الموضوع: روائع قرآنية
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 21-08-2025, 11:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(6)


د.محمود طباخ




الرائعة القرآنية السادسة :

قال الله تعالى : أ- (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل . إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم . ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لَمِن عزم الأمور ) الشورى/41-43
ب- (يا بُنَيَّ أقم الصلاة وامر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) لقمان/17
تثير فينا هذه الآيات أربع وقفات :
1-المظلوم من حقه أن يغضب ويدفع الظلم عن نفسه وينتصر لكرامته، حتى لا يستعذب الطغاة ظلم الناس وقهرهم إذا لم يجدوا إلا الخنوع والاستسلام . وهذا حق مشروع لا يماري فيه إلا الظلمة ومن وقف نفسه وعلمه لخدمتهم. (ولَمَن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل.)
2- وإذا كان لا بد من توجيه اللوم لأحد الطرفين، فيجب أن يتوجه إلى الظالم الجلاد،لا إلى المظلوم الضحية(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق )
3- إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا يستسيغه من أخذته العزة بالإثم بل يرفضه . لذا فهو قد يتخذ من ذلك ذريعة لظلمه وأذاه ، فليعلم من أخذ على نفسه العهد في الدعوة أن الأذى سيلحقه ، فليوطّن نفسه لاحتماله الصبر عليه، لأنه نتيجة حتمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- لكن لما كان هذا النوع من الصبر ، من أجل الدعوة وفي سبيلها ، يبدو عذباً مستساغاً، وكأنه لم يكن ، وكأنه بلا غريم لأن الداعية بأمره ونهيه هو الذي صنع هذا الغريم ، وقد حسب وتوقع لأذاه كل حساب ، وهو طامع بعظيم الثواب . لذا فإن هذا الصبر لن يكون صعباً على النفس كسابقه ، حين كان الظلم لمجرد الظلم ، أو لمجرد الانتقام لأحقاد دفينة وثارات مفتعلة موهومة . من أجل ذلك لم يكن التوكيد باللام مع هذا النوع من الصبر كسابقه بل كان (إن ذلك من عزم الأمور) ، وليس : لمن عزم الأمور، والله أعلم .
وذلك لتتأكد حقيقة أن القرآن قد اختيرت ألفاظه بعناية فائقة، فكانت كل لفظة في مكانها الذي يناسبها دون سواه .
فما أروع البيان في آي القرآن !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]