون هند بن هند وسمعت نادبته تقول حين مات : واهند بن هنداه واربيب رسول الله ولم يتزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على خديجة غيرها حتى ماتت وكانت يوم تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بنت أربعين سنة وتوفيت بعد أن مضى من النبوة سبع سنين وقيل : عشر وكان لها حين توفيت خمس وستون سنة وهي أول امرأة آمنت به وجميع أولاده منها غير إبراهيم قال حكيم بن حزام : توفيت خديجة فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون ونزل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حفرتها ولم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها ومنهن : سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس العامرية أسلمت قديما وبايعت وكانت عند بن عم لها يقال له السكران بن عمرو وأسلم أيضا وهاجرا جميعا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها وقيل : مات بالحبشة فلما حلت خطبها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فتزوجها ودخل بها بمكة وهاجر بها إلى المدينة فلما كبرت أراد طلاقها فسألته ألا يفعل وأن يدعها في نسائه وجعلت ليلتها لعائشة حسبما هو مذكور في الصحيح فأمسكها وتوفيت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين ومنهن : عائشة بنت أبي بكر الصديق وكانت مسماة لجبير بن مطعم فخطبها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال أبو بكر : يا رسول الله دعني أسلها من جبير سلا رفيقا فتزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث سنين وبنى بها بالمدينة
"صفحة رقم 165"
وهي بنت تسع وبقيت عنده تسع سنين ومات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهي بنت ثمان عشرة ولم يتزوج بكرا غيرها وماتت سنة تسع وخمسين وقيل ثمان وخمسين ومنهن : حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم طلقها فأتاه جبريل فقال : ) إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة ) فراجعها قال الواقدي : وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية وهي ابنة ستين سنة وقيل : ماتت في خلافة عثمان بالمدينة ومنهن : أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية المخزومية واسم أبي أمية سهيل تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في ليال بقين من شوال سنة أربع زوجها منه ابنها سلمة على الصحيح وكان عمر ابنها صغيرا وتوفيت في سنة تسع وخمسين وقيل : سنة ثنتين وستين والأول أصح وصلى عليها سعيد بن زيد وقيل أبو هريرة وقبرت بالبقيع وهي ابنة أربع وثمانين سنة ومنهن أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عمرو بن أمية الضميري إلى النجاشي ليخطب عليه أم حبيبة فزوجه إياها وذلك سنة سبع من الهجرة وأصدق النجاشي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أربعمائة دينار وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة وتوفيت سنة أربع وأربعين وقال الدارقطني : كانت أم حبيبة تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة على النصرانية فزوجها النجاشي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأمهرها عنه أربعة آلاف وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة ومنهن : زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية وكان اسمها برة فسماها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زينب وكان اسم أبيها برة فقالت : يا رسول الله بدل اسم أبي فإن البرة حقيرة فقال لها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ) لو كان أبوك مؤمنا سميناه باسم رجل منا أهل البيت ولكني قد سميته جحشا والجحش من البرة ) ذكر هذا الحديث الدارقطني تزوجها
"صفحة رقم 166"
رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة في سنة خمس من الهجرة وتوفيت سنة عشرين وهي بنت ثلاث وخمسين ومنهن : زينب بنت خذيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية كانت تسمى في الجاهلية أم المساكين لإطعامها إياهم تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في حياته في آخر ربيع الأول على رأس تسعة وثلاثين شهرا ودفنت بالبقيع ومنهن : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية أصابها في غزوة بني المصطلق فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبها فقضى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابتها وتزوجها وذلك في شعبان سنة ست وكان اسمها برة فسماها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جويرية وتوفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين وقيل : سنة خمسين وهي ابنة خمس وستين ومنهن : صفية بنت حيي بن أخطب الهارونية سباها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يوم خيبر واصطفاها لنفسه وأسلمت وأعتقها وجعل عتقها صداقها وفي الصحيح : أنها وقعت في سهم دحية الكلبي فاشتراها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بسبعة أرؤس وماتت في سنة خمسين وقيل : سنة اثنتين وخمسين ودفنت بالبقيع ومنهن : ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة من بني النضير سباها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأعتقها وتزوجها في سنة ست وماتت مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع وقال الواقدي : ماتت سنة ست عشرة وصلى عليها عمر قال أبو الفرج الجوزي : وقد سمعت من يقول : إنه كان يطؤها بملك اليمين ولم يعتقها قلت : ولهذا والله أعلم لم يذكرها أبو القاسم عبد 6 الرحمن السهيلي في عداد أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم )




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]