عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 12-09-2025, 02:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,450
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قناديل على الدرب

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(5)


الشريعة والحقيقة، إحدى عقائد بعض الطرائق الصوفية؛ حيث يزعم أقطابها أن لكل آية ظهرًا وبطنًا، وأن الإسلام شريعة وحقيقة، وما الشريعة في الحقيقة إلا قشور، وأن الحقيقة منتهى الكمال والرقي في سلم التعبد الإسلامي وسبيل للوصول للعلم اللدني والكشف الرباني، مستشهدين بحديث أبي هريرة: «حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين من علم، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قُطع هذا الحلقوم» (أخرجه البخاري).
وفي واقع الأمر هم يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ الظاهر لجميع المسلمين بينما الباطن خص به أشخاصًا بعينهم، قال ابن عجيبة في (إيقاظ الهمم شرح الحكم): «وأما واضع هذا العلم فهو النبي صلى الله عليه وسلمبالوحي والإلهام، فنزل جبريل أولاً بالشريعة، فلما قررت نزل ثانيًا بالحقيقة، فخص بها بعضًا دون بعض، وأول من تكلم فيه وأظهره سيدنا علي -كرم الله وجه- وأخذه عنه الحسن البصري».
والمتأمل لهذا الكلام سيجده هراءً أو هباءً منبثًا، فوالله الذي لا إله إلا هو إن رسول الله صلى الله عليه وسلمبريء من هذا الإفك الذي نسبه إليه هؤلاء، ألم يقرؤوا قوله عز وجل في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }(المائدة: 3)، ثم ها هو النبي صلى الله عليه وسلمعلى جبل الرحمة يوم الحج الأكبر يقول لجموع الصحابة: «وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك وأديت، ونصحت لأمتك، وقضيت الذي عليك، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: (اللهم فاشهد اللهم فاشهد). ويبدو أن هؤلاء النفر يأخذون ما يوافق هواهم من الأحاديث النبوية ويتركون بعضها الآخر؛ فقد تغافلوا عن قوله صلى الله عليه وسلم: «أنه ليس لنبي أن يومض» أي يشير إشارة خفية لكيلا يسيء أحد الظن ، فيعتقد أن في دين الله أسرارًا لا يعلمها كثير من الناس.
والجدير بالذكر أنه قد أنكر عليهم جماعة من قدمائهم في إعراضهم عن هذا الأمر ، ومنهم أبو حامد الغزالي في (إحيائه) قائلاً: «من قال إن الحقيقة تخالف الشريعة، أو الباطن يخالف الظاهر، فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان». وقال ابن عقيل: «وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمغرور مخدوع» (تلبيس إبليس صـ325).
يتضح لنا زيف هذا القول: بأن الإسلام له باطن وظاهر، وقد تأكد هذا الزيف بأقوال بعض فقهائهم كم أسلفنا؛ لأن القول بما يسمى العلم الباطني يصل وفق مفهومهم الضيق إلى ما يسمى بالحلول والاتحاد.


اعداد: محمد الراشد



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]