عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 03-09-2025, 01:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطر الكلمة الطيبة

خواطر الكلمة الطيبة .. كُن كصاحب اللؤلؤة


  • إذا فقد الإنسان المنهج السلفي فقد ضاعت البوصلة الصحيحة التي ترشده إلى الحق وضاع منه المنهج القويم الذي رسمه لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
  • الاستقامة على صراط الإسلام أعظم نعمة يُنعم الله بها على عباده ولذلك أمرنا الله أن نُكرِّر سؤالها في كل صلاة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
التقيت في سنة من السنوات في موسم الحج، مع أحد أثرياء الكويت، وفي تلك الرحلة المباركة ومع مرور الأيام صارت بيننا مودة وتعارف، وفي يوم من الأيام تكلم معي في موضوع يخصّه وهو شغفه وحبه لاقتناء أثمن الساعات؛ حيث يضعها في صندوق مخصص لذلك، ولا يستطيع أحد الاقتراب من هذا الصندوق، وأنه يقوم بفتحه مرة كل شهر أو شهرين ينظفها، يلبس منها ما يريد وقتا قليلا ثم ينظفها ويلمعها ويضعها في مكانها ويغلق عليها، ويقول: إنه لديه ساعة فاخرة مرصّعة باللؤلؤ يحبها جدا قيمتها «ثلاثمائة ألف دينار»، يقول: إنها موجودة في العالم مع عشرة أشخاص فقط، وسمى لي فلانا وفلانا من أناس مشهورين ومعروفين -بارك الله لهم.
الشاهد من قصة هذا الرجل عندما مررت على كلمة للشيخ عبدالله السبت -رحمه الله- في شريط عنوانه (شُبَه حول السلفية) ذكر فيه المنهج السلفي، ثم ذكر الشبه التي تثار عليه، ورد عليها ردودا حكيمة ومتقنة بأبسط العبارات، وتلك ميزة الشيخ السبت -رحمه الله-؛ لأنه يفهم جيدًا ما السلفية؟ ويفقه المنهج فقها عظيما، فعباراته سهلة وواضحة، ويستطيع أن ينقل معنى السلفية لأعلى الناس من المثقفين من أصحاب الشهادات العليا، وأيضا يستطيع إيصال تلك المعاني إلى البسطاء والعوام والصغار.
العلم يولد الحرص
وكان مما قاله في هذا الشريط: «العلم يولد الحرص على قيمة هذا الشيء، فلو علم الإنسان حقيقة هذا المنهج لحرص عليه»، فلو تعلمنا ما السلفية بصدق دون أن تكون هناك ضبابية في أي أمر، وتتضح كل التفاصيل والقواعد دون التحرك بالعاطفة، لحرصنا على بقاء هذا المنهج الصافي عندنا حرص صاحب اللؤلؤة كيف يتعامل معها؟ يحافظ عليها وينظفها من وقت لآخر ويخاف عليها فيُخفيها عن عيون الناس ويدافع عنها وهو أشد الحرص أن تبقى لديه سليمة مصانة.
الدين الحق
لذا عندما نتكلم عن السلفية فنحن نتكلم عن الدين الحق الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأحسن عبارة في الحقيقة اختصرت تمسكك بالسلفية اليوم وتمسكك بالقضية الحق وتمسكك بالدين هو قول الإمام القحطاني عندما قال:
والدين رأس المال فاستمسك به
فضياعه من أعظم الخسران
فإذا ضاع المنهج السلفي فقد ضاعت البوصلة الصحيحة التي ترشد الإنسان، وضاع منه المنهج القويم الذي رسمه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وسلكت سبيلاً غير سبيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وسبيل أصحابه -رضوان الله عليهم-، فصرت تتخبط ذات اليمين وذات الشمال. عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «خطَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خطًّا بيدِه ثم قال: هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا، وخطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال: هذه السبلُ ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكم عَنْ سَبِيلِهِ»› فلو أدرك العالم قيمة هذه الرسمة التي رسمها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخلدها ولكانت أغلى رسمة مرت على التاريخ.
طريقٌ نهايته الجنة
أين يذهب هؤلاء أهل الطرق التي على اليمين واليسار؟ مآلهم إلى النار عياذا بالله، أما الصراط المستقيم الذي رسمه نبينا - رضي الله عنه - فإن نهايته الجنة؛ فلذلك فإن علينا أن نتعلم لكي نعرف الحقائق جيدًا ونعلم المخالفين وكيف يمكرون بنا، تفرق شملهم إلا علينا فكنا كالفريسة للذئاب، هم أعداء بعض لكنهم عندما رأوا فريستهم انقضوا واجتمعوا عليها، هكذا حال الناس مع الإسلام، وهكذا حال الناس مع السلفية، قال - صلى الله عليه وسلم - : «يُوشَكُ أن تَداعَى عليكم الأممُ كما تداعَى الأكلةُ على قصعتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ أمِن قلةٍ بنا؟ قال: لا ولكنَّكم غثاءٌ كغثاءِ السيلِ تُنزَعُ المهابةُ من قلوبِ عدوِّكم منكم ويُوضعُ في قلوبِكم الوهنُ، قالوا: يا رسولَ اللهِ وما الوهنُ؟ قال: حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ»، هكذا الإسلام وهكذا السلفية التي هي المنهج الحق.


اعداد: د. خالد سلطان السلطان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]