عرض مشاركة واحدة
  #606  
قديم 15-07-2025, 03:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,320
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الحادى عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنعام
الحلقة (606)
صــ 366 إلى صــ 375





يقال منه: "صدف فلانٌ عني بوجهه، فهو يصدِفُ صُدوفًا وصَدفًا" ، أي: عدل وأعرض، ومنه قول ابن الرقاع:
إِذَا ذَكَرْنَ حَدِيثًا قُلْنَ أَحْسَنَهُ، ... وَهُنَّ عَنْ كُلِّ سُوءٍ يُتَّقَى صُدُفُ (1)
وقال لبيد:
يُرْوِي قَوامِحَ قَبْلَ اللَّيْلِ صَادِفَةً ... أَشْبَاهَ جِنّ، عَلَيْهَا الرَّيْطُ وَالأزُرُ (2)
فإن قال قائل: وكيف قيل: "من إله غير الله يأتيكم به" ، فوحّد "الهاء" ،
(1)
لم أجد البيت، ولم أعرف مكان القصيدة.

(2)
ديوانه، القصيدة رقم: 12، البيت: 22. وهذا البيت من أبيات أحسن فيها الثناء على نفسه، وقبله: ولا أقُولُ إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ ... يَا وَيْحَ نَفْسِيَ مَمَّا أَحْدَثَ القَدَرُ

ولا أضِلُّ بأَصْحَابٍ هَدَيْتُهُمُ ... إذَا المُعَبَّدُ في الظَّلْمَاء يَنْتَشِرُ
وأُرْبِحُ التَّجْرَ، إنْ عَزَّتْ فِضَالُهُمُ ... حَتَّى يَعُودَ سَلِيمًا حَوْلَهُ نَفَرُ
غَرْبُ المَصَبَّةِ، مَحْمُودٌ مَصَارِعُهُ ... لاَهِي النَّهَارِ، أسِيرُ الليل، مُحْتَقِرُ
يُرْوى قَوَامحَ. . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولا أضِلُّ بأَصْحَابٍ هَدَيْتُهُمُ ... إذَا المُعَبَّدُ في الظَّلْمَاء يَنْتَشِرُ
وأُرْبِحُ التَّجْرَ، إنْ عَزَّتْ فِضَالُهُمُ ... حَتَّى يَعُودَ سَلِيمًا حَوْلَهُ نَفَرُ
إِنْ يُتْلِفُوا يُخْلِفُوا فِي كُلِّ مَنْفَضَةٍ ... مَا أَتْلَفُوا لاِبْتِغَاءِ الحَمْدِ أوْ عَقَرُوا
"المعبد" : الطريق الموطوء، يقول: إذا انتشر الطريق المعبد، فصار طرقًا مختلفة، اهتديت إلى قصده ولزمته، فلم أضل. و "التجر" باعة الخمر، و "الفضال" بقايا الخمر في الباطية والدن. و "عزت" : قلت وغلت. يقول: اشتري الخمر بالثمن الغالي إذا عزت، ثم أسقي أصحابي حتى يصرعوا حول الزق، كأنهم يعودون سليما ملدوغًا. وقوله: "غرب المصبة" ، يصف "الزق" ، يقول: يكثر ما يصبه من خمر، وإذا صرع شاربًا، كانت صرعته محمودة الأثر، محمودة العاقبة. وقوله: "لاهي النهار" ، يعني أنه لا يمس بها، فإذا جاء الليل أخذوه كالأسير بينهم، ومحتقر، لأنه يدفع من هنا ومن هنا. وقوله: "يروى قوامح" ، يعني الزق، يبلغ بهم الري، و "القوامح" : التي كرهت الشراب وعافته. يقول: كانوا يكرهون الشراب نهارًا فيصدفون عنه، فإذا أقبل الليل أقبل على أشباه جن من النشاط والإقبال، عليهم الريط والأزر، يعني أنهم أهل ترف ونعمة إذا جاء الليل، وسمروا، وشربوا.
وقد مضى الذكر قبلُ بالجمع فقال: "أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأنصاركم وختم على قلوبكم" ؟
قيل: جائز أن تكون "الهاء" عائدة على "السمع" ، فتكون موحّدة لتوحيد "السمع" = وجائز أن تكون معنيًّا بها: من إله غير الله يأتيكم بما أخذ منكم من السمع والأبصار والأفئدة، فتكون موحده لتوحيد "ما" . والعرب تفعل ذلك، إذا كنتْ عن الأفعال وحّدت الكناية، وإن كثر ما يكنى بها عنه من الأفاعيل، كقولهم: "إقبالك وإدبارك يعجبني" . (1)
* * *
وقد قيل: إن "الهاء" التي في "به" كناية عن "الهدى" . (2)
* * *
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله: "يصدفون" ، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13244- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "يصدفون" ، قال: يعرضون.
13245- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
13246 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "يصدفون" ، قال: يعدلون.
13247 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "نصرف الآيات ثم هم يصدفون" ، قال: يعرضون عنها.
(1)
انظر معاني القرآن للفراء 1: 335.

(2)
وهذا أيضًا ذكره الفراء في معاني القرآن 1: 335.

13248 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "ثم هم يصدفون" ، قال: يصدُّون.
* * *
القول في تأويل قوله: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثانَ، المكذبين بأنك لي رسول إليهم: أخبروني (1) = "إن أتاكم عذاب الله" ، وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد، وتكذيبكم إيايَ بعد الذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي = "بغتة" ، يقول: فجأة على غرة لا تشعرون (2) = "أو جهرة" ، يقول: أو أتاكم عذاب الله وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه = "هل يهلك إلا القوم الظالمون" ، يقول: هل يهلك الله منا ومنكم إلا من كان يعبد غير من يستحق علينا العبادة، وترك عبادة من يستحق علينا العبادة؟
وقد بينا معنى "الجهرة" في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته، وأنها من "الإجهار" ، وهو إظهار الشيء للعين، (3) كما:-
13249 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "جهرة" ، قال: وهم ينظرون.
13250- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن
(1)
انظر تفسير "أرأيتكم" فيما سلف قريبًا ص: 351 353.

(2)
انظر تفسير "بغتة" فيما سلف: 325، 360.

(3)
انظر تفسير "الجهرة" فيما سلف 2: 80/9: 358.

ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة" ، فجأة آمنين = "أو جهرة" ، وهم ينظرون.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وما نرسل رسلنا إلا ببشارة أهل الطاعة لنا بالجنة والفوز المبين يوم القيامة، جزاءً منَّا لهم على طاعتنا (1) = وبإنذار من عصَانا وخالف أمرنا، عقوبتنا إياه على معصيتنا يوم القيامة، جزاءً منا على معصيتنا، لنعذر إليه فيهلك إن هلك عن بينة (2) = "فمن آمن وأصلح" ، يقول: فمن صدَّق من أرسلنا إليه من رسلنا إنذارهم إياه، وقبل منهم ما جاؤوه به من عند الله، وعمل صالحًا في الدنيا = "فلا خوف عليهم" ، عند قدومهم على ربهم، من عقابه وعذابه الذي أعدَّه الله لأعدائه وأهل معاصيه = "ولا هم يحزنون" ، عند ذلك على ما خلَّفوا وراءَهم في الدنيا. (3)
* * *
(1)
انظر تفسير "التبشير" فيما سلف 9: 318، تعليق: 2، والمراجع هناك.

(2)
انظر تفسير "النذير" فيما سلف 10: 158.

(3)
انظر تفسير نظيرة هذه الآية فيما سلف 1: 551/2: 150، 512، 513/5: 519/7: 396.

القول في تأويل قوله: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وأما الذين كذَّبوا بمن أرسلنا إليه من رسلنا، وخالفوا أمرنا ونهينا، ودافعوا حجتنا، فإنهم يباشرهم عذابُنا وعقابنا، على تكذيبهم ما كذبوا به من حججنا (1) = "بما كانوا يفسقون" ، يقول: بما كانوا يكذّبون.
* * *
وكان ابن زيد يقول: كل "فسق" في القرآن، فمعناه الكذب. (2)
13251 - حدثني بذلك يونس قال، أخبرنا ابن وهب، عنه. (3)
* * *
(1)
انظر تفسير "المس" فيما سلف ص: 287، تعليق: 1؛ والمراجع هناك.

(2)
انظر ما سلف قريبًا ص: 206، تعليق: 2، والمراجع هناك. وانظر أيضًا الأثران رقم: 12103، 12983.

(3)
عند هذا الموضع، انتهى جزء من التقسيم القديم الذي نقلت عنه نسختنا، وفيها ما نصه:

"يتلوه القولُ في تأويل قوله {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ الله وَلا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إليِّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى والبَصِيرُ أفَلا تتفكَّرُون} وَصَلَّى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرًا" ثم يتلوه ما نصه: "بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم رَبِّ أَعِنْ"
القول في تأويل قوله: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المنكرين نبوّتك: لستُ أقول لكم إنّي الرب الذي له خزائنُ السماوات والأرض، وأعلم غيوب الأشياء الخفية التي لا يعلمها إلا الرب الذي لا يخفى عليه شيء، (1) فتكذبوني فيما أقول من ذلك، لأنه لا ينبغي أن يكون ربًّا إلا من له ملك كل شيء، وبيده كل شيء، ومن لا يخفى عليه خافية، وذلك هو الله الذي لا إله غيره = "ولا أقول لكم إني ملك" ، لأنه لا ينبغي لملك أن يكون ظاهرًا بصورته لأبصار البشر في الدنيا، فتجحدوا ما أقول لكم من ذلك (2) = "إن أتبع إلا ما يوحى إليّ" ، يقول: قل لهم: ما أتبع فيما أقول لكم وأدعوكم إليه، إلا وحي الله الذي يوحيه إليّ، وتنزيله الذي ينزله عليّ، (3) فأمضي لوحيه وأئتمر لأمره، (4) وقد أتيتكم بالحجج القاطعة من الله عذركم على صحة قولي في ذلك، وليس الذي أقول من ذلك بمنكر في عقولكم ولا مستحيل كونه، بل ذلك مع وجود البرهان على حقيقته هو الحكمة البالغة، فما وجه إنكاركم ذلك؟
وذلك تنبيه من الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم على موضع حُجته على منكري نبوّته من مشركي قومه.
= "قل هل يستوي الأعمى والبصير" ، يقول تعالى ذكره: قل، يا محمد،
(1)
انظر تفسير "الغيب" فيما سلف: 238، تعليق: 1، والمراجع هناك.

(2)
انظر تفسير "ملك" فيما سلف 1: 444 - 447/4: 262، 263.

(3)
انظر تفسير "الوحي" فيما سلف: 290، تعليق: 1، والمراجع هناك.

(4)
في المطبوعة: "وأمر لأمره" ، والصواب من المخطوطة، ولم يحسن قراءتها.

لهم: هل يستوي الأعمى عن الحق، والبصير به = "والأعمى" ، هو الكافر الذي قد عَمى عن حجج الله فلا يتبيَّنها فيتبعها = "والبصير" ، المؤمن الذي قد أبصرَ آيات الله وحججه، فاقتدى بها واستضاء بضيائها (1) = "أفلا تتفكرون" ، يقول لهؤلاء الذين كذبوا بآيات الله: أفلا تتفكرون فيما أحتجّ عليكم به، أيها القوم، من هذه الحجج، فتعلموا صحة ما أقول وأدعوكم إليه، من فساد ما أنتم عليه مقيمون من إشراك الأوثان والأنداد بالله ربّكم، وتكذيبكم إياي مع ظهور حجج صدقي لأعينكم، فتدعوا ما أنتم عليه من الكفر مقيمون، إلى ما أدعوكم إليه من الإيمان الذي به تفوزون؟ (2)
* * *
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13252 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: "قل هل يستوي الأعمى والبصير" ، قال: الضال والمهتدي.
13253-حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
13254 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: "قل هل يستوي الأعمى والبصير" ، الآية، قال: "الأعمى" ، الكافر الذي قد عمي عن حق الله وأمره ونعمه عليه = و "البصير" ، العبد المؤمن الذي أبصر بصرًا نافعًا، فوحّد الله وحده، وعمل بطاعة ربه، وانتفع بما آتاه الله.
* * *
(1)
انظر تفسير "الأعمى" و "البصير" فيما سلف من فهارس اللغة (عمى) ، و (بصر) .

(2)
في المخطوطة: "تعودون" ، والجيد ما في المطبوعة.

القول في تأويل قوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأنذر، يا محمد، بالقرآن الذي أنزلناه إليك، القومَ الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم، علمًا منهم بأن ذلك كائن، فهم مصدقون بوعد الله ووعيده، عاملون بما يرضي الله، دائبون في السعي، (1) فيما ينقذهم في معادهم من عذاب الله (2)
= "ليس لهم من دونه وليّ" ، أي ليس لهم من عذاب الله إن عذبهم =، "وليّ" ، ينصرهم فيستنقذهم منه، (3) = "ولا شفيع" ، يشفع لهم عند الله تعالى ذكره فيخلصهم من عقابه (4) = "لعلهم يتقون" ، يقول: أنذرهم كي يتقوا الله في أنفسهم، فيطيعوا ربهم، ويعملوا لمعادهم، ويحذروا سَخطه باجتناب معاصيه.
* * *
وقيل: "وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا" ، ومعناه: يعلمون أنهم يحشرون، فوضعت "المخافة" موضع "العلم" ، (5) لأنّ خوفهم كان من أجل علمهم بوقوع ذلك ووجوده من غير شك منهم في ذلك. (6)
* * *
(1)
في المطبوعة: "دائمون في السعي" ، والصواب ما في المخطوطة.

(2)
انظر تفسير "الإنذار" فيما سلف: 290، 369.

= وتفسير "الحشر" فيما سلف ص: 346 - 349، تعليق: 1، والمراجع هناك.
(3)
انظر تفسير "ولى" فيما سلف من فهارس اللغة (ولى) .

(4)
انظر تفسير "شفيع" فيما سلف 8: 580، تعليق: 3، والمراجع هناك.

(5)
انظر تفسير "الخوف" فيما سلف 4: 550/8: 298، 299، 318/9: 123، 267.

(6)
انظر معاني القرآن للفراء 1: 336.

وهذا أمرٌ من الله تعالى ذكره نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه ما أنزل الله إليه من وحيه، وتذكيرهم، والإقبال عليهم بالإنذار = وصدَّ عنه المشركون به، (1) بعد الإعذار إليهم، وبعد إقامة الحجة عليهم، حتى يكون الله هو الحاكم في أمرهم بما يشاء من الحكم فيهم.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) }
قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في سبب جماعة من ضعفاء المسلمين، قال المشركون له: لو طردت هؤلاء عنك لغشيناك وحضرنا مجلسك!
* ذكر الرواية بذلك:
13255 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا أبو زبيد، عن أشعث، عن كردوس الثعلبي، عن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، وعنده صهيب وعمار وبلال وخبّاب، ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء من قومك؟ هؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعًا لهؤلاء؟ اطردهم عنك! فلعلك إن طردتهم أن نتّبعك! فنزلت
(1)
في المطبوعة: "وصده عن المشركين به" ، غير ما في المخطوطة فأفسد الكلام إفسادًا لا يحل.

هذه الآية: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه" = "وكذلك فتنا بعضهم ببعض" ، إلى آخر الآية. (1)
13256-حدثنا جرير، عن أشعث، عن كردوس الثعلبي، عن عبد الله قال: مرّ الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه. (2)
13257 - حدثني أبو السائب قال، حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن كردوس، عن ابن عباس قال: مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ملأ من قريش، ثم ذكر نحوه. (3)
(1)
الأثر: 13255 - "أبو زبيد" هو: "عبثر بن القاسم الزبيدي" ، ثقة، مضى برقم: 12336، 12402، وكان في المطبوعة "أبو زيد" خالف المخطوطة وأخطأ. و "أشعث" ، هو "أشعث بن سوار" ، ثقة، مضى مرارًا و "كردوس الثعلبي" ، هو "كردوس بن العباس الثعلبي" ، تابعي ثقة، مترجم في التهذيب، والكبير 4/1/242، 243، وابن أبي حاتم 3/2/175، وفيها الاختلاف في اسم أبيه، وفي نسبته "التغلبي" بالتاء والغين، و "الثعلبي" ، كما جاءت في رواية أبي جعفر.

وهذا الخبر رواه أبو جعفر بثلاثة أسانيد، هذا واللذان يليانه. . . وأخرجه أحمد في مسنده رقم: 3985، من طريق أسباط، عن أشعث، عن كردوس، عن ابن مسعود، بمثله مختصرًا وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: "رواه أحمد والطبراني = وذكر زيادة الطبراني، وهي موافقة لما في التفسير = ورجال أحمد رجال الصحيح، غير كردوس، وهو ثقة" . وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 12، وزاد نسبته لابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وأبي نعيم في الحلية.
(2)
الأثر: 13256 - وضعت نقطًا في صدر هذا الإسناد، فإن أبا جعفر لا يدرك أن يروي عن "جرير بن عبد الحميد الضبي" ، وإنما يروى عنه شيوخه، مثل "محمد بن حميد الرازي" ، كما في الأثر رقم: 10، وغيره.

(3)
الأثر: 13257 - في المطبوعة والمخطوطة: "عن كردس، عن ابن عباس" وهو خطأ لا شك فيه، فإن هذا الخبر لم يرو عن غير ابن مسعود، وكردوس لم يذكر أنه روى عن ابن عباس، والخبر لم ينسبه أحد في الكتب إلى غير عبد الله بن مسعود، وكردوس، هو "كردوس بن عباس الثعلبي" كما سلف في التعليق رقم: 13255، وفي المخطوطة كتب "عن" بين "كردوس بن عباس" ، من فوق، فكأنه زيادة من الناسخ. وهذا الخبر رواه أبو جعفر، غير مرفوع إلى عبد الله بن مسعود، فلا أدري أوهم الناسخ وأسقط، أم هكذا الرواية.

13258 - حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]