
18-07-2025, 12:50 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,880
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الرابع عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ براءة
الحلقة (789)
صــ 481 إلى صــ 490
عن أبيه، عن عمران بن أبي أنس، عن سعيد بن أبي سعيد الخدري قال: تمارى رجلان، فذكر مثله. (1)
17222- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثني سَحْبَل بن محمد بن أبي يحيى قال، سمعت عمي أنيس بن أبي يحيى يحدث، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسجد الذي أسس على التقوى، مسجدي هذا، وفي كلٍّ خيرٌ. (2)
17223- حدثني المثنى قال، حدثني الحماني قال، حدثنا عبد العزيز، عن أنيس، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه. (3)
17224- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا صفوان بن عيسى قال، أخبرنا أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد: أن رجلا من بني خُدْرة
(1) الأثر: 17221 - "بحر بن نصر بن سابق الخولاني" ، شيخ أبي جعفر، مضى برقم: 10588، 10647.
وهذا الخبر، ذكره ابن كثير في تفسيره 4: 243، من مسند أحمد قال: "حدثنا موسى بن داود قال، حدثنا ليث، عن عمران بن أبي أنس، عن سعيد بن أبي سعيد قال: تمارى رجلان" . ولم أستطع أن أستخرجه من المسند في ساعتي هذه، وقال ابن كثير: "تفرد به أحمد" .
(2) الأثر: 17222 - "سحبل بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي" ، هو "عبد الله بن محمد بن أبي يحيى" ، وقد ينسب إلى جده. ثقة. مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 156.
وفي بعض الكتب غير مضبوط "سحيل" بالياء، وضبطه في التقريب بفتح السين المهملة، وسكون الحاء، بعدها موحدة. وكان في المطبوعة: "سجل" ، والصواب ما في المخطوطة.
و "أنيس بن أبي يحيى سمعان الأسلمي" ، ثقة. مترجم في التهذيب، والكبير 1 / 2 / 43، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 334.
وأبوه "سمعان" ، "أبو يحيى، الأسلمي" ، تابعي ثقة. مترجم في التهذيب، والكبير 2 / 2 / 205، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 316.
وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده 3: 23 من طريق: يحيى، عن أنيس بن أبي يحيى، بنحوه.
ثم رواه أيضا 3: 91 من طريق صفوان، عن أنيس، بنحوه (رواه أبو جعفر برقم: 17224) .
وإسناده صحيح. وسيأتي من طرق أخرى بعده.
(3) الأثر: 17223 - مكرر الذي قبله.
ورجلا من بني عمرو بن عوف، امتريا في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدريُّ: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال العوفي: هو مسجد قباء. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم وسألاه فقال: هو مسجدي هذا، وفي كلٍّ خيرٌ. (1)
* * *
القول في تأويل قوله: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: في حاضري المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، رجال يحبُّون أن ينظفوا مقاعدَهم بالماء إذا أتوا الغائط، والله يحبّ المتطهّرين بالماء.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17225- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن شهر بن حوشب قال: لما نزل: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الطُّهور الذي أثنى الله عليكم؟ قالوا: يا رسول الله، نغسل أثر الغائط. (2)
(1) الأثر: 17224 - رواه أحمد في مسنده، كما أشرت إليه في التعليق على رقم: 17222.
و "صفوان بن عيسى الزهري" ، من شيوخ أحمد، ثقة. مترجم في التهذيب، والكبير 2 / 2 / 310، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 425.
(2) الأثر: 17225 - حديث شهر بن حوشب المرسل، سيأتي ذكره في التعليق على رقم: 17228، بعده.
17226- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل قُباء: "إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطُّهور، فما تصنعون؟" قالوا: إنا نغسل عنَّا أثر الغائط والبوْل.
17227- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: لما نزلت: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، ما هذا الطُّهور الذي أثنى الله عليكم فيه؟ قالوا: إنا نَسْتطيب بالماء إذا جئنا من الغائط.
17228- حدثني جابر بن الكردي قال، حدثنا محمد سابق قال، حدثنا مالك بن مغول، عن سيَّارٍ أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: قام علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبروني، فإن الله قد أثنى عليكم بالطُّهور خيرًا؟ فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد عندنا مكتوبًا في التوراة، الاستنجاءُ بالماء. (1)
(1) الأثر: 17228 - حديث شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، سيأتي من طرق، هذا ثم: 17229 - 17231، 17240.
"جابر بن الكردي بن جابر الواسطي" ، شيخ الطبري، ثقة مضى برقم: 7216.
و "محمد بن سابق التميمي" ، ثقة، قيل إنه ليس ممن يوصف بالضبط في الحديث. مترجم في التهذيب، والكبير 1 / 1 / 111، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 283، ولم يذكرا فيه جرحا.
و "مالك بن مغول بن عاصم البجلي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 5431، 10872، 14268.
و "سيار، أبو الحكم العنزي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 39.
و "شهر بن حوشب الأشعري" ، ثقة، مضى برقم: 1489، 5244، 6650 - 6652، وبعدها كثير.
و "محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الخزرجي الإسرائيبلي" ، له رؤية ورواية محفوظة. مترجم في تعجيل المنفعة: 366، 367، والكبير 1 / 1 / 18، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 297، والاستيعاب: 234، 235، وأسد الغابة 4: 324، والإصابة، في ترجمته.
وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده 6: 6، من طريق "يحيى بن آدم، حدثنا مالك - يعني ابن مغول - قال سمعت سيارا أبا الحكم غير مرة يحدث عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله. . ." .
ورواه البخاري في التاريخ الكبير 1 / 1 / 18 من طريق محمد بن يوسف، عن مالك بن مغول، بنحوه، ثم قال: "وقال إسحاق، عن جرير، عن ليث، عن رجل من الأنصار من أهل قباء: لما نزلت، بهذا" . فبين الاختلاف فيه على شهر بن حوشب، وأنه أبهم الرجل من الأنصار.
وأشار إليه الحافظ ابن عبد البر في ترجمته وقال: "حديثه مخرج في التفسير، ويختلف في إسناد حديثه هذا، ومنهم من يجعله مرسلا" ، والمرسل هو رواية الطبري السالفة رقم: 17225، وقال ابن حجر في الإصابة: "قال ابن منده: رواه داود بن أبي هند، عن شهر مرسلا، لم يذكر محمد ولا أباه" .
ورواه ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمته.
وسيأتي في رقم: 17230، قول يحيى بن آدم "ولا أعلم إلا عن أبيه" . فانظر التعليق على الأثر هناك.
17229- حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا [يحيى بن رافع] ، عن مالك بن مغول قال، سمعت سيارًا أبا الحكم غير مرة، يحدث، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قُباء قال: إن الله قد أثنى عليكم بالطهور خيرا = يعني قوله: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) ، قالوا: إنا نجده مكتوبًا عندنا في التوراة، الاستنجاءُ بالماء. (1)
17230- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال، حدثنا [يحيى بن رافع] ، قال، حدثنا مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام = قال يحيى: ولا أعلمه إلا عن أبيه = قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل قباء: إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرًا! قالوا: إنا نجده
(1) الأثر: 17229 - "يحيى بن رافع" ، هكذا جاء في الموضعين في مطبوعة الطبري ومخطوطته، ولا أدري كيف وقع هذا، فليس في هذه الطبقة من الرواة من أعرفه يقال له "يحيى بن رافع" ، وأما "يحيى بن رافع الثقفي" ، فهذا قديم جدا سمع عثمان وأبا هريرة، ومضى برقم: 5777، ولكنه لما وقع هكذا في الموضعين أثبته على حاله.
أما الذي لا أكاد أشك فيه، فالصواب أنه "يحيى بن آدم" ، كما جاء في مسند أحمد، وكما ذكره الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة، والإصابة، وذكر أيضا رواية أبي هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم، كما سترى بعد، من طريق البغوي.
وهذا الخبر، رواه ابن حجر في الإصابة، وقال: "أخرجه أحمد، والبخاري في تاريخه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن قانع، والبغوي" . وانظر التعليق على رقم: 17228، وعلى رقم: 17230.
مكتوبًا علينا في التوراة، الاستنجاءُ بالماء. وفيه نزلت: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) . (1)
17231- حدثني عبد الأعلى بن واصل قال، حدثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال، حدثنا أبو أويس المدني، عن شرحبيل بن سعد، عن عويم بن ساعدة، وكان من أهل بدر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء: إني أسمع الله قد أثنى عليكم الثَّناء في الطهور، (2) فما هذا الطهور؟ قالوا: يا رسول الله، ما نعلم شيئًا، إلا أن جيرانًا لنا من اليهود رأيناهم يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا. (3)
(1) الأثر: 17230 - هكذا "يحيى بن رافع" ، والصواب المرجح "يحيى بن آدم" كما سلف في التعليق الماضي.
ومن هذا الطريق ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وتعجيل المنفعة، وفيه زيادة "ولا أعلمه إلا عن أبيه" ، ونسبه إلى البغوي في الصحابة، ثم أعقبه بقوله: "قال قال أبو هشام (يعني الرفاعي) ، وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم، ليس فيه عن أبيه" ثم قال: "وقال البغوي: حدث به الفريابي، عن مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر أباه" .
ثم قال: "روى سلمة بن رجاء، عن مالك بن مغول، فزاد فيه: عن أبيه. وقال أبو زرعة الرازي: الصحيح عندنا عن محمد، ليس فيه: عن أبيه" .
وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 212، 213 على محمد بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه شهر بن حوشب، وقد اختلفوا فيه. ولكنه وثقه أحمد وابن معين، وأبو زرعة، ويعقوب بن أبي شيبة" ثم خرجه عن محمد بن عبد الله بن سلام، ثم قال: "رواه أحمد عن محمد بن عبد الله بن سلام، ولم يقل: عن أبيه، كما قال الطبراني. وفيه شهر أيضا" .
فهذا الذي ذكرته دال، أولا، على أن صواب الاسم "يحيى بن آدم" ، لا "يحيى بن رافع" كما وقع في المخطوطة والمطبوعة. ودال أيضا على الاختلاف في هذا الخبر اختلافا يوجب النظر.
ثم بقي شيء آخر، لم أجد من ذكره في الكلام على هذا الخبر، أرجو أن أكون أصبت في ذكره وبيانه.
وذلك أن الثناء من الله على رجال يحبون أن يتطهروا، كانوا يلزمون المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، وهو مسجد قباء بلا شك. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سأل هؤلاء عن ثناء الله عليهم. وهؤلاء الرجال هم من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ومنزلهم بقباء. وهم قوم عرب على دينهم في الجاهلية، لم يذكر أحد أنهم كانوا يهودا.
وخبر شهر بن حوشب هذا، عن محمد بن عبد الله بن سلام، ذكر فيه ثناء الله على هؤلاء الرجال، وأن جوابهم كان: "إنا نجد عندنا مكتوبا في التوراة، الاستنجاء بالماء" ، فظاهر هذا الخبر يدل على أن دينهم كان اليهودية. وذلك ما لم أجد قائلا قال به.
و "محمد بن عبد الله بن سلام" ، وأبوه "عبد الله بن سلام بن الحارث" ، من بني قينقاع، من اليهود، من ذرية يوسف النبي عليه السلام، وكان عبد الله بن سلام حليف القواقل من الخزرج، وهم بنو عمرو بن عوف بن الخزرج، وليسوا من "بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس" في شيء، ومنازل هؤلاء غير منازل هؤلاء. وفي إسلام عبد الله بن سلام (سيرة ابن هشام 2: 163) ، أنه قال، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرته: "فلما نزل بقباء، في بني عمرو بن عوف، أقبل رجل حتى أخبر بقدومه، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها" ، فعبد الله بن سلام، وولده لم يكن منهم أحد بقباء.
فقوله في الخبر رقم: 17228 "قام علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبروني. . ." ، إلى آخر الخبر، مشكل جدا، لأن الخبر خبر محمد بن عبد الله بن سلام، والضمير فيه راجع إليه وإلى قومه أو حلفائه بني عمرو بن عوف بن الخزرج، وهذا لا يصح البتة، بدليل قوله في الذي يليه: أن ذلك كان "لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قباء" .
وهذا الذي ذكرت اضطراب شديد في صلب الخبر، لا يرفعه شيء. ومهما يكن من أمر إسناده، واختلاف المختلفين فيه على شهر بن حوشب، فإن علته في سياقه، أشد من علته في إسناده عندي. والله أعلم من أين أتى هذا الاضطراب؟ والذي لا شك فيه: أنه بعيد جدا أن يكون هذا الجواب من كلام بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وأنه أشبه بأن يكون كلام أحد من حلفائهم اليهود.
وأوضح منه ما جاء في خبر عويم بن ساعدة (رقم: 17231) ، وهو: "ما نعلم شيئا، إلا أن جيرانا لنا من اليهود، رأيناهم يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا" . فهذا أبين، وأقرب إلى سياق ما سئلوا عنه، وأدنى إلى رفع الاضطراب. والله تعالى أعلم.
(2) في المسند: "قد أحسن عليكم الثناء" ، ولو قرئ ما في المخطوطة: "قد أسنى" بمعنى: رفع، لكان حسنا.
(3) الأثر: 17231 - "عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي" ، شيخ الطبري، مضى برقم: 11125.
و "إسماعيل بن صبيح اليشكري" ، ثقة، مضى برقم: 2996، 8640، 11158.
و "أبو أويس المدني" ، هو "عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الصبحي" ، صدوق، ليس بحجة، مضى برقم: 8640.
و "شرحبيل بن سعد الخطمي" ، قال أخي السيد أحمد فيما سلف رقم: 8396: "الحق أنه ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره، إذ جاوز المئة. وقد فصلنا القول فيه في شرح المسند: 2104. وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، والكلام في تضعيفه شديد، وذكر الحافظ ابن حجر في التهذيب، روايته عن عويم بن ساعدة فقال:" وفي سماعه من عويم بن ساعدة نظر، لأن عويما مات في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويقال: في خلافة عمر رضي الله عنه "."
وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده 3: 422 من طريق حسين بن محمد، عن أبي أويس، بنحوه.
وذكره ابن كثير في تفسير 4: 41، ثم قال: "ورواه ابن خزيمة في صحيحه" . وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 212، وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الثلاثة. وفيه شرحبيل بن سعد، ضعفه مالك، وابن معين، وأبو زرعة، وثقه ابن حبان" .
17232- حدثني محمد بن عمارة قال، حدثنا محمد بن سعيد قال، حدثنا إبراهيم بن محمد، عن شرحبيل بن سعد قال: سمعت خزيمة بن ثابت يقول: نزلت هذه الآية: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ، قال: كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط.
17233- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي ليلى، عن عامر قال: كان ناس من أهل قُباء يستنجون بالماء، فنزلت: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) .
17234- حدثنا الحسن بن عرفة قال، حدثنا شبابة بن سوار، عن شعبة، عن مسلم القُرِّيّ قال: قلت لابن عباس: أصبُّ على رأسي؟ = وهو محرم = قال: ألم تسمع الله يقول: (إن الله يحب التوّابين ويحب المتطهرين) ؟ (1)
17235- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حفص، عن داود، وابن أبي ليلى، عن الشعبي، قال، لما نزلت: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء: ما هذا الذي أثنى الله عليكم؟ قالوا: ما منَّا من أحدٍ إلا وهو يستنجي من الخلاء.
17236- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن عبد الحميد المدني، عن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعويم بن ساعدة: ما هذا الذي أثنى الله عليكم: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ؟ قال: نوشك أن نغسل الأدبار بالماء! (2)
(1) الأثر: 17234 - "مسلم القري" بضم القاف وتشديد الراء، نسبة إلى بني قرة، من عبد القيس وهو مولاهم = هو: "مسلم بن مخراق العبدي الفريابي" ، ثقة، مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 1 / 271، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 194.
(2) الأثر: 17236 - "عبد الحميد المدني" . ظني أنه "عبد الحميد بن سليمان الخزاعي، أبو عمر المدني الضرير" ، روى عن أبي حازم، وأبي الزناد، وروى عنه هشيم، وهو من أقرانه، ضعيف الحديث. مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 14.
و "إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري" ، ظني أيضا أنه "إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية الأنصاري المدني" ، روى عن الزهري وغيره، وهو ضعيف أيضا، كثير الوهم. مترجم في التهذيب، والكبير 1 / 1 / 271، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 84.
وفي تفسير ابن كثير 4: 241 "عن إبراهيم بن المعلى الأنصاري" ، ولم أجد له ذكرا في كتب الرجال.
17237- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال، أخبرنا أبو جعفر، عن حصين، عن موسى بن أبي كثير قال: بدء حديث هذه الآية في رجال من الأنصار من أهل قباء: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: نستنجي بالماء. (1)
17238- حدثني المثنى قال، حدثنا أصبغ بن الفرج قال، أخبرني ابن وهب قال، أخبرني يونس، عن أبي الزناد قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عويم بن ساعدة، من بني عمرو بن عوف، ومعن بن عدي، من بني العجلان، وأبي الدحداح = فأما عويم بن ساعدة، فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنِ الذين قال الله فيهم: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرجال، منهم عويم بن ساعدة = لم يبلغنا أنه سمّى منهم رجلا غير عويم. (2)
(1) الأثر: 17237 - "عبد الرحمن بن سعد" ، هو "عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي" ، مضى برقم: 10666، 10855، 17011.
و "أبو جعفر" هو "أبو جعفر الرازي" ، مضى مرارا كثيرة.
و "حصين" هو "حصين بن عبد الرحمن السلمي" ، مضى مرارا آخرها: 16671.
و "موسى بن أبي كثير الأنصاري" ، ثقة، في الحديث: مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 1 / 293، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 7.
(2) الأثر: 17238 - "أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع الأموي" ، الفقيه المصري، ثقة كان وراق ابن وهب، وكان من أجل أصحابه، وكان من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك، مترجم في التهذيب، والكبير 1 / 2 / 37، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 321.
وهذا الخبر جزء من حديث السقيفة (الفتح 12: 133) ، وعلق عليه الحافظ ابن حجر هناك، وذكر طرقه. وذكره في الإصابة في ترجمة "عويم بن ساعدة" ، وذكر هذه الزيادة عن الإسماعيلي قال: "وزاد الإسماعيلي في روايته قال الزهري، فأخبرني عروة بن الزبير أن الرجلين اللذين لقياهما، هما: عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، فأما عويم، فهو الذي بلغنا. . ." ، بنحوه.
وخبر السقيفة، رواه البخاري (الفتح 12: 128 - 139) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس.
ورواه أحمد في مسنده رقم: 391، من طريق مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري. (وفي المسند: "عويمر بن ساعدة" ، وهو خطأ، صوابه: عويم بن ساعدة) .
ورواه ابن سعد الطبقات 3 / 2 / 31، مختصرا، وفيه نحو خبر لفظ أبي جعفر، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، وفيه "قال ابن شهاب: وأخبرني عروة بن الزبير أن الرجلين اللذين لقومهما، عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي. فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا. . ." ، بنحوه.
17239- حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن هشام بن حسان قال، حدثنا الحسن قال: لما نزلت هذه الآية: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا الذي ذكركم الله به في أمر الطهور، فأثنى به عليكم؟ قالوا: نغسل أثر الغائِطِ والبول.
17240- حدثني المثنى قال، حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن مالك بن مغول قال، سمعت سيارًا أبا الحكم يحدّث، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة = أو قال: قدم علينا رسول الله = فقال: إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرًا أفلا تخبروني؟ "قالوا: يا رسول الله، إنا نجد علينا مكتوبًا في التوراة، الاستنجاءُ بالماء = قال مالك: يعني قوله: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) . (1) "
17241- حدثني أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية قال: لما نزلت هذه الآية: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) ، سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما طهوركم هذا الذي ذكرَ الله؟
(1) الأثر: 17240 - هذا مكرر الآثار السالفة من رقم: 17225، ثم رقم: 17228 - 17230، فانظر التعليق عليها هناك.
قالوا: يا رسول الله، كنا نستنجي بالماء في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم ندعْه. قال: فلا تدَعوه.
17242- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: كان في مسجد قُباء رجال من الأنصار يوضِّئون سَفِلَتهم بالماء، (1) يدخلون النخل والماء يجري فيتوضئون، فأثنى الله بذلك عليهم فقال: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) ، الآية.
17243- حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء قال: أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قباء، فنزلت فيهم: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) .
* * *
وقيل: (والله يحب المطهرين) ، وإنما هو: "المتطهِّرين" ، ولكن أدغمت التاء في الطاء، فجعلت طاء مشددة، لقرب مخرج إحداهما من الأخرى. (2)
* * *
القول في تأويل قوله: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) }
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة قوله: (أفمن أسس بنيانه) .
فقرأ ذلك بعض قرأة أهل المدينة: (أَفَمَنْ أُسِّسَ بُنْيَانُهُ عَلَى تَقْوى مِنَ
(1) قوله: "يوضئون سفلتهم" يعني، يغسلون أدبارهم. و "السفلة" بمعنى المقعدة والدبر، لم تذكر في كتب اللغة، والمذكور بهذا المعنى "السافلة" . وضبطتها "بفتح السين وكسر الفاء" قياسا على قولهم: "سفلة البعير" ، وهي قوائمه، لأنها أسفل.
(2) انظر تفسير "المطهر" فيما سلف 4: 384.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|