
17-07-2025, 12:55 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,320
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثالث عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأعراف
الحلقة (706)
صــ 221 إلى صــ 230
وقال آخر: معناه في هذا الموضع: رفعناه. وقال: قالوا: "نَتَقَني السَّيرُ" : حرَّكني. وقال: قالوا: "ما نَتَق برجْلِه لا يركُض" ، و "النتق" : نتق الدابة صاحبها حين تعدُو به وتتعبه حتى يربو، فذلك "النَّتق" و "النتوق" ، و "نتقتني الدَّابة" ، و "نتقت المرأة تنْتُق نُتوقًا" : كثر ولدها.
* * *
وقال بعض الكوفيين: "نتقنا الجبل" ، عَلَّقنا الجبل فوقهم فرفعناه، ننتقه نتقًا، و "امرأة مِنْتاق" ، كثيرة الولد: قال: وسمعت "أخذ الجراب، فنتق ما فيه" ، (1) إذا نثر ما فيه. (2)
* * *
(1) في المطبوعة: (( ونتق )) بالواو، وأثبت. في المخطوطة.
(2) لم يفسر أبو جعفر (( الظل )) ، فانظر تفسيرها فيما سلف 4: 261، 262.
القول في تأويل قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد ربَّك إذ استخرج ولد آدم من أصلاب آبائهم، فقرَّرهم بتوحيده، وأشهد بعضهم على بعض شهادَتَهم بذلك، وإقرارَهم به. (1) كما:-
15338 - حدثني أحمد بن محمد الطوسي قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنَعْمَان =يعني عرفة= فأخرج من صلبه كل ذرّية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذرِّ، ثم كلمهم قَبَلا (2) فقال:" ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا ... "الآية، إلى (ما فعل المبطلون) ،" . (3)
(1) مضى أثر في تفسير هذه الآية، برقم: 10855: لم يذكر هنا. وهو في اختصار أبي جعفر، مضى في الصفحة السابقة.
(2) في المطبوعة: (( فتلا، فقال )) ، لم يحسن قراءة المخطوطة، فظنه من التلاوة، والصواب ما أثبته. يقال: (( كلمه الله قبلا )) أي عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب، وقد مضى تفسير هذا الحرف فيما سلف من الأخبار 1: 514، تعليق: 1 / 4: 266، تعليق: 3 / 9: 231، تعليق: 3.
(3) الأثر: 15338 - خبر ابن عباس هذا، من حديث كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رواه أبو جعفر بخمسة أسانيد: هذا، ورقم: 15339 - 15341، ثم رقم 15350. وهذا الأول هو المرفوع وحده، وسائرها موقوف على ابن عباس.
ورواه أبو جعفر بإسناده هذا مرفوعا في التاريخ 1: 67.
ورواه مرفوعا أحمد في مسنده رقم: 2455، من طريق حسين بن محمد، وهو طريق أبي جعفر.
ورواه مرفوعا أيضا، الحاكم في المستدرك 1: 27، من طريق إبراهيم بن مرزوق البصري، عن وهب بن جرير بن حازم، عن جرير بن حازم، بمثله، وقال: (( هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقد احتج مسلم، بكلثوم بن جبر )) ، ووافقه الذهبي، ثم رواه في المستدرك 2: 544 من طريق الحسين بن محمد المروروذى، عن جرير بن حازم، وصححه، ووافقه الذهبي.
وذكره مرفوعا "، الهيثمى في مجمع الزوائد 7: 5 2 / 7: 188، 189، وقال: (( رواه احمد، ورجاله رجال الصحيح )) ."
وأما من رواه موقوفا "فابن جرير بالأسانيد التالية: 15339 - 15341، 15350، وابن سعد في الطبقات 1 / 1 / 8، من طريق ابن علية عن كلثوم، ومن طريق حماد بن زيد، عن كلثوم."
وذكره ابن كثير في تفسيره 3 / 584، 585، وفي تاريخه 1: 90، وأطال الكلام في تعليله، وجعل كثرة رواة وقفه علة في رد رواية من رفعه، وقال في ص: 9 8 5، انه قد بين انه موقوف لا مرفوع، فقال أخي السيد احمد في شرح المسند: (( وكأن ابن كثير يريد تعليل المرفوع بالموقوف، وما هذه بعلة، والرفع زيادة من ثقة، فهي مقبولة صحيحة )) . وقال أيضاً: (( إسناده صحيح )) .
ثم انظر تخريج الآثار التالية ورواة الخبر هم: (( احمد بن محمد الطوسى )) ، هو (( احمد بن محمد بن قيزك بن حبيب الطوسي )) ، شيخ الطبري، ثقة. مضى برقم: 3883، 5493، 8870. و (( حسين بن محمد بن بهرام التميمى )) ، ويقال له: (( حسين المعلم )) و (( حسين المؤدب )) . روى له الجماعة. مضى برقم: 2340. و (( كلثوم بن جبر بن مؤمل الديلي )) ، ثقه من صغار التابعين، مضى برقم: 2861، 2866، 6240. و (( نعمان )) ، هو واد لهذيل، من وراء عرفة، على ليلتين من عرفة، وهو (( نعمان الأراك )) ، يكثر وروده في شعرهم.
15339 - حدثنا عمران بن موسى قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا كلثوم بن جبر قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: سألت عنها ابن عباس، فقال: مسح ربُّك ظهر آدم، فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة بنَعْمَان هذه =وأشار بيده= فأخذ مواثيقهم، وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) (1)
(1) الأثر: 15339 - (( عمران بن موسى بن حيان الليثي القزاز، الصفار )) ، شيخ الطبري، ثقة. مضى برقم 2154، 6589، 6591، 8683. و (( عبد الوراث )) ، هو: (( عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان )) ، أحد الأئمة الأعلام. مضى برقم: 2154، 6589، 6591، 6819، وغيرها. رواه أبو جعفر في تاريخه 1: 67، موقوقاً أيضا، وإسناده صحيح. وأشار إليه ابن كثير في تفسيره 3: 585. وكان في المطبوعة هنا: (( بنعمان هذا )) ، وأثبت ما في المخطوطة والتاريخ، وهو صواب محضن. وانظر التعليق على رقم: 15338. * * * تنبيه: قوله تعالى (( ذريتهم )) ، هي إحدى القراءتين، وهي قراءتنا، وفي القراءة الأخرى: (( ذرياتهم )) بالجمع، ولم يذكر أبو جعفر هذه القراءة، وجاء في المخطوطة: (( ذريتهم )) كثيرا، وفي بعض الأخبار (( ذرياتهم )) بالجمع. ولكن الناشر، وضع في جميع الأخبار (( ذرياتهم )) فغيرت ذلك، وتبعت المخطوطة، فحيث كتب (( ذريتهم )) بالافراد، أتثبتها كذلك. وحيث كتب (( ذرياتهم )) بالجمع، أثبتها كذلك ولم أغيرها.
15340 - حدثنا ابن وكيع ويعقوب قالا حدثنا ابن علية قال: حدثنا كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريَّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) قال: مسح ربُّك ظهر آدم، فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة بنَعْمَان هذا الذي وراء عَرَفة، وأخذ ميثاقهم (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) ، اللفظ لحديث يعقوب. (1)
15341 - وحدثني يعقوب قال: حدثنا ابن علية قال ربيعة بن كلثوم، عن أبيه في هذا الحديث: (قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) (2)
15342 - حدثنا عمرو قال: حدثنا عمران بن عيينة قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أول ما أهبط الله آدم،
(1) الأثر: 15340 - (( ابن علية )) ، هو: (( إسماعيل بن إبراهيم الأسدى )) ، الإمام المشهور، سلف مرارًا كثيرة. وهذا هو ثاني الآثار الموقوفة على ابن عباس، ورواه بهذا الإسناد أبو جعفر في تاريخه 1: 67، ورواه من هذه الطريق نفسها، ابن سعد في الطبقات 1/ 1 / 8، بلفظه هذا. إسناد صحيح، وانظر التعليق علي رقم: 15338.
(2) الأثر: 15341 - رواه ابن سعد في الطبقات 1 / 1 / 8، واقتصر فيه إلى قوله تعالى: (( يوم القيامة )) . انظر التعليقات السالفة.
أهبطه بدَهْنَا، أرض بالهند، (1) فمسح الله ظهره، فأخرج منه كل نَسَمة هو بارئها إلى أن تقوم الساعة، ثم أخذ عليهم الميثاق: (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) . (2)
15343 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمران بن عيينة، عن عطاء،
(1) في المطبوعة: (( بد جنى، أرض بالهند )) بالجيم. وأثبت ما في المخطوطة في هذا الموضع، وفي تاريخ الطبري 1: 60، وفي هذا الخبر نفسه: (( بدهناء أرض الهند )) ، بآخره همزة، كأنه من (( الدهناء )) ، وهي الفلاة كلها ومل. وليس صوابا كما سترى. وهذا الحرف سيأتي في الخبر رقم: 15347 في المطبوعة: (( بدجني )) أيضا، بالجيم، وهو تغيير من الناشر. أما المخطوطة، ففيها (( بدحنا )) . وقد روى ابن سعد هذا الخبر في الطبقات 1 /1 / 5، وفيه: (( خلق آدم من أرض يقال لها دحناء )) بالحاء، وبالهمز، ثم مثله في 1 /1 -8 وفيه: (( خلق اله آدم بدحناء )) . وقد وقع خلط شديد في اسم هذا الموضع ومكانه، يحسن تفصيله في هذا الموضع.
1- جاء في سيرة ابن هشام، عن ابن إسحق: (( ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف عن الطائف على دحنا، حتي نزل الجعرانة، فيمن كان معه من الناس، ومعه من هوازن سبى كثير )) . ومثله في تاريخ الطبري 3: 134، عن ابن إسحق.
فهذا موضع لا شك أنه في جزيرة العرب، ذكره البكري في معجم ما استعجم: 545، 546، ولم يخلطه بغيره، وضبطه بفتح الدال، وسكون الحاء المهملة، وفتح النون، علي وزن (( فعلى )) .
وأما ياقوت في معجمه، فضبطها مثله ثم قال: (( ويروى فيها القصر والمد )) .
وقال البكري في تحديدها: (( موضع بسيف البحر )) ، ثم عاد فذكر خبر ابن أسحق في سيرته. ثم قال: (( هكذا وقع في كتاب السير، بالنون، وكذلك ذكره الطبري وليس هناك سيف. وأنا أراه أراد: (( سلك علي دحي )) ، المتقدم ذكره ولولا أنه غير محدد عندنا، لارتفع الارتباب (بفتح الدال وسكون الحاء بعدها ياء) هكذا ذكره البكري في معجمه: 347 وقال: (( موضع، ذكره أبو بكر )) ، ولم يبين. وأما ياقوت فقال في (( دحنا )) : (( هي من مخاليف الطائف )) ، ولم يذكر ترجمة (دحى) التي ذكرها البكرى.
وظني أن البكرى نقل قوله: (( موضع بسيف البحر )) ، من بعض شراح الشعر، فأنه أنشد شعر ربيعة بن جحدر الهذلى اللحيانى: َلَوْ رَجُلا خَادَعْتُه لَخَدَعْتُه ... ولكنَّما حوتًا بدحنا أقامس
أقول له، كيما أخالف روغه: ... وراءك ملْ أروى شياه كوانس
فكأن شارح الشعر جعله موضعاً لسيف البحر، لقوله: (( حوتا بد حنا أقامس )) ، وليس ذلك لزاماً، إلا أن تكون (( دحنا )) موضع آخر غير المذكور في السيرة.
وأنشد أيضا عن الأصمعى: وصاحب لى بدحنى، أيما رجل ... أنى قتلت وأنت الفارس البطل!
ومهما يكن من شيء، فهو موضع ببلاد العرب لاشك فيه، وهو بمعزل عن (( دحنا )) الأخرى كما سترى بعد.
2- وأما (( دحنا )) الأخرى، المذكورة في هذا الخبر، فهي موصوفة فيه أنها (( بأرض الهند )) وذكرها البكرى في مادة (واشم) : 1364، قال: (( قال ابن إسحق: يذكر أهل العلم أن مهبط آدم وحواء، علي جبل يقال له وأشم، من أرض الهند، وهو اليوم وسط بين قراها، بين الدهنج والمندل )) ، وذكره الطبري في تاريخه 1: 60، وفيه: (( وأما أهل التوراة فانهم قالوا: أهبط آدم بالهند، على جبل يقال له: واسم، عند واد يقال له: بهيل، بين الدهنج والمندل، بلدين بأرض الهند )) . وهو نص ابن إسحق كما رواه بإسناده فالأخبار التي ورد فيها ذكر هبوط آدم، أو خلقه، وفيها (( دحنا )) ، ولم يبين موضعها، تبينها هذه الأخبار التي ذكرت ذلك، وبينت أنه بأرض الهند. و (( دحنا )) بالحاء المهلة، هي (( دهنج )) في الأخبار التي ذكرتها قبل، معربة. وهكذا جاءت في المراجع (( دحنا )) بالحاء المهملة، ولكن رواة كتب اللغة رووا لنا في خبر ابن عباس: (( إن الله مسح ظهر آدم بدجناء، وهو اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة )) ، هكذا ذكر صاحب لسان العرب في (دجن) ثم في "دحن" ، وقال: (( وهو بين الطائف ومكة )) فهذا أول الخلط وإنما هو موضع بالهند في هذا الخبر أما الذي "بين الطائف ومكة" ، فهو (( دحنا )) العربية التي ذكرناها أولا.
وقال صاحب القاموس: (( ودجني، بالضم أو بالكسر، وقد يمد، أرض خلق منها آدم عليه السلام، أو هي بالحاء المهملة )) ثم ذكرها في (دحن) وقال: (( ودحنى في د ج ن )) ، يعنى أنه هو هو، وبضم الدال.
وعلق الزبيدى في تاج العروس وقال: (( وقد جاء ذكرها في سيرة ابن إسحاق، في انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف على دجناء. وجاء في حديث ابن عباس: إن الله خلق آدم من دجناء، فمسح ظهره بنعمان الأراك. وكان مسح ظهره بعد خروجه من الجنة، بالأتفاق من الروايات )) ، كل ذلك ذكره بالجيم. فخلط أيضا بين الموضعين، الموضع الذي في السيرة، وموضع خلق آدم أو مهبطة. وإنما خلط اتباعاً للسهيلي في الروض الأنف 2: 305. وسبب هذا الخلط بلا ريب، هو ذكر (( نعمان الأراك )) في خبر خلق آدم، و (( نعمان الأراك )) بأرض العرب، فقال من لم يجمع أخبار الخلق أن (( دحنا )) بأرض العرب، ولم ينظر فيما جاء في رواية الخبر الأخرى أنها بأرض الهند.
هذا، وظني أن (( دحنا )) ، و (( دجنا )) بالقصر والمد، هو تعريب في (( دهنج )) التي مضى ذكرها، وهي الأرض التي بالهند، أما التي ببلاد العرب، فهي (( دحنا )) بالحاء، لاغير. وهذا كافي إن شاء الله في تحقيق هذه الكلمة.
(2) الأثر: 15342 - (( عمرو )) ، هو: (( عمرو بن على الفلاس )) ، مضى مرارًا كثيرة. و (( عمران بن عيينة )) ، هو أخو: (( سفيان بن عيينة )) الإمام المشهور. قال ابن معين وأبو زرعة: (( صالح الحديث )) . وأما ابن أبي حاتم، فقال: (( لا يحتج بحديثه، لأنه يأتي بالمناكير )) . وقال لعقيلى: (( في حديثه وهم )) . وقد مضى برقم: 4189، 10580. وهذا الخبر، رواه أبو جعفر مختصراً في تاريخه 1: 60، وابن سعد مختصراً 1 / 1 / 5، وسيأتي برقم: 15343، من رواية وكيع، عن عمران، عن عطاء، وليس فيه ذكر (( دحنا )) . بأسانيد أخر رقم: 15346، 15347، عن غير عمران، عن عطاء.
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أهبط آدم حين أهبط، فمسح الله ظهره، فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم قال (ألست بربكم قالوا بلى) ،، ثم تلا (وإذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) ، فجفَّ القلمُ من يومئذ بما هو كائن إلى يوم القيامة. (1)
15344 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: لما خلق الله آدم، أخذ ذريّته من ظهره مثل الذرِّ، فقبض قبضَتين، فقال لأصحاب اليمين: "ادخلوا الجنة بسلام" ، وقال للآخرين: "ادخلوا النارَ ولا أبالي" . (2)
15345 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن حبيب،
(1) الأثر: 15343 - هو طريق أخرى للأثر السالف، ومن هذه الطريق، رواه أبو جعفر في تاريخه 1: 67، وانظر التعليق السالف.
(2) الأثر: 15344 - هذا الخبر والذي يليه، رواه من طريقين. رواه أولهما أبو جعفر في تاريخه 1: 67. (( يحيى بن عيسي بن عبد الرحمن التميمي النهشلي )) ، وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. مضى برقم: 300، 6317، 9035، 14201. و (( حبيب بن أبي ثابت )) ، هو (( حبيب بن قيس بن نيار )) ، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 9012، 9035، 10423، وغيرها. ومعنى هذا الخبر، مخرج في مسانيد جماعة من الصحابة، ولكني لم أجده بنصه عن ابن عباس في غير هذا الموضع، وفي تاريخ الطبري. وانظر التعليق التالي.
عن ابن عباس قال: مسح الله ظهر آدم، فأخرج كلَّ طيبٍ في يمينه، وأخرج كل خبيثٍ في الأخرى. (1)
15246 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن علية، عن شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: مسح الله ظهر آدم، فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة. (2)
15347 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا حكام قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: لما خلق الله آدم مسح ظهره بدَحنا، (3) وأخرج من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فقال: (ألست بربكم قالوا بلى) قال: فيُرَوْن يومئذٍ جفَّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. (4)
15348 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي، عن المسعودي، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما خلق الله آدم عليه السلام أخذ ميثاقه، فمسح ظهره، فأخذ ذرّيته كهيئة الذرِّ، فكتب آجالهم
(1) الأثر: 15345 - هذه طريق أخرى للخبر السالف، بغير لفظه، أخرجه الآجري في كتاب الشريعة: 211، 212، من طريق على بن مسهر عن الأعمش، بغير هذا اللفظ وفي المخطوطة: (( كل خبيث في الآخرة )) .
(2) الأثر: 15346 - انظر ما سلف رقم 15342، 15343، حديث عطاء، عن سعيد بغير هذا اللفظ. وهذا خبر صحيح الإسناد، وسيأتي من طريق أخرى في الذي يليه.
(3) في المطبوعة (( بد جنى )) بالجيم، وأثبت ما في المخطوطة، وانظر تحقيق ذلك في ص: 225، تعليق: 1.
(4) الأثر: 15347 - طريق أخرى للخبر السالف. (( عمرو بن أبي قيس الرازي )) ، الأزرق، ثقة، وكان يهم في الحديث قليلا، مضى برقم: 6887، 9346، وغيرها.
وهذا الخبر رواه أبو جعفر في التاريخ 1 / 68، ورواه ابن سعد في الطبقات 1 /1/ 8، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن عطاء بن السائب، بنحو هذا اللفظ، وفي آخره: (( قال سعيد: فيرون أن الميثاق أخذ يومئذ )) . ونسبه في الدر المنثور 1: 141 لأبن المنذر وحده. وقوله: (( يرون )) (بضم إلياء وفتح الراء) بالبناء للمجهول، بمعنى: يظنون ذلك ويقدرونه.
وأرزاقهم ومصائبهم، = (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) . (1)
15349 -.... قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: لما خلق الله آدم، أخذ ميثاقه أنه ربُّه، وكتب أجله ومصائبَه، واستخرج ذريّته كالذرِّ، وأخذ ميثاقهم، وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبَهم. (2)
15350 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي، عن ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) قال: مسح الله ظهر آدم عليه السلام وهو ببطن نعمان، =واد إلى جنب عرفة=، وأخرج ذريته من ظهره كهيئة الذرّ، ثم أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا. (3)
15351 -.... قال: حدثنا أبي، عن أبي هلال، عن أبي جَمْرَة الضُّبَعي، عن ابن عباس قال: أخرج الله ذريّة آدم عليه السلام من ظهره كهيئة الذر، وهو في آذيٍّ من الماء. (4)
(1) الأثر: 15348 - هذا الخبر رواه أبو جعفر من طريقين، هذا والذي يليه. (( المسعودى )) هو (( عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود )) مضى برقم: 2156، 2729، 2937، 5563، وغيرها، وهو ثقة، اختلط بآخرة، وتغير حفظه، وما روى عنه الشيوخ القدماء، فهو مستقيم. وسماع وكيع من المسعودى قديم. (( على بن بذيمة الجزرى )) ، ثقة، متكلم فيه بما لا يفدح، مضى برقم: 629، وغيرها وخرجه السيوطي في الدر المنثور 1: 141، ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
(2) الأثر: 15349 - (( يزيد بن هارون السلمي )) ، أحد الأعلام الحفاظ المشاهير، مضى مرارًا كثيرة. وقد روى (( يزيد بن هارون )) عن المسعودى أحاديث مختلطة، بعد ما تغير حفظه، كما ذكرت في التعليق السالف.
(3) الأثر: 15350 - هذه طريق أخرى للأخبار السالفة 15338 - 15341، ومضى تخريجها هناك.
(4) الأثر: 15351 - (( أبو هلال )) ، هو (( محمد بن سليم الراسبي )) ، ثقة متكلم فيه، قال ابن أبي عدى، بعد أن ذكر له أحاديث كلها أو عامتها غير محفوظة: (( وله غير ما ذكرت، وفي بعض رواياته مالا يوافقه عليه الثقات، وهو ممن يكتب حديثه )) . مضى برقم: 2996، 4681، 13967.
و (( أبو جمزة الضبعى )) هو: (( نصر بن عمران بن عصام الضبعى )) ، ثقة مأمون. مضى برقم 5995، 6228.
وكان في المطبوعة والمخطوطة: (( عن أبي حمزة )) وهو خطأ صرف. (( آذى الماء )) ، الأطباق التي تراها ترفعها من متنه الريح، دون الموج. ويأتي أيضا بمعنى: الموج الشديد، وهو الأكثر. والمراد في هذا الخبر، هو المعنى الأول. وكان في المطبوعة: (( أذى )) بغير مد، وليس صواباً وفي المخطوطة (( أدنى )) وهو خطآ صرف. وهذا الخبر، نقله ابن كثير في تفسيره 3: 585، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 141، ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن منده في كتاب الرد على الجهمية، وأبي الشيخ.
15352 - حدثني علي بن سهل قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة قال: حدثنا أبو مسعود، عن جويبر قال: مات ابن للضحاك بن مزاحم، ابنَ ستة أيام قال: فقال: يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده، فأبرزْ وجهه، وحُلّ عنه عقده، فإن ابني مُجْلَسٌ ومسئول! ففعلت به الذي أمرني، فلما فرغت، قلت: يرحمك الله، عمّ يُسألُ ابنك؟ مَنْ يسأله إيّاه؟ (1) قال: يُسْأَل عن الميثاق الذي أقرّ به في صلب آدم عليه السلام. قلت: يا أبا القاسم، وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم؟ قال: ثني ابن عباس أن الله مسح صلب آدم، فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، وأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وتكفّل لهم بالأرزاق، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، (2) فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفَى به نفعه الميثاق الأوّل، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يفِ به لم ينفعه الميثاق الأوّل، ومن مات
(1) في المطبوعة والدر المنثور، أسقط قوله: (( من يسأله إياه )) ، وهي ثابتة في المخطوطة، وفي ابن كثير، الناقل من هذا الموضع من التفسير.
(2) في المخطوطة، أسقط من أول قوله (( ثم تكفل لهم )) إلى قوله: (( تقوم الساعة )) ، وهي ثابتة في تفسير ابن كثير، والدر المنثور. وأما المطبوعة، فأسقطت من (( وتكفل )) إلى قوله: (( تقوم الساعة )) ، وهي ثابتة في تفسير ابن كثير والدر المنثور. وأما المطبوعة، فأسقطت من (( وتكفل )) إلى قوله: (( في صلبه )) .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|