عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 14-09-2025, 11:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,023
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تأملات في سورة يوسف عليه السلام

تأملات في سورة يوسف عليه السلام (10):


د. توفيق العبيد



يكاد المريب يقول خذوني



(أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [سورة يوسف : 12]

بعد أن قوَّلوا الأب ما يقل: (مالك لا تأمنا على يوسف)، وجعلوه في موضع دفاع ليس مضطرا له، أتبعوه بعروض تجعله يوافق.

إنهم مستمرون في محاولة التسلل لقلب أبيهم، لكي يأخذوا يوسف نحو المجهول.

بات الخطر يداهم يوسف ..
ورحلة المشقة والعذاب توشك أن تبدأ.
لون بدايتها لون مودة ومحبة، ووصفهم للرحلة بأنها ترفيهية، وجاذبيتها في كون اللعب جزء منها.

تلك هي الثياب التي كسا بها إخوة يوسف مؤامرتهم على أخيهم، وذلك ليقتنع أبوهم بتركه معهم، تحت غطاء المحبة والترفيه.
تلك هي الغاية التي أوهموا أباهم بها.

لطالما تسلل أعداؤنا لديننا وقلوبنا باسم الحرية تارة، وباسم المدنية والحضارة والعلم تارة أخرى، فتخفي الذئب بجلد الحمل الوديع لهو خطر يداهم أصحاب القلوب الطيبة، يوشك أن يفتك بها.

لقد تذكرت كلمة قال لي أحد مشايخي: ( إذا صعدت الحافلة فاعتقد أن كل الركاب أولياء ولكن ضع يدك على جيبك).

ومرة أخرى يكاد المريب يقول خذوني…

وهذا ما ألمحه في قوله: (وإنا له لحافظون): حيث البيان بجملة أسمية فيها دخول اللام التي تزحلقت من الابتداء إلى الخبر، لتضفي على الجملة معنى التأكيد والتوثيق…
مما يثير حفيظة التفس للتساؤل:

لم الحرص والتأكيد والتوثيق؟!
ولمَ يريدونه بهذا اليوم حصرا؟ ! ..
كل ذلك كاد يكشف خبيئة ما خططوا له.

ويمكن التساؤل أيضا لم قالوا (ونحن له حافظون) مع أنه سبق أن وصفوا أنفسهم بالأمانة حين قالوامالك لا تأمنا ..)

وهل أشعرهم أبوهم بأنه يشك بصحة نيتهم حتى يخبروه أنهم له حافظون؟
ومن تكلم أصلا بموضوع الحفاظ على يوسف من التهاون به؟!
ولكن هو المخطئ لا يمكنه صناعة جريمة كاملة.

يحاول الأب وضع مزيد من العقبات أمام كذبهم عليه، ليصرفهم عما أرادوا ..

ولكن الشيطنة قد استلمت زمان قيادة عقول لم تعد تعي أكثر من الإصرار على تنفيذ ما خططوا له.

ليتنا نعي أن شيطنة عقولنا تعني دمارا لأناس أبرياء، وقطع للأرحام، ومخططات لا تنتهي إلا بإجرام.

ماهي تلك العقبات التي وضعها سيدنا يعقوب، وكيف تجاوزوها بمكر عجيب، هذا ما سنعرفه في المنشور القادم بإذن الله.

ابقو معنا عبر منشورات( تأملات في سورة يوسف).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]