شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان .. الأسباب الخفية لضعف الإيمان
- إن صاحب القلب المريض يُقَدِّمُ الأدنى على الأعلى ويهتم بتوافه الأمور وينسى أعلاها ويُقَدِّمُ العاجلة على الآجلة
- المعاصي والذنوب من أسباب ضعف الإيمان ونقصه ومنها الكبائر ومنها أكبر الكبائر ومنها الصغائر ومنها اللمم
- صاحب القلب المريض لا تؤلمه جراحات المعاصي والقبائح التي يرتكبها فلا يزال يعمل القبيح ولا يرعوي ولا يتعظ إذا وُعِظ
- إن للإيمان علامة يُعرف بها إن كان قويا أو ضعيفًا وهي ترجع إجمالًا إلى سرعة الامتثال لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
إن معرفة شعب الإيمان وفقهها مطلب لكل مؤمن عاقل عالي الهمة، يبتغي الوصول إلى الرشد والهداية والعلو في درجات الدنيا والآخرة، وقد جاء النص عليها في الحديث المشهور المعروف؛ حيث ذُكر فيه الأفضل منها والأدنى، وشعبة جليلة وهي الحياء، وحرصًا على معرفة تفاصيلها وأفرادها؛ فقد صنف العلماء قديما مصنفات في تعدادها وإحصائها، كالحليمي والبيهقي، ولكن لما كانت مصنفاتهم طويلة موسعة، عزف الكثير من المسلمين عن قراءتها، ومن هنا جاءت فكرة الاختصار والتجريد، وهذا ما قام به القزويني في اختصار شعب الإيمان للحافظ البيهقي؛ لذلك شرحتها بأسلوب سهل مختصر مدعم بالنصوص والنقول التي تزيد الأصل زينة وبهجة وجمالا.
وكنا قد تحدثنا في الحلقة الماضية عن تفاوت الإيمان وأسباب زيادته والأسباب المؤدية لضعفه واليوم نكمل هذا الموضوع بالحديث عن الأسباب الخفية لضعف الإيمان. ثانيًا: الأسباب الخفية لضعف الإيمان
1 - الجهل
وهذا يشمل الجهل بالله، والجهل بدينه، والجهل بشؤم المعاصي، وآثارها النفسية، والسلوكية، والمادية وغيرها، قال -تعالى-: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (النساء: 17)، فكل من عصى الله فهو جاهل بالله. 2 - المعاصي والذنوب
المعاصي والذنوب من أسباب ضعف الإيمان ونقصه، والمعاصي منها الكبائر، ومنها أكبر الكبائر، ومنها الصغائر، ومنها اللمم، أما الكبائر فهي: الزنى، وشرب الخمر، والسحر، والتولي يوم الزحف، وأما أكبر الكبائر؛ فعنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ»، «أما اللمم: وهي الذنوب الصغار، التي لا يصر صاحبها عليها، أو التي يلم بها العبد، المرة بعد المرة، على وجه الندرة والقلة، فهذه ليس مجرد الإقدام عليها مخرجًا للعبد من أن يكون من المحسنين، فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات، تدخل تحت مغفرة الله التي وسعت كل شيء»، قال -تعالى-: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} (النجم: 32)، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: ما رأيتُ شيئًا أشبه باللمَم مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إن الله -تعالى- كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لامحالة، فَزِنَى العين النظر، وزنى اللسان النطق، والنفس تَمنَّى وتَشْتَهِي، والفرج يُصدِّق ذلك أو يُكَذِّبه». 3 - النفس البشرية
من طبيعة النفس البشرية سلوك دروب الشر، والميل إلى مسالك الشيطان، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قال -تعالى-: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (يوسف: 53)، يقول العلامة السعدي في تفسير هذه الآية -رحمه الله تعالى- أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مَرْكَب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من شرور النفس: «أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه». 4 - الغفلة والإعراض
الغفلة من طبيعة النفس البشرية، ولا يكاد يسلم منها إنسان، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنه ليغان على قلبي؛ فأستغفر الله في اليوم مائة مرة»، وَالْمُرَاد هُنَا مَا يَتَغَشَّى الْقَلْب، قَالَ الْقَاضِي: قِيلَ: الْمُرَاد الْفَتَرَات وَالْغَفَلات عَن الذِّكْر الَّذِي كَانَ شَأْنه الدَّوَام عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفْتَرَ عَنْهُ أَوْ غَفَلَ عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا، فإذا كان هذا حال النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فكيف بحال من دونه من الناس؟! قال -تعالى- عن الغفلة: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (يونس: 92)، أما الإعراض فقال -تعالى-: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (السجدة: 22)، يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي: لا أظلم ممن ذَكَّرَه الله بآياته، وبيّنها له ووضحها، ثم بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها، كأنه لا يعرفها». 5 - النسيان
النسيان إذا كان المقصود به إهمال الأوامر الشرعية فهو فتنة لصاحبه، قال -تعالى-: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (الحشر: 19)، قال الإمام الطبري في تفسيره: «فأنساهم الله حظوظ أنفسهم من الخيرات»، ومعنى هذا؛ أن الإنسان لا يعتني بما ينفعه في الدار الآخرة ويكون همّه الدنيا فقط فلا يعمل لآخرته. 6 - طول الأمل
طول الأمل والأماني مع تحقق الإلف والعادة، يورث قسوة القلب ويعد من غرور الشيطان، ولاسيما مع الغفلة، وإلف العادة، وهي من أسباب ضعف الإيمان، وقسوة القلب، قال -تعالى-: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: 16)، قال الإمام الطبري في تفسيره: ويعني بقوله: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ}: ما بينهم وبين موسى -عليه السلام-، وذلك الأمد الزمان، وهذا مشاهد؛ أنه كلما بعُد الناس عن مشكاة النبوة والرسالة، قلّ العلم، وضعف الدين، وظهرت الأقاويل والشبهات، وكلما اقترب الناس من عصر النبوة والرسالة، ظهر العلم، وظهر الدين، وهذا ملموس في الإسلام؛ حيث يلحظ الفرق بين الصدر الأول للإسلام، وبين حال المسلمين في آخر الزمان، قال العلامة السعدي في تفسير قوله -تعالى-: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ} أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولم يثبتوا، بل طال عليهم الزمان، واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم، وهذا المعنى موافق لما جاء في الحديث الذي يرويه الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -». 
علامة قوة الإيمان
علامة قوة الإيمان سرعة الامتثال لأمر الله ورسوله وتصديق الوحي: إن للإيمان علامة يُعرف بها إن كان قويًا أو ضعيفًا، وهي ترجع إجمالًا إلى سرعة الامتثال لكلام الله -تعالى-، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب:36)، كما أن الرغبة في الصالحات، وإيثار الآخرة على الدنيا، والإيمان بالغيب؛ كلها علامات يُعرف بها قوة إيمان العبد. أمثلة من السنة المطهرة
وهذه بعض الأمثلة من السنة المطهرة التي تبيّن سرعة الاستجابة، وعدم التردد في الامتثال لأوامر الله -تعالى-. 1 - تصديق أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -
تصديق أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حادثة الإسراء: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لما أسْرِيَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كان آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقالوا: هل لك إلى صاحبك, يزعم أنه أُسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أوَتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق». 2 - ترك متاع الدنيا والإقبال على الآخرة
كما حدث في غزوة أحد لما أخذ الصحابي عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ تمرات ثم سمع رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا. فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ». 3 - امتثال النساء لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - لهن بالصدقة
في خطبته - صلى الله عليه وسلم - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْداللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلَالٍ، فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّه، وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، فَقَالَ: تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ، فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَال:َ لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، قَالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ»، وحينما أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعها ابنة لها مَسَكَتان غليظتان من ذهب فقال لها: «أتعطين زكاة هذا»؟ قالت لا: قال: «أيسرك أن يسوّركِ الله بهما يوم القيامة سوارين من نار»؟ فقالت: هما لله ولرسوله. 4 - المسارعة في الصدقات إيثارًا للآخرة على الدنيا
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فَمُرْهُ أن يعطيني أقيم حائطي بها. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعطها إياه بنخلة في الجنة» فأبى. وأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي، قال: ففعل، قال: فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني قد ابتعت النخلة بحائطي فجعلها له. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة» مرارًا، فأتى امرأته، فقال: يا أم الدحداح اخرجي من الحائط، فإني بعته بنخلة في الجنة، فقالت: قد ربحت البيع أو كلمة نحوها. علامة ضعف الإيمان ومرضه
- أولًا: إن صاحب القلب المريض يُقَدِّمُ الأدنى على الأعلى، ويهتم بتوافه الأمور، وينسى أعلاها، ويُقَدِّمُ العاجلة على الآجلة، قال -تعالى-: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ} (التوبة: 81)، وقال -تعالى-: {إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} (البقرة: 61)، ولهذا نجد ضعيف الإيمان يؤْثر المعاصي على الطاعات، ويؤْثر الراحة والدَّعة على العمل في القربات.
- ثانيًا: إن صاحب القلب المريض لا تؤلمه جراحات المعاصي والقبائح التي يرتكبها، ولا يزال يعمل القبيح، ولا يرعوي ولا يتعظ إذا وُعِظ، فهذا قلب محروم من التوفيق بجراح القسوة، قال ابن مسعود ت: هلك من لم يعرف المعروف وينكر المنكر.
- ثالثًا: إن صاحبه يكره الحق ويضيق صدره به، وأسوأ منه من يجادل في ذلك، قال -تعالى-: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (الأنعام: 125).
اعداد: د. عبدالرحمن الجيران