عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 30-07-2025, 10:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,378
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة السيرة

من مائدةُ السِّيرةِ

عبدالرحمن عبدالله الشريف

الدَّعوةُ الجهريَّةُ


ظَلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على سِرِّيَّتِه في الدَّعوةِ ثلاثَ سنواتٍ؛ تجنُّبًا لإيذاءِ المشركينَ، وبعدَها جاء الأمرُ مِنَ اللهِ تعالى أنْ يصدعَ بالحقِّ ويجهرَ بالدَّعوةِ، فنزلتْ: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، وخَصَّ سبحانه أهلَه وعشيرتَه الأقربينَ، فقال: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].

وهنا قصَد صلى الله عليه وسلم إلى بني هاشمٍ ومَنْ معَهم مِنْ بني المطَّلِبِ، وصعِد على جبلِ الصَّفا، وأخذ يُنادِي حتَّى اجتمَع إليه النَّاسُ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قالوا: ما جَرَّبْنا عليك كذبًا. قال: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فقال أبو لهبٍ: تَبًّا لك! أَمَا جَمَعْتَنا إلَّا لهذا؟[1].

ومضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدعو النَّاسَ صابرًا مُحتسِبًا، لا يَصُدُّه عنْ ذلك صادٌّ، ولا يَرُدُّه عنه رادٌّ، ولا تأخذُه في اللهِ لَوْمةُ لائمٍ، يدعو إلى اللهِ ليلًا ونهارًا، سِرًّا وجِهارًا، يدعو الكبارَ والصِّغارَ، والرِّجالَ والنِّساءَ، والأسودَ والأحمرَ.

فسَاءَ المشركينَ جهرُه وإعلانُه بالدَّعوةِ، وازديادُ عددِ المسلمينَ، وأَغضَبَهم ذَمُّه لآلهتِهم ووصفُها بعدمِ النَّفعِ والضَّرِّ، فأعلنوا عداوتَه، وجاهَروا بسَبِّه وشَتْمِه، والتَّعرُّضِ لِمَنْ معَه بالإيذاءِ والتَّعذيبِ والمقاطعةِ.

وصانَ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم وحماه بعَمِّه أبي طالبٍ؛ لأنَّه كان شريفًا مُطاعًا فيهم، لا يتجاسرون على مفاجأتِه بشيءٍ في أمرِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لِما يعلمون مِنْ عظيمِ محبَّتِه له.

[1] أخرجه البخاريُّ (4673)، ومسلمٌ (208).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.31%)]