عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-09-2025, 11:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,306
الدولة : Egypt
افتراضي الإلحاد جفاف معنوي.. وإفلاس روحي

الإلحاد جفاف معنوي وإفلاس روحي

نايف عبوش

ليس كل ما لا يُدركه العقل أو ما لا تَحُسُّه وتحيط به الحواس، يجب أن يُنكَر؛ فكثيرٌ من الموجودات غير منظورة، ولكنها موجودة فعلًا، لذلك يبقى حال الملحد، كحال راعي إبل في صحراء الرَّبع الخالي، يُنكر حقيقة وجود جبال الهملايا ويجحدها؛ لأنه لا يراها ماثلةً أمامه عيانًا، رغم أنها موجودة حقيقةً، وأكثر من ذلك نجد أن الهواء الذي نتنفَّسه في كل لحظة، ونَحسُّه جميعًا، هو الآخر شيء موجود على الحقيقة، ولكننا لا نراه.

وإذا ما انعدمت أمامنا كلُّ الحقائق من الذرة إلى المجرة، فلا شك أن حقيقة الموت اليقينية التي نواجهها يوميًّا في معيتنا، والتي سنُواجهها حقَّ اليقين في ذواتنا يومًا ما مهما كابَرنا - هي أكبر برهان على تهافُت الإلحاد أمام حقيقة الذات الإلهية التي خلَقت الموت والحياة، وجعلت الفناء قانونًا حتميًّا مركزيًّا يَطال الجميع على قاعدة: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].

على أنه تَجدُر الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يتقاطَع العلم في أدق تفاصيله ومكتشفاته مع حقائق الدين، بل إن تناغم العلم في مكتشفاته مع القرآن الكريم أذهَل العلماء والفلاسفة، حتى بدأ الكثير منهم يُعلن إسلامه عن قناعة علمية تامة، دون أن يطلب منه أحدٌ ذلك..

ومن هنا فإن الدعوات إلى الإلحاد والكتابات الهدامة، وازدراء الأديان، ما هي إلا تعبيرٌ عن حالة ضياع فكري، وجفاف روحي، واستلاب معنوي، تُغذيها عواملُ كثيرة، لعل في مقدمتها توجهات ثقافة الكسب المادي، وضجيج مُغريات العصرنة الصاخب، وغياب التربية الدينية الصحيحة، وغيرها..

وهكذا يَظَل العقل الإنساني - مهما كان موهوبًا، ومهما تحصَّل عليه من العلم - قاصرًا وعاجزًا عن الإحاطة بالغيب وما وراءه من حقائق، على قاعدة ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.21%)]