عرض مشاركة واحدة
  #895  
قديم 19-07-2025, 08:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء السادس عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الرعد
الحلقة (895)
صــ 381 إلى صــ 390





فَجّعَنِي الرَّعْدُ وَالصَّوَاعِقُ بِال ... فَارِسِ يَوْمَ الكَرِيهَةِ النَّجُدِ (1)
* * *
قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله ابن زيد في تأويل هذه الآية، قولٌ بعيد من تأويل الآية، مع خلافِه أقوالَ من ذكرنا قوله من أهل التأويل.
وذلك أنه جعل "الهاء" في قوله: (له معقبات) من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يجر له في الآية التي قبلها ولا في التي قبل الأخرى ذكرٌ، إلا أن يكون أراد أن يردّها على قوله: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد له معقبات) فإن كان ذلك، (2) فذلك بعيدٌ، لما بينهما من الآيات بغير ذكر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان ذلك، فكونها عائدة على "مَنْ" التي في قوله: (ومَنْ هو مستخف بالليل) أقربُ، لأنه قبلها والخبر بعدها عنه.
فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: سواء منكم، أيها الناس من أسرّ القول ومن جهر به عند ربكم، ومن هو مستخف بفسقه وريبته في ظلمة الليل، وساربٌ يذهب ويجيء في ضوء النهار ممتنعًا بجنده وحرسه الذين يتعقبونه من أهل طاعة الله أن يحولوا بينه وبين ما يأتي من ذلك، وأن يقيموا حدَّ الله عليه، وذلك قوله: (يحفظونه من أمر الله) .
* * *
وقوله: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) يقول تعالى ذكره: (إن الله لا يغير ما بقوم) ، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم= (حتى يغيروا ما بأنفسهم) من ذلك بظلم بعضهم بعضًا، واعتداء بعضهم على بعض،
(1)
الأثر: 20250 - رواه السيوطي في الدر المنثور 4: 48، 49، ونسبه لابن جرير وأبي الشيخ، ولم أجده في غير هذين المكانين.

(2)
في المطبوعة: "فإن كان أراد ذلك" ، زاد من عنده ما لا حاجة إليه.

فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره.
* * *
وقوله: (وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مردّ له) يقول: وإذا أراد الله= بهؤلاء الذين يستخفون بالليل ويسربون بالنهار، لهم جند ومنعة من بين أيديهم ومن خلفهم، يحفظونهم من أمر الله= هلاكًا وخزيًا في عاجل الدنيا، = (فلا مردّ له) يقول: فلا يقدر على ردّ ذلك عنهم أحدٌ غيرُ الله. يقول تعالى ذكره: (وما لهم من دونه من وال) يقول: وما لهؤلاء القوم= و "الهاء والميم" في "لهم" من ذكر القوم الذين في قوله: (وإذا أراد الله بقوم سوءًا) . من دون الله= (من والٍ) يعني: من والٍ يليهم ويلي أمرهم وعقوبتهم.
* * *
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: "السوء" : الهلكة، ويقول: كل جذام وبرص وعَمى وبلاء عظيم فهو "سوء" مضموم الأول، وإذا فتح أوله فهو مصدر: "سُؤْت" ، ومنه قولهم: "رجلُ سَوْءٍ" . (1)
واختلف أهل العربية في معنى قوله: (ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) .
فقال بعض نحويي أهل البصرة: معنى قوله: (ومن هو مستخف بالليل) ومن هو ظاهر بالليل، من قولهم: "خَفَيْتُ الشيء" : إذا أظهرته، وكما قال أمرؤ القيس:
فَإِنْ تَكْتُمُوا الدَّاء لا نَخْفِه ... وإنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُدِ (2)
وقال: وقد قرئ (أَكَادُ أُخْفِيهَا) [سورة طه:15] بمعنى: أظهرها.
وقال في قوله: (وسارب بالنهار) ، "السارب" : هو المتواري، كأنه وجَّهه إلى
(1)
هو نص كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن 1: 324.

(2)
ديوانه: 16، واللسان (خفا) ، وغيرهما، وسيأتي في التفسير 16: 114 (بولاق) ، مع اختلاف يسير في الرواية.

أنه صار في السَّرَب بالنهار مستخفيًا. (1)
* * *
وقال بعض نحويي البصرة والكوفة: إنما معنى ذلك: (ومن هو مستخف) ، أي مستتر بالليل من الاستخفاء= (وسارب بالنهار) : وذاهبٌ بالنهار، من قولهم: "سَرَبت الإبل إلى الرَّعي، وذلك ذهابها إلى المراعي وخروجها إليها."
وقيل: إن "السُّرُوب" بالعشيّ، و "السُّروح" بالغداة.
* * *
واختلفوا أيضًا في تأنيث "معقبات" ، وهي صفة لغير الإناث.
فقال بعض نحويي البصرة: إنما أنثت لكثرة ذلك منها، نحو: "نسّابة" ، و "علامة" ، ثم ذكَّر لأن المعنيَّ مذكّر، فقال: "يحفظونه" .
* * *
وقال بعض نحويي الكوفة: إنما هي "ملائكة معقبة" ، ثم جمعت "معقبات" ، فهو جمع جمع، ثم قيل: "يحفظونه" ، لأنه للملائكة.
* * *
وقد تقدم قولنا في معنى: "المستخفي بالليل والسارب بالنهار" . (2)
وأما الذي ذكرناه عن نحويي البصريين في ذلك، فقولٌ وإن كان له في كلام العرب وجهٌ، خلافٌ لقول أهل التأويل. (3) وحسبه من الدلالة على فساده، خروجه عن قولِ جميعهم.
* * *
وأما "المعقبات" ، فإن "التعقيب" في كلام العرب، العود بعد البدء، والرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه، (4) من قول الله تعالى: (وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ) ، أي: لم يرجع، وكما قال سلامة بن جندل:
(1)
"السرب" (بفتحتين) : حفير تحت الأرض.

(2)
انظر ما سلف ص: 366 - 368.

(3)
سياق الكلام: "فقول.. خلاف لقول أهل التأويل" .

(4)
سلف أيضًا تفسير "المعقبات" ص: 369، وما بعدها.

وَكَرُّنا الخَيْلَ فِي آثَارِهِمْ رُجُعًا ... كُسَّ السَّنَابِكِ مِنْ بَدْءٍ وَتَعْقِيبِ (1)
يعني: في غزوٍ ثانٍ عقَّبُوا، وكما قال طرفة:
وَلَقَدْ كُنْت عَلَيْكُمْ عَاتِبًا ... فَعَقَبْتُمْ بِذَنُوبٍ غَيْرِ مُرّ (2)
يعني بقوله: "عقبتم" ، رجعتم.
=وأتاها التأنيث عندنا، وهي من صفة الحرس الذي يحرسون المستخفي بالليل والسارب بالنهار، لأنه عني بها "حرس مُعَقبّة" ، ثم جمعت "المعقبة" فقيل: "معقبات" فذلك جمع جمع "المعقِّب" ، و "المعقِّب" ، واحد "المعَقِّبة" ، كما قال لبيد:
حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرّوَاحِ وَهَاجَهُ ... طَلَبَ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ (3)
و "المعقبات" ، جمعها، ثم قال: "يحفظونه" ، فردّ الخبر إلى تذكير الحرَس والجند.
* * *
وأما قوله: (يحفظونه من أمر الله) فإن أهل العربية اختلفوا في معناه.
(1)
ديوانه: 8، شرح المفضليات: 227، قصيدة مشهورة، وروايتها. وَكَرُّنَا خَيْلَنَا أدْرَاجَهَا رُجُعًا

وهي أجود الروايتين، وكان في المطبوعة: "في آثارها" . وقوله: "أدراجها" ، أي من حيث جاءت ذهبت. و "رجع" جمع "رجيع" ، وهو الدابة الذي هزله السفر. و "كس السنابك" ، جمع "أكس" ، وهو الحافر المتثلم الذي كسره طول السير، أي تحاتت سنابكها من طول السير. و "البدء" الغزو الأول، و "التعقيب" ، الرجوع من الغزو، أو الغزو الثاني بعد الأول.
(2)
أشعار الستة الجاهليين: 334، و "الذنوب" ، الدلو العظيمة يكون فيها ماء. يقول: "كنت عليكم واجدًا غاضبًا، فرجعتم بحلو المودة دون مرها، فخلص قلبي لكم مرة أخرى."

(3)
ديوانه قصيدة رقم: 16، بيت 26، اللسان (عقب) ، وهو من أبيات في صفة حمار الوحش، وشرح البيت يطول، وخلاصته أن الحمار "تهجر من الرواح" ، أي: عجل في الرواح إلى الماء، و "هاجه" ، أي: حركه حب الماء، فعجل إليه عجلة طالب الحق يطلبه مرة بعد مرة، وهو "المعقب" .

ورفع "المظلوم" ، وهو نعت للمعقب على المعنى والمعقب خفض في اللفظ، ومعناه أنه فاعل "طلب" .
فقال بعض نحويي الكوفة: معناه: له معقبات من أمر الله يحفظونه، وليس من أمره [يحفظونه] ، (1) إنما هو تقديم وتأخير. قال: ويكون يحفظونه ذلك الحفظ من أمر الله وبإذنه، كما تقول للرجل: "أجبتك من دعائك إياي، وبدعائك إياي" .
* * *
وقال بعض نحويي البصريين، معنى ذلك: يحفظونه عن أمر الله، كما قالوا: "أطعمني من جوع، وعن جوع" و "كساني عن عري، ومن عُرْيٍ" .
وقد دللنا فيما مضى على أن أولى القول بتأويل ذلك أن يكون قوله: (يحفظونه من أمر الله) ، من صفة حرس هذا المستخفي بالليل، وهي تحرسه ظنًّا منها أنها تدفع عنه أمرَ الله، فأخبر تعالى ذكره أن حرسه ذلك لا يغني عنه شيئًا إذا جاء أمره، فقال: (وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ) .
* * *
القول في تأويل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (هو الذي يريكم البرق) ، يعني أن الرب هو الذي يري عباده البرق= وقوله: (هو) كناية اسمه جلّ ثناؤه.
* * *
وقد بينا معنى "البرق" ، فيما مضى، وذكرنا اختلاف أهل التأويل فيه بما أغنى
(1)
ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق.

عن إعادته في هذا الموضع. (1)
* * *
وقوله: (خوفًا) يقول: خوفًا للمسافر من أذاه. وذلك أن "البرق" ، الماء، في هذا الموضع كما:-
20251- حدثني المثنى قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم، مولى ابن عباس قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْد يسأله عن "البرق" ، فقال: "البرق" ، الماء. (2)
* * *
وقوله (وطمعًا) يقول: وطمعًا للمقيم أن يمطر فينتفع. كما:-
20252- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا) ، يقول: خوفًا للمسافر في أسفاره، يخاف أذاه ومشقته= (وطمعًا،) للمقيم، يرجو بركته ومنفعته، ويطمع في رزق الله.
20253- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (خوفا وطمعا) خوفا للمسافر، وطمعا للمقيم.
* * *
وقوله: (وينشئ السحاب الثقال) : ويثير السحاب الثقال بالمطر ويبدؤه.
* * *
يقال منه: أنشأ الله السحاب: إذا أبدأه، ونشأ السحاب: إذا بدأ ينشأ نَشْأً.
* * *
و "السحاب" في هذا الموضع، وإن كان في لفظ واحد، فإنها جمعٌ، واحدتها "سحابة" ، ولذلك قال: "الثقال" ، فنعتها بنعت الجمع، ولو كان جاء: "السحاب" الثقيل كان جائزًا، وكان توحيدًا للفظ السحاب، كما قيل: (الَّذِي جَعلَ لَكُمْ
(1)
انظر تفسير "البرق" فيما سلف 1: 342 - 346.

(2)
الأثر: 20251 - "موسى بن سالم" ، "أبو جهضم" ، ثقة، روايته عن ابن عباس مرسلة، سلف برقم: 434.

و "أبو الجلد" ، هو "جيلان بن فروة الأسدي" ، ثقة، مضى برقم: 434، 723، 1913.
منَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا) [سورة يس:80] .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
20254-حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (وينشئ السحاب الثقال) ، قال: الذي فيه الماء.
20255- حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
20256- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
20257- ... قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
20258- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: (وينشئ السحاب الثقال) قال: الذي فيه الماء.
* * *
وقوله: (ويسبح الرعد بحمده) .
* * *
قال أبو جعفر: وقد بينا معنى الرعد فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (1)
* * *
وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد قال كما:
20259- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد الشديد
(1)
انظر تفسير "الرعد" فيما سلف 1: 338 - 342.

قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك" . (1)
20260- حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا إسرائيل، عن أبيه، عن رجل، عن أبي هريرة رفع الحديث: أنه كان إذا سمع الرعد قال: "سبحان من يسبح الرعد بحمده" .
20261- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا مسعدة بن اليسع الباهلي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، كان إذا سمع صوت الرعد قال: "سبحان من سَبَّحتَ له" . (2)
20262- ... قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان إذا سمع الرعد قال: "سبحان الذي سَبَّحتَ له. (3) "
20263- حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا يعلى بن الحارث قال: سمعت أبا صخرة يحدث عن الأسود بن يزيد، أنه كان إذا سمع الرعد قال: "سبحان من سبَّحتَ له= أو" سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته ". (4) "
(1)
الأثر: 20259 - رواه أحمد بهذا اللفظ في المسند رقم: 5763 من حديث ابن عمر، ورواه البخاري في الأدب المفرد برقم: 721، وخرجه أخي السيد أحمد رحمه الله في المسند.

(2)
الأثر: 20261 - "مسعدة بن اليسع بن قيس اليشكري الباهلي" قال ابن أبي حاتم: "هو ذاهب الحديث، منكر الحديث، لا يشتغل به، يكذب على جعفر بن محمد عندي، والله أعلم" .

وقال أحمد: "مسعدة بن اليسع، ليس بشيء، خرقنا حديثه، وتركنا حديثه منذ دهر" . مترجم في الكبير 4 / 2 / 26، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 370، وميزان الاعتدال 3: 163، ولسان الميزان 6: 23.
(3)
الأثر: 20262 - رواه البخاري في الأدب المفرد رقم: 722، مطولا، و "الحكم بن أبان العدني" تكلم أهل المعرفة بالحديث في الاحتجاج بخيره، كذلك قال ابن خزيمة في صحيحه، وهو ثقة إن شاء الله، قال ابن حبان: ربما أخطأ، مترجم في التهذيب، والكبير 1 / 2 / 334، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 113.

(4)
الأثر: 20263 - "يعلى بن الحارث بن حرب المحاربي" ثقة، مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 2/ 418، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 304.

"أبو صخرة" ، هو "جامع بن شداد المحاربي" ثقة مضى برقم: 17982، وظني أنه لم يسمع "الأسود بن يزيد النخعي" ، بل سمع ذلك من أخيه "عبد الرحمن بن يزيد النخعي" ، و "عبد الرحمن" سمع من أخيه.
20264- ... قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا ابن علية، عن ابن طاوس، عن أبيه= وعبد الكريم، عن طاوس أنه كان إذا سمع الرعد قال: "سبحان من سبحتَ له."
20265- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا حجاج، عن ميسرة، عن الأوزاعي قال: كان ابن أبي زكريا يقول: من قال حين يسمع الرعد: "سبحان الله وبحمده، لم تصبه صاعقةٌ. (1) "
* * *
ومعنى قوله: (ويسبح الرعد بحمده) ، ويعظم اللهَ الرعدُ ويمجِّده، فيثنى عليه بصفاته، وينزهه مما أضاف إليه أهل الشرك به ومما وصفوه به من اتخاذ الصاحبة والولد، تعالى ربنا وتقدّس. (2)
* * *
وقوله: (من خيفته) يقول: وتسبح الملائكة من خيفة الله ورَهْبته. (3)
* * *
وأما قوله: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) .
* * *
فقد بينا معنى الصاعقة، فيما مضى، بما أغنى عن إعادته، بما فيه الكفاية من الشواهد، وذكرنا ما فيها من الرواية. (4)
* * *
وقد اختلف فيمن أنزلت هذه الآية.
فقال بعضهم: نزلت في كافر من الكفّار ذكر الله تعالى وتقدَّس بغير ما ينبغي ذكره به، فأرسل عليه صاعقة أهلكته.
(1)
الأثر: 20265 - "ابن أبي زكريا" ، هو: "عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي الشامي" ، "أبو يحيى" ، كان من فقهاء أهل دمشق، من أقران مكحول، تابعي ثقة قليل الحديث، صاحب غزو. مترجم في التهذيب، وابن سعد 7/2/163، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 62.

(2)
انظر تفسير "التسبيح" فيما سلف 1: 472 - 474، وفهارس اللغة (سبح) .

(3)
انظر تفسير "الخفية" فيما سلف 13: 353 / 15: 389.

(4)
انظر تفسير "الصاعقة" فيما سلف 2: 82، 83 / 9: 359 / 13: 97.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 47.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.33%)]