عرض مشاركة واحدة
  #905  
قديم 19-07-2025, 08:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,175
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء السادس عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الرعد
الحلقة (905)
صــ 481 إلى صــ 490




قال: الكتابُ كتابان، كتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب.
20475- ... قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي، عن عكرمة، عن ابن عباس بمثله.
20475م- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عكرمة قال: الكتاب كتابان، (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) .
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنه يمحو كل ما يشاء، ويثبت كل ما أراد.
*ذكر من قال ذلك:
20476- حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عثام، عن الأعمش، عن شقيق أنه كان يقول: "اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء، فامحنَا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا، فإنك تمحو ما تشاءُ وتثبت وعندَك أمّ الكتاب" .
20477- حدثنا عمرو قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل قال: كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب" . (1)
20478- ... قال، حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي، عن أبي حكيمة، عن أبي عثمان النَّهْديّ، أن عمر بن الخطاب قال وهو يطوف بالبيت ويبكي: اللهم إن كنت كتبت علي شِقْوة أو ذنبًا فامحه، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت. وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادةً ومغفرةً. (2)
(1)
الأثران: 20476، 20477 - "شقيق" ، هو "شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي" ، وهو "أبو وائل" ، كما في الإسناد الثاني، مضى مرارًا كثيرة جدًا، كان أعلم أهل الكوفة بحديث "عبد الله بن مسعود" ، فقوله: "كان يكثر أن يدعو" ، الضمير في ذلك إلى عبد الله بن مسعود. وساقه ابن كثير في تفسيره 4: 536، مساقًا يوهم أنه شقيق بن سلمة نفسه الذي كان يكثر أن يدعو، وقد أساء، لأنه هو الذي غير لفظ الخبر الثاني. وانظر الدر المنثور 4: 67.

(2)
الأثر: 20478 - "معاذ بن هشام" هو الدستوائي، روى عنه الجماعة، مضى مرارًا منها: 4523، 5552، 6321.

وأبوه "هشام بن أبي عبد الله، سنبر" "أبو بكر الربعي" ، من بكر بن وائل، ثقة مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 4 / 2 / 198، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 59.
و "أبو حكيمة" ، اسمه "عصمة" ، ويقال "الغزال" ، روى عن أبي عثمان النهدي، وروى عنه "قرة" و "سلام بن مسكين" ، و "الضحاك بن يسار" ، و "حماد بن سلمة"
و "سليمان بن طرخان التيمي" . قال أبو حاتم: "محله الصدق" ، وذكره أحمد في كتاب العلل 1: 18 وقال: "أبو حكيمة" ، عصمة، روى عنه قرة، و "أظن التيمي يحدث عنه" ، وانظر التعليق على الخبر التالي، وهو مترجم في الكبير للبخاري 4 / 1 / 63، والصغير له: 140، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 30.
و "أبو عثمان النهدي" ، هو "عبد الرحمن بن مل" ، أدرك الجاهلية، وأسلم على عهد رسول الله ولم يلقه، مضى مرارًا كثيرة آخرها: 17151.
وبهذا الإسناد نقله ابن كثير في تفسيره 4: 536، وزاد في إسناده فقال: "عن أبي حكيمة عصمة" . وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 66، ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
ثم انظر التعليق على الآثار التالية.
20479- ... حدثنا معتمر، عن أبيه، عن أبي حكيمة، عن أبي عثمان قال: وأحسِبْني قد سمعتُه من أبي عثمان، مثله. (1)
20480- ... قال، حدثنا أبو عامر قال، حدثنا قرة بن خالد، عن عصمة أبي حكيمة، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر رحمه الله، مثله. (2)
20481- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد قال، حدثنا أبو حكيمة قال: سمعت أبَا عُثْمان النَّهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول، وهو يطوف بالكعبة: اللهم إن كنت كتبتَني في أهل السعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبت عليَّ الذّنب والشِّقوة فامحُني وأثبتني في أهل السّعادة، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب. (3)
(1)
الأثر: 20479 - "معتمر" ، هو "معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى مرارًا كثيرة.

وأبوه هو "سليمان بن طرخان التيمي" ، "أبو المعتمر" ، ثقة روى له الجماعة، مضى مرارًا كثيرة منها رقم: 6820
وهذا الإسناد مصداق ظن أحمد رضي الله عنه حيث قال: "وأظن التيمي يحدث عنه" ، كما سلف في تفسير الإسناد السالف.
(2)
الأثر: 20480 - "قرة بن خالد السدوسي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى مرارًا كثيرة، وانظر رقم: 9762.

وكان في المطبوعة: "عصمة بن أبي حكيمة" ، غير ما في المخطوطة، وكان فيها: "عصمة بن حكيمة" ، وكلاهما خطأ، كما دل عليه ما أسلفنا في التعليق على الأثر: 20478.
ومن طريق "قرة، عن عصمة" ، رواه البخاري في الكبير 4 / 1 / 63، "عن عبد الله، حدثنا أبو عامر قال حدثنا قرة" ولفظه: "اللهم إن كنت كتبت علي ذنبًا أو إثمًا أو ضغنًا، فاغفره لي، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب" .
ورواه الدولابي في الكني والأسماء 1: 155، قال: حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا حماد بن مسعدة قال حدثنا قرة "، ولم يقل:" أو ضغنًا "، وقال:" فاغفر لي، وامحه هني، فإنك ... "."
(3)
الأثر: 20481 - "المثنى" هو "المثنى بن إبراهيم الآملي" ، شيخ الطبري، مضى مرارًا.

و "الحجاج" هو "حجاج بن النهال الأنماطي" ، من شيوخ البخاري، روى له الجماعة، مضى مرارًا كثيرة، انظر رقم: 682.
و "حماد" هو "حماد بن سلمة بن دينار" ، مضى مرارًا كثيرة، انظر: 20342.
20482- ... قال: حدثنا الحجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود، أنه كان يقول: اللهم إن كنت كتبتني في [أهل] الشقاء فامحني وأثبتني في أهل السعادة. (1)
20483- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، يقول: هو الرجل يعمل الزمانَ بطاعة الله، ثم يعود لمعصية الله، فيموت على ضلاله، فهو الذي يمحو= والذي يثبتُ: الرجلُ يعمل بمعصية الله، وقد كان سبق له خير حتى يموت، وهو في طاعة الله، فهو الذي يثبت. (2)
20484- حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا شريك، عن هلال بن حميد، عن عبد الله بن عُكَيْم، عن عبد الله، أنه كان يقول: اللهم إن كُنْت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب. (3)
(1)
الأثر: 20482 - ما بين القوسين زيادة في المطبوعة، وهو في المخطوطة: "في الشقاء" وانظر التعليق على الأثر التالي رقم: 20484.

(2)
الأثر: 20483 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 65، وزاد في نسبته إلى ابن أبي حاتم. وفي المخطوطة مكان "فيموت على ضلاله" ، "فيعود على ضلاله" .

(3)
الأثر: 20484 - "هلال بن حميد" و "هلال بن أبي حميد" ويقال: "ابن عبد الله" ، و "ابن عبد الرحمن" ، و "ابن مقلاص" ، الجهني، ويقال له: "هلال الوزان" قال البخاري: "قال وكيع مرة: هلال بن حميد، ومرة: هلال بن عبد الله، ولا يصح" .

وانظر العلل لأحمد 1: 106، 211. وقال ابن أبي حاتم "هلال بن أبي حميد الوزان، أبو جهم الصيرفي. ويقال أبو أمية، وهو: هلال بن مقلاص الجهبذ، مولى جهينة" ، وبنحوه قال ابن سعد.
و "هلال" ثقة مترجم في التهذيب والكبير 4 / 2 / 207، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 75، وابن سعد في الطبقات 6: 227.
و "عبد الله بن عكيم الجهني" ، "أبو معبد" ، كان كبيرًا قد أدرك الجاهلية، وأدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يعرف له سماع صحيح، مترجم في التهذيب، والكبير 3 / 1 / 39، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 121، وابن سعد في الطبقات 6: 77.
وكان في المطبوعة "عبد الله بن حكيم" ، وفي تفسير ابن كثير 4: 536، "عبد الله ابن عليم" ، وكلاهما خطأ.
وهذا الأثر، أشار إليه ابن كثير في تفسير 4: 536، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 67، وزاد في نسبته إلى ابن المنذر والطبراني، وساقه وهو الأثر السالف: 20482، سياقًا واحدًا، مع اختلاف في اللفظ.
20485- حدثني المثنى قال: حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، أن كعبًا قال لعمر رحمة الله عليه: يا أمير المؤمنين، لولا آية في كتاب الله لأنبأتك ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة قال: وما هي؟ قال: قولُ الله: (يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعندَهُ أم الكتاب) . (1)
20486- حدثت من الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (لكل أجل كتاب) ، الآية يقول: (يمحو الله ما يشاء) ، يقول: أنسخُ ما شئت، وأصْنعُ من الأفعال ما شئت، إن شئتُ زدتُ فيها، وإن شئت نقصت.
20487- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام قال: حدثنا الكلبي قال: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال: يَمْحي من الرزق ويزيد فيه، ويمحي من الأجل ويزيد فيه. (2) قلت: من حدّثك! قال: أبو صالح، عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه
(1)
الأثر: 20485 - "الحجاج" هو "الحجاج بن المنهال" ، سلف قريبًا برقم: 20481.

و "حماد" هو "حماد بن سلمة" ، مضى مرارًا. وفي تفسير ابن كثير 4: 537، روى هذا الخبر، وفيه هناك "خصاف" ، ولكني أرجح أنه "حماد" ، كما في المخطوطة أيضًا
و "خصاف" ، هو "خصاف بن عبد الرحمن الجزري" ، ليس بذاك، مترجم في لسان الميزان 2: 397، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 404.
و "أبو حمزة" ، هو "ميمون الأعور التمار الراعي، الكوفي، هو صاحب إبراهيم النخعي، ضعيف جدًا ذاهب الحديث، قال العقيلي:" وأحاديثه عن إبراهيم خاصة مما لا يتابع عليه ". قد سلف برقم: 6190، 11810، وانظر الكني للدولابي 1: 157."
و "إبراهيم" ، هو "إبراهيم بن يزيد النخعي" ، مضى مرارًا.
وهذا إسناد واه جدًا، والعجب من السيد رشيد رضا في تعليقه على تفسير ابن كثير (4: 537) حيث يقول: "من الغريب أن تبلغ الجرأة بكعب إلى هذا الحد الباطل شرعًا وعقلا. ثم يعتدون بدينه وعلمه ويردون عنه، والغريب هو تحامله على كعب الأحبار قبل التثبت من إسناد الخبر، وما ذنب كعب إذا ابتلاه بذلك مثل" أبي حمزة الأعور "؟ ولكن هكذا ديدن الشيخ، إذا جاء ذكر كعب الأحبار، يتهمه بلا بينة."
وخرج هذا الأثر السيوطي في الدر المنثور 4: 67، ولم ينسبه إلى غير ابن جرير.
(2)
هكذا جاء في المخطوطة، "يمحى" أيضًا، وهو صواب "محا الشيء يمحوه، ويمحاه محوًا ومحيًا" ، والذي في المراجع الأخرى: "يمحو" . وانظر ما سيأتي: 492 تعليق: 1.

وسلم. فقدم الكلبيّ بعدُ، فسئل عن هذه الآية: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال: يكتب القول كُلُّه، حتى إذا كان يوم الخميسِ طُرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عليه عقاب، مثل قولك: أكلت، شربت، دخلت، خرجت، ذلك ونحوه من الكلام، وهو صادق، ويثبت ما كان فيه الثواب وعليه العقاب. (1)
20488- حدثنا الحسن قال: حدثنا عبد الوهاب قال: سمعت الكلبي، عن أبي صالح نحوه، ولم يجاوز أبا صالح.
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّ الله ينسخ ما يشاء من أحكام كِتَابه، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسَخُه.
*ذكر من قال ذلك:
20489- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: (يمحو الله ما يشاء) ، قال: من القرآن. يقول: يبدل الله ما يشاء فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدله= (وعنده أم الكتاب) ، يقول: وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب، الناسخ والمنسوخ، وما يبدل وما يثبت، كلُّ ذلك في كتاب. (2)
20490- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، هي مثل قوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ
(1)
الأثر: 20487 - الكلبي "، هو" محمد بن السائب الكلبي "، النسابة المفسر، متكلم فيه بما لا يحتمل الرواية عنه، وقد سلف قول الطبري فيه:" إنه ليس من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله "(1: 66) ، وهذا من المواضع القليلة في تفسير أبي جعفر، التي جاءت فيها الرواية عن الكلبي، انظر ما سلف: 72، 246، 248، 12967."

وهذا الخبر أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير مختصرًا 3 / 2 / 114، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 66، وزاد نسبته إلى ابن مردويه، ونقله ابن كثير في تفسيره 4: 537. وانظر الإسناد التالي. وكان في المطبوعة وابن كثير: "ونحو ذلك من الكلام" .
(2)
الأثر: 20489 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 67، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في المدخل. ونقله ابن كثير في تفسيره 4: 538.

نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) [سورة البقرة:106] ، وقوله: (وعنده أم الكتاب) : أي جُملة الكتاب وأصله.
20491- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ما يشاء، وهو الحكيم= (وعنده أمّ الكتاب) ، وأصله.
20492- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله: (يمحو الله ما يشاء) ، بما ينزل على الأنبياء، (ويثبت) ما يشاء مما ينزل على الأنبياء، قال: (وعنده أم الكتاب) ، لا يغيَّر ولا يبدَّل.
20493- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج قال: قال ابن جريج: (يمحو الله ما يشاء) ، قال: ينسخ. قال: (وعند أم الكتاب) ، قال: الذِكْرُ.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك أنه يمحو من قد حان أجله، ويثبت من لم يجئ أجله إلى أجله.
*ذكر من قال ذلك:
20494- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن في قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، يقول: يمحو من جاء أجله فذهب، والمثبت الذي هو حيٌّ يجري إلى أجله.
20495- حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عوف قال: سمعت الحسن يقول: (يمحو الله ما يشاء) ، قال: من جاء أجله= (ويثبت) ، قال: من لم يجئ أجله إلى أجله.
20496- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا هوذة قال: حدثنا عوف، عن الحسن، نحو حديث ابن بشار.
20497- ... قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن في قوله: (لكل أجل كتاب) ، قال: آجال بني آدم في كتاب، (يمحو الله ما يشاء) من أجله (ويثبت وعنده أم الكتاب) .
20498- ... قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قول الله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قالت قريش حين أنزل: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللهِ) [سورة الرعد:38] : ما نراك، يا محمد تملك من شيء، ولقد فُرِغ من الأمر! فأنزلت هذه الآية تخويفًا ووعيدًا لهم: إنا إن شئنا أحدَثْنا له من أمرنا ما شئنا، ونُحْدِث في كل رمضان، فنمحو ونثبتُ ما نشاء من أرزاق الناس وَمصَائبهم، وما نعطيهم، وما نقسم لهم. (1)
20499- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه.
20500- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: ويغفر ما يشاء من ذنوب عباده، ويترك ما يشاء فلا يغفر.
* * *
*ذكر من قال ذلك:
20501- حدثنا ابن حميد قال: حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد في قوله (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال: يثبت في البطن الشَّقاء والسعادة وكلَّ شيء، فيغفر منه ما يشاء ويُؤخّر ما يشاء. (2)
* * *
(1)
الأثر: 20498 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 5، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ونقله ابن كثير في تفسيره 4: 538.

(2)
الأثر: 20501 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 68، ولم ينسبه لغير ابن جرير، ولفظه عنده: "... وكل شيء هو كائن، فيقدم منه ما يشاء ..." ، وهذا أجود مما في مخطوطتنا.

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال التي ذكرت في ذلك بتأويل الآية وأشبهُها بالصّواب، القولُ الذي ذكرناه عن الحسن ومجاهد، وذلك أن الله تعالى ذكره توعَّد المشركين الذين سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الآياتِ بالعقوبة، وتهدَّدهم بها، وقال لهم: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ الله لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) ، يعلمهم بذلك أن لقضائه فيهم أجلا مُثْبَتًا في كتاب، هم مؤخَّرون إلى وقت مجيء ذلك الأجل. ثم قال لهم: فإذا جاء ذلك الأجل، يجيء الله بما شَاء ممن قد دَنا أجله وانقطع رزقه، أو حان هلاكه أو اتضاعه من رفعة أو هلاك مالٍ، فيقضي ذلك في خلقه، فذلك مَحْوُه، ويثبت ما شاء ممن بقي أجله ورزقه وأكله، (1) فيتركه على ما هو عليه فلا يمحوه.
وبهذا المعنى جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ما:-
20502- حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: حدثنا الليث بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القُرَظي، عن فَضالة بن عُبَيْد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يَفتح الذِّكر في ثلاث ساعات يَبْقَيْن من الليل، في الساعة أولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظُرُ فيه أحد غَيره، فيمحو ما يشاء ويثبتُ. ثم ذكر ما في الساعتين الأخريين. (2) "
(1)
"الأكل" ، بضم فسكون، الحظ من الدنيا، من البقاء والرزق.

(2)
(الأثر: 20502 - "محمد بن سهل بن عسكر" ، شيخ الطبري، مضى مرارًا، انظر 5598، 5664، 5911.

و "ابن أبي مريم" ، هو "سعيد بن أبي مريم" ، وهو "سعيد بن الحكم" ، ثقة روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 18404.
و "زيادة بن محمد الأنصاري" ، منكر الحديث مضى برقم: 16943، 16944.
وسلف هذا الأثر مطولا برقم: 16943، وسلف تخريجه وشرح إسناده، وهو الخبر الذي أشار إليه البخاري في الكبير، وقال "منكر الحديث" . ويزاد في تخريجه: السيوطي في الدر المنثور 4: 65، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والطبراني ونقله ابن كثير في تفسيره 4: 537. ثم انظر الخبر التالي والتعليق عليه.
20503- حدثنا موسى بن سهل الرمليّ قال: حدثنا آدم قال، حدثنا الليث قال: حدثنا زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينزل في ثلاث ساعات يَبْقَين من الليل، يفتح الذكر في الساعة الأولى الذي لم يره أحد غيره، يمحو ما يشَاء ويثبت ما يشاء. (1) "
20504- حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: إن لله لوحًا محفوظًا مسيرةَ خمسمِئة عام، من دُرَّة بيضاء لَها دَفَّتَان من ياقوت، والدَّفتان لَوْحان لله، كل يوم ثلاثمئة وستون لحظةً، يمحو ما يشَاء ويثبت وعنده أم الكتاب. (2)
20505- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: حدثني رجل، عن أبيه، عن قيس بن عباد، أنه قال: العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء. (3)
* * *
(1)
الأثر: 20503 - "موسى بن سهل بن قادم الرملي" ، شيخ الطبري، ثقة، مضى برقم: 878، 5434، 16944، انظر أيضًا "موسى بن سهل الرازي" رقم: 180، والتعليق عليه، و "سهل بن موسى الرازي" رقم: 180، 4319، 9482، والتعليق عليها.

و "آدم" ، هو "آدم بن أبي إياس" .
وهذه طريق أخرى للخبر السالف، فهو منكر كمثله.
(2)
الأثر: 20504 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 65، ولم ينسبه لغير ابن جرير، ونقله ابن كثير في تفسيره 4: 537.

(3)
الأثر: 20505 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 66، ولم ينسبه إلى غير ابن جرير، ثم ذكر بعده خبرًا مطولا عن قيس بن عباد، ونسبه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الشعب.

القول في تأويل قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) }
قال أبو جعفر: اختلفَ أهل التأويل في تأويل قوله: (وعنده أم الكتاب) ، فقال بعضهم: معناه: وعنده الحلال والحرام.
*ذكر من قال ذلك:
20506- حدثني المثنى قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن عقبة قال، حدثنا مالك بن دينار قال: سألت الحسن: قلت: (أمُّ الكتاب) ، قال: الحلال والحرام قال: قلت له: فما (الحمد لله رب العالمين) قال: هذه أمُّ القرآن.
* * *
وقال آخرون: معناه: وعنده جملة الكتاب وأصله.
*ذكر من قال ذلك:
20507- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وعنده أم الكتاب) ، قال: جملة الكتاب وأصله.
20508- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.
20509- حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وعنده أم الكتاب) ، قال: كتابٌ عند رب العالمين.
20510- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن جويبر عن الضحاك: (وعنده أم الكتاب) ، قال: جملة الكتاب وعلمه. يعني بذلك ما يَنْسَخ منه وما يُثْبت.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 49.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.26%)]