
16-07-2025, 12:14 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,325
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الحادى عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنعام
الحلقة (625)
صــ 556 إلى صــ 565
وقال آخرون: معنى ذلك: خالق الليل والنهار.
* ذكر من قال ذلك:
13604 - حدثنا محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: (فَالِقُ الإصْبَاحِ وَجَاعِلُ اللَّيْلِ سَكَنًا) ، (1) يقول: خلق الليل والنهار.
* * *
وذكر عن الحسن البصري أنّه كان يقرأ: (فَالِقُ الأصْبَاحِ) ، بفتح الألف، كأنه تأول ذلك بمعنى جمع "صبح" ، كأنه أراد صبح كل يوم، فجعله "أصباحًا" ، ولم يبلغنا عن أحد سواه أنه قرأ كذلك. والقراءة التي لا نستجيز تعدِّيها، بكسر الألف: (2) (فالِقُ الإصْبَاح) ، لإجماع الحجة من القرأة وأهل التأويل على صحة ذلك ورفضِ خلافه.
* * *
وأما قوله: "وجاعِلُ الليل سكنًا" ، فإن القرأة اختلفت في قراءته.
فقرأ ذلك عامة قرأة الحجاز والمدينة وبعض البصريين: (3) (وَجَاعِلُ اللَّيْلِ) بالألف على لفظ الاسم، ورفعه عطفًا على "فالق" ، وخفض "الليل" بإضافة "جاعل" إليه، ونصب "الشمس والقمر" ، عطفًا على موضع "الليل" ، لأن "الليل" وان كان مخفوضًا في اللفظ، فإنه في موضع النصب، لأنه مفعول "جاعل" . وحسن عطف ذلك على معنى "الليل" لا على لفظه، لدخول قوله: "سكنًا" بينه وبين "الليل" ، قال الشاعر: (4)
قُعُوداً لَدَى الأبْوَابِ طُلابَ حاجَةٍ ... عَوَانٍ مِنَ الْحَاجَاتِ أَوْ حَاجَةً بِكْرًا (5)
(1) هذه قراءة أهل الحجاز كما سيذكر بعد، وتركتها على قراءتهم في هذا الخبر.
(2) في المطبوعة: "لا نستجيز غيرها" ، يدل ما كان في المخطوطة وهو محض صواب.
(3) في المطبوعة: "عامة قراء الحجاز" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(4) هو الفرزدق.
(5) سلف البيت وتخريجه وتفسيره فيما سلف 2: 195، وأزيد هنا مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 201 وروي هناك: "قعود" بالرفع، كما أشرت إليه ثم.
فنصب "الحاجة" الثانية، عطفًا بها على معنى "الحاجة" الأولى، لا على لفظها، لأن معناها النصب، وإن كانت في اللفظ خفضًا. وقد يجيء مثل هذا أيضًا معطوفًا بالثاني على معنى الذي قبله لا على لفظه، وإن لم يكن بينهما حائل، كما قال بعضهم: (1)
بَيْنَا نَحْنُ نَنْظُرْهُ أَتَانَا ... مُعلِّقَ شِكْوَةٍ وَزِنادَ رَاعِ (2)
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين: (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ) ، على "فَعَلَ" ، بمعنى الفعل الماضي، ونصب "الليل" .
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إنهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، متفقتا المعنى، غير مختلفتيه، فبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيب في الإعراب والمعنى.
* * *
وأخبر جل ثناؤه أنه جعل الليل سكنًا، لأنه يسكن فيه كل متحرك بالنهار، ويهدأ فيه، فيستقر في مسكنه ومأواه.
* * *
(1) لرجل من قيس عيلان، ونسب أيضا لنصيب
(2) سيبويه 1: 87، معاني القرآن للفراء 1: 346، الصاحبي: 118، شرح شواهد المغني: 270، والذي هنا رواية الفراء وابن فارس. ورواية سيبويه "بيننا نحن نطلبه" ، وفي شرحه "نرقبه" ، وروايته أيضًا "معلق وفضة" . وكان في المطبوعة هنا: "فبيننا" بالفاء، وأثبت ما في المخطوطة. وفي المطبوعة: "شلوه" وهو خطأ.
"ننظره" : نرقبه وننتظره. و "الشكوة" : وعاء كالدلو أو القرية الصغيرة، يبرد فيه الماء، ويحبس فيه اللبن. وأما "الوفضة" ، فهي خريطة كالجعبة، يحمل فيها الراعي أدلته وزاده.
ولم أجد بقية الشعر.
القول في تأويل قوله: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا}
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في ذلك:
فقال بعضهم: معنى ذلك: وجعل الشمس والقمر يجريان في أفلاكهما بحساب.
* ذكر من قال ذلك:
13605 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: "والشمس والقمر حسبانًا" ، يعني: عدد الأيام والشهور والسنين.
13606 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: "والشمس والقمر حسبانًا" ، قال: يجريان إلى أجلٍ جُعل لهما.
13607 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "والشمس والقمر حسبانًا" ، يقول: بحساب.
13608 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: "والشمس والقمر حسبانًا" ، قال: الشمس والقمر في حساب، فإذا خَلَتْ أيامهما فذاك آخرُ الدهر، وأول الفزع الأكبر = "ذلك تقدير العزيز العليم" .
13609- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "والشمس والقمر حسبانًا" ، قال: يدوران في حساب.
13610 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن
ابن جريج، عن مجاهد: "والشمس والقمر حسبانًا" ، قال هو مثل قوله: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة يس: 40] ، ومثل قوله: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} [سورة الرحمن: 5] .
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: وجعل الشمس والقمر ضياء.
* ذكر من قال ذلك:
13611- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "والشمس والقمر حسبانًا" ، أي ضياء.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في تأويل ذلك عندي بالصواب، تأويل من تأوَّله: وجعل الشمس والقمرَ يجريان بحساب وعددٍ لبلوغ أمرهما ونهاية آجالهما، ويدوران لمصالح الخلق التي جُعِلا لها.
وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالآية، لأن الله تعالى ذكره ذكَر قبلَه أياديه عند خلقه، وعظم سلطانه، بفلقه الإصباح لهم، وإخراج النبات والغِراس من الحب والنوى، وعقّب ذلك بذكره خلق النجوم لهدايتهم في البر والبحر. فكان وصفه إجراءه الشمس والقمرَ لمنافعهم، أشبه بهذا الموضع من ذكر إضاءتهما، لأنه قد وصف ذلك قبلُ بقوله: "فالق الإصباح" ، فلا معنى لتكريره مرة أخرى في آية واحدة لغير معنى.
* * *
و "الحسبان" في كلام العرب جمع "حِساب" ، كما "الشُّهبان" جمع شهاب. (1) وقد قيل إن "الحسبان" ، في هذا الموضع مصدر من قول القائل: "حَسَبْتُ الحساب أحسُبُه حِسابًا وحُسْبانًا" . وحكي عن العرب: "على الله حُسْبان فلان وحِسْبته" ، أي: حسابه.
* * *
(1) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 201.
وأحسب أن قتادة في تأويل ذلك بمعنى الضياء، ذهب إلى شيء يروى عن ابن عباس في قوله: وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ [سورة الكهف: 40] . قال: نارًا، فوجه تأويل قوله: "والشمس والقمر حسبانًا" ، إلى ذلك التأويل. وليس هذا من ذلك المعنى في شيء.
* * *
وأما "الحِسبان" بكسر "الحاء" ، فإنه جمع "الحِسبانة" ، (1) وهي الوسادة الصغيرة، وليست من الأوَّليين أيضًا في شيء. يقال: "حَسَّبته" ، أجلستُه عليها.
* * *
ونصب قوله: "حسبانًا" بقوله: "وجعل" .
* * *
وكان بعض البصريين يقول: معناه: "والشمس والقمرَ حسبانًا" ، أي: بحساب، فحذف "الباء" ، كما حذفها من قوله: هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ " [سورة الأنعام: 117] ، أي: أعلم بمن يضل عن سبيله. (2) "
* * *
القول في تأويل قوله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وهذا الفعل الذي وصفه أنه فعله، وهو فلقه الإصباح، وجعله الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا، تقدير الذي عزّ سلطانه، فلا يقدر أحد أراده بسوء وعقاب أو انتقام، من الامتناع منه = "العليم" ، بمصالح خلقه وتدبيرهم = لا تقديرُ الأصنام والأوثان التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تفقه شيئًا ولا تعقله، ولا تضر ولا تنفع، وإن أريدت بسوء لم تقدر على
(1) هكذا قال أبو جعفر "بكسر الحاء" والذي أطبقت عليه كتب اللغة أنه بضم الحاء، ولم يشيروا إلى كسر الحاء في هذه.
(2) قائل هذا هو الأخفش، كما هو بين في لسان العرب (حسب) .
الامتناع منه ممن أرادها. (1) يقول جل ثناؤه: وأخلصوا، أيها الجهلة، عبادتَكم لفاعل هذه الأشياء، ولا تشركوا في عبادته شيئًا غيره.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والله الذي جعل لكم، أيها الناس، النجوم أدلةً في البر والبحر إذا ضللتم الطريق، أو تحيرتم فلم تهتدوا فيها ليلا تستدلّون بها على المحجَّة، فتهتدون بها إلى الطريق والمحجة، فتسلكونه وتنجون بها من ظلمات ذلك، كما قال جل ثناؤه: وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [سورة النحل: 16] ، أي: من ضلال الطريق في البرّ والبحر = وعنى بالظلمات، ظلمة الليل، وظلمة الخطأ والضلال، وظلمة الأرض أو الماء.
* * *
وقوله: "قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون" ، يقول: قد ميَّزنا الأدلة، وفرَّقنا الحجج فيكم وبيّناها، أيها الناس، (2) ليتدبّرها أولو العلم بالله منكم، ويفهمها أولو الحجا منكم، فينيبوا من جهلهم الذي هم مقيمون عليه، وينزجروا عن خطأ فعلهم الذي هم عليه ثابتون، ولا يتمادوا عنادًا لله = مع علمهم بأن ما هم عليه مقيمون خطأ = في غَيِّهم. (3)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
(1) انظر تفسير "العزيز" و "العليم" فيما سلف من فهارس اللغة.
(2) انظر تفسير "فصل" فيما سلف ص: 394 - 396.
(3) في المطبوعة: "ولا يتمادوا في عناد الله" ، زاد "في" ، فأفسد الكلام غاية الإفساد، وسياق العبارة "ولا يتمادوا عنادًا لله. . .في غيهم" ، وفصلت الجملة المعترضة بخطين.
* ذكر من قال ذلك:
13612 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر" ، قال: يضلّ الرجل وهو في الظلمة والجور عن الطريق.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإلهكم، أيها العادلون بالله غيره = "الذي أنشأكم" ، يعني: الذي ابتدأ خلقكم من غير شيء، فأوجدكم بعد أن لم تكونوا شيئًا (1) = "من نفس واحدة" ، يعني: من آدم كما:-
13613 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "من نفس واحدة" ، قال: آدم عليه السلام.
13614 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة" ، من آدم عليه السلام.
* * *
وأما قوله: "فمستقر ومستودع" ، فإن أهل التأويل في تأويله مختلفون.
فقال بعضهم: معنى ذلك: وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة، فمنكم مستقِرٌّ في الرحم، ومنكم مستودع في القبر حتى يبعثه الله لنَشْر القيامة.
* ذكر من قال ذلك:
13615 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن إبراهيم، عن عبد الله: وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا، [سورة هود: 6] . قال: "مستقرها" ، في الأرحام = "ومستودعها" ، حيث تموت.
(1) انظر تفسير "أنشأ" فيما سلف: 263، 264.
13616- حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم، عن إسماعيل، عن إبراهيم، عن عبد الله أنه قال: "المستودع" حيث تموت، و "المستقر" ، ما في الرحم.
13617- حدثت عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود قال: "المستقر" ، الرحم، و "المستودع" ، المكان الذي تموت فيه.
13618 - حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال، حدثنا محمد بن فضيل وعلي بن هاشم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن إبراهيم: وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا قال: (مُسْتَقَرَّهَا) ، في الأرحام = (وَمُسْتَوْدَعَهَا) ، في الأرض، حيث تموت فيها.
13619 - حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مقسم قال: "مستقرها" ، في الصلب حيث تأويل إليه = "ومستودعها" ، حيث تموت.
* * *
وقال آخرون: "المستودع" ، ما كان في أصلاب الآباء = و "المستقر" ، ما كان في بطون النساء، وبطون الأرض، أو على ظهورها.
* ذكر من قال ذلك:
13620 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية قال، حدثنا كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير في قوله: "فمستقر ومستودع" ، قال: مستودعون، ما كانوا في أصلاب الرجال. فإذا قرّوا في أرحام النساء أو على ظهر الأرض أو في بطنها، فقد استقرّوا.
13621- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا ابن علية، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير: "فمستقر ومستودع" ، قال: المستودعون ما كانوا في أصلاب الرجال. فإذا قرّوا في أرحام النساء أو على ظهر الأرض، فقد استقروا.
13622- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير قال، قال ابن عباس: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} ، [سورة هود: 6] . قال: "المستودع" في الصلب = و "المستقر" ، ما كان على وجه الأرض أو في الأرض. (1)
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فمستقر في الأرض على ظهورها، ومستودع عند الله.
* ذكر من قال ذلك:
13623 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن المغيرة، عن أبي الجبر بن تميم بن حذلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: "المستقر" الأرض، "والمستودع" ، عند الرحمن. (2)
(1) الأثر: 13622 - "المغيرة بن النعمان النخعي" ، يروي عن سعيد بن جبير، وروى عنه شعبة، والثوري، ومسعر، وغيرهم. ثقة. مترجم في التهذيب، والكبير 4/1/325، وابن أبي حاتم 4/1/231.
(2) الأثر: 13623 - "المغيرة" في هذ1 الإسناد، هو "المغيرة بن مقسم الضبي" ، إمام مشهور، مضى مرارًا، آخرها رقم: 9292. و "أبو الجبر بن تميم بن حذلم" ، كان في المطبوعة هنا، وفي رقم: 13629، 13637 "أبو الخير تميم بن حذلم" ، وفي المخطوطة: "أبو الحر تميم بن حذلم" ، غير منقوطة وبإسقاط "بن" ، وهوخطأ. فإن "تميم بن حذلم الضبي" كنيته "أبو سلمة" ، أو "أبو حذلم" ، وهو من أصحاب عبد الله بن مسعود، وأدرك أبا بكر، فهو تابعي قديم، وليس يروى عنه "مغيرة" ، إنما يروى عنه من طريق ابنه هذا، ومن طريق إبراهيم اللخعي. وهو مترجم في التهذيب، والكبير 1/2/151، 152، وابن أبي حاتم 1/1/442. وأما ابنه "أبو الجبر بن تميم" ، فاسمه "عبد الرحمن بن تميم بن حذلم الضبي" ، روى عنه أبو إسحق الهمداني، ومغيرة. فلذلك صححت ما كان في المخطوطة، والمطبوعة، وزدت "بن" ، وكذلك أشار إليه البخاري في التاريخ وغيره في ترجمة أبيه، الكبير 1/2/151، 152. و "أبو الجبر" بالجيم والباء، وهو مذكور في أكثر الكتب "أبو الخير" ، وهو خطأ، ضبطه عبد الغني في المؤتلف والمختلف، وابن ماكولا، والدولابي، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم في الكنى (4/ 2/ 355) في حرف الجيم، وهو مترجم أيضًا فيه 2/2/218. وانظر الأثرين التاليين رقم: 13629، 13637.
13624 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: "المستقر" ، الأرض، و "المستودع" ، عند ربك.
13625 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن إبراهيم قال، قال عبد الله: "مستقرها" ، في الدنيا، "ومستودعها" ، في الآخرة = يعني= "فمستقر ومستودع" .
13626 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: "المستودع" ، في الصلب، و "المستقر" ، في الآخرة وعلى وجه الأرض.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: فمستقر في الرحم، ومستودع في الصلب.
* ذكر من قال ذلك:
13627 - حدثنا هناد قال، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي الحارث، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله: "فمستقر ومستودع" ، قال: مستقر في الرحم، ومستودع في صلب، لم يخلق سَيُخلق. (1)
13628 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن يحيى الجابر، عن عكرمة: "فمستقر ومستودع" ، قال: "المستقر" ، الذي قد استقر في الرحم، و "المستودع" ، الذي قد استودع في الصلب. (2)
13629 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أبي الجبر تميم، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: سل! فقلت: "فمستقرّ"
(1) في المطبوعة: "وسيخلق" بزيادة الواو، ولا ضرورة لها.
(2) الأثر: 13628 - "يحيى الجابر" ، هو "يحيى بن المجبر" منسوبًا لجده، و "يحيى بن عبد الله بن الحارث بن المجبر التيمي" ، مضى برقم: 10188 - 10190، وكان في المطبوعة هنا "يحيى الجابري" ، وهو خطأ صرف.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|