الموضوع: روائع قرآنية
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21-08-2025, 11:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(10)


د.محمود طباخ

الرائعة القرآنية العاشرة :

قال الله تعالى : (حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون . وقالوا لجلودهم لِمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون .) [ فصلت/20، 21]
لنا ثلاث وقفات مع هاتين الآيتين :
1-الضمير في (جاؤوها) يعود على جهنم ، ولا بد لكل عاقل فضلاً عن المؤمن أن يدرك بأن جهنم مسألة حتمية يوم القيامة ، لأنه لابد من معاقبة المجرمين المفسدين في الأرض بها، إذا لم يحاسبوا في الدنيا لحكمة يعلمها الله ، ليتحقق العدل الإلهي ، حتى إنه ليقاد من الشاة القرناء للشاة الجمّاء ، لذا وجب ألا يمر المؤمن على ذكر النار مرور الغافلين .
2- في يوم القيامة لا يجرؤ أحد مهما بلغت إساءته وبلغ مكره أن يخفي جرائمه ، لأن الله سيفضحه ، حين يجعل أعضاءه تنطق بالشهادة عليه رغماً عنه ، فليحسب الطغاة حسابهم لهذا الموقف ، وليعلموا أنه لا مكان لأي حجة لهم ما دامت أعضاؤهم هي التي ستنطق عن جرائمهم بما ارتكبت .
3- حين تشهد الأسماع والأبصار والجلود على أفعال المجرمين يوم القيامة ، فإنهم يتوجهون باللوم إلى جلودهم فقط مع أن أسماعهم وأبصارهم قد شهدت عليهم أيضاً ، فهل لذلك من دلالة ؟ نعم وكأن المجرم يعاتب جلده قائلاً :كيف شهدت عليّ ؟ مع أنك أنت الذي ستذوق العذاب دون سواك ، لأن فيك أعصاب الحس، التي بسببها يكون الإحساس بالألم، ولعل هذا هو السبب الذي من أجله يبدل الله جلود المعذبين في جهنم كلما تلفت ، ليستمر العذاب عليهم ولا يتوقف ، كما قال سبحانه (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً)[النساء/ 56]، لأن كلما تفيد الاستمرارية .
وهذا الذي أشار إليه القرآن الكريم من وجود أعصاب الحس في الجلد كما أشارت إليه الآيتان هو ما تم اكتشافه حديثاً . فلله در القرآن ! ما أروع بيانه ! وما أعظم إعجازه !


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.23%)]