
15-07-2025, 11:21 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,137
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الحادى عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنعام
الحلقة (627)
صــ 1 إلى صــ 9
وتميم تقول: "قُنْيان" بالياء.
* * *
ويعني بقوله: "دانية" ، قريبة متهدّلة.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13662 - حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: "قنوان دانية" ، يعني ب "القنوان الدانية" ، قصار النخل، لاصقة عُذُوقها بالأرض.
13663 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "من طلعها قنوان دانية" ، قال: عذوق متهدلة.
13664- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: "قنوان دانية" ، يقول: متهدلة.
13665 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله: "قنوان دانية" ، قال: قريبة.
13666- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب: "قنوان دانية" ، قال: قريبة.
13667- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "ومن النخل من طلعها قنوان دانية" ، قال: الدانية، لتهدُّل العُذوق من الطلع.
13668 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: "ومن النخل من طلعها قنوان دانية" ، يعني النخل القصارَ الملتزقة بالأرض، و "القنوان" طلعه.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وأخرجنا أيضًا جنات من أعناب = يعني: بساتينَ من أعناب. (1)
* * *
واختلف القرأة في قراءة ذلك.
فقرأه عامة القرأة: (وَجَنَّاتٍ) نصبًا، غير أن "التاء" كسرت، لأنها "تاء" جمع المؤنث، وهي تخفض في موضع النصب. (2)
* * *
وقد:-
13669- حدثني الحارث قال، حدثنا القاسم بن سلام، عن الكسائي قال، أخبرنا حمزة، عن الأعمش أنه قرأ: (وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ) .
* * *
= بالرفع، فرفع "جنات" على إتباعها "القنوان" في الإعراب، وإن لم تكن من جنسها، كما قال الشاعر:
وَرَأَيْتِ زَوْجَكِ فِي الوَغَى ... مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحَا (3)
* * *
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز أن يقرأ ذلك إلا بها، النصبُ: (وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ) ، لإجماع الحجة من القرأة على تصويبها والقراءة بها، ورفضهم ما عداها، وبُعْدِ معنى ذلك من الصواب إذ قرئ رفعًا.
* * *
(1) انظر تفسير "الجنات" فيما سلف من فهارس اللغة (جنن)
(2) في المطبوعة، أسقط "في" من الكلام سهوًا.
(3) مضى البيت وتخريجه مرارًا 1: 140/6: 423/ 10: 408.
وقوله: "والزيتون والرمان" ، عطف ب "الزيتون" على "الجنات" ، بمعنى: وأخرجنا الزيتونَ والرمان مشتبهًا وغير متشابه.
* * *
وكان قتادة يقول في معنى "مشتبهًا وغير متشابه" ، ما:-
13670 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهًا وغير متشابه" ، قال: مشتبهًا ورقه، مختلفًا ثمرُه.
* * *
وجائز أن يكون مرادًا به: مشتبهًا في الخلق، مختلفًا في الطعم. (1)
* * *
قال أبو جعفر: ومعنى الكلام: وشجر الزيتون والرمان، فاكتفى من ذكر "الشجر" بذكر ثمره، كما قيل: (واسأل القرية) ، [سورة يوسف: 82] ، فاكتفى بذكر "القرية" من ذكر "أهلها" ، لمعرفة المخاطبين بذلك بمعناه.
* * *
القول في تأويل قوله: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ}
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض أهل البصرة: (انْظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ) ، بفتح "الثاء" و "الميم" .
* * *
وقرأه بعض قرأة أهل مكة وعامة قرأة الكوفيين: (إلَى ثُمُرِهِ) ، بضم "الثاء" و "الميم" .
* * *
(1) انظر تفسير "متشابه" فيما سلف 1: 385 - 394/6: 173.
= فكأنّ من فتح "الثاء" و "الميم" من ذلك، وجَّه معنى الكلام: انطروا إلى ثمر هذه الأشجار التي سمينا من النخل والأعناب والزيتون والرمان إذا أثمرَ = وأن "الثمر" جمع "ثمرة" ، كما "القصب" ، جمع "قصبة" ، و "الخشب" جمع "خشبة" .
* * *
= وكأنّ من ضم "الثاء" و "الميم" ، وجَّه ذلك إلى أنه جمع "ثِمَار" ، كما "الحُمُر" جمع "حمار" ، و "الجُرُب" جمع "جراب" ، وقد:-
13671 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن ابن إدريس، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب: أنه كان يقرأ: (إلَى ثُمُرِهِ) ، يقول: هو أصناف المال.
13672 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي حماد قال، حدثنا محمد بن عبيد الله، عن قيس بن سعد، عن مجاهد قال: "الثُّمُر" ، هو المال = و "الثمر" ، ثَمَر النخل. (1)
* * *
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب، قراءة من قرأ: (انْظُرُوا إلَى ثُمُرِهِ) بضم "الثاء" و "الميم" ، لأن الله جل ثناؤه وصفَ أصنافًا من المال كما قال يحيى بن وثاب، وكذلك حبّ الزرع المتراكب، وقنوان النخل الدانية، والجنات من الأعناب والزيتون والرمان، فكان ذلك أنواعًا من الثمر، فجمعت "الثمرة" "ثمرًا" ، ثم جمع "الثمر" "ثمارًا" ، ثم جمع ذلك فقيل: (انْظُرُوا إلَى ثُمُرِهِ) ، فكان ذلك جمع "الثمار" و "الثمار" جمع "الثمر" = و "إثماره" ، عقدُ الثمر.
* * *
وأما قوله: "وَينْعه" ، فإنه نُضجه وبلوغُه حين يبلغ.
* * *
(1) روي عن مجاهد أبين من هذا إذ قال: "هو الذهب والفضة" ، كما حكاه الفارسي عنه.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول في "يَنْعه" إذا فتحت ياؤه، هو جمع "يانع" ، كما "التَّجْر" جمع "تاجر" ، و "الصحب" جمع "صاحب" . (1)
* * *
وكان بعض أهل الكوفة ينكر ذلك، ويرى أنه مصدر من قولهم: "ينع الثمر فهو يَيْنع يَنْعًا" ، ويحكى في مصدره عن العرب لغات ثلاثًا: "يَنْع" ، و "يُنْع" ، و "يَنَع" ، وكذلك في "النَّضْج" "النُّضج" و "النَّضَج" . (2)
* * *
وأما في قراءة من قرأ ذلك: (وَيَانِعِهِ) ، فإنه يعني به: وناضجه، وبالغه.
* * *
وقد يجوز في مصدره "يُنُوعًا" ، ومسموع من العرب: "أينعت الثمرة تُونِع إيناعًا" ، ومن لغة الذين قالوا: "ينع" ، قول الشاعر: (3)
فِي قِبَابٍ عِنْدَ دَسْكَرَةٍ ... حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا (4)
(1) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1: 202، وهو منسوب أيضًا إلى ابن كيسان، كما جاء في لسان العرب (ينع) .
(2) ذكر أبو جعفر في "ينع" و "نضج" مصدرًا ثالثًا غير الذي ذكره أصحاب المعاجم، فإنهم اقتصروا في (ينع) على فتح الياء وسكون النون، وضمها وسكون النون = واقتصروا في (نضج) على فتح النون وسكون الضاد، وضمها وسكون الضاد. أما هذا المصدر الثالث الذي رواه أبو جعفر ولم يضبطه، فلم أجده في شيء من المعاجم، وهو مما يزاد عليها، إلا أني استظهرت ضبطه في الحرفين بفتح الياء والنون في ينع"، وبفتح النون والضاد في "نضج" . وسيذكر أبو جعفر مصدرًا آخر بعد قليل وهو"ينوع "."
(3) هذا شعر مختلف فيه من شعر يزيد بن معاوية، ونسبه المبرد إلى الأحوص، ونسبه الجاحظ إلى أبي دهبل، وينسب إلى الأخطل خطأ.
(4) الحيوان 4: 10، الكامل 1: 226، أنساب الأشراف 4/2/2، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 202، تاريخ ابن كثير 8: 234، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 140، معجم ياقوت (الماطرون) ؛ الخزانة 3: 279، العيني (هامش الخزانة 1: 149) ، واللسان (ينع) وغيرها. من شعر يقال إن يزيد قاله في نصرانية ترهبت في دير خرب عند الماطرون، وهو موضع بالشأم. وهذا هو الشعر، مع اختلاف الرواية فيه: آبَ هَذَا الهَمُّ فَاكْتَنَعَا ... وأتَرَّ النَّوْمَ فَاْمْتَنَعَا
رَاعِيًا للِنَّجْمِ أرْقُبُهُ ... فَإِذَا ما كَوْكَبٌ طَلَعَا
حَامَ، حَتَّى إنَّنِي لأرَى ... أنَّهُ بِالْغَورِ قَدْ وَقَعَا
وَلَهَا بالمَاطِرُونِ إذَا ... أكَلَ النَّمْلُ الَّذِي جَمَعَا
خُرْفَةٌ، حَتَّى إذَا ارْتَبَعَتْ ... سَكَنَتْ منْ جِلَّقٍ بِيَعَا
فِي قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكَرةٍ ... حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا
عِنْد غَيْري، فَالْتَمِسْ رَجُلا ... يأكُلُ التَّنُّوَم والسَّلَعَا
ذَاكَ شَيءٌ لَسْتُ آكُلُهُ ... وَأرَاهُ مَأْكَلا فَظِعَا
"اكتنع الهم" ، دنا دنوًّا شديدا. و "أتر النوم" أبعده، والرواية المشهورة و "أمر النوم" من المرارة. وقوله: "أكل النمل الذي جمعا" ، يعني زمن الشتاء. و "الخرفة" ما يجتنى من الفاكهة. و "ارتبعت" دخلت في الربيع. و "جلق" قرية من قرى دمشق. و "البيع" جمع "بيعة" (بكسر الباء) ، وهي كنيسة اليهود أو النصارى، و "الدسكرة" بناء كالقصر، كانت الأعاجم تتخذه للشرب والملاهي. و "التنوم" و "السلع" نباتان، تأكلها جفاة أهل البادية. و "فظع" ، فظيع يستبشعه آكله.
ورواية البلاذري للبيت: فِي جِنَانٍ ثَمَّ مُؤْنِقَةٍ ... حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13763 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: "وينعه" ، يعني: إذا نضج.
13674- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "انطروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه" ، قال: "ينعه" ، نضجه.
13675 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:
"انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه" ، أي نضجه.
13676- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "وينعه" ، قال: نضجه.
13677 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "وينعه" ، يقول: ونضجه.
13678- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: "وينعه" ، قال: يعني نضجه.
13679- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: "وينعه" ، قال: نضجه.
* * *
القول في تأويل قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره إن في إنزال الله من السماء الماءَ الذي أخرج به نباتَ كل شيء، والخضِرَ الذي أخرج منه الحبَّ المتراكب، وسائر ما عدَّد في هذه الآية من صنوف خلقه = "لآيات" ، يقول: في ذلكم، أيها الناس، إذا أنتم نظرتم إلى ثمره عند عقد ثمره، وعند ينعه وانتهائه، فرأيتم اختلاف أحواله وتصرفه في زيادته ونموّه، علمتم أن له مدبِّرًا ليس كمثله شيء، ولا تصلح العبادة إلا له دون الآلهة والأنداد، وكان فيه حجج وبرهان وبيان (1) = "لقوم يؤمنون" ،
(1) انظر تفسير "آية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي) .
يقول: لقوم يصدقون بوحدانية الله وقدرته على ما يشاء.
وخصّ بذلك تعالى ذكره القوم الذين يؤمنون، لأنهم هم المنتفعون بحجج الله والمعتبرون بها، دون من قد طَبعَ الله على قلبه، فلا يعرف حقًّا من باطل، ولا يتبين هدًى من ضلالة.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وجعل هؤلاء العادلون بربهم الآلهةَ والأندادَ لله شركاء، الجن، كما قال جل ثناؤه: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) [سورة الصافات: 158] .
* * *
وفي الجن وجهان من النصب.
أحدهما: أن يكون تفسيرًا للشركاء. (1) .
والآخر: أن يكون معنى الكلام: وجعلوا لله الجن شركاء، وهو خالقهم.
* * *
واختلفوا في قراءة قوله: "وخلقهم" .
فقرأته قراء الأمصار: (وَخَلَقَهُمْ) ، على معنى أن الله خلقهم، منفردًا بخلقه إياهم. (2) .
* * *
وذكر عن يحيى بن يعمر ما:-
13680 - حدثني به أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا حجاج، عن هارون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر: أنه قال: "شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ" .
(1) - (( التفسير )) ، هو البدل
(2) انظر معاني القرآن للفراء 1: 348.
بجزم "اللام" بمعنى أنهم قالوا: إنّ الجنّ شركاء لله في خلقه إيّانا.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب، قراءة من قرأ ذلك: (وَخَلَقَهُمْ) ، لإجماع الحجة من القرأة عليها.
* * *
وأما قوله: (وخرقوا له بنين وبنات بغير علم) ، فإنه يعني بقوله: (خرقوا) اختلقوا.
* * *
يقال: "اختلق فلان على فلان كذبًا" و "اخترقه" ، إذا افتعله وافتراه. (1)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13681 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: وجعلوا لله شركاء الجن والله خلقهم= "وخرقوا له بنين وبنات" ، يعني أنهم تخرَّصوا.
13682- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" ، قال: جعلوا له بنين وبنات بغير علم.
13683- حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" ، قال: كذبوا.
13684 -حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
13685- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة
(1) انظر معاني القرآن للفراء 1: 348، ومجاز القرآن أبي عبيدة 1: 203.
قوله: "وجعلوا لله شركاء الجن" كذبوا= "سبحانه وتعالى عما يصفون" ، عما يكذبون. أما العرب فجعلوا له البنات، ولهم ما يشتهون من الغلمان= وأما اليهود فجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرُون. (1)
13686- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" قال: خرصوا له بنين وبنات.
13687- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" ، يقول: قطعوا له بنين وبنات. (2) قالت العرب: الملائكة بنات الله= وقالت اليهود والنصارى: المسيح وعزير ابنا الله.
13688- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" ، قال: "خرقوا" ، كذبوا، لم يكن لله بنون ولا بنات= قالت النصارى: المسيح ابن الله= وقال المشركون: الملائكة بنات الله= فكلٌّ خرقوا الكذب، "وخرقوا" ، اخترقوا.
13689- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "وجعلوا لله شركاء الجن" ، قال: قول: الزنادقة= "وخرقوا له" ، قال ابن جريج، قال مجاهد: "خرقوا" ، كذبوا.
13690- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن جويبر، عن الضحاك: "وخرقوا له بنين وبنات" ، قال: وصفوا له.
13691- حدثنا عمران بن موسى قال، حدثنا عبد الوارث، عن أبي عمرو:
(1) اقرأ آية سورة الصافات: 158.
(2) هكذا جاء في المخطوطة والمطبوعة: (( قطعوا )) بمعنى: اختلقوا وادعوا ونسبوا، ولم أجد هذا المجاز في شيء من كتب اللغة، فإن صح، وهو عندي قريب الصحة، فهو بالمعنى الذي ذكرت. إلا أن يكون محرفًا عن شيء لم أتبينه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|