عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-07-2025, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي محرومون من خيرات الحرمين

محرومون من خيرات الحرمين

الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهناك محرومون جدًّا من خيرات الحرمين، فمنهم:
1- الذين سكنوا مكة المكرمة ويمضي الشهر والشهران ولم يدخلوا المسجد الحرام!
أو مضى من عمرهم زهرة شبابهم ولم يؤدوا فريضة الحج!

2- ومن سكنوا المدينة المنورة ويمضي الشهر والشهران ولم يدخلوا المسجد النبوي!

3- وتمضي الأشهر ولم يصلوا في مسجد قباء، ما هذا يا هؤلاء وهؤلاء؟!

4- ومن هم قريبون من مكة والمدينة نسبيًّا وينقطعون عنهما بالأشهر والسنوات!

5- ومن هم بعيدون ولكن لديهم القدرات الصحية والمالية، وتمضي الأشهر وربما السنوات وأقدامهم لم تطأ تلك المشاعر الطاهرات!

يا هؤلاء ويا هؤلاء؛ هل أنتم زاهدون في الحسنات، أم أشغلتكم لعاعات الدنيا الفانيات، أم منعكم الكسل عن المسارعات؟!

وهل لديكم صكوك لقبولكم عند ربِّ البريَّات؟! فاستيقظوا من الغفلات فليس من ورائها إلا الحسرات!

غيركم تتقطع قلوبهم حسرات، ويذرفون الدموع السانحات، يتمنون بلوغ الحرمين بأسرع الأوقات، وبعضهم إذا رأوا أطياف بكَّة والمدينة بكوا فرحًا وشوقًا لتلك البقاع الطاهرات! فأين أنتم يا هؤلاء وهؤلاء؟! هجر وانقطاع عن الحسنات، ولا شوق ولا عيون ذارفات!

واعلموا أن من أحسن كُتبت له الحسنات كما قال سبحانه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].

وتذكروا قوله سبحانه: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].

وفي آية أخرى يقول سبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 133 - 136].

ومن المسابقة والمسارعة تعظيم الشعائر والحرمات، ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي.

والناس حيال المسجدين المعظمين ما بين غالٍ وجافٍ ومتوسط؛ وهو المتبع لأمر ربِّ البريَّات وسُنَّة نبي الرحمات صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وتذكروا قول من سكن بالمدينة ثم رحل عنها غير مختار، ثم قال فأحسن المقال: "تبين لي أن الشوق في الصلاة في المسجد النبوي الشريف يتعَلَّق بإيمان العبد وعلاقته بربِّه، فكلما كان إيمان العبد قويًّا زاد الشوقُ إليه وبذَلَ الغالي والنفيس للوصول إليه".

وليبشر أولئك الذين يتمنون أن يصلوا إليهما ولا يستطيعون ويبكون بقوله سبحانه: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92].

وبالحديث التالي عنهم ((وعَنْ أبي عَبْدِاللَّهِ جابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضِيَ اللهُ عنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزَاة فَقَالَ: إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كانُوا مَعكُم، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ، وَفِي روايَةِ: إِلَّا شَركُوكُمْ في الأَجْر))؛ رَواهُ مُسْلِمٌ.

ورواهُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ((رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا خلْفَنَا بالمدِينةِ مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا، حَبَسَهُم الْعُذْرُ)).

حفظكم الله ورزقكم تعظيم شعائره وحرماته، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]