عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13-07-2025, 07:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين

صلاحه وعباداته:
- قال خلف بن هشام: «كان محمد بن سيرين قد أُعطيَ هَدْيا، وسمتا، وخشوعا، فكان إذا رأوه ذكروا الله» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الأولياء".
- وقال أبو عوانة: « رأيت ابن سيرين في أصحاب السُّكَّر؛ فكان الناس إذا رأوه سبحوا وكبروا ». رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه، وأبو نعيم في الحلية، وأبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان ولفظه: « فكلما رآه القوم ذكروا الله »، والخطيب البغدادي في تاريخه ولفظه: « فجعل لا يمرّ بقوم إلا سبحوا وذكروا اللهَ عزَّ وجلَّ ».
- وقال عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء قال: «كان محمد بن سيرين يصوم يوما، ويفطر يوما، فإذا وافق صومه اليوم الذي يفطر، يشك فيه أنه من شعبان أو من رمضان صامه» رواه ابن سعد.
- وقال ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، قال: (كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما، وكان الذي يفطر فيه: يتغدى فلا يتعشى، ثم يتسحر ويصبح صائما). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه وأبو نعيم في الحلية.
- وقال حماد بن سلمة، عن أيوب وهشام «أن ابن سيرين كان يصوم يوما، ويفطر يوما» رواه ابن سعد.
- وقال ابن علية: أنبأنا ابن عون (أنّ محمد بن سيرين كان يصوم عاشوراء يومين ثم يفطر بعد ذلك يومين، وذلك أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً). رواه ابن عساكر.

- وقال معاذ بن معاذ، عن ابن عون، قال: «كان محمد يصوم العشر عشر ذي الحجة كله، فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال حماد بن زيد: أخبرنا أنس بن سيرين قال: «كانت لمحمد سبعة أوراد، فكان إذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار» رواه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر.
- وقال بشر بن عمر: حدثتنا أم عبدان امرأة هشام بن حسان، قالت: (كنا نزولاً مع محمد بن سيرين في الدار، فكنا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه ومزاحه بالنهار). رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" وعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه وأبو نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخه واللفظ له.
- وقال الأصمعي: حدثنا الصقر، يعني ابن حبيب، قال: (مرَّ ابنُ سيرينَ بروَّاسٍ قد أخرجَ رأسَه فغُشي عليه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال موسى بن المغيرة: (رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبّر ويسبّح ويذكر الله تعالى فقال له رجل: يا أبا بكر في هذه الساعة قال: «إنها ساعة غفلة» ). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه وأبو نعيم في الحلية.
- وقال ابن عون: أنبأني يوسف، عن عبد الله بن الحارث (أنَّ محمداً نام عن العشاء حتى تفرَّطت ثم قام فصلاها ثم أحيا بقية ليله) رواه أبو نعيم.
- وقال روح بن عبادة: حدثنا هشام، حدثنا محمد قال: «لا بد من قيام الليل ولو قدر حلب شاة» رواه الإمام أحمد في الزهد.
- وقال معتمر بن سليمان التيمي، عن هشام قال: «كان ابن سيرين يحيي الليل في رمضان» رواه الإمام أحمد في الزهد.
- وقال سفيان بن عيينة، عن عاصم الأحول قال: (كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده). رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.

- وقال أبو علي الحنفي: أخبرنا قرة بن خالد، قال: ( كان الحسن عند السكتة - يعني إذا سكت عن الحديث - يكون هجيراه: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وكان هجيرا محمد بن سيرين إذا سكت عن الحديث أن يقول: اللهم لك الشكر). رواه الخطيب في الجامع.

- وقال سفيان بن عيينة، عن زهير قال: (كان ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو له على حدته)

قيل: لسفيان: جالس محمداً؟
قال: (لا). رواه الإمام أحمد في الزهد والعلل والبيهقي في الزهد الكبير وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وروى البيهقي في الزهد الكبير من طريق أبي عمرو بن السماك: حدثنا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: (كان ابن سيرين إذا ذكر الموت عنده مات كل عضو منه).

زهده وورعه:
- قال حماد بن زيد: حدثنا عاصم الأحول قال: سمعت مورقا العجلي يقول: «ما رأيت رجلا أَفْقَهَ في وَرَعِهِ، ولا أَوْرَعَ في فقهه من محمَّد» رواه ابن سعد في الطبقات، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري في التاريخ الكبير، وأبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال عاصم الأحول: ذُكِرَ محمد عند أبي قلابة، فقال: (اصرفوه حيث شئتم، فلتجدنَّه أشدَّكم ورعاً، وأملكَكُم لنفسه). رواه ابن سعد في الطبقات والبخاري في التاريخ الكبير وابن أبي شيبة في مصنفه والخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال أبو هلال: حدثنا غالب القطان، عن بكر بن عبد الله، قال: (من سرَّه أن ينظر إلى أورع من أدركنا في زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين، وإنه ليدع الحلال تأثما). رواه الإمام أحمد في الزهد وابن أبي خيثمة في تاريخه، وأبو نعيم في الحلية وزاد: (فوالله ما أدركنا من هو أورع منه).
- وقال محمد بن عمرو الباهلي: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: «لم يكن لكوفي ولا بصري ورعٌ مثل ورع محمد بن سيرين» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن بعض أهله قال: (ما رابه شيء إلا تركه منذ نشأ، يعني محمدا). رواه ابن سعد.
- وقال النضر بن شميل، عن هشام بن حسان قال: «ما رأيت أحدا أورع من محمد بن سيرين»رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع".
- وقال كلثوم بن جبر: كان المتمني بالبصرة يقول: «فقه الحسن، وورع محمد بن سيرين، وعبادة طلق بن حبيب وحلم مسلم بن يسار» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه.
- وقال رجاء بن أبي سلمة: سمعت يونس بن عبيد يصف الحسن وابن سيرين فقال: «أما ابن سيرين، فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما» رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه وأبو نعيم في الحلية.
- وقال حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين قال: (لم يبلغ محمداً قطّ حديثان أحدهما أشدّ من الآخر إلا أخذ بأشدّهما) قال: (وكان لا يرى بالآخر بأسا، وكان قد طُوِّق لذلك). رواه ابن سعد.
- وقال هشام بن حسان: (ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شيء ما يرون به بأسا).
قال: (وكان يَتّجر، فإذا ارتاب بشيء في تجارته تركه، حتى ترك التجارة). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال أشعث: كنت أسأل ابن سيرين فكان يقول: (ما أبالي سألتني عما لا أعلم أو عما أعلم). رواه أحمد في العلل، وابن عساكر في تاريخ دمشق وزاد: (لأني إذا سُئلت عمّا أعلم قلت ما أعلم، وإذا سُئلت عما لا أعلم قلت: لا أعلم).
- وقال إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول قال: كان محمد بن سيرين إذا سُئل عن الشئ قال: (ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه) فيقال له: قل فيه على ذلك برأيك؛ فيقول: (لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكن أخاف أن أرى اليوم رأيا وأرى غدا غيره؛ فلا بد حينئذ أن أتبع الناس في بيوتهم). رواه ابن عساكر.
- وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا أبو شهاب عن هشام، عن ابن سيرين (أنه اشترى بيعا من منونيا وأشرف فيه على ربح ثمانين ألفا، فعرض في قلبه منه شيء، فتركه.
قال هشام: ووالله ما هو بربا) رواه البيهقي في كتاب الزهد الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
و"منونيا" قرية من قرى سواد العراق، وقد تصحّفت في بعض الكتب.
- وقال الأصمعي : حدثنا السريّ بن يحيى قال: (ترك محمد ربح أربعين ألفاً في شيء دخلَه).
قال: وحدّثنا السريّ بن يحيى قال: قال لي سليمان التيمي: (والله لقد تركها في شيء ما تختلف العلماء فيه أنّه لا بأس به). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق ضمرة بن ربيعة عن السريّ بن يحيى مثله.
- وقال سعيد بن عامر: سمعت هشام بن حسان يقول: (ترك محمد بن سيرين أربعين ألف درهم في شيء ما ترون به اليوم بأساً). رواه ابن عساكر
- وقال قريش بن أنس: حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: لما حبس ابن سيرين في السجن، قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال، فقال ابن سيرين: (لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان) رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، وقال: كان حبس ابن سيرين في سبب دين ركبه لبعض الغرماء).
- وقال إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن هشام، قال: (أوصى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن يغسله محمد بن سيرين؛ فقيل له في ذلك، وكان محبوسا فقال: أنا محبوس قالوا: قد استأذنا الأمير فأذن لك.
قال: إن الأمير لم يحبسني، إنما حبسني الذي له الحق، فأذن له صاحب الحقّ؛ فخرج فغسله، وكفنه بخمسة أثواب إحداهن العمامة، وطلاه بالمسك من قرنه إلى قدمه). رواه الإمام أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية.
- وقال أيوب السختياني: ذُكر محمد بن سيرين عند أبي قلابة فقال: «وأينا يطيق ما يطيق محمد؟!! محمد يركب مثل حدّ السنان» رواه ابن سعد في الطبقات والبخاري في التاريخ الكبير وأبو نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال هشام بن حسان: قال محمد بن سيرين: (ما أتيت امرأة في نومٍ ولا يقظةٍ إلا أمَّ عبد الله) يعني: زوجته.
قال: وقال ابن سيرين: (إني أرى المرأة في المنام فأعرفُ أنها لا تحلّ لي، فأصرفُ بصري عنها).رواهما الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال ابن عون: سمعت محمداً يقول في شيء راجعته فيه: (إني لم أقل لك: ليس به بأس، وإنما قلت لك: لا أعلم به بأسا). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال يوسف بن عطية الصفار: حدثنا أبو بكر صاحب القوارير، قال: (جاء رجل إلى محمد بن سيرين فادعى عليه درهمين فأبى أن يعطيه، وقال له: تحلف؟ قال: نعم، قيل له: يا أبا بكر تحلّف على درهمين؟ قال: لا أطعمه حراماً وأنا أعلم). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون قال: «كانوا إذا ذكروا عند محمدٍ رجلاً بسيئةٍ ذَكَرَهُ محمدٌ بأحسنِ ما يعلم» رواه ابن سعد.
- وقال الهيثم بن عبيد: حدثنا سهيل أخو حزم القطعي لا أعلم إلا أنه هو ذكره قال: سمع ابن سيرين رجلاً يسبُّ الحَجَّاجَ فأقبل عليه فقال: «مَهْ أيها الرجل ! فإنَّك لو قد وافيتَ الآخرة كان أصغرُ ذنب عملته قط أعظمَ عليك من أعظمِ ذنبٍ عمله الحجاج، واعلم أن الله تعالى حَكَمٌ عدْل، إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه؛ فسوف يأخذ للحجاج ممن ظلمه؛ فلا تشغلنَّ نفسك بسبِّ أحد» رواه أبو نعيم في الحلية، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه مختصراً من طريق أبي أسامة الحافظ عن أبي جعفر (أظنّه الخطمي) عن ابن سيرين.
- وقال جرير بن حازم: ذكر محمد بن سيرين رجلا، فقال: «ذاك الأسود» ثم قال: «أستغفر الله، أخاف أن أكون قد اغتبته » رواه وكيع في الزهد وهناد بن السري في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت.
- وقال ابن عون: بعث ابنُ هبيرة إلى ابن سيرين فقدم عليه فقال: كيف تركت أهل مصرك؟
قال: «تركتهم والظلم فيهم فاش»
قال ابن عون: كان يرى أنها شهادة يسأل عنها فَكَرِهَ أن يكتمها). رواه أبو نعيم.
قلت: كان ابن هبيرة والياً على العراق، ويريد بمصرِه البصرة؛ فأدّى الشهادة بما يعلم ولم يخش نقمة أمير البصرة.
- وقال جعفر بن مرزوق: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين والحسن والشعبي، قال: فدخلوا عليه؛ فقال لابن سيرين: يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا؟
قال: «رأيت ظلما فاشيا»
قال: فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه ابن سيرين؛ فقال: (إنك لستَ تُسأل، إنما أنا أُسأل) فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين، فأما ابن سيرين فلم يأخذها). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال يحيى بن أبي بكير: حدثنا شعبة قال: «أعطى ابن هبيرة محمد بن سيرين ثلاث عطيات فأبى أن يقبل» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع".
- وقال خالد بن أبي الصلت: قلت لمحمد بن سيرين: ما منعك أن تقبل من ابن هبيرة؟
قال: فقال لي: « يا عبد الله - أو يا هذا - إنما أعطاني على خير كان يظنه فيَّ؛ فلئن كنت كما ظنَّ فما ينبغي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظنَّ فبالحري أنه لا يجوز لي أن أقبل » رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع".
- وقال ابن علية: حدثنا عبد الله بن عون قال: (لما توجّه محمد بن سيرين إلى ابن هبيرة دعا بوصيته فنظر فيها فلما أتى على ذكر دينه بكى). رواه ابن عساكر.
- وقال عاصم الأحول: حدثنا مخلد، عن هشام قال: « كانت هند ابنة المهلب تدعو الحسن وابن سيرين إلى الطعام فيجيبها الحسن ولا يجيبها ابن سيرين » رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا معاذ عن ابن عون أنّ (عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن فقبل، وبعث إلى ابن سيرين فلم يقبل). رواه ابن سعد وابن عساكر.
- وقال معتمر بن سليمان، عن ابن عون، قال: «ما رأيت أحدا كان أعظم رجاء لهذه الأمة من محمد بن سيرين وأشد خوفا على نفسه منه». رواه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" والخطيب البغدادي في تاريخه، ورواه ابن المبارك في الزهد من طريق سليمان بن المغيرة عن ابن عون بلفظ مقارب.
- وقال حماد بن زيد، عن أيوب، وهشام قالا: «ما رأينا أحدا أعظم رجاء لأهل القبلة من ابن سيرين» رواه ابن سعد.
- وقال ابن علية: أخبرنا ابن عون، قال: (ما رأيت أحدا كان أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين رحمه الله؛ كان يتلو هؤلاء الآيات {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} ويتلو {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} ويتلو {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى}). رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "حسن الظن".
- وقال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان [بن عيينة] عن عاصم [الأحول] قال: (كان ابن سيرين إذا اتبعه الرجل قام حتى يقضي حاجته ثم يمشي). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال الدارمي: أنبأنا سعيد بن عامر عن بسطام بن مسلم قال: (كان محمد بن سيرين إذا مشى معه الرجل قام فقال: "ألك حاجة؟" فإن كانت له حاجة قضاها، وإن عاد مشى معه قام فقال: "ألك حاجة؟"). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم قال: (لم يكن ابن سيرين يترك أحدا يمشي معه).رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
قلت: كان يخشى الشهرة وكثرة الأتباع.
- وقال هشيم: أخبرنا ابن عون قال: (كنت مع ابن سيرين وهو يريد المسجد فلقيه رجل؛ فقال: أين تريد؟) قال: (فما أخبره) رواه أحمد في العلل.

تنبيه:
قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو عمر النمري حدثنا حماد قال قال أيوب أما محمد بن سيرين فكان يراد على القضاء فيفر إلى الشام مرة ويفر إلى اليمامة مرة وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي).
يعقوب بن سفيان هو الفسوي صاحب كتاب المعرفة والتاريخ ، والخبر في كتابه، قال: حدثنا أبو عمر النمري حدثنا حماد قال أيوب: (وجدت أعلم الناس بالقضاء أشد الناس منه فرارا وأشدهم منه فرقا، ثم قال: وما أدركت أحدا كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة لا أدري ما محمد بن سيرين، فكان يراد على القضاء فيفر إلى الشام مرة ويفر إلى اليمامة مرة، وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج).
وقد ذكره في ترجمة أبي قلابة البصري، وهو المشتهر بهذا الخبر.

حبسه في الدَّين:
- قال ابن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حين حُبس له قال: «كان اشترى طعاماً بأربعين ألف درهم، فأُخبر عن أصلِ الطعام بشيءٍ كرهه، فتركه، أو تصدَّق به، وبقي المال عليه، فحُبس به، حبسته امرأة، وكان الذي حبسه مالك بن دينار» رواه ابن سعد وابن عساكر.
- وقال بكار بن محمد: حدثنا أبي «أن محمد بن سيرين كان باع من أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي جارية، فرجعت إلى محمد، فشكت أنها تعذبها، فأخذها محمد - وكان قد أنفق ثمنها، فهي التي حبسته، وهي التي تزوجها سلم بن زياد - وأخرجها إلى خراسان، وكان أبوها يلقب كركرة»رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن سلمة، عن ثابت البناني قال: قال لي محمد بن سيرين: (يا أبا محمد، إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أُخذ بلحيتي، فأُقمت على المصطبة، فقيل: هذا محمد بن سيرين، أكل أموال الناس.
قال: وكان عليه دين).رواه ابن سعد وأبو نعيم والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أحمد بن عبيد: أخبرنا المدائني، قال: (كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم، فوجد في زقٍّ منه فأرة، فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصبّ الزيت كله.
وكان يقول: "عيَّرت رجلا بشيء مذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به"، وكانوا يرون أنه عيَّر رجلا بالفقر فابتلى به). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال ابن المبارك: حدثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن عون قال: قال محمد حين ركبه الدَّين: (أُرى هذا أصابني بذنب أعرفه منذ أربعين سنة). رواه ابن عساكر.
- وقال إبراهيم بن حسن الباهلي: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: «إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عمر بن بحر الأسدي: سمعت أحمد بن أبي الحواري، يخبر عبد الله بن السري قال: قال ابن سيرين: (إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو، قلت لرجل من أربعين سنة: "يا مفلس").
فحدَّث به أبا سليمان الداراني، فقال: (قلَّت ذنوبهم فعرفوا من أين يُؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى). رواه أبو نعيم وابن عساكر.
- وقال بكار بن محمد قال: حدثنا أبي قال: «قضى عبد الله بن محمد بن سيرين عن أبيه ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله بن محمد حتى قومنا ماله ثلاث مائة ألف درهم، أو نحوا من ثلاث مائة ألف»رواه ابن سعد.
- وقال بكار بن محمد: حدثني أبي، عن أبيه عبد الله بن محمد بن سيرين قال: " لما ضمنت عن أبي دينه قال لي: بالوفاء؟ قلت: بالوفاء، فدعا لي بخير). رواه ابن سعد.
- وقال ابن سواء: حدثنا أبو هلال، قال: (مات محمد بن سيرين وعليه أربعون ألف درهم). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق.

موقفه من الفتن:
- قال العجلي: (لم ينجُ من فتنةِ ابن الأشعث بالبصرة إلا رجلان: مطرف بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ولم ينج منها بالكوفة إلا رجلان: خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، وإبراهيم النخعي).
- وقال مرحوم بن عبد العزيز: سمعت أبي يقول: (لما كانت فتنة يزيد بن المهلب انطلقت أنا ورجل إلى ابن سيرين فقلنا: ما ترى؟
فقال: «انظروا إلى أسعد الناس حين قُتِلَ عثمان فاقتدوا به»
قلنا: هذا ابن عمر كفَّ يدَه) رواه أبو نعيم.

تحذيره من البدع والأهواء:
- قال عاصم الأحول عن محمد بن سيرين قال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم). رواه مسلم في مقدمة صحيحه وعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل لأبيه، والترمذي في العلل والعقيلي في الضعفاء والجوزجاني في "أحوال الرجال" وأبو نعيم في الحلية بلفظ مقارب.
- وقال ابن عون: جاء رجل إلى محمد، فذكر له شيئاً من القَدَر، فقال محمد: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} قال: ووضع إصبعي يديه في أذنيه، وقال: «إما أن تخرج عني، وإما أن أخرج عنك»
قال: فخرج الرجل
قال: فقال محمد: «إن قلبي ليس بيدي، وإني خفت أن ينفث في قلبي شيئا، فلا أقدر على أن أخرجَه منه، فكان أحبَّ إليَّ أن لا أسمعَ كلامَه» رواه ابن سعد.
- وقال سعدويه: حدثنا صالح المري قال: دخل رجل على ابن سيرين وأنا شاهد؛ ففتح باباً من أبواب القدَر فتكلَّم فيه؛ فقال محمد بن سيرين: ( إما أن تقوم وإما أن أقوم). رواه ابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد قال: (ما تنكرون أن يكون الله علم كلَّ شيء فكتبه). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن سيرين: سألت ابن عون عن القدَر فقال: (سألت جدَّكَ محمّداً عن القدر فقال: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}). رواه ابن عساكر.

تعبيره الرؤى:
- قال ضمرة عن ابن شوذب قال: جاء رجل يسأل الحسنَ عن رؤيا؛ فقال: ( أخطأت ، ذاك ابن سيرين الذي يعبر الرؤيا كأنه من آل يعقوب). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال شيبان النحوي: حدثنا سلام بن مسكين، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول: «إذا اتقى اللهَ العبدُ في اليقظة لا يضرّه ما رئي له في النوم» رواه أبو نعيم.
- وقال وهب بن جرير: حدثنا أبي قال: كان الرجلُ إذا سألَ ابن سيرين عن الرؤيا قال له: «اتق الله في اليقظة لا يضرّك ما رأيت في المنام» رواه أبو نعيم.
- وقال رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: «اتق الله في اليقظة ولا تبالِ بما رأيت في المنام» رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
- وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن بشير، عن ابن شبرمة قال: (دخلت على محمد بن سيرين بواسط فلم أرَ أجبن عن فتيا ولا أجرأ على رؤيا منه). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال إسحاق بن راهويه: أخبرنا المرجَّى بن وداعة قال: حدثنا غالب القطان قال: قلت لمحمد بن سيرين: إنَّك تحسن من العبارة على ما يجبن عنه فقهاؤنا، وتجبن من الفتيا عما يجسر عليه فقهاؤنا !!
قال: يا ابن أخ ما أنفس عليك أن تعلم مثل ما أعلم، إنما هو شيء فآخذه من القرآن، وليس كلَّ ما نقول كما نقول، إذا رأيت الماء فهو فتنة، وإذا رأيت السفينة فهي نجاة، وإذا رأيت اللؤلؤ فهو القرآن، وإذا رأيت النار فهي ثائرة، وإذا رأيت الخشب فهو نفاق، وإذا رأيت العقد فهو حكمة، وإذا رأيت التاج فهو ملك، وإذا رأيت الحرب فهو الطاعون، والكسوة كلها تعجبنا وأحبها إلينا البياض، وإذا رأيت الصعود فهو همّ). رواه حرب الكرماني في مسائله.
- وقال يحيى بن اليمان: ثنا مبارك بن يزيد البصري، قال: قال رجل لابن سيرين: رأيت في المنام كأني أغسل ثوبي وهو لا ينقى قال: «أنت رجل مصارم لأخيك»
قال: وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأني أطير بين السماء والأرض قال: «أنت رجل تكثر المُنى» رواهما أبو نعيم.
- وقال ابن المبارك عن عبد الله بن مسلم المروزي، قال: كنت أجالس ابن سيرين، فتركت مجالسته، وجالست قوماً من الإباضية، فرأيت فيما يرى النائم كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأتيت ابن سيرين، فذكرت له ذلك، فقال: ما لك جالستَ أقواماً يريدون أن يدفنوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟!). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو الهذيل مخلد بن عبد الواحد البصري عن هشام بن حسان قال: قصَّ رجلٌ على ابن سيرين قال: رأيت كأن بيدي قدحاً من زجاج فيه ماء؛ فانكسر القدح وبقي الماء؛ فقال له: (اتّق الله؛ فإنك لم ترَ شيئاً)
فقال له الرجل: سبحان الله أقص عليك الرؤيا وتقول لم تر شيئا!!
فقال له ابن سيرين: (إنه مَن كَذب فليس عليَّ مِن كذبه شئ، إن كنتَ رأيتَ هذا فستلد امرأتك وتموت ويبقى ولدها)
فلما خرج قال الرجل: والله ما رأيت هذه الرؤيا.
قال: وقد عبرها.
قال هشام: (فما لبث الرجل غير كثير حتى ولدت امرأته غلاما وماتت وبقي الغلام). رواه ابن عساكر.
- وقال العلاء بن عبد الجبار: حدثنا يونس بن المعلى بن الأعلم، عن أبيه، قال: جاء عمرو بن عبيد وإسماعيل المكي إلى ابن سيرين فسألاه عن رجل رأى كأن نصف رأسه مجزوزة، ونصف لحيته، فقال لهما: (اتقيا الله، لا تظهرا أمراً وتسرّا خلافه)
قال: فقال عمرو: (والله لا نأخذ عنه في اليقظة، وكيف نأخذ عنه في المنام؟).رواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة عمرو بن عبيد.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]