
18-07-2025, 04:37 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,940
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الخامس عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ هود
الحلقة (823)
صــ 241 إلى صــ 250
17961- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) ، يعني: كلّ دابة، والناسُ منهم.
* * *
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يزعم أن كل مالٍ فهو "دابة" (1) = وأن معنى الكلام: وما دابة في الأرض = وأن "من" زائدة. (2)
* * *
وقوله: (ويعلم مستقرها) ، حيث تستقر فيه، وذلك مأواها الذي تأوي إليه ليلا أو نهارًا = (ومستودعها) الموضع الذي يودعها، إما بموتها، فيه، أو دفنها. (3)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
17962- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن التيمي، عن ليث، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: (مستقرها) حيث تأوي = (ومستودعها) ، حيث تموت.
17963- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (ويعلم مستقرها) ، يقول: حيث تأوى = (ومستودعها) ، يقول: إذا ماتت.
(1) في المطبوعة: "كل ماش فهو دابة" ، والذي أثبته هو نص المخطوطة، و "المال" عند العرب، الإبل والأنعام، وسائر الحيوان مما يقتنى. وهذا وجه. ولكن الذي في مجاز القرآن، وهذا نص كلامه، فهو "كل آكل" ، ولا قدرة لي على الفصل في صواب ما قاله أبو عبيدة، لأن نسخة المجاز المطبوعة، ربما وجد فيها خلاف لما نقل عن أبي عبيدة في الكتب الأخرى.
(2) هذا نص أبي عبيدة في مجاز القرآن 1: 285.
(3) انظر تفسير "المستقر" ، و "المستودع" فيما سلف 1: 539 / 11: 434، 562 - 572 / 12: 358، 359.
17964- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي، عن ليث، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: (يعلم مستقرها ومستودعها) ، قال: "المستقر" ، حيث تأوي = و "المستودع" ، حيث تموت.
* * *
وقال آخرون: (مستقرّها) ، في الرحم = (ومستودعها) ، في الصلب.
*ذكر من قال ذلك:
17965- حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (ويعلم مستقرها) ، في الرحم= (ومستودعها) ، في الصلب، مثل التي في "الأنعام" . (1)
17966- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه عن ابن عباس، قوله: (ويعلم مستقرها ومستودعها) ، فالمستقر ما كان في الرحم، والمستودع ما كان في الصلب.
17967- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (ويعلم مستقرها) ، يقول: في الرحم = (ومستودعها) ، في الصلب.
* * *
وقال آخرون: "المستقر" في الرحم = و "المستودع" ، حيث تموت.
*ذكر من قال ذلك:
17968- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي ويعلى، وابن فضيل، عن إسماعيل، عن إبراهيم، عن عبد الله: (ويعلم مستقرها ومستودعها) ، قال: "مستقرها" ، الأرحام = و "مستودعها" : الأرض التي تموت فيها.
17969-. . . . قال، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن السدي،
(1) انظر تفسير "سورة الأنعام" 11: 562 - 572. والآثار هناك.
عن مرة، عن عبد الله: (ويعلم مستقرها ومستودعها) ، "المستقر" الرحم، و "المستودع" المكان الذي تموت فيه.
* * *
وقال آخرون: (مستقرها) ، أيام حياتها = (ومستودعها) ، حيث تموت فيه.
* ذكر من قال ذلك:
17970- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قالأخبرنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس قوله: (ويعلم مستقرها ومستودعها) ، قال: (مستقرها) ، أيام حياتها، و (مستودعها) : حيث تموت، ومن حيث تبعث.
* * *
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترناه فيه، لأن الله جل ثناؤه أخبر أن ما رزقت الدواب من رزق فمنه، فأولى أن يتبع ذلك أن يعلم مثواها ومستقرها دون الخبر عن علمه بما تضمنته الأصلاب والأرحام.
* * *
ويعني بقوله: (كل في كتاب) ، [مبين] ، عدد كل دابة، (1) ومبلغ أرزاقها، وقدر قرارها في مستقرها، ومدة لبثها في مستودعها. كل ذلك في كتاب عند الله مثبت مكتوب = (مبين) ، يبين لمن قرأه أن ذلك مثبت مكتوب قبل أن يخلقها ويوجدها. (2)
وهذا إخبارٌ من الله جل ثناؤه الذين كانوا يثنون صدورهم ليستخفوا منه، أنه قد علم الأشياء كلها، وأثبتها في كتاب عنده قبل أن يخلقها ويوجدها، يقول لهم تعالى ذكره: فمن كان قد علم ذلك منهم قبل أن يوجدهم، فكيف يخفى عليه ما تنطوي عليه نفوسهم إذا ثنوا به صدورهم، واستغشوا عليه ثيابهم؟
* * *
(1) زدت ما بين القوسين، لأني رجحت أنه حق الكلام، وأن الناسخ ظن أنه تكرار فتركه.
(2) انظر تفسير "مبين" فيما سلف من فهارس اللغة (بين) .
القول في تأويل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله الذي إليه مرجعكم أيها الناس جميعًا، (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) ، يقول: أفيعجز من خلق ذلك من غير شيء أن يعيدكم أحياءً بعد أن يميتكم؟
* * *
وقيل: إن الله تعالى ذكره خلق السموات والأرض وما فيهن في الأيام الستة، فاجتُزِئَ في هذا الموضع بذكر خلق السموات والأرض، من ذكر خلق ما فيهنّ.
17971- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثّ فيها من كل دابة يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل. (1)
(1) الأثر: 17971 - هذا حديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه 17: 123، ورواه أحمد في مسنده 2: 327، رقم: 8323 من ترقيم أخي رحمة الله عليه، في الجزء الذي لم يطبع من المسند. ورواه أبو جعفر في تاريخه 1: 28، 29، 32، جميعها من طريق القاسم بن بشر بن معروف، والحسين بن علي الصدائي، عن حجاج، فهو صدر إسناد آخر غير هذا الإسناد، وإن اتفق سائره. هذا وقد نبتت نابتة تريد أن تبطل نحو هذا الحديث بالرأي، ثم بالطعن في الصحابي الجليل أبي هريرة. وسلك بعضهم إلى هذا مسلكا معيبا عند أهل العلم، في استجلاب ضروب من الملفقات، يريد بها مذمة رجل من أصحاب رسول الله، غير متثبت من الأصل الذي يبنى عليه. فاللهم احفظ دينك من أهوائنا، فما أهلك الدين والدنيا غير الهوى المسلط على عقولنا ونفوسنا. وفي هذا الأمر مقال ليس هذا مكانه.
17972- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (في ستة أيام) ، قال: بدأ خلق الأرض في يومين، وقدّر فيها أقواتها في يومين.
17973- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب قال: بدأ الله خلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وفرغ منها يوم الجمعة، فخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة. قال: فجعل مكان كل يوم ألف سنة.
17974- وحدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك: (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) ، قال: من أيام الآخرة، كل يوم مقداره ألف سنة. ابتدأ في الخلق يوم الأحد، وختم الخلق يوم الجمعة، فسميت "الجمعة" ، وسَبَت يوم السبت فلم يخلق شيئًا
* * *
وقوله: (وكان عرشه على الماء) ، يقول: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض وما فيهن، (1) كما:-
17975- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (وكان عرشه على الماء) ، قبل أن يخلق شيئًا.
17976- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
(1) انظر تفسير "العرش" فيما سلف 12: 482 / 14: 587 / 15: 18.
17977- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
17978- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: (وكان عرشه على الماء) ، ينبئكم ربكم تبارك وتعالى كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض.
17979- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وكان عرشه على الماء) ، قال: هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السماء والأرض.
17980- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد، عن يعلى بن عطاء. عن وكيع بن حُدُس، عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربُّنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: في عَمَاءٍ، (1)
ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء. (2)
17981- حدثنا ابن وكيع، ومحمد بن هارون القطان الرازقي قالا حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن
(1) "العماء" ، في كلام العرب، السحاب. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، ولا ندري كيف كان ذلك العماء" . وهذه كلمة عالم يعقل عن ربه، ولا يتنكر لخبر رسوله المبلغ عنه، العارف بصفاته، ويقاس عليه مثله مما ورد في أحاديث بدء الخلق وأشباهها، ما صح إسناد الخبر عن نبي الله، بأبي هو وأمي. ونقل الترمذي في سننه عن أحمد، عن يزيد بن هارون: "العماء: أي ليس معه شيء" .
(2) الأثر: 17980 - "حماد" ، هو "حماد بن سلمة" ، مضى مرارًا. "ويعلى بن عطاء العامري الطائفي" ، ثقة، مضى برقم: 2858، 11527، 11529، 16579. "ووكيع بن حدس" ، أو "ابن عدس" أبو مصعب العقيلي الطائفي، ذكره ابن حبان في الثقات. مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 2 / 178، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 36. "وأبو رزين العقيلي" ، هو "لقيط بن عامر بن المنتفق" أو "لقيط بن صبرة" ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مضى برقم: 3223 مضى التفريق هناك بينه وبين "لقيط بن صبرة" ، وهذا الخبر رواه الطبري في تاريخه 1: 19 من هذه الطريق نفسها. ورواه أحمد في مسنده 4: 11 من طريق يزيد بن هارون عن حماد، وص: 12 من طريق بهز، عن حماد.
ورواه الترمذي في التفسير، من طريق يزيد بن هارون، وقال: "هذا حديث حسن" . ورواه ابن ماجه في سننه 1: 64، رقم: 182، من طريق يزيد. انظر الأثر التالي رقم: 17981.
حُدُس، عن عمه أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عَماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء. (1)
17982- حدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر بن شميل قال، أخبرنا المسعودي قال، أخبرنا جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن ابن حصين، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتى قومٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فدخلوا عليه، فجعل يبشِّرهم ويقولون: أعطنا! حتى ساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرجوا من عنده. وجاء قوم آخرون فدخلوا عليه، فقالوا: جئنا نسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر؟ قال: فاقبلوا البشرى إذ لم يقبلها أولئك الذين خرجوا! قالوا: قبلنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر قبل كل شيء، ثم خلق سبع سماوات. ثم أتاني آت فقال: تلك ناقتك قد ذهبت، فخرجتُ ينقطع دونها السَّراب، (2)
(1) الأثر: 17981 - هو مكرر الأثر السالف، ومضى تخريجه هناك.
"محمد بن هارون القطان الرازقي" ، شيخ الطبري، هكذا جاء في المخطوطة أيضًا، ومثله في التاريخ بغير "الرازقي" ، ولم أجد ذلك في الذي بين يدي من الكتب. وشيخ الطبري الذي مر مرارًا هو "محمد بن هارون بن إبراهيم الربعي الحربي البزاز" ، أبو نشيط "، وجائز أن يكون وضع" القطان "مكان" البزاز " فهما متقاربان في المعنى. أما "الرازقي" ، فهذا مشكل. إنما يقال له " الحربي "أو" الربعي "وقد مضى" أبو نشيط "برقم: 9511، 10371، 14294."
(2) هكذا في المخطوطة: "ينقطع دونها السراب" ، وهو صواب، ودليله رواية أحمد في مسنده "فإذا السراب ينقطع بيني وبينها" ، بمعنى "ينتهي" ، كما يقال: "منقطع الوادي أو الرمل" ، حيث ينتهي إليه طرفه. يريد: ينتهي الطرف إلى منتهى السراب من قبل بصره، فهو لا يراها. وروى صاحب اللسان حديث أبي ذر "فإذا هي يقطع دونها السراب" (بضم الياء وفتح القاف وتشديد الطاء) ، وقال: أي تسرع إسراعًا كثيرًا تقدمت به وفاتت، حتى إن السراب يظهر دونها، أي من ورائها، لبعدها في البر. أما الحافظ ابن حجر في شرح حديث عمران بن حصين هذا، فقد شرح رواية البخاري وهي "فإذا هي يقطع دونها السراب" وقال: يقطع، بفتح أوله، أي: يحول بيني وبين رؤيتها السراب "، (الفتح 6: 207) ."
ولوددتُ أنّي تركتها. (1)
17983- حدثنا محمد بن منصور قال، حدثنا إسحاق بن سليمان قال، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (وكان عرشه على الماء) ، قال: كان عرش الله على الماء، ثم اتخذ لنفسه جنّةً، ثم اتخذ دونها أخرى، ثم أطبقهما بلؤلؤة واحدة قال: (ومن دونهما جنتان) ، [سورة الرحمن: 62] ، قال: وهي التي
(1) الأثر: 17982 - "خلاد بن أسلم" ، "أبو بكر الصفار" ، شيخ الطبري، مضى برقم: 3004، 11512. "والنضر بن شميل المازني النحوي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 11512، 16767. "والمسعودي" ، هو "عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة" ، مضى مرارًا، آخرها رقم: 15349. "وجامع بن شداد المحاربي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 8289. "وصفوان بن محرز بن زياد المازني" ، ثقة، روى له الخمسة. مضى برقم: 6496، 12866. "وابن حصين" ، هو "عمران بن حصين الخزاعي" ، صحابي. هذا الخبر رواه الطبري في تاريخه 1:19 بهذا الإسناد نفسه ورواه البخاري مطولا من طريق الأعمش، عن جامع بن شداد، ورواه مختصرًا من طريق سفيان، عن جامع بن شداد (الفتح 6: 205 - 207) ، ومن طريق سفيان (الفتح 8: 76) . ورواه أحمد في مسنده من طرق، من طريق سفيان عن جامع مختصرًا (4: 426، 436) ومن طريق الأعمش، عن جامع مطولا (4: 431، 432) وهو إسناد البخاري بنحو لفظه. وروايته من هذه الطرق الصحاح، تقيم رواية المسعودي، لأن "المسعودي" قد تكلموا فيه، وأنه اختلط بأخرة، والمرضي من حديثه ما سمعه القدماء منه. وكأن "النضر بن شميل" ممن روى عنه قديمًا. وقد رواه الحاكم في المستدرك 2: 341 من طريق روح بن عبادة عن المسعودي نفسه، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن بريدة الأسلمي الصحابي، بلفظه وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. ولا أدري متى سمع روح بن عبادة من المسعودي. فإن الاختلاف في "بريدة" و "عمران بن حصين" ، يحتاج إلى فضل تحقيق.
(لا تَعْلَمُ نَفْس) = أو قال: وهما التي لا تعلم نفس (مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، [سورة السجدة: 17] . قال: وهي التي لا تعلم الخلائق ما فيها = أو: ما فيهما = يأتيهم كل يوم منها = أو: منهما = تحفة.
17984- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس عن قول الله: (وكان عرشه على الماء) ، قال: على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح. (1)
17985- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير قال: سُئل ابن عباس عن قوله: (وكان عرشه على الماء) ، على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح. (2)
17986- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن سعيد، عن ابن عباس، مثله. (3)
17987-. . . . قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا مبَشّر الحلبي، عن أرطاة بن المنذر قال: سمعت ضمرة يقول: إن الله كان عرشه على الماء، وخلق السموات والأرض بالحق، وخلق القلم فكتب به ما هو خالق وما هو كائن من خلقه، ثم إن ذلك الكتاب سبّح الله ومجّده ألف عام قبل أن يخلق شيئًا من الخلق. (4)
(1) الأثر: 17984 - رواه الحاكم في المستدرك 2: 341، من طريق الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
وسيأتي في الذي يليه من طريق الأعمش، عن سعيد بن جبير، بلا واسطة. والأعمش يروي عن سعيد بن جبير. ورواه الطبري في تاريخه من هذه والطريق نفسها 1: 20، 21.
(2) الأثر: 19786 - هو مكرر الأثرين السالفين، من طريق الأعمش، عن سعيد بن جبير، بلا واسطة، ورواه بها الطبري في تاريخه 1: 21.
(3) الأثر: 19786 - مكرر الثرين السالفين، ورواه الطبري في تاريخه منها 1: 21.
(4) الأثر: 17987 - "مبشر الحلبي" ، هو "مبشر بن إسماعيل الحلبي" ، روى له الجماعة، مضى برقم: 17001، وكان في المطبوعة: "ميسر" ، وهو خطأ.
و "أرطاة بن المنذر السكوني" ، ثقة، من أتباع التابعين، مترجم في التهذيب، والكبير 1 / 2 / 58 وابن أبي حاتم 1 / 1 / 326. "وضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي" ثقة. مترجم في التهذيب، والكبير 2 / 2 338، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 467. وهذا الخبر رواه أبو جعفر في تاريخه 1: 21 من هذه الطريق نفسها.
17988- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يقول: إن العرش كان قبل أن يخلق الله السموات والأرض، ثم قبض من صَفاة الماء [قبضة] ، (1) ثم فتح القبضة فارتفع دخانًا (2) ، ثم قضاهُنّ سبع سماوات في يومين. ثم أخذ طينة من الماء فوضعها مكان البيت، ثم دحا الأرض منها، ثم خلق الأقوات في يومين والسموات في يومين وخلق الأرض في يومين، ثم فرغ من آخر الخلق يوم السابع. (3)
* * *
وقوله: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ، يقول تعالى ذكره: وهو الذي خلق السموات والأرض أيها الناس، وخلقكم في ستة أيام = (ليبلوكم) ، يقول: ليختبركم (4) = (أيكم أحسن عملا) ، يقول: أيكم أحسن له طاعة، كما:-
17989- حدثنا عن داود بن المحبر قال، حدثنا عبد الواحد بن زيد، عن كليب بن وائل، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه تلا
(1) في المطبوعة: "ثم قبض قبضة من صفاء الماء" ، لم يحسن قراءة ما في المخطوطة، فغيرها. وزدت "قبضة" بين قوسين، من رواية هذا الخبر، بغير هذا الإسناد، في تاريخ الطبري. "وصفاة الماء" ، كأنه عنى بها "الزبدة البيضاء" المذكورة في الأثر رقم: 2044، 7428، وفي الدر المنثور 3: 322، من حديث الربيع بن أنس: "كان عرشه على الماء، فلما خلق السماوات والأرض، قسم ذلك الماء قسمين، فجعل صفاء (صفاة) تحت العرش، وهو البحر المسجور، فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور، فينزل منه مثل الطل، وتنبت منه الأجسام" .
(2) في المطبوعة: "ثم قبض قبضة من صفاء الماء" ، لم يحسن قراءة ما في المخطوطة، فغيرها. وزدت "قبضة" بين قوسين، من رواية هذا الخبر، بغير هذا الإسناد، في تاريخ الطبري. "وصفاة الماء" ، كأنه عنى بها "الزبدة البيضاء" المذكورة في الأثر رقم: 2044، 7428، وفي الدر المنثور 3: 322، من حديث الربيع بن أنس: "كان عرشه على الماء، فلما خلق السماوات والأرض، قسم ذلك الماء قسمين، فجعل صفاء (صفاة) تحت العرش، وهو البحر المسجور، فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور، فينزل منه مثل الطل، وتنبت منه الأجسام" .
(3) في الأثر: 17988 - رواه الطبري في تاريخه 1: 20 من طريق محمد بن سهل بن عسكر، عن إسماعيل بن عبد الكريم، مختصرًا.
(4) انظر تفسير "البلاء" فيما سلف 13: 448، تعليق: 3، والمراجع هناك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|