الموضوع: روائع قرآنية
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 21-08-2025, 11:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(9)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية التاسعة :

قال الله تعالى وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال . وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً) [الأحزاب/25،26] ، الصياصي:الحصون، سميت بذلك لامتناعهم بها،ومنه سميت قرون البقر:صياصي.
لنا أربع وقفات مع هاتين الآيتين :
1-الله وحده هو الفعال المطلق ، فهو الذي ردّ الذين كفروا في غزوة الأحزاب دون قتال ، وهو الذي أنزل يهود بني قريظة من حصونهم أذلة ، وهو الذي ألقى الرعب في قلوبهم فمن سواه يستحق اللجوء إليه وقت المصائب والنكبات ؟!
2-نقض يهود بني قريظة عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واصطفوا مع الأحزاب ، لتتأكد حقيقة أن ملة الكفر واحدة ، وأنها على استعداد أن تدوس كل المعاهدات والمواثيق بقدمها حين ترى فرصة سانحة لذلك ، فلا عجب إن رأينا اليوم تكالب الصهيونية والصليبية على الإسلام الناصع الساطع وأهله، ولو خالفوا كل الأعراف والمعاهدات.
3- معلوم أن إلقاء الرعب في قلوب بني قريظة سابق لنزولهم من صياصيهم ، لأن سبب النزول هو الرعب ، فلماذا كان هذا التقديم ؟ ذلك لأن سرور المؤمنين بنزولهم أعظم وإخبارهم به أهم ، والله أعلم .
4-تقدم المفعول (فريقاً) على فعله (تقتلون)للاهتمام بذكره ، لأن ذلك الفريق هم رجال القبيلة الذين بقتلهم يتم الاستيلاء على الأرض والأموال والأسرى ، بينما لم يقدم مع الأسرى، فكان على أصله (وتأسرون فريقاً) لأن الأسر مع هذا الفريق من الذراري والنساء هو الأهم ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم.
5- ولنا أن نلاحظ استخدام المضارع في حادثة ماضية، فبعد أن كان الحديث في الماضي وردَّ اللهُ)،(وأنزل )،(وقذف) تحول الحديث إلى لغة المضارع تقتلون وتأسرون)، وهذا يسمى حكاية الحال ، بمعنى أنه إذا كان الحدث الماضي مهماً فإنه يجعل بصيغة المضارع ليصير وكأنه شاخص مشاهد تجري أحداثه الآن . وذلك كي يشاهد المؤمنون كلما مروا بهذه الآية بأعينهم إلى الذين خانوا وغدروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وقت شدته من يهود بني قريظة ، وهم ينزلون من حصونهم المنيعة مستسلمين مذعنين لحكم الله الذي نطق به حليفهم سعد ابن معاذ رضي الله عنه ليقتلوا جزاء غدرهم وخيانتهم ، كما يشاهدون ذراريهم ونساءهم وهم يساقون أسرى كالنعاج بأيدي المؤمنين أمام أعينهم كذلك .
فما أروع البيان في آي القرآن !


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]