عرض مشاركة واحدة
  #724  
قديم 17-07-2025, 12:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثالث عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنفال
الحلقة (724)
صــ 401 إلى صــ 410




(9)
في المطبوعة: "أن يلقانا عدونا غدًا" ، لم يحسن قراءة المخطوطة، وهذا هو الموافق لما في سيرة ابن هشام، وتاريخ الطبري.

(10)
"صدق" (بضمتين) جمع "صدوق" ، مجازه: أن يصدق في قتاله أو عمله، أي يجد فيه جدًا، كالصدق في القول الذي لا يخالطه كذب، أي ضعف.

(11)
قوله في آخر الجملة الآتية "غدًا" ، ليست في سيرة ابن هشام ولا في التاريخ، ولكنها ثابتة في المخطوطة.

(12)
الأثر: 15720 - هذا الخبر، روى صدر منه فيما سلف: 15710. وهو في سيرة ابن هشام مفرق 2: 257، 258، ثم 2: 266، 267.

وفي تاريخ الطبري 2: 270 ثم 2: 273، ثم تمامه أيضًا في: 273.
(13)
"اللطيمة" ، هو الطيب، و "لطيمة المسك" ، وعاؤه ثم سموا العير التي تحمل الطيب والعسجد، ونفيس بز التجار: "اللطيمة" .

(14)
في المطبوعة: "ابن الأريقط" ، وأثبت ما في المخطوطة.

فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) ، [سورة المائدة: 24] ، ولكنا نقول: أقدم فقاتل، إنا معك مقاتلون! ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وقال: إن ربي وعدني القوم، وقد خرجوا، فسيروا إليهم! فساروا.
15722- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، قال: الطائفتان إحداهما أبو سفيان بن حرب إذ أقبل بالعير من الشأم، والطائفة الأخرى أبو جهل معه نفر من قريش. فكره المسلمون الشوكة والقتال، وأحبوا أن يلقوا العير، وأراد الله ما أراد.
15723- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) ، قال: أقبلت عير أهل مكة = يريد: من الشأم (1) = فبلغ أهل المدينة ذلك، فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير. فبلغ ذلك أهل مكة، فسارعوا السير إليها، لا يغلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين، فكانوا أن يلقوا العير أحبَّ إليهم، وأيسر شوكة، وأحضر مغنمًا. فلما سبقت العير وفاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين يريد القوم، فكره القوم مسيرهم لشوكةٍ في القوم.
15724- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، قال: أرادوا العير. قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول، فأغار
(1)
في المخطوطة: "يريد الشأم" ، وما في المطبوعة هو الصواب.

كُرْز بن جابر الفهري يريد سَرْح المدينة حتى بلغ الصفراء، (1) فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فركب في أثره، فسبقه كرز بن جابر. فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام سنَتَه. ثم إن أبا سفيان أقبل من الشأم في عير لقريش، حتى إذا كان قريبًا من بدر، نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فأوحى إليه: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، فنفر النبي صلى الله عليه وسلم بجميع المسلمين، وهم يومئذ ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا منهم سبعون ومئتان من الأنصار، وسائرهم من المهاجرين. وبلغ أبا سفيان الخبر وهو بالبطم، (2) فبعث إلى جميع قريش وهم بمكة، فنفرت قريش وغضبت.
15725- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، قال: كان جبريل عليه السلام قد نزل فأخبره بمسير قريش وهي تريد عيرها، ووعده إما العيرَ، وإما قريشًا وذلك كان ببدر، وأخذوا السُّقاة وسألوهم، فأخبروهم، فذلك قوله: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، هم أهل مكة.
(1)
"السرح" ، المال يسام في المرعى، من الأنعام والماشية ترعى. و "الصفراء" قرية فويق ينبع، كثيرة المزارع والنخل، وهي من المدينة على ست مراحل، وكان يسكنها جهينة والأنصار ونهد.

(2)
هكذا جاء في المطبوعة والمخطوطة، ولم أجد مكانًا ولا شيئا يقال له "البطم" ، وأكاد أقطع أنه تحريف محض، وأن صوابه (بِإضَمٍ) . و "إضم" واد بجبال تهامة، وهو الوادي الذي فيه المدينة. يسمى عند المدينة "قناة" ، ومن أعلى منها عند السد يسمى "الشظاة" ، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى "إضما" . وقال ابن السكيت: "إضم" ، واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر، وأعلى إضم "القناة" التي تمر دوين المدينة. و "إضم" من بلاد جهينة.

والمعروف في السير أن أبا سفيان في تلك الأيام، نزل على ماء كان عليه مجدى بن عمير الجهني، فلما أحس بخبر المسلمين، ضرب وجه عيره، فساحل بها، وترك بدرًا بيسار. فهو إذن قد نزل بأرض جهينة، و "إضم" من أرضهم، وهو يفرغ إلى البحر، فكأن هذا هو الطريق الذي سلكه. ولم أجد الخبر في مكان حتى أحقق ذلك تحقيقًا شافيًا.
15726- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، إلى آخر الآية، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهم يريدون يعترضون عِيرًا لقريش. قال: وخرج الشيطان في صورة سُرَاقة بن جعشم، حتى أتى أهل مكة فاستغواهم، وقال: إنّ محمدًا وأصحابه قد عرضوا لعيركم! وقال: لا غالبَ لكم اليوم من الناس من مثلكم، وإنّي جار لكم أن تكونوا على ما يكره الله! فخرجوا ونادوا أن لا يتخلف منا أحد إلا هدمنا داره واستبحناه! وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالروحاء عينًا للقوم، فأخبره بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد وعدكم العير أو القوم! فكانت العير أحبّ إلى القوم من القوم، كان القتال في الشوكة، والعير ليس فيها قتال، وذلك قول الله عز وجل: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، قال: "الشوكة" ، القتال، و "غير الشوكة" ، العير.
15727- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال، حدثنا عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن ابن أبي حبيب، عن أبي عمران، عن أبي أيوب قال: أنزل الله جل وعز: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم) ، فلما وعدنا إحدى الطائفتين أنها لنا، طابت أنفسنا: و "الطائفتان" ، عِير أبي سفيان، أو قريش. (1)
(1)
الأثر: 15727 - "يعقوب بن محمد الزهري" ، سلف قريبًا رقم: 15715.

و "عبد الله بن وهب المصري" ، الثقة، مضى برقم 6613، 10330.
و "ابن لهيعة" ، مضى الكلام في توثيقه مرارًا.
و "ابن أبي حبيب" ، هو "يزيد بن أبي حبيب المصري" ، ثقة مضى مرارًا كثيرة.
و "أبو عمران" هو: "أسلم أبو عمران" ، "أسلم بن يزيد التجيبي" ، روى عن أبي أيوب، تابعي ثقة، وكان وجيهًا بمصر. مترجم في التهذيب، والكبير 1 \ 2 \ 25، وابن أبي حاتم 1 \ 1 \ 307. وسيأتي في هذا الخبر بإسناد آخر، في الذي يليه.
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 73، 74 مطولا، وقال: "رواه الطبراني، وإسناده حسن" .
15728 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران الأنصاري، أحسبه قال: قال أبو أيوب=: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، قالوا: "الشوكة" القوم و "غير الشوكة" العير، فلما وعدنا الله إحدى الطائفتين، إما العير وإما القوم، طابت أنفسنا. (1)
15729- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثني يعقوب بن محمد قال، حدثني غير واحد في قوله: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، إن "الشوكة" ، قريش.
15730- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، هي عير أبي سفيان، ودّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العير كانت لهم، وأن القتال صُرِف عنهم.
15731- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، أي الغنيمة دون الحرب. (2)
* * *
وأما قوله: (أنها لكم) ، ففتحت على تكرير "يعد" ، وذلك أن قوله: (يعدكم الله) ، قد عمل في "إحدى الطائفتين" .
فتأويل الكلام: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) ، يعدكم أن إحدى الطائفتين لكم، كما قال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) . [سورة محمد: 18] . (3)
* * *
(1)
الأثر: 15728 - "أسلم، أبو عمران الأنصاري" ، هو الذي سلف في الإسناد السابق، وسلف تخريجه.

(2)
الأثر: 15731 - سيرة ابن هشام 2: 322، وهو تابع الأثريين السالفين، رقم: 15713، 15718.

(3)
انظر معاني القرآن للفراء 1: 404، وزاد "فأن، في موضع نصب كما نصب الساعة" .

قال: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) ، فأنث "ذات" ، لأنه مراد بها الطائفة. (1) ومعنى الكلام: وتودون أن الطائفة التي هي غير ذات الشوكة تكون لكم، دون الطائفة ذات الشوكة.
القول في تأويل قوله: {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) }
* * *
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويريد الله أن يحق الإسلام ويعليه (2)
= "بكلماته" ، يقول: بأمره إياكم، أيها المؤمنون، بقتال الكفار، وأنتم تريدون الغنيمة، والمال (3) وقوله: (ويقطع دابر الكافرين) ، يقول: يريد أن يَجُبَّ أصل الجاحدين توحيدَ الله.
* * *
وقد بينا فيما مضى معنى "دابر" ، وأنه المتأخر، وأن معنى: "قطعه" ، الإتيان على الجميع منهم. (4)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15731- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قول الله: (ويريد الله أن يحق الحق بكلماته) ، أن يقتل هؤلاء الذين أراد أن يقطع دابرهم، هذا خيرٌ لكم من العير.
(1)
انظر ما قاله آنفًا في "ذات بينكم" ص: 384.

(2)
انظر تفسير "حق" فيما سلف من فهارس اللغة (حقق) .

(3)
انظر تفسير "كلمات الله" فيما سلف 11: 335، وفهارس اللغة (كلم) .

(4)
انظر تفسير "قطع الدابر" 11: 363، 364 \ 12: 523، 524.

15732- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: (ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) ، أي: الوقعة التي أوقع بصناديد قريش وقادتهم يوم بدر. (1)
* * *
القول في تأويل قوله: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويريد الله أن يقطع دابر الكافرين، كيما يحق الحق، كيما يُعبد الله وحده دون الآلهة والأصنام، ويعزّ الإسلام، وذلك هو "تحقيق الحق" = (ويبطل الباطل) ، يقول ويبطل عبادة الآلهة والأوثان والكفر، ولو كره ذلك الذين أجرموا فاكتسبوا المآثم والأوزار من الكفار. (2)
15733- حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) ، هم المشركون.
* * *
وقيل: إن "الحق" في هذا الموضع، الله عز وجل.
* * *
(1)
الأثر: 15731 - سيرة ابن هشام 2: 322، وهو تابع الأثر السالف رقم: 15730.

(2)
انظر تفسير "المجرم" فيما سلف ص: 70، تعليق: 2، والمراجع هناك.

القول في تأويل قوله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: "ويبطل الباطل" ، حين تستغيثون ربكم= ف "إذْ" من صلة "يبطل" .
* * *
ومعنى قوله: (تستغيثون ربكم) ، تستجيرون به من عدوكم، وتدعونه للنصر عليهم= "فاستجاب لكم" فأجاب دعاءكم، (1) بأني ممدكم بألف من الملائكة يُرْدِف بعضهم بعضًا، ويتلو بعضهم بعضًا. (2)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاءت الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. * ذكر الأخبار بذلك:
15734- حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عكرمة بن عمار قال، حدثني سماك الحنفي قال، سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر، ونظرَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وعِدّتهم، ونظر إلى أصحابه نَيِّفا على ثلاثمئة، فاستقبل القبلة، فجعل يدعو يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني! اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض!" ، فلم يزل كذلك حتى سقط رداؤه، وأخذه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فوضع رداءه عليه، ثم التزمه من ورائه، (3) ثم قال: كفاك يا نبي الله، بأبي وأمي، مناشدتَك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك! فأنزل الله: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) . (4)
(1)
انظر تفسير "استجاب" فيما سلف ص: 321، تعليق: 2، والمراجع هناك.

(2)
انظر تفسير "الإمداد" فيما سلف 1: 307، 308 \ 7: 181.

(3)
"التزمه" ، احتضنه أو اعتنقه.

(4)
الأثر: 15734 - "عكرمة بن عمار اليمامي العجلي" ، ثقة، مضى برقم: 849، 2185، 8224، 13832.

و "سماك الحنفي" ، هو "سماك بن الوليد الحنفي" ، "أبو زميل" ، ثقة. مضى برقم: 13832.
وهذا الخبر، رواه مسلم في صحيحه 12: 84 - 87، مطولا من طريق هناد بن السري، عن عبد الله بن المبارك، عن عكرمة.
رواه أحمد في مسنده رقم: 208، 221، من طريق أبي نوح قراد، عن عكرمة ابن عمار. مطولا.
وروى بعضه أبو داود في سننه 3: 82.
ورواه الترمذي في كتاب التفسير، مختصرًا، من طريق محمد بن بشار، عن عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة، وقال "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر، إلا من حديث عكرمة بن عمار، عن أبي زميل" .
ورواه أبو جعفر الطبري في تاريخه، من الطريق نفسها 2: 280.
15735- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قال: لما اصطفَّ القوم، قال أبو جهل: اللهم أولانا بالحق فانصره! ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: يا رب، إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا!
15736- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم ربنا أنزلت علي الكتاب، وأمرتني بالقتال، ووعدتني بالنصر، ولا تخلف الميعاد! فأتاه جبريلُ عليه السلام، فأنزل الله: (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزِلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) ، (1)
[سورة ال عمران: 124-125] .
15737- حدثني أبو السائب قال، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيْع قال: كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: اللهم انصر هذه العصابة، فإنك إن لم تفعل لن تعبد في الأرض! قال: فقال أبو بكر: بعضَ مناشدتك مُنْجِزَك ما وعدك. (2)
(1)
الأثر: 15736 - هذا الخبر لم يذكره أبو جعفر في تفسير آية سورة آل عمران 7: 173 - 190.

(2)
الأثر: 15737 - "أبو إسحاق" ، هو الهمداني السبيعي، وكان في المطبوعة "ابن إسحاق" غير ما في المخطوطة، فأساء.

و "زيد بن يثيع الهمداني" ، ويقال: "... أثيع" و "أثيل" . آخره لام. روى عن أبي بكر الصديق، وعلي، وحذيفة، وأبي ذر، وعنه أبو إسحاق السبيعي فقط. ذكره ابن حبان في الثقات، مترجم في التهذيب، وابن سعد: 155، والكبير 2 \ 1 \ 373، وابن أبي حاتم 1 \ 2 \ 573 في "زيد بن نفيع الهمداني" ، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، ولكن العجب أنه كان هناك في المطبوعة والمخطوطة، "زيد بن نفيع" أيضًا.
و "يثيع" بالياء والثاء، مصغرًا، هكذا ضبط. وقال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: 249: "يثيع" "يفعل" من "ثاع، يثيع" ، إذا اتسع وانبسط.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.91 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]