عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13-07-2025, 07:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين

- قال حجاج بن أرطأة عن عمارة، عن الحسن قال: «كان الفتى إذا نسك لم نعرفه بمنطقه، وإنما نعرفه بعمله، وذلك العلم النافع» رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن سلمة، أنبأنا أبو حمزة التمار، عن الحسن، قال: «غائلة العلم، النسيان» رواه الدارمي في مسنده، وابن لال الهمذاني في جزئه، وزاد: (وحياته المذاكرة).
- قال سلام بن مسكين: دخلنا على الحسن وهو مريض، فلحظ إلينا لحظة، فقال: «لو أن ابن آدم أخذ من صحته ليوم سقمه» رواه ابن سعد.
- وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو هلال قال: كان الحسن إذا فرغ من حديثه، فأراد أن يقوم قال: «اللهم برّئ قلوبنا من الشرك والكبر والنفاق والرياء والسمعة والريبة والشك في دينك، يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك، واجعل ديننا الإسلام القيم» رواه ابن سعد.
- قال عفان بن مسلم: حدثنا يزيد بن إبراهيم قال: «رأيت الحسن يرفع يديه في قصصه في الدعاء بظهر كفيه» رواه ابن سعد.
- وقال ابراهيم بن الحسن الباهلي: حدثنا إبراهيم بن حماد عن الحسن قال : (كم من مستدرج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بالثناء عليه، وكم من مغرور بالستر عليه). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" لأبيه.
- وقال عبد الله بن المبارك: حدثنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن قال: (أحبوا هونا، وأبغضوا هونا؛ فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، لا تفرط في حبّ، ولا تفرط في بغض ). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.

ما انتقد به الحسن البصري:
الحسن البصري من كبار الأئمة، مجمع على إمامته وجلالة قدره، وقد تُكلّم فيه لأمرين:
أحدهما: ما رُوي عنه في مسألة القَدَر.
والأمر الثاني: إرساله وتدليسه في بعض الروايات وتحديثه بالمعاني.

فأما الأمر الأول: وهو ما ذُكر عنه في مسألة القدَر
فليلعم أولاً أنّ الحسن البصري من كبار أئمة أهل السنة الذين لهم حظوة القبول في الأمة، واشتهرت أقواله في حياته وبعد مماته، فكثر الرواة عنه جداً، وكان منهم ثقات وضعفاء، ومنهم من أهل السنة ومن غيرهم، وكان في بعض من يحضر مجالسه قوم من القدرية، وإنما سمّي المعتزلة معتزلة لأنهم اعتزلوا مجلس الحسن البصري رحمه الله، وكان ممن اعتزل مجلسه: واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وأشباههم.
والحسن البصري بريء من مذهب القدرية، وإنما تُكلّم فيه في مسألة القدر لأمرين:
الأمر الأول: أنه بدرت منه كلمة بعد ما كبر في القدَر ثم تاب منها بعد أن ناظره بعض أهل العلم في زمانه.
والأمر الآخر: أنّ من القدرية من كان يأتيه فيسأله عن بعض المسائل بكلام مُجمل مشتبه ثم يحملون جوابه على مذهبهم.

- قال حماد بن زيد عن أيوب قال: أنا نازلت الحسن في القدر غير مرة حتى خوفته بالسلطان. فقال: (لا أعود فيه بعد اليوم).
قال أيوب: (ولا أعلم أحدا يستطيع أن يعيب الحسن إلا به، وأدركت الحسن والله ما يقوله). رواه الفسوي في المعرفة.
يريد أنه تاب منه.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب قال: (كذب على الحسن ضربان من الناس: قومٌ القدَرُ رأيهم فينحلونه الحسن لينفّقوه في الناس، وقوم في صدورهم شنئان من بغض الحسن؛ فيقولون: أليس يقول كذا!! أليس يقول كذا!!).رواه الفسوي في المعرفة.
- قال ضمرة عن رجل عن ابن عون: قيل لمحمد بن سيرين في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر، فقال: (كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل لو فسروه له لساءهم). رواه الفسوي في المعرفة.
- وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا قرة قال: سمعت الحسن قال: «إنه ليجالسنا في حلقتنا هذه قوم ما يريدون به إلا الدنيا» وسمعته يقول: «رحم الله عبدا لم يتقوَّل علينا ما لم نقل» رواه ابن سعد.
- وقال عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن عمر مولى غفرة قال: (كان أهل القدر ينتحلون الحسن بن أبي الحسن، وكان قوله مخالفا لهم، كان يقول: «يا ابن آدم، لا تُرْضِ أحداً بسخط الله، ولا تطيعن أحدا في معصية الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تلومن أحدا فيما لم يؤتك الله، إن الله خلق الخلق والخلائق، فمضوا على ما خلقهم عليه، فمن كان يظن أنه مزداد بحرصه في رزقه فليزدد بحرصه في عمره، أو يغير لونه، أو يزيد في أركانه أو بنانه» ). رواه ابن سعد.
- وقال أبو سعيد بن الأعرابي: (كان يجلس إلى الحسن طائفة من هؤلاء، فيتكلم في الخصوص حتى نسبته القدرية إلى الجبر، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنة إلى القدر، كل ذلك لافتنانه، وتفاوت الناس عنده، وتفاوتهم في الأخذ عنه، وهو بريء من القدر، ومن كل بدعة). ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء.

وما روي عنه من المرويات الكثيرة المستفيضة في التفسير والأحكام والوعظ يدلّ دلالة بيّنة على أنّه بريء من قول القدرية.
- قال حماد ابن سلمة: حَدَّثَنَا حميد؛ قال: (قرأت على الْحَسَن في بيت أبي خليفة القرآن أجمع من أوله إِلَى آخره؛ فكان يفسره على الإثبات). رواه وكيع في أخبار القضاة.
أي: على إثبات القدر.
- وقال حماد بن زيد عن حبيب بن الشهيد ومنصور ابن زاذان قالا: سألنا الحسن عما بين {الحمد لله رب العالمين} إلى {قل أعوذ برب الناس} ففسَّره على الإثبات). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد عن خالد الحذاء قال: غبت غيبة لي فقدمت؛ فأخبروني أن الحسن تكلم في القدر؛ فأتيته فقلت: يا أبا سعيد آدم خلق للجنة أم للأرض؟ قال: فقال يا أبا مُنازل ما كان هذا من مسائلك.
قال: قلت: إني أحببت أن أعلم.
قال: لا بل للأرض.
قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟
قال: لم يكن ليعتصم فلا يأكل من الشجرة إنما خلق للأرض؛ أرأيت قول الله عز وجل {ما أنتم عليه بفاتنين. إلا من هو صال الجحيم}
قال: الشياطين لم يكونوا يفتنون بضلالتهم إلا من أوجب الله له أن يصلى الجحيم). رواه الفسوي.
- وقال حماد بن زيد عن خالد الحذاء أن رجلا من أهل الكوفة كان يقدم البصرة، فكان لا يأتي الحسن من أجل القدر، فلقيه يوما في الطريق فسأله فقال: يا أبا سعيد {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} . قال: نعم أهل رحمته لا يختلفون.
قال فقوله: {ولذلك خلقهم}؟
قال: خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار.
قال: فقال الرجل: لا أسأل عن الحسن بعد اليوم). رواه الفسوي.
يريد أنّه بهذا الجواب ثبتت له براءته من القول بنفي القدر.
- وقال حماد بن زيد عن حميد قال: (قرأت القرآن كله على الحسن في بيت أبي خليفة، ففسره لي أجمع على الإثبات. فسألته عن قوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين}. قال: الشرك سلكه الله في قلوبهم. وسألته عن قوله: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}
قال: {أعمال سيعملونها لم يعملوها}). رواه الفسوي.
- وقال رجاء عن ابن عون عن الحسن قال: (من كذب بالقدر فقد كفر). رواه الإمام أحمد في الزهد والفسوي في التاريخ.
- وقال سعيد بن عامر الضبعي: حدثنا الخزاز أبو عامر عن الحسن قال: (من كفر بالقدر فقد كفر بالإسلام، إن الله قدر قدرا، إن الله خلق الخلق بقدر، وقسم الآجال بقدر، وقسم الأرزاق بقدر، وقسم العافية بقدر، وأمر ونهى). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال ابن حبان: (وكان معرى عما قذف به من القدر على تدليس كان منه في الروايات).

وأما الأمر الثاني وهو إرساله وتدليسه في بعض الروايات وتحديثه بالمعاني
- قال الذهبي: (كان يدلّس ويرسل ويحدث بالمعاني).
فأمّا تحديثه بالمعاني فلأنه كان يرى جواز أداء الحديث بما يتأدّى به المعنى، وأن الاختلاف اليسير في الألفاظ إذا لم يكن عن تعمّد لا بأس به.
وأما تدليسه فإنّه كان ربما سمع الحديث من رجل لا يرغب ذكر اسمه لعلّة عارضة، والحديث عنده صحيح المعنى فيعنعن، وربما نسي من حدَّثه به، وأمّا ما صرّح فيه بالتحديث فهو حجة عند أهل الحديث.
وأما مراسيل الحسن البصري فقد اختلف فيها وفي سببها كما سيأتي.

- قال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا ابن عون قال: «كان الحسن يحدث بالحديث والمعاني» رواه ابن سعد
- وقال جرير بن حازم: «كان الحسن يحدثنا الحديث يختلف، فيزيد في الحديث وينقص منه، ولكن المعنى واحد» رواه ابن سعد
- وقال غيلان بن جرير: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يسمع الحديث، فيحدث به لا يألو، فيكون فيه الزيادة والنقصان قال: «ومن يطيق ذلك؟» رواه ابن سعد.

وأما مراسيل الحسن فقيل إنّ سببها أنه كان يروي كثيراً منها عن عليّ بن أبي طالب وكان في زمن الحجاج لا يستطيع أن يصرّح بذكر اسمه، وقيل إنه كان إذا روى الحديث عن جماعة ترك التصريح بذكر أسمائهم، وأيّا كان فالمرسل ليس بحجة لاحتمال أن يكون الخبر فيه متلقى عن رواة ضعفاء دون طبقة الصحابة رضي الله عنهم

- قال علي ابن المديني: (مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح، ومرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صِحاحٌ ما أقل ما يسقط منها). رواه المقدّمي في التاريخ.

وقال ابن عدي: سمعت الحسن بن عثمان يقول: سمعت أبا زرعة يقول: (كل شيء قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وجدت له أصلا ثابتا، ما خلا أربعة أحاديث).
وقال محمد بن موسى الحرشي: حدثنا ثمامة بن عبيدة قال: حدثنا عطية بن محارب، عن يونس بن عبيد، قال: سألت الحسن، قلت: يا أبا سعيد إنك تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لم تدركه؟
قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمان كما ترى - وكان في عمل الحجاج - كل شيء سمعتني أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو عن علي بن أبي طالب، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا).
قال ابن رجب: (وهذا إسناد ضعيف، ولم يثبت للحسن سماع من علي).
وقال الخصيب بن ناصح: (كان الحسن إذا حدثه رجل واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث ذكره. فإذا حدثه أربعة بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ألقاهم، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). ذكره ابن رجب في شرح العلل وقال: (الخصيب بن ناصح مصري متأخر، لم يدرك الحسن).

وضعّف الإمام أحمد مراسيل الحسن البصري لتساهله في الأخذ، وأما ما أسنده فهو حجّة.
قال ابن رجب: وقال أحمد في رواية الفضل بن زياد : (مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات ، ومرسلات إبراهيم لا بأس بها ، وليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح ، فإنهما يخذان عن كل).
- وقال شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال: (ثلاثة كانوا يصدقون مَن حدَّثهم أنس وأبو العالية والحسن البصري). رواه الفسوي في المعرفة، والخطيب البغدادي في الكفاية، وقال: ( أراد بن سيرين أنهم كانوا يأخذون الحديث عن كل أحد ولا يبحثون عن حاله لحسن ظنهم به، وهذا الكلام قاله ابن سيرين على سبيل التعجب منهم في فعلهم وكراهته لهم ذلك، والله أعلم).
- وقال وهيب بن خالد عن خالد الخذاء قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: ( كان أربعة يصدقون من حدثهم : أبو العالية ، والحسن ، وحميد بن هلال ، ورجل آخر سماه). رواه الإمام أحمد في العلل.

قال ابن سعد: (وكان الحسن جامعا عالما عاليا رفيعا فقيها ثقة مأمونا عابدا ناسكا كبير العلم فصيحا جميلا وسيما. وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجة، وما أرسل من الحديث فليس بحجة).

كُتبه:
كان الحسن البصري رحمه الله يكتب، ويُملي، وله كتب يتعاهدها، لكنَّه دعا بها عند موته فأحرقها إلا صحيفة واحدة.

- قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن يونس [بن عبيد] قال: (كان الحسن يَكْتُبُ ويُكْتِب، وكان ابن سيرين لا يَكْتُبُ ولا يُكْتِبْ). رواه الدارمي.

- وقال جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن الحسن قال: (إن لنا كُتباً نتعاهدها). رواه أبو خيثمة في كتاب العلم، ويعقوب بن سفيان في المعرفة، والخطيب البغدادي في تقييد العلم، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
- وقال يحيى بن أبي بكير: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد أنه (أخذ كتب الحسن، فنسخها، ثم ردها عليه). رواه ابن سعد، ويعقوب بن سفيان.
- وقال البخاري في التاريخ الكبير: (حسين، أبو سفيان بن حسين، الواسطي السلمي، قال: (أملى عليَّ الحسن كتاباً).
- وقال حميد بن مهران: حدثنا أبو طارق السعدي قال: شهدت الحسن عند موته يوصي، فقال لكاتب: اكتب: هذا ما يشهد به الحسن بن أبي الحسن، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، من شهد بها صادقا عند موته دخل الجنة، يروى ذلك عن معاذ بن جبل أنه أوصى بذلك عند موته، يروى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن سعد.
- وقال سهل بن حصين بن مسلم الباهلي: بعثت إلى عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن: ابعث لي بكتب أبيك؛ فبعث إلي أنه لما ثقل قال: اجمعها لي، فجمعتها له، وما ندري ما يصنع بها، فأتيته بها، فقال للخادم: اسجري التنور، ثم أمر بها، فأحرقت، غير صحيفة واحدة، فبعث بها إلي، ثم لقيته بعد ذلك، فأخبرنيه مشافهة بمثل الذي أخبرني الرسول). رواه ابن سعد.
- وقال ابن وهب: أخبرني السري بن يحيى، عن الحسن أنه (كان لا يرى بكتاب العلم بأسا، وقد كان أملى التفسير فكُتِب). ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.




إملاؤه التفسير:
- قال ابن وهب: أخبرني السري بن يحيى، عن الحسن أنه كان لا يرى بكتاب العلم بأسا، وقد كان أملى التفسير فكُتِب. ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.

وفاته:
قال عبد الواحد بن ميمون مولى عروة بن الزبير قال: قال رجل لابن سيرين: رأيت كأن طائرا آخذا الحسن حصاه في المسجد؛ فقال ابن سيرين: إن صدقت رؤياك مات الحسن. قال: (فلم يلبث إلا قليلا حتى مات). رواه ابن سعد.
- قال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان: كنا عند محمد - يعني ابن سيرين - عشية يوم الخميس، فدخل عليه رجل بعد العصر، فقال: مات الحسن، قال: فترحَّم عليه محمد، وتغيَّر لونه، وأمسك عن الكلام، فما حدَّث بحديث، ولا تكلم حتى غربت الشمس، وأمسك القوم عنه، مما رأوا من وجده عليه).
- وقال حماد بن زيد: (مات الحسن ليلة الجمعة، وغسَّله أيوب وحميد الطويل وخُرج به حين انصرف الناس، وذهب بي أبي معه). رواه ابن سعد.
- وقال حسان بْن عَبْد الملك المصري: حَدَّثَنَا السريّ بْن يحيى، قال: (مات الْحَسَن سنة مائة وعشرة، وهو ابن تسع وثمانين سنة). رواه وكيع في أخبار القضاة.
- وقال ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيى، قال: (مات الحسن سنة عشر ومئة قبل ابن سيرين بمئة يوم). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال زيد بْن يحيى، عَن أبي عامر الخزاز، قال: سمعت الْحَسَن، قبل وفاته عاماً، يقول: (أنا ابن ثمان، أو تسع وثمانين، ومات في يوم الجمعة سنة عشر ومائة). رواه وكيع في أخبار القضاة.
- وقال سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري: هلك الحسن البصري، وهو ابن نحو من ثمان وثمانين سنة.
- وقال أبو نصر الكلاباذي: بلغ تسعا وثمانين سنة.
- وقال محمد بن سلام الجمحي: (مات الحسن في خلافة هشام).
- وقال أحمد بن حنبل، عن إسماعيل بن علية: مات الحسن في رجب سنة عشر ومائة.
- وقال أبو نعيم: (مات سنة عشر ومائة).
- وقال ابن حبان: (مات في شهر رجب سنة عشر ومائة وهو ابن تسع وثمانين سنة).

سماع الحسن ورؤيته ورواياته:
- رأى الحسنُ عثمان بن عفان وعليَّ بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم لكن قيل: لا يصحّ له سماع منهم.
- وروى عن ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعمران بن الحصين وأبي موسى الأشعري وعقبة بن عامر، وغيرهم.
- واختلف في سماعه من أبي هريرة وسمرة بن جندب وعثمان بن أبي العاص، والراجح صحة سماعه منهم، وبعض حديثه عن سمرة من صحيفة كانت عنده.
- وأرسل عن عمر ومعاذ وأبيّ بن كعب وعمار بن ياسر وسعد بن عبادة.
- وروى عن جماعة من كبار التابعين منهم: أبو العالية الرياحي وحطان بن عبد الله الرقاشي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير وغيرهم.
- وأخذ عن نوف البكالي بعض الإسرائيليات.

رواة التفسير عن الحسن البصري:
رواة التفسير عن الحسن البصري في كتب التفسير المسندة نحو مائة وخمسين راوياً، وهم على مراتب:

المرتبة الأولى: الثقات المكثرون، وهم أكثر من حَمَل علم الحسن البصري وأدّاه.
ومنهم: قتادة، وحميد الطويل، ويونس بن عبيد، وأيوب السختياني، وعبد الله بن عون المزني، وعوف بن أبي جميلة، وهشام بن حسان القردوسي، والربيع بن أنس البكري، ومنصور بن زاذان، وجرير بن حازم الأزدي، وأبو رجاء محمد بن سيف الحداني، ويزيد بن إبراهيم التستري، وخالد الحذاء، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وعاصم بن سليمان الأحول، وسلام بن مسكين، وأبو سهل كثير بن زياد البرساني، وقرة بن خالد السدوسي، وأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي.

المرتبة الثانية: الثقات المقلّون، وإن كان بعضهم موصوفا بطول صحبته للحسن إلا أنّ مروياتهم عنه في كتب التفسير المسندة قليلة العدد.
ومنهم: سليمان التيمي، وثابت البناني، وعمران بن حدير، ومالك بن دينار، وحبيب بن الشهيد، وسليمان بن المغيرة القيسي، وشعيب بن الحبحاب الأزدي، وعبد الله بن شوذب الخراساني، وفرات بن أبي عبد الرحمن القزاز، وعبد الله بن شبرمة، ومحمد بن جحادة الأودي، وأبو دغفل إياس بن دغفل الحارثي، وأبو موسى إسرائيل بن موسى البصري، وحفص بن سليمان المنقري وهو غير حفص بن سليمان الأسدي القارئ، وكان ثقة من قدماء أصحاب الحسن البصري وأعلمهم بمسائله، ويحيى بن المختار الصنعاني، وأبو رجاء محرز بن عبد الله الجزري، وعلي بن علي ابن رفاعة، وشهاب بن شرنفة المجاشعي وقد تصحّف اسمه في بعض طبعات تفسير ابن جرير إلى شهاب بن سريعة، وجويرية بن بشير الهجيمي، وحوشب بن عقيل العبدي ويشتبه اسمه بحوشب بن مسلم الثقفي ذكره ابن حبان في الثقات وهو دون العبدي، ومهدي بن ميمون، وغيرهم كثير.

المرتبة الثالثة: المقبولون، وهم في مرتبة دون من تقدّم في الضبط وإتقان الرواية إلا أنّ روايتهم مقبولة إذا خلت من النكارة ومخالفة من هو أوثق منهم.
ومن هؤلاء: سفيان بن حسين الواسطي، وسهل بن أبي الصلت السراج، ومطر بن طهمان الوراق، والفضل بن دلهم الواسطي، وأبو مودود بحر بن موسى، وعبيد بن عبد الرحمن المزني المعروف بعُبيد الصيد وربما تصحّف اسمه إلى عبد الصمد.

المرتبة الرابعة: ثقات لم يسمعوا منه، وإنما يروون عنه بواسطة لا يذكرونها غالباً
ومن هؤلاء: معمر بن راشد، ومطرف بن طريف.
- فأمّا معمر بن راشد؛ فقال فيه أبو حاتم: (لم يسمع معمر من الحسن شيئاً ولم يرهْ، بينهما رجل، ويقال: إنه عمرو بن عبيد).
ووجدت له ورايات عن يحيى بن المختار الصنعاني عن الحسن.
ومرويات معمر بن راشد عن الحسن في التفسير كثيرة جداً.
- وأما مطرّف بن طريف فقال فيه أحمد بن حنبل: (مطرف لم يسمع من الحسن شيئا، إنما يروي عن إسماعيل بن مسلم عنه).

المرتبة الخامسة: المختلف فيهم، وهم رواة اختلف فيهم الأئمة النقّاد بين موثّق ومضعّف.
ومنهم: المبارك بن فضالة، والربيع بن صبيح السعدي، وأشعث بن سوار الكندي، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي، وعمران العمي القطان، وعباد بن راشد التميمي.
- فأما المبارك بن فضالة فأكثر الأئمة على توثيقه فيما صرّح فيه بالتحديث، وكان شديد التدليس، وعن يحيى بن معين رواية بتضعيفه، وأخرى بتوثيقه.
قال أحمد بن حنبل وسأله المروذي عن مبارك بن فضالة قال: (ما روى عن الحسن يحتج به).
وقال أبو زرعة: (يدلس كثيرا، فإذا قال: حدثنا فهو ثقة).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: (لم نكتب للمبارك شيئا إلا شيئا يقول فيه: سمعت الحسن).
ومرويات المبارك بن فضالة عن الحسن كثيرة جداً.
- وأما الربيع بن صبيح السعدي فكان رجلاً صالحاً غزَّاءً، لكنه يخطئ في الحديث وقد اختلف فيه:
فقال شعبة: (الربيع بن صبيح من سادات المسلمين).
وقال أبو زرعة: (شيخ صالح صدوق).
وقال أبو الوليد الطيالسي: (كان الربيع بن صبيح لا يدلس وكان المبارك بن فضالة أكثر تدليسا منه).
وقال أحمد بن حنبل: (لا بأس به رجل صالح).
وضعّفه يحيى بن سعيد القطان، وعفان بن مسلم، ويحيى بن معين، والنسائي.
- وأما أشعث بن سوار فالأكثر على تضعيفه، وعن يحيى بن معين رواية بتوثيقه.
- وأما أبو عامر صالح بن رستم المزني الخزاز، فضعفه ابن معين والدارقطني ووثقه أبو داوود والعجلي، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال أبو حاتم شيخ يكتب حديثه.
- وأما عمران القطان فضعّفه يحيى بن معين والنسائي، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
- وأما عباد بن راشد التميمي فضعّفه يحيى بن معين في رواية والبخاري وأبو داوود والنسائي وابن حبان، ووثقه يحيى بن معين في رواية أخرى وأحمد، وقال أبو حاتم: صالح الحديث وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء وقال: يُحوَّل من هناك.

المرتبة السادسة: مجهولو الحال
ومنهم: أبو روح عبد الرحمن بن سنان السكوني الحمصي، وهو غير عبد الرحمن بن سنان الرازي المقرئ، وأبو بشر عبد الله بن بشر الحلبي، وحمزة بن دينار.

المرتبة السابعة: الضعفاء ممن تُعتبر روايتهم ويُكتب حديثهم ولا يحتجّ بهم.
ومن هؤلاء: ليث بن أبي سليم، وعلي بن زيد بن جدعان، وأبو سلمة عباد بن منصور الناجي، وخليد بن دعلج السدوسي، وإسماعيل بن مسلم المكي، وجسر بن الحسن اليمامي، وعباد بن ميسرة المنقري يروي عن الحسن إسرائيليات ومروياته قليلة، وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن البصري، قال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين عن أبي حرة فقال: (صالح، وحديثه عن الحسن ضعيف).

وقال يحيى بن معين: ( حدثني غندر قال وقفت أبا حرة على حديث الحسن فقال: لم أسمعها من الحسن، أو قال غندر فلم يقف على شيء منها أنه سمعه من الحسن إلا حديثا أو حديثين).

المرتبة الثامنة: المتروكون، ومنهم من هو صالح في نفسه إلا أنّه كثير الخطأ في الروايات فترك، ومنهم المتّهم بالكذب.
ومن هؤلاء: وأبان بن أبي عياش، وأبو بكر الهذلي، وعمرو بن عبيد رأس المعتزلة، وأبو عبيدة بكر بن الأسود الناجي، وأبو معاذ سليمان بن أرقم البصري، وعبد القدوس بن حبيب الوحاظي، والحسن بن واصل التميمي المعروف بالحسن بن دينار ودينار زوج أمّه.


من مروياته في التفسير:
- قال محمد بن آدم المصيصي: حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام، عن الحسن في قوله عز وجل: {هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} قال: «إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن المنافق أساء الظن فأساء العمل» رواه أبو نعيم.
- وقال عاصم بن علي: حدثنا جويرية بن بشير، قال: سمعت الحسن، قرأ هذه الآية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية، ثم وقف فقال: «إن الله جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك العدل والإحسان شيئا من طاعة الله عز وجل إلا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه» رواه أبو نعيم.
- وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا أبو بشر الحلبي، عن الحسن قال: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الأعمال، من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل، ذلك بأن الله تعالى قال: {إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه}). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال مهدي بن ميمون، عن شعيب بن الحبحاب، عن الحسن بن أبي الحسن، {إن الإنسان لربه لكنود} قاليعدد المصائب، وينسى النعم). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال سعيد، عن قتادة، عن الحسن، في قوله عز وجل: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} ، قال: (لا تعتلوا بالله، لا يقل أحدكم: إني آليت أن لا أصل رحما، ولا أسعى في صلاح، ولا أتصدق من مالي، كفر عن يمينك وائت الذي حلفت عليه). رواه البيهقي في شعب الإيمان.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.42%)]