
16-07-2025, 12:56 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,290
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثانى عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنعام
الحلقة (652)
صــ 251 إلى صــ 260
14208- حدثني محمد بن عمارة قال، حدثنا سهل بن عامر قال، حدثنا مالك، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال أنه قال: إن بالمغرب بابًا مفتوحًا للتوبة مسيرة سبعين عامًا، فإذا طلعت الشمس من مغربها، لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا. (1)
14209- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت ورآها الناس، آمن مَنْ عليها، فذلك حين "لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" . (2)
14210- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا خالد بن مخلد قال، حدثنا محمد بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلعَ الشمس من مغربها، فيومئذ يؤمن
(1) الأثر: 14208 - (( محمد بن عمارة الأسدي )) ، شيخ الطبري، مضى مرارًا. (( سهل بن عامرالبجلي )) ، ضعيف جدًا، منكر الحديث. مضى برقم: 1971، 5431، 6313.
و (( مالك )) هو (( مالك بن مغول بن عاصم البجلي )) ، ثقة، مضى برقم: 5431، 10872. وهذا خبر ضعيف الإسناد، لضعف (( سهل بن عامر البجلي )) .
(2) الأثر: 14209 - مكرر الذي سلف برقم: 14203.
الناس كلهم أجمعون، وذلك حين "لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا" . (1)
14211- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال، التوبة مقبولة، ما لم تطلع الشمس من مغربها. (2)
14212- حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال، حدثنا ابن عياش قال، حدثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن مالك بن يخامر، عن معاوية بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تزل التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت طُبِع على كل قلب بما فيه، وكُفي الناسُ العمل. (3)
14213- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو أسامة وجعفر بن عون، بنحوه.
(1) الأثر: 14210 - هذه هي الطريق الثانية لأثر أبي هريرة، كما سلف في صدر التعليق على رقم: 14203.
(( خالد بن مخلد القطواني )) ، ثقة من شيوخ البخاري، مضى برقم: 2606، 4577، 8166، 8397.
و (( محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري )) ، ثقة معروف، مضى برقم: 2606، 8397.
و (( العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، مولى الحرقة )) ، تابعي ثقة، مضى برقم: 221. وأبوه (( عبد الرحمن بن يعقوب، مولى الحرقة )) ، تابعي ثقة، مترجم في التهذيب.
وهذا الخبر رواه مسلم في صحيحه 2: 194، من طريق يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر (أخو محمد بن جعفر رواى هذا الخبر) ، عن العلاء بن عبد الرحمن. وهو حديث صحيح الإسناد.
(2) الأثر: 14211 - هذه هي الطريق الثالثة من طرق حديث أبي هريرة، كما سلف في رقم: 14203. (( ابن عون )) ، هو (( عبد الله بن عون المزني )) الفقيه، مضى مرارًا، آخرها رقم: 10559. وكان في المطبوعة: (( عن أبي عون )) ، وهو خطأ، صوابه من المخطوطة. وهذا إسناد صحيح أيضًا، لم أجد في غير التفسير.
(3) الأثر: 14212 - (( أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي )) ، الحافظ، شيخ الطبري، مضى برقم: 7489.
و (( سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي الدمشقي )) ، قال ابن معين: (( ثقة، إذا روى عن المعروفين )) ، وقال ابن حبان: (( يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير، فأما إذا روى عن المجاهيل، ففيها منكر )) . مترجم في التهذيب.
و (( ابن عياش )) ، هو (( إسماعيل بن عياش بن مسلم العنسي )) ، ثقة، متكلم فيه، مضى برقم: 5445، 8164، 10375، 10730، 11108.
و (( ضمضم بن زرعة بن ثوب الحميري )) ، ثقة، وضعفه بعضهم مضى برقم: 5445.
و (( شريج بن عبيد بن شريح الحضرمي )) ، تابعي ثقة، مضى برقم: 5445، 12194.
و (( مالك بن يخامر السكسكى )) ، تابعي. مترجم في التهذيب.
وهذا خبر صحيح الإسناد، مختصر رواه أحمد في مسنده رقم: 1671، من طريق الحكم ابن نافع: (( عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، يرده إلى مالك بن يخامر، عن ابن السعدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل. فقال معاوية، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة ... )) إلى آخر الخبر. وهو في حديث معاوية من المسند 5: 270 من غير هذه الطريق، بغير هذا اللفظ. وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 250، وانظر تخريج أخي السيد أحمد في المسند: 1671. وسيأتي أخي السيد أحمد في المسند: 1671.
14214- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة قال، جلس ثلاثة من المسلمين إلى مروان بن الحكم بالمدينة، فسمعوه وهو يحدث عن الآيات: أن أولها خروجا الدجالُ، فانصرف القوم إلى عبد الله بن عمرو، فحدثوه بذلك، فقال: لم يقل مروان شيئًا! قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئًا لم أنسَه، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أوّل الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضُحًى، أيَّتهما ما كانت قبل صاحبتها، (1) فالأخرى على أثرها قريبًا. ثم قال عبد الله بن عمرو، وكان يقرأ الكتب: أظن أولهما خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع، فيؤذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها، فعلت
(1) في المطبوعة: (( أيتها كانت )) بغير (( ما )) ، وهي ثابتة في المخطوطة، ومسند أحمد.
كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع، فلم يردَّ عليها شيئًا، (1) فتفعل ذلك ثلاث مرات، لا يردّ عليها بشيء. حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أن لو أذن لها لم تدرك المشرق، قالت: "ما أبعدَ المشرق! ربِّ، منْ لي بالناس" ! حتى إذا صار الأفق كأنه طَوْق، استأذنت في الرجوع، فقيل لها: "أطلعي من مكانك" ، فتطلع من مغربها. ثم قرأ: "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها" ، إلى آخر الآية. (2)
14215- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو ربيعة فهد قال، حدثنا حماد، عن يحيى بن سعيد أبي حيان، عن الشعبي، أن ثلاثة نفر دخلوا على مروان بن الحكم، فذكر نحوه، عن عبد الله بن عمرو. (3)
(1) في المخطوطة: (( وذلك دانها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع، فلم يرد عليها شيئًا )) ، أسقط ما بين الكلام، وأثبته ناشر المطبوعة الأولى من الدر المنثور فيما أرجح، ومثله في مسند أحمد. وكان في المخطوطة: (( وذلك دانها )) غير منقوطة، صواب قراءتها ما في المطبوعة والمسند.
(2) الأثر: 14214 - حديث عبد الله بن عمرو، رواه مطولا من طريقين، هذا والذي يليه، ورواهمختصرًا برقم 14226 - 14243.
(( أبو حيان التمي )) هو (( يحيى بن سعيد بن حيان التيمي )) ، ثقة، مضى مرارًا آخرها رقم: 10883.
و (( أبو زرعة بن عمرو بن جرير )) ، ثقة، مضى قريبًا رقم: 14203.
وهذا الخبر رواه أحمد في المسند رقم: 6881، من هذه الطريق نفسها، وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 8، 9، وقال: (( في الصحيح طرف من أوله، رواه أحمد، والبزار، والطبراني، في الكبير، ورجاله رجال الصحيح )) .
ورواه الحاكم في المستدرك 4: 547، 548، بنحوه، من طريق جعفر بن عون العمري، عن أبي حيان التيمى، وقال: (( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه )) ، ووافقه الذهبي غير مصرح بالموافقة.
ورةى الحاكم أيضًا في المستدرك 4: 500، 501، حديث عن عبد الله بن عمرو هذا بزيادة واختلاف، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن إسحاق بن وهب، عن جابر الخيواني، قال: (( كنت عند عبد الله بن عمرو، فقدم عليه قهرمان من الشام، وقد بقيت ليلتان من رمضان ... )) وساق الخبر، ثم قال: (( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه )) ، ووافقه الذهبي.
وذكره ابن كثير في تفسيره 3: 436، والسيوطي في الدر المنثور 3: 57، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، ومسلم، وأبي داود، وابن ماجه، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي. والذي رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، هو المختصر، لا هذا المطول.
(3) الأثر: 14215 - هذه طريق أخرى للخبر السالف، وهو ضعيف إسناده. (( أبو ربيعة )) ، لقبه (( فهد )) ، واسمه (( زيد بن عوف القطعي )) ، متروك، قال البخاري: (( سكتوا عنه )) ، واتهمه أبو زرعة بسرقة حديثين، كما هو مفصل في ابن أبي حاتم. مترجم في الكبير 2 / 1 / 369، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 570، وميزان الاعتدال 1: 364، ولسان الميزان 2: 509.
14216- حدثنا الحسن بن يحيى قالأخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر قال، سمعت عاصم بن أبي النجود، يحدث عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بالمغرب بابًا مفتوحًا للتوبة مسيرة سبعين عامًا، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه. (1)
14217- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد، عن حجاج، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال قال: إذا طلعت الشمس من مغربها، فيومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل. (2)
14218- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو ربيعة فهد قال، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش قال: غَدَوْتُ إلى صفوان بن عسال فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن باب التوبة مفتوح من قبل المغرب، عرضه مسيرة سبعين عامًا، فلا يزال مفتوحًا حتى تطلع من قبله الشمس. ثم قرأ: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك" ، إلى: "خيرًا" . (3)
14219- حدثني الربيع بن سليمان قال، حدثنا شعيب بن الليث قال،
(1) الأثر: 14216، 14217 - طريقان من طرق حديث صفوان، السالف تخريجه رقم: 14206 - 14208. ورواه أحمد في المسند 4: 240، 241، في حديث طويل.
(2) الأثر: 14216، 14217 - طريقان من طرق حديث صفوان، السالف تخريجه رقم: 14206 - 14208. ورواه أحمد في المسند 4: 240، 241، في حديث طويل.
(3) الأثر: 14218 - طريق من طرق حديث صفوان السالف تخريجه رقم: 14206 - 14208، ولكن هذا الإسناد ضعيف، لضعف (( أبي ربيعة، فهد )) ، وقد مضى في رقم: 14215.
حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز: أنه قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من المغرب. قال: فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم، وذلك حين "لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا" . (1)
14220- حدثنا الحسن بن يحيى قالأخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها قُبِل منه. (2)
14221- حدثني المثنى قال، حدثنا فهد قال، حدثنا حماد، عن يونس بن عبيد، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبي ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الشمس إذا غربت أتت تحت العرش فسجدت، فيقال لها: "أطلعي من حيث غربت" ، ثم قرأ هذه الآية: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) ، إلى آخر الآية (3) .
(1) الأثر: 14219 -
هذه هي الطريق الخامسة لحديث أبي هريرة المذكورة في رقم: 14203.
(( شعيب بن الليث بن سعد المصري )) ، ثقة معروف، مضى برقم: 3034، 5314. و (( الليث بن سعد المصري )) ، الإمام المشهور، مضى مرارًا.
و (( جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي )) المصري، ثقة، مضى برقم 5005، 6897.
و (( عبد الرحمن بن هرمز )) الأعرج، مضى مرارًا. وهذا الخبر رواه البخاري (الفتح 11: 303 /13: 72) ، من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
(2) الأثر: 14220 - هذه هي الطريق الرابعة لخبر أبي هريرة، المذكور في رقم: 14203. رواه أحمد في المسند برقم 7697، ورواه مسلم في صحيحه من هذه الطريق، وخرجه أخي السيد أحمد هناك.
(3) الأثر: 14221 - هذه إحدى الطرق الخمس، لحديث أبي ذر التي ذكرتها في تخريج الخبر رقم: 14204.وفي إسناد هذا الخبر انقطاع، فإن إبراهيم التيمي لم يرو عن أبي ذر. قال أحمد: "لم يلق أبا ذر" ، ولعل هذا المنقطع هو سبب قول مسلم في رواية هذا الحديث 2: 195: "يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، سمعه فيما أعلم، عن أبيه عن أبي ذر" . فهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وهو أيضا إسناد ضعيف؛ لضعف "فهد" وهو "أبو ربيعة" ، "زيد بن عوف" مضت ترجمته في رقم 14215، 14218، وكان في المخطوطة: "يوسف بن عبيد" والصواب ما في المطبوعة.
14222- حدثني المثنى قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على حمارٍ، فنظر إلى الشمس حين غربت فقال: إنها تغرب في عين حامية، (1) تنطلق حتى تخرّ لربها ساجدة تحت العرش، حتى يأذن لها، فإذا أراد أن يطلعها من مغربها حبسها، فتقول: يا ربِّ، إن مسيري بعيد! فيقول لها: اطلعي من حيث غربت! فذلك حين "لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" . (2)
14223- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبدة، عن موسى بن المسيب، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم يومًا إلى الشمس فقال: يوشك أن تجيء حتى تقف بين يدي الله، فيقول: "ارجعي من حيث جئت" ! فعند ذلك: "لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا" . (3)
(1) في المطبوعة: (( في عين حمئة )) ، وأثبت ما في المخطوطة. و (( الحمئة )) : ذات الحمأة، وهي الطين الأسود المنتن. و (( الحامية )) الحارة، وآية سورة الكهف 86: (( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة )) ، قرئت أيضًا (( حامية )) ، قال أبو جعفر في تفسيره 16: 10 (بولاق) : أنهما: (( قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، ولكل واحدة منهما وجه صحيح، ومعنى مفهوم )) .
(2) الأثر: 14222 - هذه إحدى الطرق الخمس المذكورة في رقم: 14204. (( سفيان بن حسين الواسطي )) ، ثقة، تكلموا في حديثه عن الزهري. مضى مرارًا، آخرها رقم: 11285.
و (( الحكم )) ، هو (( الحكم بن عتيبة الكندي )) ، ثقة، مضى مرارًا، آخرها رقم: 11085.
(3) الأثر: 14223 - هذه آخر طرق حديث أبي ذر المذكورة في رقم: 14204. (( عبدة )) ، هو (( عبدة بن سليمان الكلابي )) ، ثقة من شيوخ أحمد. مضى مرارًا، آخرها: 8315.
و (( موسى بن المسيب الثقفي )) ويقال: (( موسى بن السائب )) ، لم يذكر البخاري فيه جرحًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد: (( ما أعلم إلا خيرًا )) ، وضعفه الأزدي. مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 1 / 294، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 161.
14224- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا) ، فهو أنه لا ينفع مشركًا إيمانه عند الآيات، وينفع أهل الإيمان عند الآيات إن كانوا اكتسبوا خيرًا قبل ذلك. قال ابن عباس: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيةً من العشيّات فقال لهم: يا عباد الله، توبوا إلى الله، فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قِبَل المغرب، فإذا فعلت ذلك، حُبِست التوبة، وطُوِي العمل، وخُتم الإيمان. (1) فقال الناس: هل لذلك من آية يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آية تلكم الليلة، أن تطول كقدر ثلاث ليال، فيستيقظ الذين يخشون رَبهم، فيصلُّون له، ثم يقضون صلاتهم والليل مكانه لم ينقض، ثم يأتون مضاجعهم فينامون. حتى إذا استيقظوا والليل مكانه، فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون بين يدي أمرٍ عظيم. (2) فإذا أصبحوا وطال عليهم طلوع الشمس، فبينا هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب، فإذا فعلت ذلك لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل. (3)
14225- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول: قال
(1) في المخطوطة: (( وطوى العمل، وختم العمل )) ، وصححه الناشر الأول من الدر المنثور.
(2) في المطبوعة، والدر المنثور: (( خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم )) ، وما في المخطوطة مستقيم.
(3) الأثر: 14224 - (( محمد بن سعد العوفي )) ، وسلسة إسناده، شرحها أخي السيد أحمد في التعليق على الأثر رقم: 305، وكل رواته ضعفاء.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا كلهم أجمعون، فيومئذ "لا ينفع نفسًا إيمانها" ، الآية. (1)
14226- وبه قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، أخبرني ابن أبي عتيق، أنه سمع عبيد بن عمير يتلو: (يوم يأتي بعض آياته ربك لا ينفع نفسًا إيمانها) ، قال، يقول: [كنّا] نُحدَّث، والله أعلم، أنها الشمس تطلع من مغربها = قال ابن جريج، وأخبرني عمرو بن دينار: أنه سمع عبيد بن عمير يقول ذلك = قال ابن جريج، وأخبرني عبد الله بن أبي مليكة: أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: إن الآية التي لا ينفع نفسًا إيمانها، إذا طلعت الشمس من مغربها. = قال ابن جريج: وقال مجاهد ذلك أيضًا. (2)
14227- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن مسعود: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها) ، قال: طلوع الشمس من مغربها. (3)
(1) الأثر: 14225 - هذه هي الطريق السادسة من طرق حديث أبي هريرة، التي ذكرتها في صدر التعليق على رقم: 14203.
(( صالح مولى التوأمة )) هو (( صالح بن نبهان )) . مضى برقم: 1020، 3959، ثقة، ولكنهم تكلموا فيه من قبل خرف أصابه فاختلط، فقال أحمد: (( من سمع منه قديمًا فذاك )) ، وابن جريج أحد القدماء الذين رووا عنه، فحديثه هذا لا بأس به. ولم أجد الخبر في مكان آخر.
(2) الأثر: 14226 - هذه طريق أخرى لخبر عبد الله بن عمرو بن العاص، مختصر الخبر السالف رقم: 14212، وهو من طريق ابن جريج، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو، وهو إسناد صحيح.
(3) الأثر: 14227، 14228 - خبر عبد الله بن مسعود، رواه الطبري آنفًا من طريق رقم: 14199، ثم رواه هنا من طرق، من رقم 14227 - 14234، 14239، وهذا بيان طرقه.
الأولى: من طريق أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، برقم: 14199، ثم 14230، 14232، 14233.
الثانية: من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن مسعود، برقم: 14227، 14228، 14231.
الثالثة: من طريق ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، برقم: 14229.
الرابعة: من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي الشعثاء، عن أبي مسعود، برقم: 14234، 14239.
وهذا الخبر من الطريق الثانية.
(( زرارة أوفى الحرشي )) القاضي، ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. ولكنه لم يسمع من ابن مسعود، كما قال أبو داود الطيالسي، فهذا إسناد ضعيف لانقطاعه.
وانظر تخريج الأثر السالف رقم: 14199.
14228- حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة قال، سمعت قتادة يحدث عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية: (يوم يأتي بعض آيات ربك) ، قال: طلوع الشمس من مغربها.
14229- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي وعبد الوهاب، عن عوف، عن ابن سيرين قال، حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: كان عبد الله بن مسعود يقول: ما ذكر من الآيات فقد مضَين غير أربع: طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، والدجال، وخروج يأجوج ومأجوج، والآية التي تختم بها الأعمال: طلوع الشمس من مغربها. ألم تر أن الله قال: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا) ، قال: فهي طلوع الشمس من مغربها. (1)
(1) الأثر: 14229 - هذه هي الطريق الثالثة لخبر ابن مسعود، كما ذكرت في التعليق على الأثرين السالفين.
و (( عبد الوهاب )) هو (( عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي )) ، ثقة، مضى مرارًا، آخرها: 10729.
و (( عوف )) هو (( عوف بن أبي جميلة العبدي )) ، (( عوف الأعرابي )) ، مضى مرارًا، آخرها رقم: 5473 - 5477. وكان في المطبوعة والمخطوطة: (( عبد الوهاب بن عوف، عن ابن سيرين )) ، وهو لا يصح، خطأ محض، وسيتبين ذلك فيما بعد.
(( ابن سيرين )) هو (( أنس بن سيرين الأنصاري )) ، كما يتبين من إسناد الحاكم في المستدرك، ولكن ابن كثير في تفسيره صرح بأنه (( عن محمد بن سيرين )) ، وكلاهما روى عنه عوف الأعرابي، والأرجح أن هذا الحديث من حديث (( محمد بن سيرين )) .
و (( أنس بن سيرين الأنصاري )) ، كان ثقة قليل الحديث، وهو أخو (( محمد بن سيرين )) ، وأنس دون أخيه محمد، روى له الجماعة. مترجم في التهذيب، والكبير 2 / 2 / 33، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 287
و (( أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود )) ، مضى مرارًا، آخرها رقم: 10355، وقد سلف مرارًا أنه لم يدرك أن يروي عن أبيه بن مسعود.
فهذا إسناد منقطع.
وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك 4: 545، من طريق سفيان، عن عوف، عن أنس ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود. قال الحاكم: (( هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه )) وقال الذهبي: (( صحيح )) . ولكن علته انقطاعه كما ثبت.
وذكره ابن كثير في تفسيره 3: 437، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 59، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد. وابن مردويه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|