عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-09-2025, 11:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي لإزالة عقوبة الذنوب

لإزالة عقوبة الذنوب


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب:

السبب الأول:
التوبة، وهذا متفق عليه بين المسلمين. قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}، وقال تعالى: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم} ، وقال تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} )، وأمثال ذلك.

السبب الثاني:
الاستغفار، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أذنب عبدٌ ذنباً فقال أي رب أذنبت ذنباً فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي..» الحديث. (رواه البخاري). 6953)ومسلم (4953) وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقومٍ يذنبون ثم يستغفرون فيُغفَرُ لهم» (التوبة/4936).

السبب الثالث:
الحسنات الماحية، كما قال تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفَاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، وقال صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (رواه مسلم (344)) وقال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري (37) ومسلم (1268))، وقال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَله ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري (1768))، وقال: «من حجَّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» (رواه البخاري (1690))، وقال: «فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (رواه البخاري (494) ومسلم (5150))، وقال: «من أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار، حتى فرجه بفرجه» (رواه مسلم (2777)). وهذه الأحاديث وأمثالها في الصحاح، وقال: «الصدقةُ تُطْفِئُ الخطيئة كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارُ الحطبَ».

والسبب الرابع:
الدافع للعقاب: دعاءُ المؤمنين للمؤمن، مثل صلاتهم على جنازته، فعن عائشة، وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من ميت يصلى عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شُفِعُوا فيه» (رواه مسلم (1576))، وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجلٍ مسلمٍ يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه» ( رواه مسلم (1577)). وهذا دعاء له بعد الموت

السبب الخامس:
ما يعمل للميت من أعمال البر، كالصدقةِ ونحوها، فإن هذا ينتفع به بنصوص السنة الصحيحة الصريحة، واتفاق الأئمة، وكذلك العتق والحج، بل قد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه». (رواه البخاري (5210) ومسلم (4670)).

السبب السادس:
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة، كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة، مثل قوله في الحديث الصحيح: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» (صححه الألباني في صحيح أبي داوود (3965))، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة...» (انظر صحيح الجامع (3335)).

السبب السابع:
المصائب التي يُكَفِرُ الله بها الخطايا في الدنيا، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ما يُصيب المؤمن من وصبٍ ولا نصب ولا همٍ ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» (رواه البخاري (5210) ومسلم (4670)).

السبب الثامن:
ما يحصل في القبر من الفتنة، والضغطة، والروعة ( أي التخويف )، فإن هذا مما يُكَفَرُ به الخطايا.

السبب التاسع:
أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.

السبب العاشر:
رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد.

____________________________
الكاتب: د. سعد الشمري

المرجع مختصراً: مجموع فتاوى ابن تيمية ج7 ص 487- 501



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]